|
الفيلسوف أبو عدنان ..
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7146 - 2022 / 1 / 26 - 22:20
المحور:
سيرة ذاتية
# هو السيد ظاهر بن السيد عبد الواحد بن السيد خليل البندنيجي عالم موسوعي،وشاعر بأربع لغات:(العربية،الكردية،الفارسية،التركية)،و هو من علمائنا وشعرائنا الكبار المنسيين،يرجع نسبهم الى الإمام الهمام أبي محمد الحسن بن الامام علي بن أبي طالب(عليهما السلام)، فهم سادة حسنيون تجلببوا بالعلم والزهد والتقوى منذ نشوئهم،أما تاريخ قدوم هذه العائلة الكريمة الى مندلي فمجهول ولكن توجد في خزانة ورثة السيد ظاهر المذكور وثائق تؤيد بأن السلطان العثماني سليمان القانوني عند فتحه العراق سنة 1534م – 941هـ،قد أصدر أمره بانشاء جامع في مندلي وعين أحد افراد أسرة البندنيجي اذ ذاك متولياً على الجامع المذكور،والذي يسمى الآن (الجامع الكبير) الواقع في محلة السوق الكبير المسمى محلياًبـ(بازار كه ورا)، ويستدل من هذا إنَّ هذه الأسرة كانت تسكن مندلي قبل هذا التأريخ وهو سنة 1534م – 941هـ ،حيث كانت مندلي آنذاك خضراء يانعة ومنتجعاً للعلماء،والشعراء لكثرة بساتينها،وصفاء جوها و خرير شلالاتها وأريج قداحها،هذا ما تشهد لها متون الكتب.ولد شاعرنا السيد ظاهر في هذه المدينة الجميلة مندلي/ في محلة قلعة بالي سنة 1902م – 1326هـ،ودرس مبادئ القراءة والكتابة في كتاتيبها والعلوم الأولية في المدرسة الرشدية العثمانية في مندلي، وتخرج منها في سنة 1914م، ثم درس الفقه واللغة على قاضي مندلي السيد أحمد فائق الأعظمي، وعلى المرحوم عبد الوهاب أفندي النائب،فبرز في آداب اللغة العربية بما فيها علم العروض،وبالمناسبة كنّـا مجموعة من الشباب أواخر الستينات ومعنا أمين المكتبة العامة الاستاذ المرحوم علي جمعة،والحاج غائب والحاج نافع من رواد مضيفه الذي أصبح شبه منتدى ثقافي لنا،وجذبنا اليه باسلوبه الرائع،ومجاملاته اللطيفة وأحاديثه الشيقة،مع كبار الشعراء منهم الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري .
السيد الظاهر و نهمه للقراءة السيد الظاهرمعروف بين أقرانه و أصدقائه و أهل البلدة بنهمه الشديد للقراءة، له مطالعات شخصية كثيرة،وهو رجل موسوعي،حدثنا مرة عن تصنيفه للكتب وكيفية مطالعاته لها فقال:عندي ثلاثة تصانيف للمطالعة،الكتب العلمية البحتة عند الصباح،والقصص والأشعار لدى الظهر،وفي المساء قبل النوم لدي مجموعة سميتها فاكهة الكتب للمطالعة،و هي تبحث عن عادات الشعوب،والنوادر،والأمثال وحتى قصص الأطفال والتراجم المختصرة و غيرها،و يقضي بذلك أكثر من عشرين ساعة بالمطالعة يومياً حتى في سنيه الأخيرة، كان لايقوى على حمل الكتب التي يستعيرها من المكتبة العامة فيستعين على ذلك بشخصٍ يكريه لحملها الى منزله وبالعكس،وكان يضع علامة صغيرة جداً بالقلم الأحمر على الزاوية اليسرى العليا من الكتاب الذي أتمَّ مطالعته،فلم نعثر في المكتبة العامة على كتاب يخلو من هذه العلامة،وبذا قد طالع صاحب السيرة جميع الكتب الموجودة في مكتبة مندلي العامة و البالغ عددها "40 " ألف كتاباً فقط من هذه المكتبة ،و يمكن إعتباره أول مطالع ليس على مستوى القضاء،بل على مستوى المحافظة "ديالى"إن لم نقل على مستوى العراق . السيد الظاهر عالم موسوعي هذا وكان السيد الظاهر عالماً موسوعياً يتقن أربع لغات حيّة إجادة تامة قراءةً وكتابةً و هي:العربية و الكردية والتركية والفارسية إضافة الى اللغة الكردية "اللهجة الفيلية"، ويمارس كتابة الشعر في اللغات الأربع بشكل متوازن،وأحياناً بعد نظم القصيدة بالعربية يقوم بترجمتها الى اللغتين الأُخريينِ "الفارسية و التركية" بادئاً بالأولى،وأصبحت العلاقة بيننا وطيدة عندما أحس بي بأنني أهوى الشعر،وأتذوقه ولي آنذاك محاولات متواضعة أولية في هذا المجال،أخذ ينشد عليَّ قسماً من أشعاره الكثيرة باللغتين العربية والفارسية، ومنها قصيدة (النوروز) الربيع التي سنذكرها في ذيل هذه المقالة ،كماكان له آراء خاصة في بحور الشعر لا سيما بحر السريع وأصل تفاعيله:(مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن)(3)،كما كان له آراء خاصة في بعض تفاسير القرآن المجيد،وكذلك في كتب التاريخ والسير، ولا يسمح المجال لذكر بعض تلك الآراء ،ومناقشاته في هذا الباب . كان صديقاً لوالدي،كانا بنفس العمر،و معاً يدرسان مبادئ القراءة والكتابة في كتاتيب مندلي،على يد الملا مير ولي . مكتبة عامرة بالكتب والتحف وللسيد صاحب السيرة" ظاهر البندنيجي" خزانة عامرة بالكتب والمجلات و الوثائق ،والتحف من السيوف والأزياء التراثية،ورثها عن آبائه حيث انه وريث العلماء والشعراء فلذا تراه قد درس الكتب الموجودة فيها،وحفظ الشيء الكثير منها كما وانه قد راسل كثيراً من المجلات العربية كالهلال والمقتطف وغيرهما . السيد ظاهر إماماً وخطيباً وشاعراً أما على مستوى المهنة والعمل فانّه يعتبر من الملاكين الكبار في القضاء، حيث يملك بساتين كثيرة ورثها عن آبائه واجداده، و يشرف عليها و بذا فهو يزاول مهنة الزراعة والبستنة ،وله سوق كبيرة في البلدة قرب الجامع،كما بقي مدة إماماً وخطيباً في جامع مندلي الذي تولاه حسب الوراثة،حيث كان جده السيد خليل الزاهد المشهور والمدفون في الجامع نفسه ؛يعتني بهذا الجامع كثيراً وقد سار شاعرنا السيد ظاهرعلى طريقة جده المذكور، وبعد ان عينت الأوقاف للجامع خطيباً تركه،وانتخب عضواً في مجلس الإداري لقضاء مندلي عشرات المرات، ولما بدأت الهجرة من مندلي لانقطاع مياهها تركها وذهب الى بغداد وسكن بها،حيث عين في وزارة الخارجية كمترجم من العربية الى الفارسية وبالعكس وفي سنة 1936 م حتى 1941م بقي بهذه الوظيفة، وبعده نقل الى وزارة الداخلية لتعيينه كاتب تحرير لقضاء مندلي، وكذلك في خانقين ثم نقل منها الى مندلي وبقي فيها موظفاً الى ان أُحيل على التقاعد،وأخذ يشرف على أملاكه،وللسيد مواقف مشهودة مع الأهالي والسيد ظاهر المعروف بـ"أبي عدنان" ليس بغريب على الأذهان اذ إنَّـه شاعر وأديب وكاتب وذو علم غزير ومعرفة ممتازة اذا جالسته وتباحثت معه رأيته عبقرياً فذاً لبقاً ذكياً يأتيك بالشواهد تلو الشواهد حتى يقنعك ، يحفظ نوادر كثيرة،وطرائف مستطرفة وملحاً حلوة،وله مآثر طيبات في البلد في الجود والسؤدد وله سمعة طيبة ، محمود السيرة، ومحبوب من العشيرة، جميع السكان يودونه، وشعره سلس، ذو عبارات منسجمة،ويمتاز بالعاطفة الصادقة والمعاني الجزيلة والوصف الرائع،وكان ينشد قسماً من أشعاره الدينية في الجامع الكبير،وكانت مساجلاته الشعرية معروفة مع الشاعر المندلاوي ناصر الحاج حسين آغا،والشاعر ملا نامدار تيموري القره لوسي،وملا أحمد غيرهم من شعراء المدينة،وكانت المساجلات تتم باللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية، هذا وقد توفي السيد ظاهر البندنيجي في 23/1/1971.وآثاره محفوظة لدى ولده الأصغر الاستاذ السيد سعدي الباقي من أولاده الثلاثة (عدنان،علي،سعدي)،آملين نشرما يمكن منها على يده الكريمة،خدمة للعلم والتراث .
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سنتان في مندلي – حلقة 14
-
سنتان ِفي مندلي/ حلقة 5
-
صكبان توفيق كرم
-
سنتان ِفي مندلي/ حلقة 3
-
الشاعر من الكلال
-
سنتان ِفي مندلي/ حلقة 2
-
سنتان ِفي مندلي/ حلقة 1
-
مثل القبان ...
-
كرميان توو..
-
تقاليم مندلاوية..
-
من جراح الذاكرة
-
كمر مندلي كمر..
-
# قول المرجئة ..
-
مذكرات من مندلي..
-
الملا باقوج قلندري /2
-
الملا باقوج قلندري /1
-
طبراني..66
-
حديث الكيا..
-
شفاهيات ..111
-
شفاهيات..112
المزيد.....
-
نهاية غير سعيدة لفائز بجائزة يانصيب قيمتها أكثر من 167 مليون
...
-
تتجاوز -حماس-.. مصدر لـCNN: إسرائيل وأمريكا تناقشان آلية دخو
...
-
توقيف أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- طلال ناجي في س
...
-
ميدفيديف يهدد زيلينسكي بعد رفضه هدنة موسكو القصيرة: لا ننتظر
...
-
تعادل قاتل - لايبزيغ يؤجل تتويج بايرن بلقب الدوري الألماني
-
في موسكو.. انعقاد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية
-
ما وراء تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
-
-نيوزويك-: سياسات ترامب تحفز حلفاء واشنطن الأوروبيين لتطوير
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن رصد طائرة مسيرة قادمة من الحدود المصري
...
-
كوريا الجنوبية.. حزب سلطة الشعب يختار كيم مون-سو مرشحا للانت
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|