أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - ما المطلوب القيام به نحو التغيّر المناخي؟؟ بحث في تفاصيل التغير المناخي!















المزيد.....


ما المطلوب القيام به نحو التغيّر المناخي؟؟ بحث في تفاصيل التغير المناخي!


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7144 - 2022 / 1 / 24 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب ان يكون واضحا بان التغيّر المناخي هو أكبر تحدي يواجه البشرية في هذا القرن، ومن منظور العلوم الفيزيائية، الحد من الاحترار العالمي الناجم عن نشاط الإنسان إلى مستوى محدد يتطلب الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التراكمية، والوصول على الاقل إلى اجمالي الصفر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع تخفيضات كبيرة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الأخرى في أسرع وقت. ونعرف ماذا يجب ان نقوم به من اجل خفض الانبعاثات. وللبشرية المعرفة والأدوات للقيام بذلك، ولكن العائق هو النظام الرأسمالي.

ان الحل الحقيقي للتغير المناخي وكل اشكال تدمير البيئة الاخرى مثل النفايات التي تفوق قدرة الكوكب لاحتوائها، واستخدام المواد الكيماوية التي تسمم التربة ومصادر الغذاء والماء والاستغلال المفرط للمصادر الطبيعية وتدمير المواطن الاصلية للكثير من الحيوانات والحشرات والصيد المفرط للثروة المائية وللحيوانات وخاصة المهددة بالانقراض وتدمير النباتات الطبيعية مثل الغابات الاستوائية وغيرها هو في تجاوز الرأسمالية كنظام.

ان الإنتاج من اجل الربح وتراكم الرأسمال والنمو الاقتصادي المركب التي لا تعرف النهاية، والتي هي المحرك الرئيسي للنظام الرأسمالي وضرورية لإدامة هذا النظام، لا تتماشى مع المحافظة على الطبيعة التي يعتمد عليها الانسان. ان التناقض بين نمط الانتاج الرأسمالي والحاجة الى المحافظة على البيئة والعيش بشكل مستدام هو تناقض غير قابل للحل. لا يمكن للرأسمالية ان تعيش في وئام مع الكوكب. فما دامت الرأسمالية تحكم سيستمر تدمير البيئة، فهو نظام يستغل الطبيعة بقدر استغلاله للإنسان.

طالما كانت الرأسمالية هي النمط المهيمن للإنتاج الاقتصادي في العالم، فان جميع محاولات مكافحة تغير المناخ بجدية ستكون غير مجدية. ان تدمير الكوكب مربح للغاية والطبقة الرأسمالية لن تتوقف من تدمير الكوكب بحد ذاتها ولن تجبرهم الحكومات على التوقف عن القيام بذلك لأنها في خدمة هذه الطبقة الرأسمالية.

لايزال المجتمع العالمي في حالة انكار لحجم الكارثة الوشيكة. لا يتمثل الهدف في خلق سلع مادية او المشاركة في استدامة طويلة الاجل بل في تحقيق أرباح خاصة من خلال تداول السلع.

لن يكون بإمكان النظام الرأسمالي معالجة الكثير من المشاكل حتى إذا تمكنا من احتواء الاحتباس الحراري دون درجة الحرارة التي تشكل كارثة بيئية. ولهذا في الامد المتوسط والبعيد، لكي تظل الحياة على الأرض مستدامة، وان نتفادى الازمات الاقتصادية والصحية وخطر حرب كارثية، بل لتفادي حتى انهيارًا اقتصاديا واجتماعيًا وبيئيًا، فإن الخيار الوحيد الذي امام البشرية، هو أن نضع حداً للنظام الرأسمالي الحالي. ان المزيد من تدخل الدولة، وسن القوانين وتنظيم عمل القطاع الخاص او اقامة رأسمالية الدولة لا يزيل دافع الربح من الاقتصاد ولا يزيل الحاجة الى نمو غير متناهي التي هي سبب تدمير الطبيعة.

لأنهاء التضاد بين النظام الرأسمالي والطبيعة يجب القيام بالثورة الاشتراكية وبناء المجتمع الاشتراكي، اي بناء نظام انتاج مبني على الملكية الجماعية لوسائل الانتاج، والتدخل المباشر للجماهير في ادارة نفسها والعدالة والمساواة الاجتماعية وتوزيع المصادر بشكل عادل وكفء وتكون الحاجة وليس الربح ما يوجه القرار الجماعي، ويقرر المنتجون بشكل جماعي ما يحتاجون اليه للعيش بشكل مستدام وهارموني مع الطبيعة. ويعتبر التخطيط في الانتاج مثله مثل العدالة الاجتماعية امر حيوي لتحقيق الاستدامة. ان توجيه الإنتاج لتلبية الاحتياجات الاجتماعية مثل الغذاء والملبس والرعاية الصحية والتعليم والترفيه الذي لا يستند على الاستهلاك الجنوني بدلا من الربح هو امر حيوي، اذ لن تكون هناك حاجة في ظل هذا النظام الى نمو لا نهاية له كما هو الحال في ظل النظام الرأسمالي بنسخة السوق الحر او رأسمالية الدولة على كوكب له موارد محدودة. يجب ان تكون الاستدامة البيئية احدى ركائز النظام الاجتماعي الجديد. يجب وضع حد للمنافسة الشرسة التي هي من متطلبات النجاح في ظل النظام الرأسمالي، اذ ان التعاون هو ما سيمكن البشرية من مواجهة التغير المناخي وتدمير البيئة بشكل فعال.

من مصلحة الطبقة العاملة بالذات النضال من اجل نمط انتاج جديد، ليس من اجل القضاء على عدم المساواة وعبودية العمل المأجور فحسب، بل من اجل تفادي انهيار بيئي الذي سيضر بها بشكل اساسي. يجب ان يكون النضال بشأن التغير المناخي ميدان رئيسي للصراع الطبقي وجزء اساسي من النضال لإنهاء الرأسمالية. ان الظروف المادية موجودة لإقامة المجتمع الاشتراكي. ان اعداد متزايدة خاصة من الأجيال الجديدة بدأوا يعون هذه الحقيقية.

ولكن مع هذا، يجب ان لا نؤجل العمل على التغير المناخي الى حين قيام الثورة الاشتراكية، حيث ليس هناك بوادر ثورة عمالية في الافق. هناك امكانية للحد من التغير المناخي بشكل كبير في ظل النظام الرأسمالي. وبإمكان البشرية حتى في ظل الرأسمالية خفض الانبعاثات الى اجمالي الصفر والتخلي عن الوقود الاحفوري. من وجهة نظر التكنولوجيا والاقتصاد يمكن تحقيق هذا الهدف. ليس هناك شيء بنيوي في النظام الرأسمالي يجبره على الاعتماد على الوقود الاحفوري. لكن هذا لن يحدث دون نضال مرير وفوري لان مصالح الكثير من الشركات العملاقة وكبار الرأسماليين تكمن في الاستمرار في حرق الوقود الاحفوري.

يجب ان يكون واضحا بانه إذا تركت الرأسمالية لوحدها سوف تستمر في تدمير ظروف الحياة على هذا الكوكب حتى فوات الاوان. مادام كان حافز الربح هو محرك الاقتصاد ومادام كانت السلطة السياسية خانعة لمصالح الرأسماليين والشركات الاحتكارية، سوف يكون هناك سعي للتأخير والمماطلة للتعامل مع المناخ وتفادي القوانين ولن يحدد سلوك البشر ما هو مستدام، بل ما يدر الارباح، فمنطق وحاجة الاقتصاد الرأسمالي تأخذ الأسبقية. لذا رأينا مثلا بعد أيام من دعوة الرئيس الأمريكي الى مواجهة التغير المناخي في مؤتمر كلاسكو، يطلب من منظمة الأوبك زيادة انتاج النفط للحد من ارتفاع الأسعار. ولنفس السبب نجد بان انتاج النفط والغاز والفحم العالمي تزدهر وتصل الى مستويات جديدة بعد تضاؤل تأثير الوباء على الاقتصاد.

يجب العمل حالا والنضال من اجل كل اصلاح وقانون يساهم في محاربة التغير المناخي مهما كان صغيرا وسلوك كل الوسائل النضالية التي تحشد أكبر عدد من الجماهير من اجل العمل المناخي في خضم النضال من اجل انهاء النظام. للأسف لم يعد لنا المزيد من الوقت. كل الانجازات التي حدثت في ظل الرأسمالية فرضت على هذا النظام من خلال نضالات مريرة، نفس الشيء سينطبق على محاربة التغير المناخي. الإبقاء على احترار دون 1.5 والتي هي سيئة ولكن يمكن التعيش معها يحتاج الى تغير هائل في النظام الاقتصادي. يتوجب ان يطرأ على الاقتصاد تغيرات هيكلية ويجب ان يطرأ على نمط الحياة تحول جذري للغاية على مدى 20-30 عاما القادمة وهي مهمة صعبة جدا ولهذا تحتاج الى نضال جرئ وفوري. يجب ان يتم حشد كل الطاقات واجبار السلطات للقيام بإجراءات طارئة كما يحدث عندما تكون الدول في وضع الحرب. يجب ان لا نقبل بالحجج التي تقول بان هذا الاجراء او ذاك سوف يعرض الاقتصاد للخطر او سيكلف الكثير. على المدى الطويل عدم التصرف هو أغلى الخيارات فالتأخير يجعل المشكلة أكثر غلاء وأكثر صعوبة للمعالجة. كما يجب ان لا تعتمد الحلول على الية السوق. ان الية السوق هي غير فعالة في معالجة التغير المناخي مثل الكثير من المسائل الأخرى.

ليس هناك حل واحد سحري لمواجهة التغير المناخي في ظل الرأسمالية، ولكن يجب ان يكون تقليل الاستهلاك بالإضافة الى الابتعاد عن الوقود الاحفوري أمور أساسية لتحقيق اجمالي الصفر من الانبعاثات في غضون عقد.
يجب التحول الى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياحية والامواج المائية والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها بأسرع وقت والتخلص السريع من الوقود الاحفوري-الفحم والنفط والغاز. لم يبق سبب لعدم القيام بهذا الانتقال، اذ من الناحية التكنلوجية هذا الامر ممكن. الان هذه المصادر هي أرخص من الوقود الاحفوري. ان السبب الأساسي الذي يجعل الوقود الاحفوري قادرا على المنافسة هو الدعم الحكومي الهائل لهذا القطاع. ان مسالة الانتقال الى المصادر المتجددة يجب ان لا تُسلم الى آلية السوق، اي ان لا يعتمد على مدى قدرة القطاع الخاص من تحقيق الأرباح من وراء هذه البدائل. يجب ان تجبر الحكومات على القيام بكل ما يمكنها لتشجيع وتسريع الانتقال الى مصادر الطاقة البديلة. يجب تشجيع كل الابتكارات التكنلوجية التي يثبت بانها أكثر استدامة بيئيا وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة. يجب مضاعفة الاستثمارات في التكنلوجيا النظيفة ليس من اجل موازنة تأثير الاحداث المناخية الحالية مثل الحرائق فحسب، بل البدء بإزالة الكربون من الجو. يجب الاستثمار في انتاج المركبات التي تعمل بالكهرباء وفي تكنلوجيا البطاريات وكل التقنيات الخضراء الأخرى والتقنيات الموفرة للطاقة.

يجب اعتبار أي استثمار جديد في الطاقة الأحفورية وخاصة في أعماق البحر، جرائم ضد البشرية. يجب ان تفضح شركات الطاقة وشركات السيارات والبنوك التي تحقق الأرباح من الوقود الاحفوري لأنها تعتبر الربح اهم من مصير البشرية. يجب اجبار شركات الوقود الاحفوري على القيام بهذا الانتقال او حتى تأميمها وحشد إمكاناتها من اجل تحقيق هذا الانتقال.

ان أي زيادة في الطاقة المنتجة في المصادر البديلة يجب ان لا تكون مجرد إضافة الى الطاقة الاجمالية، كما حدث لحد الان، بل يجب ان تحل محل الطاقة التي تأتي من الوقود الاحفوري. لحد الان ازداد الاستهلاك الكلي للطاقة بسرعة أكبر من الزيادة في الطاقة البديلة. ففي اخر أربعة عقود كان هناك توسع كبير في مصادر الطاقة البديلة، ولكن مع هذا، لقد تضاعفت معدلات الانبعاثات. لايزال 80% من الطاقة العالمية تأتي من الوقود الاحفوري، لهذا فان نمو الاقتصاد العالمي بمعدل 3% سنويا مثلا سيعني نمو هائل في استخدام الوقود الاحفوري وسيعني تضاعف حجم الاقتصاد العالمي في اقل من 25 سنة والتي تعني كارثة. لقد تضاعف الاقتصاد العالمي منذ الخمسينات من القرن الماضي 10 اضعاف ومع هذا لقد شهدت البشرية العشرات من الازمات الاقتصادية. ليس هناك شيء يجعل المستقبل مختلف دون احداث تغيرات هيكلية في الاقتصاد.
النضال من اجل تغيرات هيكلية في الاقتصاد.

لا يوجد دليل بان تكنلوجيا إزالة الكربون من الجو ستكون فعالة في محاربة التغير المناخي في المستقبل المنظور، كما ان زراعة النباتات لتحقيق هذا الغرض له حدوده. ان الاستمرار بالعمل كالمألوف الى ان تأتي تكنلوجيا قادرة على احباط الكارثة البيئية هو تفكير سخيف تروج له اقسام من البرجوازية. كما ان التطور التكنلوجي في مجال الطاقة المتجددة والكفاءة في استخدام الطاقة سوف تضاف الى الطاقة الاجمالية التي تهدف الى تراكم الأرباح إذا لم يحدث تغير هيكلي في الاقتصاد. الشيء الوحيد الذي يؤدي الى تقليل نسبة انبعاث غازات الدفيئة بأكبر قدر وأسرع وقت ممكن الذي يُعد جوهر الحل لتغير المناخ هو تقليص النمو الاقتصادي، وهذا يتطلب النضال من اجل تخصيص الموارد بشكل عادل وتقنين الإنتاج والاستهلاك وخاصة استهلاك الطاقة بشكل ما. يجب ان نعيد تقيم علاقتنا مع العمل، والملكية والاستهلاك. ان التغيرات الهيكلية في الاقتصاد وفي انتاج واستخدام الطاقة والاستهلاك، يجب ان يرافقها برامج اجتماعية مثل ضمان البطالة، وبرامج للتوظيف والخدمات العامة لكي نتفادى دفع الالاف او حتى الملايين الى الفقر والجوع. بإمكان الدولة من توظيف اعداد هائلة من اجل القيام بأعمال تخدم البيئة. لم يعد من الممكن ترك عملية صنع القرار للسوق، وان التخطيط الاقتصادي سيكون ضروريا.

يجب تقليص ساعات العمل الأسبوعية. كما يجب ان لا يحق لأي شخص مثلا السفر في طائرة خاصة لأي سبب كان. يجب تقليل الطاقة التي تستخدم للأغراض العسكرية وفي صناعة واستخدام السلاح. اذ يعد الجيش الأمريكي مثلا من أكبر الملوثين للبيئة عالميا وتفوق الانبعاثات التي يتسبب بها انبعاثات أي من 140 دولة من دول العالم الاقل تلويثا للبيئة.
تثوير وسائل النقل

يجب القيام بتغيرات كبيرة في النقل والحد من استخدام السيارة الشخصية أيا كان الطاقة التي تشتغل عليها، لان حتى السيارات الكهربائية والتي هي افضل من السيارات التي تعمل بالوقود الاحفوري تستهلك الكثير من الطاقة من اجل انتاجها وايصالها الى الزبون ويتم استخدامها بشكل غير كفوء من اجل حركة شخص او اشخاص محدودين. يجب الاستثمار في النقل العام وفي البنية التحتية الأساسية للنقل العام مثل القطارات السريعة. عندما تكون السيارات ضرورية يجب التحول الى السيارات الكهربائية. كما يجب تقليل السفر بالطائرة قدر المستطاع، واللجوء الى القطارات بدلا من الطائرات للرحلات القصيرة والمتوسطة.

عدم القبول بالحلول اليمينية والتخلي عن السياسات النيوليبرالية

يجب التصدي لمساعي اقسام البرجوازية لتحويل قضية التغير المناخي الى قضية أخلاقية. كما يجب التصدي الى التفسيرات والحلول اليمينية مثل جعل عدد السكان القضية الأساسية او تحويل مسالة النضال ضد التغير المناخي الى مسالة شخصية او طوعية او تصوير الوظائف والاقتصاد ورفاهية الانسان في تضاد مع حماية البيئة او فرض ضرائب على الطاقة بشكل تحمل الفقراء العبء، او الترويج للحلول التي تعتمد بشكل أساسي على آلية السوق، وجعل الشركات الرأسمالية الطرف الأساسي في إيجاد الحلول واعطائها السلطة لتحديد ما يجب ان يحدث، او إشاعة الخوف والتشوش.
يجب ان تتحلى الدولة بمسؤوليتها بما فيه الاستثمار في الطاقة البديلة والبرامج والمشاريع الخضراء وفي البنية التحتية التي تقلل من استخدام الطاقة وتقلل من الحاق الضرر بالبيئة وفي تصميم المدن والمراكز السكانية والتدخل في الاقتصاد عن طريق السيطرة على قطاعات اقتصادية مهمة مثل الطاقة والنقل بكل اشكاله وحتى انتاج الغذاء الخ و تنظيم عمل القطاع الخاص بما يخدم البيئة وخلق وظائف خضراء و تقديم برامج اجتماعية تحمي الطبقة العاملة والفقراء في المجتمع.

يجب على الدولة سن القوانين لتنظيم الزراعة وتحسين الممارسات الزراعية وإنتاج الغذاء واستخدام الارض والحد من الصيد المفرط، وتقليل استخدام البلاستيك الذي يتطلب انتاجه مقدار كبير من الطاقة

وتحفيز الاستثمار في تنظيم حرارة البيوت والابنية من خلال عزل الجدران والاسقف، وتشجيع استخدام الخشب في الإسكان قدر الممكن بدلا من الفولاذ والخرسانة والاستثمار في برامج التوعية لتقليل الاستهلاك وخاصة استهلاك الطاقة و استهلاك اللحوم والمنتجات الحيوانية قدر المستطاع وتغير الثقافة البرجوازية التي تعتمد على الفردانية الفظة والاستهلاك الاحمق.


يجب مساعدة الدول الفقيرة

يجب التعاون بين الدول لمحاربة التغير المناخي ومواجهة اثاره، وتمكين البلدان الفقيرة التي ساهمت باقل قدر من الانبعاثات ولها اقل قدرة لمواجهة آثار التغير المناخي للتحرك بعيدا عن الوقود الاحفوري والحصول على تكنلوجيا الطاقة البديلة بأسرع وقت وتمكينها من مواجهة اثار التغير المناخي. ان التخلي عن الوقود الاحفوري سوف يضر بقدرة الدول الفقيرة في تحسين المستوى المعيشي لسكانها دون مساعدة الدول الغنية والمتطورة. يجب مساعدة الدول المهددة مثل جزر المحيط الهادي والكاريبي التي تواجه خطر ارتفاع مستوى سطح البحر والدول التي هي عرضة بشكل أكبر للأحداث المناخية المتطرفة لتحصين نفسها. كما يجب انتاج البضائع في اقرب مكان للسوق وعدم السماح للرساميل لنقل الإنتاج بحثا عن الايدي العاملة الرخيصة وتمكين الدول الفقيرة على الاكتفاء الذاتي في مواجهة الاضرار التي تلتحق بها نتيجة عكس العولمة الرأسمالية.

وقف قطع الأشجار

يتم قطع أكثر من 30 مليون فدان من الغابات سنويا والتي تسهم في جزء كبير من انبعاثات غازات الدفية الناتجة عن فعالية الانسان. يجب التوقف عن قطع الأشجار وحماية الغابات من التدمير لإفساح المجال لمزارع تربية الحيوانات او استحداث أراضي زراعية وموازنة كمية الاشجار التي تستخدم لصنع الخشب مع كمية الأشجار التي تزرع باستمرار. يجب الاستثمار في زراعة الأشجار بشكل علمي.

وظيفة الافراد في مواجهة التغير المناخي



محاربة التغير المناخي لن يتم من خلال العمل الفردي فقط. ان العمل الفردي يجب ان يكون جزء من نضال أكبر. ان اهم وظيفة يمكن للفرد ان يقوم بها هو الانخراط في العمل الجماعي والنضال الاجتماعي وبناء الحركات الاجتماعية الجماهيرية من اجل فرض إجراءات عاجلة والمشاركة في النشاطات التقدمية للحركات الموجودة فعلا في محاربة التغير المناخي. يجب ان لا يقتصر العمل الجماعي على النضال السلبي بل يجب ان يتضمن احتلال مكاتب الشركات الاكثر تلويثا وتعطيل عملها، فرض 4 ايام عمل في الاسبوع من خلال الامتناع عن الذهاب الى العمل الخ.
ولكن الى جانب هذا، للفرد دور مهم في محاربة التغير المناخي وان اهم وسلة فردية لمحاربة التغير المناخي هي تقليل الاستهلاك غير الضروري. يمكن للفرد ان يلعب دور من خلال تغير نمط الحياة عندما يكون ممكنا الذي يسهم في تقليل الشراء والاستهلاك غير الضروري الذي لا يخدم رفاهية الانسان. لقد قام النظام الرأسمالي بفرض طبيعة و سلوك على الفرد تخدم اهداف هذا النظام والتي تشجع الاستهلاك الجنوني والتي تجعل الاقتناع والاستهلاك مقياس السعادة والرفاهية. يجب الابتعاد عن الاستهلاك بسبب الموضة او المنافسة مع الاخرين. كما يمكن تقليل السفر واستخدام وسائل النقل العام في احيان كثيرة دون ان تؤثر على رفاهية الانسان بقدر كبير.

يجب ان يكون واضحا بان المشكلة هي ان الغالبية العظمى من الافراد ليس بإمكانهم تغير نمط حياتهم بسبب قلة الامكانات، مثلا العيش في بيوت كفؤة او في عزل الحرارة في البيوت او شراء الخلايا الشمسية او اقتناع التكنلوجيا الخضراء الاخرى مثل السيارات الكهربائية او السكن بالقرب من مكان العمل او شراء الطاقة الكهربائية من الشركات التي تنتجها من المصادر البديلة . من جهة اخرى الاعمال الفردية التي تروج لها البرجوازية مثل تركيب مصابيح اكثر كفاءة في استخدام الطاقة واعادة تدوير النفايات واقتناع التكنلوجيا الخضراء مثل السيارات الكهربائية وتقليل استهلاك البلاستك هي ليست كافية. على الفرد تقليل الاستهلاك والذي هو بالضد من النظام الاقتصادي الحالي.
كما يعتبر التحول الى الطعام النباتي الذي ينتج كمية اقل من غازات الدفيئة من المنتجات الحيوانية وخاصة اللحوم اجراء فردي مهم. كما ان استخدام النقل العام واستخدام الدراجات الهوائية وحتى الزراعة المنزلية والانتاج المنزلي هي خطوات بسيطة ولكنها مهمة.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة التقرير الأخير لهيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المن ...
- ماذا يقول تقرير هيئة الامم المتحدة المعنية بتغير المناخ حول ...
- حول تقرير هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ! بحث في تف ...
- التغيّر المناخي قضية طبقية! بحث في تفاصيل التغير المناخي، ال ...
- كيف تعاملت الرأسمالية مع التغير المناخي ؟ بحث في تفاصيل التغ ...
- لماذا فشلت الرأسمالية في مواجهة التغير المناخي؟ بحث في تفاصي ...
- حول الهزيمة الأمريكية في أفغانستان ووصول طالبان إلى الحكم!
- خطورة أقصى اليمين البرجوازي على البشرية!
- ليس بالإمكان إخضاع البشرية!
- الرأسمالية والفقر!
- -السر وراء الاعتذار الأوربي لأفريقيا!-
- حول اعمال القتل الجماعية ضد الفلسطينيين وسبيل حل الواقعي!
- خذوا اللقاح ضد كوفيد-19!
- ابقوا النقاش سياسياً! (رد على مقال عبد الحسين سلمان وبعض الت ...
- الصيام الإسلامي والعلم!
- رزكار عقراوي والدوران في مرحلة -المكارثية-!
- المنظمات غير الحكومية أداة اليمين البرجوازي! الجزء الثاني وا ...
- المنظمات غير الحكومية أداة اليمين البرجوازي! الجزء الاول
- ترامب والصدر: قضيتان وجذر واحد!
- الى اين تمضون ...-رفاق-؟!


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - ما المطلوب القيام به نحو التغيّر المناخي؟؟ بحث في تفاصيل التغير المناخي!