أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - إنهيار التجربة التركية، ما العمل؟















المزيد.....

إنهيار التجربة التركية، ما العمل؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7107 - 2021 / 12 / 15 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى الوقت الذى نتابع فيه تلك الألغاز التى تتم فى تونس ، والتى تستخف بالشعب وتنذر بعواقب وخيمة هناك ، فمن المفيد أيضا الإشارة إلى أن التجربة التركية التى بدأت عام 2002 والتى دشنت نموذجا مضيئا وملهما لدول العالم العربى والإسلامى، هذه التجربة تأخذ طريقها نحو الأفول والتدهور والإنهيار فى الوقت الحالى ، وأعتقد أن تلك النهاية الحتمية لن تتم عبر انقلابات عسكرية أو ماشابه ذلك، لكنها ستتم بنفس الطريقة التى جرى من خلالها القضاء على التجربة التونسية الوليدة ؟

وهناك العديد من المظاهر التى تشى بقرب إنتهاء التجربة التركية يمكن إيجاز بعضها فيمايلى :-

أولا :- تناقص شعبية رجب طيب أردوغان بسبب الغضب من سياساته الداخلية والخارحية

ثانيا:- تحول الرجل إلى ديكتاتور يتشابه تماما مع نظرائه ممن يقودون دول العالم الثالث،واعتماده فقط على أهل الثقة والأقارب، لدرجة تعيين صهره كمحافظ للبنك المركزى

ثالثا:- إنتهاء الدور السياسى للوزراء وتحولهم لمجرد سكرتارية تحاول إرضاء ونيل ثقة السيد القائد؟

رابعا:- الخسائر المتوقعة من الحملات العسكرية الخارجية خاصة فى العراق وسورية واذربيجان وليبيا وقطر ، فبالرغم من إكتساب تركيا نفوذا دوليا نتيجة تزايد الدور العسكرى لها فى تلك المناطق الساخنة ، إلا أن الخسائر المادية والبشرية لم يتم تعويضها بشكل يكافئ ماتم إنفاقه وتكبده ، بل وبدا وكأن كل ما تحملته تركيا فى تلك الصراعات قد ذهب هباءا منثورا ، خاصة فى سوريا وليبيا؟ وهى نفس الدوافع التى رفعها دونالد ترامب فى وجه منافسيه عند ولايته الأولى ، وهى نفس المطالبات التى كان يوجهها للخليجيين وغيرهم بقوله اننا ندفع المليارات لحمايتكم وينبغى عليكم تعويضنا والا سحبنا قواتنا ،ونفس الدوافع المادية هى التى جعلت روسيا تستبدل قواتها النظامية بشركة أمن وقتال هى شركة فاجنر التى تتدخل عسكريا فى أماكن الصراعات مقابل المال، بينما تركيا استنزفت مواردها فى تلك الحملات مجانا ودون عائد سياسى فى غالبيتها ؟

خامسا :-انهيار الليرة التركية والتخبط والتغيير الدائم فى محافظى البنك المركزى التركى

سادسا :- تخلى أردوغان عن أهم الكوادر التى ساهمت فى نجاح تجربة حزب العدالة والتنمية
،ومن مظاهر ذلك انفصال كلّ من رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو ونائبه علي باباجان حيث شكلا حزبين اثنين بعد أن استقالا من حزب العدالة والتنمية وكذلك الفيلسوف الدكتور جول وغيرهم ،،

سابعا :- وجود لوبى نسائي قوى معادى لشخص أردوغان نفسه ومعادى للتوجهات المعادية للمرأة من وجهة نظرهن،وهو أمر يهتم به المجتمع الاوروبى والبيئة المحيطة بتركيا ،

ثامنا :- -العداء مع الولايات المتحدة وحلفاء تركيا فى حلف الناتو وشراء بعض الأسلحة من روسيا ،

تاسعا :-الفشل فى حل مشكلة ترسيم الحدود البحرية مع اليونان ، واستمرار النزاع دون حسم بالرغم من الحديث عن المناورات والفرقاطات والوجود العسكرى المتحدى لكل من اليونان وفرنسا ومعهم قبرص ومصر واسرائيل ،

وفى رأيى أن الأسباب الرئيسية التى أدت إلى بروز كل تلك المظاهر التى توحى بقرب انتهاء الحقبة الاسلامية فى تركيا قد نتجت من ثلاثة أسباب رئيسية :-

1- الإعتماد المطلق على سياسات اقتصاد السوق الحر بشكل كامل، وإلغاء كل مظاهر تدخل الدولة فى النشاط الإقتصادى وترك المجال للإستثمارات الأجنبية ولرجال الأعمال المحليين، وإلغاء الدعم ،وتعويم العملة الوطنية، وتناقص قيمتها بشكل متكرر، وكذلك الخفض المتتالى لسعر الفائدة بالبنوك ، والتخلص من الشركات العامة، وهى ذات السياسات التى يطالب بها بعض رجال الأعمال( الإصلاحيين ) فى مصر!!
وقد أدت تلك السياسات الى نمو وازدهار مرحلى فى بداية التجربة ، بالاضافة لتوافر عوامل الشفافية وانحسار الفساد،والدور المهم الذى لعبه حزب العدالة والتنمية وكوادره ، لكن مع مرور الوقت انكشف الاقتصاد التركى امام الأعداء الخارجيين نتيجة تخلى الدولة عن دورها بالكامل ، وباتت الليرة التركية والاقتصاد بأكمله رهنا لرجال الاعمال المحليين والأجانب ، ورهنا لرضاء القوى السياسية الدولية عن النظام التركى من عدمه ، ويكفى أن نعلم أن قيمة الليرة التركية إنخفضت بشكل درماتيكى أمام الدولار خلال سنوات معدودة حيث كانت قيمة الليرةالدولار الامريكي تساوي نحو 3.7 ليرة تركية عام 2018 ، بينما الدولار حاليا فى نهاية عام 2021 قد تجاوزت قيمته 14 ليرة ؟
وتحذر بعض التقارير الاقتصادية الدولية من إنتقال عدوى إنهيار الليرة إلى قطاعات اخرى داخل الإقتصاد التركى ، وتشير تلك التقارير إلى أن سوق الأسهم والسندات ( البورصة ) قد أصابتها العدوي بالفعل وبدأت بالتراجع كما انخفضت القيمة الحقيقية للاسهم بالنسبة للمستثمرين، وكذلك على ارتفاع تكلفة القروض الدولية علي رجال الأعمال الأتراك ، كما يتوقع حدوث أزمة ضخمة ستواجه البنوك التركية بسبب القروض بالعملة الأجنبية والتي تقدر بنحو 150 مليار دولار و حوالى 100 مليار يورو!!
كما أدت أزمة إنهيار الليرة إلي ارتفاع أسعار جميع السلع في تركيا بنسبة تصل الي 25 % فى الفترة الماضية ،،

2- عدم وضع أولويات إستراتيجية للتحركات العسكرية التركية ، وفتح المجال لاستنزاف المعدات والأفراد والأموال فى أكثر من جهة بشكل متزامن، فتركيا تدخلت فى البداية فى سورية بشكل عاطفى غير مدروس، نتج عنه سقوطها فى هذا الوحل الذى استنزف طاقتها، سواء على المستوى العسكرى أو على المستوى الاقتصادى والاجتماعى باستقبالها لملايين اللاجئين ، كذلك فقدانها حلفاء استراتيحيين كإيران وروسيا والعراق، ثم بعد ذلك الاصطدام بروسيا فى ليبيا ، بينما لم تقدم لها اية مساعدات غربية على عكس ما يتم حاليا مع أوكرانيا، وفى نفس الوقت اصطدمت تركيا بروسيا مرة اخرى فى ارمينيا ، وتدخلت فى قطر بشكل مفاجئ، بينما كانت الجبهة الاستراتيجية الأهم التى تتطلب التفرغ والمواجهة المباشرة هى عملية ترسيم الحدود مع قبرص واليونان ، ونقول المواجهة المباشرة بمعنى الدخول والتهديد بصراع مباشر بدلا من الالتفاف من ناحية ليبيا او عن طريق فتح الحدود للاجئين لدخول اليونان وأوروبا ، وهذا التدخل المباشر لحماية الحقوق التاريخية التركية حجبته وحدت من مقدرته التوغلات العسكرية العشوائية خارج الحدود التركية ، والتى فطنت لها اليونان وفرنسا وقبرص واسرائيل فتمادوا فى نهب الخيرات البحرية التركية ؟

3- تحويل النظام البرلمانى الديموقراطى الى نظام رئاسى مقيت يعتمد على الرجل الواحد ، وبعد أن كان الشعب التركى ينتخب حزبا سياسيا له برنامج ويمتلك كوادر عديدة فى كافة المجالات ، تحولت الأمور بعد إستفتاء عام 2017 الى نظام رئاسى عضوض يعتمد على الرجل الواحد دخل رسميا دور التنفيذ عام 2018 وبموجبه ألغي منصب رئيس الوزراء ونُقلت صلاحياته بالكامل إلى أردوغان؟
بينما فى الوقت الراهن تشير بعض استطلاعات الرأي أن ما يتراوح بين 54 إلى 64 بالمئة من السكان يرفضون النظام الرئاسي الحالي ويؤيدون إعادة النظامٍ البرلماني؟
وفى الغالب ونظرا لإن اعادة تحويل النظام الرئاسى الى نظام برلمانى مرة أخرى يحتاج وفقا للآليات الدستورية الحالية الى أغلبية برلمانية ساحقة للقوى السياسية التى تناضل من أجل هذا المطلب، وذلك للتصدى لديكتاتورية الرئيس أردوغان ولحكم الرجل الأوحد ، ونظرا لصعوبة حصول أى من الأحزاب التركية او القوى السياسية المتحالفة على أغلبية مطلقة تمتلك النصاب المطلوب للتغيير ، فأعتقد ان نهاية التجربة الأردوغانية ستتم بنفس السلاح الذى استخدمه الرجل والامر سيكون فى الانتخابات القادمة عام 2023 ان امتد به الأجل، وفى الغالب سيفوز برئاسة تركيا شخص آخر معادى لحزب العدالة والتنمية وسيستخدم السلطات المطلقة التى وفرها له أردوغان لتدمير كل ما له علاقة بالتجربة الاسلامية هناك ، واعتقد ان حزب العدالة والتنمية سينتهى دوره نهائيا وسيعود التنافس المستقبلى على الرئاسة بين الشخصيات العلمانية الموالية للغرب والتى لا تحتاج لأى ظهير حزبى سياسى، يكفيها فقط دعم غربى واعلام عالمى ورضا أمريكى وتزييف داخلى لكى تفوز بالرئاسة وتتمتع بسلطات ساحقة ؟

ما العمل؟
هناك عدة طرق يمكن من خلالها انقاذ تجربة الاسلاميين فى تركيا ،
أ- استخدام الاليات الحالية لاعادة النظام البرلمانى مرة أخرى لمنع وصول شخص معادى للقيم الاسلامية لمنصب الرئاسة والتمتع بالسلطات المطلقة،،

ب- وضع خطة لاعادة هيكلة الاقتصاد التركى بحيث يكون للدولة دور مهم فى السيطرة على العديد من المقومات الإقتصادية ، وايقاف احتكار رجال الاعمال للأسواق ، ومحاولة السيطرة على الاسعار وزيادة نسبة التوظيف الحكومى وانشاء بعض الشركات العامة لخلق فرص للتوظيف ، وايضا زيادة سعر الفائدة فى البنوك لخلق سيولة للدولة لتمويل خططها البديلة

ج- لملمة الدور التركى العسكرى المتناثر فى أكثر من مكان خاصة فى سورية ، والاعلان للعالم عن اعادة اللاجئين السوريين الى داخل الحدود السورية ، كذلك الدور التركى فى ليبيا ، والابقاء فقط على الدور الرمزى فى قطر وأذربيجان، وكذلك تكثيف عمليات القوات التركية على الحدود لمواجهة الاخطار الكردية، مع التركيز على النشاط العسكرى المناهض لليونان ولو تطلب الامر الانسحاب من الناتو وقطع العلاقات مع اسرائيل،وذلك بصرف النظر عن العواقب الاقتصادية التى ستنتج عن تلك الخطوة، حيث يفترض ان الغرب سيحد من التواجد السياحى بتركيا اذا تم ذلك،
د- اعادة هيكلة السياسة الخارجية التركية مع كل من ايران وروسيا ومصر والسعودية والتقارب معهم ، واعتبارهم بديلا عن العلاقات الاوروبية الامريكية التى تعادى التجربة التركية وتحاصرها وكادت ان تقضى عليها عام 2015 لولا روسيا وايران؟
المصادر:-
1-https://www.bbc.com/arabic/business-59326521
2-

https://www.skynewsarabia.com/world/1461473-يعني-تراجع-شعبية-حزب-العدالة-والتنمية-تركيا؟

3-https://www.independentarabia.com/tags/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد الأكبر ؟
- فيلم أميرة !؟
- المعارضة الإقتصادية التى تمهد الساحة للقرارات الحكومية ؟
- مقاطعة المعبد المقدس ؟
- الحرية الإقتصادية التى يدافع عنها المليارديرات ؟
- الفنان القدير ؟
- لعنة الفراعنة ؟؟
- الكلب الإسطوري لوكانيكوس
- إجهاض إنقلاب الزمالك
- التجربة الكولومبية !!
- حوار مسرحى بمناسبة عودة مرتضى منصور لرئاسة نادى الزمالك
- الدورى المصرى عاد للقاعدة العامة؟
- تدمير صحة المصريين ؟
- عودة رئيس الوزراء المعزول حمدوك ؟
- عملة البتكوين
- تدمير قطاع التأمين فى مصر؟
- مأساة الشركة المصرية لإعادة التأمين ؟
- مائة وإثنان وخمسون عاما على إفتتاح قناة السويس
- الأمة والروابط الجامعة !
- تدمير الشركة ( ميم)


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - إنهيار التجربة التركية، ما العمل؟