أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - هيباتشيا المسحولة والجمهورية الجديدة؟














المزيد.....

هيباتشيا المسحولة والجمهورية الجديدة؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7121 - 2021 / 12 / 29 - 12:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يعرف أحد لماذا لا يحتفل التنويريون ولا محافل النساء ولوبياتهن المتعددة فى مصر والعالم العربى، ولا الجهات الرسمية المتخصصة بالفيلسوفة المصرية القديمة هيباتشيا ؟ولا نفهم لماذا لم يتم وضع مجسم عملاق لها بمدخل الإسكندرية أو إطلاق إسمها على أحد الميادين الكبرى هناك ، كما نستغرب أيضا عدم إقامة تمثال كبير لها بالعاصمة الإدارية الجديدة يماثل تمثال الحرية الأمريكى ، كتكريم وتعويض عما نالها، وكتعريف عظيم و صادق يليق بتاريخها ، وليس كمجرد إجراء نمطى روتينى مثل تمثالها المتواضع الذى أقيم بطريقة خجولة بساحة محدودة بالماسة كابيتال بالعاصمة الإدارية الجديدة، ثم تم تهميش الاهتمام الإعلامى به بعد ضغوط مجهولة ، بدلا من إعتبار سيرتها أفضل عنوان للجمهورية الجديدة، واضافة تلك السيرة إلى المناهج التعليمية كمدخل للتوعية الحقيقية غير المغرضة ؟
فهيباتشيا تعتبر رمزا تنويريا شديد الروعة ودليل دامغ على أصالة المرأة المصرية القديمة وعلمها ، كما أن ما حدث لها يثبت أن أضطهاد المتدينين للمرأة المتفوقة كان جزءا من التاريخ والهوية المصرية القديمة ؟
كانت هيباتشيا فيلسوفة مصرية سكندرية رائعة الفكر والجمال، تخصصت في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وهي تعد أول امرأة في التاريخ يلمع اسمها كعالمة رياضيات أيضا، كما لمعت في تدريس الفلسفة وعلم الفلك.وكانت لها ندوات وأنشطة فلسفية بمكتبة الإسكندرية القديمة ،كما كان لها العديد من المؤمنين بأفكارها والعاشقين لجمالها وحسن منطقها والذين كانوا يحجون إلى مكتبة الإسكندرية من أجلها ، وهيباتشيا لم تكن مجرد أنثى مجتهدة فى الفكر ورائعة الجمال فقط ، لكنها كانت أفضل محاضرة وفيلسوفة فى تاريخ مصر السابق واللاحق ، وكانت تهزم كل من يحاورها من أقرانها وتثبت كذب إدعاءاتهم ، وهو الأمر الذى كان يزيد من أتباعها ويحد من الدعوات الأخرى المناقضة لأفكارها، وباتت تقترب من أن تكون فى منزلة الأنبياء لدى ملايين البشر ،لذا كرهها رجال الدين المتزمتين فى ذلك الوقت وباتت هيباتشيا عدوتهم الأولى وإن لم يفصحوا (لم يكن الدين الإسلامى قد وجد بعد) ،

إتبعت هيباتشيا النهج الرياضي لأكاديمية أفلاطون في أثينا، التي مثّلها إيودوكيوس الكنيدوسي،كما تأثرت بفكر أفلوطين الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، والذي كان يفضّل الدراسة المنطقية والرياضية بدلاً من المعرفة النظرية، وهو ما زاد من علمية منطقها وقوة برهانها ، وعرى جهل أعدائها ،
وظلت الفيلسوفة العبقرية تعيش حياة فكرية وفلسفية رائعة في حقبة مصر الرومانية، حتى إستقر وتوسع حكم المتدينين المصريين فى ذلك الوقت ، ومنحتهم روما دعمها الكامل ، بعد أن أذنت لهم فى معاونتها فى حكم العباد والبلاد ، فتذكر هؤلاء المتطرفون فلسفة هيباتشيا وعلمها وخزيهم الدائم أمام منطقها ، فدبروا لها وحرضوا العامة عليها وطالبوا بعقابها ، ثم بادروا فذهبوا إلى مقرها بمكتبة الإسكندرية ، وحاصروها بقيادة حشد من رجال الدين المتطرفين ،الذين إتهموها بممارسة السحر والإلحاد والتسبب في اضطرابات دينية ،ثم قام بعض رجال الدين الرسميين ومعهم آلاف الغوغاء(المتدينين) بسحلها وجرها عارية فى الطرقات، وظلوا على ذلك الحال حتى انسلخ جلدها وتشوه وجهها ،ثم أحرقوها بكل وحشية ؟
و بعد قتل هذه الفيلسوفة العظيمة بهذه الطريقة الهمجية عام 415 م عن عمر يقارب الخمسة والأربعين عاما ، قام نفس هؤلاء المتطرفون بإحراق مكتبة الإسكندرية القديمة التى كانت تعتبر مقرا علميا وثقافيا عظيم الشأن ، وأهدرت بسبب ذلك الحريق الوحشى نفائس علمية و ثقافية وتاريخية لا تقدر بثمن ، كلها راحت كما راحت راعيتها ومنبع كنوزها ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجال الذين مزقتهم الشروخ ؟
- إيزادورا أو جوليت المصرية ؟
- شهادة للتاريخ ؟
- تحيا شيلى !!
- خمسون عاما ؟
- بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية
- قرارات مصيرية ،، بعد هزيمة الفريق التونسى !! فانتازيا ساخرة
- عن السفاهة والتبذير فى قطر ؟
- إنهيار التجربة التركية، ما العمل؟
- الفساد الأكبر ؟
- فيلم أميرة !؟
- المعارضة الإقتصادية التى تمهد الساحة للقرارات الحكومية ؟
- مقاطعة المعبد المقدس ؟
- الحرية الإقتصادية التى يدافع عنها المليارديرات ؟
- الفنان القدير ؟
- لعنة الفراعنة ؟؟
- الكلب الإسطوري لوكانيكوس
- إجهاض إنقلاب الزمالك
- التجربة الكولومبية !!
- حوار مسرحى بمناسبة عودة مرتضى منصور لرئاسة نادى الزمالك


المزيد.....




- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - هيباتشيا المسحولة والجمهورية الجديدة؟