أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن مدبولى - الحرية الإقتصادية التى يدافع عنها المليارديرات ؟














المزيد.....

الحرية الإقتصادية التى يدافع عنها المليارديرات ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7096 - 2021 / 12 / 4 - 02:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


فى الدول الرأسمالية يؤمنون بأن التحرير الشامل لآليات إدارة الإقتصاد الوطنى يعتبر الطريق الأوحد والمدخل الرئيسى للتنمية وتحقيق الرفاهية ،
وبالتالى فهم يستبعدون أى تدخل للدولة فى الشأن الاقتصادى، سواء كان ذلك التدخل يتمثل فى ممارسة أية أنشطة إقتصادية تكون مملوكة للدولة، أو فى تحديد أسعار السلع والخدمات، أو عن طريق وضع سقف لتقييم لسعر العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية ،،
وطبقا لهذه الرؤية الأحادية التى يتبناها أيضا صندوق النقد الدولى، فإنه ينبغى على الدول النامية أن تقوم بإلغاء الدعم ) و التخلص من الشركات العامةالمملوكة للدولة
(الخصخصة) وتسريح وتشريد العمالةفى الأجهزة والمؤسسات الحكومية وتحرير أسعار الصرف للعملات الوطنية (التعويم)وترك تحديد أسعار السلع والبضائع لآليات العرض والطلب(أسعار السوق) وتبعا لما تسفر عنه المنافسة بين شركات القطاع الخاص بعضها البعض، إذا أرادت هذه الدول نجاح خططها للتنمية الإقتصادية ،،
كما تتطلب تلك الرؤية فتح المجال لسيطرة القطاع الخاص وحده على سوق العمل والسلع والصرافة والخدمات والتعليم والعلاج والإسكان والنقل والغذاء ،وأن ينحصر دور الدولة فى الدوائر الخجولة المتعلقة بالنظم المالية والنقدية،والتى يتم من خلالها فرض الضرائب فى أضيق قدر ممكن على رجال الاعمال، بينما تزاد تلك الضرائب بشكل دائم ومتزايد على المستهلك وحده،
وهذه الرؤية تمثل عين ما قاله وألح عليه وطالب بتطبيقه السيد الملياردير ساويرس وشركاه الأجانب ؟ حيث عاب على الدولة المصرية تمسكها بما تبقى لها من قدرة خجولة على المشاركة فى الأنشطة الإقتصادية الوطنية ؟ فرغم كل هذا التسيب الإقتصادى المتبع فى مصر ، والذى سمح لأباطرة الإقتصاد من السيطرة على مفاصل الاقتصاد المصرى والتحكم فى غالبية مناحية والتربح من ورائه لمئات المليارات من الدولارات، وفتح الأبواب على مصراعيها للتفريط فى دعائم الإقتصاد المصرى، مثلما حدث من تصفية لمصنع الحديد والصلب، فإن السيد ساويرس أعلن عدم رضائه عن هذه الأوضاع، وأرسل رسائل خارجية مليئة بالخبث والسلبية لكشف ما رأى أنه تدخل حكومى فى الإقتصاد ،مؤكدا أن ذلك التدخل منعه هو وشركائه المصريين و الأجانب من البرطعة والتمرغ بحرية فى ساحات الإقتصاد المصرى وبالتالى منع التنمية وحجب فرص الإستثمار و التقدم والرفاهية ؟
لكن الذى لم يقله السيد ساويرس ولم يشر إليه فى أى وقت من الأوقات هو أن تطبيق تلك السياسات التى يدعو إليها نيافته، والتى أقرها معه بعض المعارضين المصريين باعتبارها من المسلمات ، قد سبق أن أدت إلى كوارث متعددة وصلت لحد إعلان إفلاس بعض الدول مثل اليونان والأرجنتين وشيلى وغيرها ، كما تسببت فى وقوع غالبية الدول الأفريقية والعربية وبعض دول العالم الثالث فى شراك التبعية المطلقة للدول الغربية، مع إستمرار التخلف والتدهور المعيشى وتفشى الفساد والبطالة والمرض وتراجع قيمة العملات الوطنية ،وإنهيار الخدمات الرئيسية كالصحة والتعليم وغيرها كما هى دون تغيير ؟

بمعنى أبسط انه يمكن القول أن تحرير الاقتصاد بشكل مطلق كما يدعى ساويرس وبعض المعارضين المصريين ليس هو الطريق الأوحد أو الأمثل لإنجاز وتحقيق التنمية الإقتصادية،و لكن هناك طرق أخرى أكثر تناسبا مع ظروف الدول النامية ( غير البترولية ) تعتمد على دور فعال للدولة فى تخطيط وإدارة الإقتصاد الوطنى ،
بل إنه حتى الدول الكبرى لم تعد تترك أسواقها حرة بالمعنى الرأسمالى البحت ، لكنها تتدخل من آن لآخر لحماية الدولة من الإنهيار، كما أن الحرية السياسية المتاحة للشعوب الغربية تلازم تطبيق الحرية الإقتصادية الناجحة نسبيا هناك ، وهذه الحرية السياسية اللامحدودة تتيح لتلك الشعوب امكانية التخلص من أى حكومة تحقق فشلاأو نتائج غير مقبولة، على عكس ما هو قائم فى الدول الأقل تقدما ؟
فالحرية الاقتصادية المطلقة ( مع إفتراض جدارة تطبيقها جدلا ) هذه الحرية الإقتصادية مرهونة بتوافر حرية سياسية تامة تتيح للشعوب وحدها اختيار الحكومات المناسبة التى تقود عمليات التنمية فى إطار من الرقابة والمحاسبة الوطنية المستقلة، لكن المهم هنا والغريب أيضا أن السيد ساويرس نصير الحرية الاقتصادية والمتحمس لها ،هو نفسه مستر ساويرس عدو الحرية السياسية فى العالم العربى والمتحالف ضدها ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان القدير ؟
- لعنة الفراعنة ؟؟
- الكلب الإسطوري لوكانيكوس
- إجهاض إنقلاب الزمالك
- التجربة الكولومبية !!
- حوار مسرحى بمناسبة عودة مرتضى منصور لرئاسة نادى الزمالك
- الدورى المصرى عاد للقاعدة العامة؟
- تدمير صحة المصريين ؟
- عودة رئيس الوزراء المعزول حمدوك ؟
- عملة البتكوين
- تدمير قطاع التأمين فى مصر؟
- مأساة الشركة المصرية لإعادة التأمين ؟
- مائة وإثنان وخمسون عاما على إفتتاح قناة السويس
- الأمة والروابط الجامعة !
- تدمير الشركة ( ميم)
- نجيب سرور فى ذكراه
- أم الكوارث
- اليسار الإسلامى
- مرور سريع على أربعة أحداث هامة
- تحيا جمهورية زفتى العربية !!


المزيد.....




- مقطع فيديو يظهر لحظة وقوع انفجار بمسجد في إيران (فيديو)
- السجن 25 عاما لمؤسس بورصة FTX للعملات المشفرة في الولايات ال ...
- يباع بنحو ألف دولار.. باحثون: أوزمبيك يمكن إنتاجه بكلفة 5 دو ...
- عباس يصادق على حكومة فلسطينية جديدة من 23 وزيرا برئاسة الاقت ...
- بلومبيرغ: انحسار جاذبية دبي لأثرياء روسيا
- فوربس.. قائمة قادة الشركات العقارية الأبرز بالمنطقة في 2024 ...
- ثقة المستهلكين الأميركيين ترتفع إلى أعلى مستوى في 32 شهراً
- بورصات الخليج تغلق على انخفاض قبيل بيانات التضخم الأميركية
- 1.8 مليار درهم حجم إنفاق -مبادرات محمد بن راشد- في 2023
- مصر.. تحرك حكومي عاجل قبل عيد الفطر


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن مدبولى - الحرية الإقتصادية التى يدافع عنها المليارديرات ؟