أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الإسلام السياسي ومديات قبوله.














المزيد.....

الإسلام السياسي ومديات قبوله.


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 7144 - 2022 / 1 / 24 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطروحات الإسلام السياسي الشيعي اليوم تواجه تحدّي كبير من قبل الشارع الشيعي ذاته فهي بين المقبولية والرفض، فلم يعد خافياً على أحد حجم التناقضات والتخبّطات التي بلورت حقيقة وواقع العمل الإسلامي الحزبي في العراق كما لم تعد مجرّد الشعارات المجرّدة التي يرفعونها كافية لتغطية عورة الفساد والتخلف والمحسوبية التي أضحت العنوان الأبرز للمرحلة الراهنة من تاريخ العراق السياسي في ظلّ حشد هائل من قيادات إسلامية لا تفقه سوى لغة الطائفية والتفرقة وتشتيت كل طموحات الوحدة الوطنية الخالصة.
الملفت للنظر أن الأحزاب الإسلامية غير قادرة على إيجاد خطاب يتناغم مع الواقع، ووضع أساليب التعامل مع الخصوم ومع الجماهير وهو ما يحتاجونه فعلا بعد سقوط الأقنعة ووضوح الأهداف المخفية التي كانت تغطي وتجمّل الواقع المتردّي لمعظم هذه الأحزاب.
هذه الازدواجية التي يتعامل بها بعض الإسلاميين لا توحي إلا بتشابه خطير بين طريقة تفكيرهم وطريقة تفكير كل المتسلطين والمتحجرين والمنتفعين في زمن النظام البائد، ففي الوقت الذي يحملون الإسلام كهوية حول قرار غلق النوادي الليلية بينما تراهم لا يحركون ساكناَ على الفساد المهول والذي ارتكبه وزراء وبرلمانيون(من أنفسهم)ويغضون النظر عن حجم الفشل في تقديم الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وغيرها ،وصمتهم إزاء الدم العراقي المباح الذي صار ارخص من كل صفقاتهم وسلتهم الواحدة بقراراتها فهؤلاء اخذوا يتمادون في الضحك على ذقون الشعب والذي أصبح بنظرهم أداة اختبار على تجاربهم الفاشلة .
التظاهرات التي أظهرت رفضاً للمشروع الإسلامي، وبغض النظر عن الهدف والغاية إلا أن المستغرب في هذه التظاهرات انه تم رفع شعار كلا للإسلام السياسي ؟! ارحلوا ؟؟؟ وهذه المرة الأولى التي يرفع فيها هذا الشعار منذ سقوط الطاغية المقبور، ومجيء العملية السياسية والمشروع الديمقراطي الحديث، واعتقد أنها ضربه قوية للإسلاميين بصوره عامه، وللحزب الإسلامي الحاكم في العراق، إذ أنها عكست بصوره واضحة للشارع أن الأحزاب الإسلامية فشلت فعلاً ذريعاً في الحكم وبالتالي جعلها تتراجع، بل وربما تسقط أمام تيارات أخرى ناضجة مثل الليبرالية او العلمانية.
لقد أظهروا تكالبا منقطع النظير على السلطة ومغانمها ، وحبا مفرطا بكراسي الحكم ، واستغراقا في ملذاتهم ، حتى أن من يراقبهم لا يجد فرقا كثيرا بينهم وبين أولئك الذين كنا نصفهم بالعلمانيين ، كما لا فرق بينهم وبين القيادات والمسؤولين في باقي دول المنطقة في وقت كنا نأمل منهم أن يكونوا بناة لتجربة ديمقراطية إسلامية في الحكم تشع بنورها على العالم كله، وبدون مبالغة لو قلت أن بعضهم لو ثنيت له الوسادة لكان فرعونا أو هامانا أو قارونا جديدا ، ولم يقتصر الأمر على ما تقدم ، بل إن اغلب القوى الإسلامية العراقية لم تستطع خلق ثورة فكرية ونفسية وأخلاقية لدى كوادرها والمنتمين إليها والمحسوبين عليها من المسؤولين الذين غرقوا في وحل الفساد المالي والإداري بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الدول قديما او حديثاً .
لقد تحول فرح العراقيين إلى إحباط وتلاشى أملهم وصار فشل القوى الإسلامية ينعكس على الإسلام كدين ونظام حكم، ولو جرى إحصاء محايد ونزيه ودقيق لنسبة الراغبين بالحكم الإسلامي من العراقيين لاكتشفنا حقيقة مذهلة هي تراجع هذه النسبة عام ٢٠١٠ عن مستواها عام ٢٠٠٣ ، ويتحمل مسؤولية ذلك الإسلاميون العراقيون الذين تولوا المسؤولية بعد ٩/٤/٢٠٠٣ وفشلوا في بناء تجربة ناجحة لدولة إسلامية تحترم حقوق وحريات الناس وتحفظ كرامتهم ويجعلها تتميز عن تجارب المنطقة العربية الإقليمية بديمقراطيتها وعنفوانها وإشعاعها الديمقراطي ، لذا ليس غريبا أن يسمع الإسلاميون العراقيون تلك الأصوات المنبعثة من رحم المعاناة العراقية والتي تتهمهم بعضا أو كلا بالعمالة أو الدكتاتورية أو الضعف أو الفساد أو النفاق أو ما شابه من نعوت لم نكن نتمنى أن نسمعها تقال يوما ما بحق أناس يحملون الهوية الإسلامية ، كما ليس غريبا أن تجد بين العراقيين من يطالب بالعودة للدكتاتورية ويدعو إلى دكتاتور جديد يحكم العراق لان الإنسان عندما يسقط من القمة يستمر بالانحدار إلى الأسفل ،لان هذه التجربة السلبية للقوى الإسلامية في العراق تحتاج إلى وقفة طويلة وتحليل دقيق لتحديد سبل تجاوزها بشخوص جديدة وخطاب إسلامي قادر على خلق ثورة فكر وسلوك لدى من يعمل ويتحرك ضمن إطار هذه القوى حتى يكون قدوة حقيقية للناس في حفظ الأمانة والرحمة بالرعية والنهوض بالمسؤولية وتحقيق العدل السياسي والعدالة الاجتماعية .



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الوطني العراقي وأفق نجاحه
- الحكومة القادمة بين النتائج والتحالفات.
- العراق وصراع القوى العظمى ؟!!
- الأخوة في الكويت..لنبدأ صفحة من جديد.
- المحكمة الاتحادية العراقية وحلولها المتوقعة.
- الحكومة العراقية القادمة بين الأغلبية السياسية والتوافق.
- الطعون الإنتخابية..قضية خاسرة أم رهان مضمون!
- الانتخابات حجر الأساس للديمقراطية
- الانتخابات العراقية ...مآلات التغيير .
- اغتيال الكاظمي بين التصديق ونتائج التحقيق ؟!
- الحكومة القادمة ومنطقة الظل .
- الإرهاب يضرب من جديد .
- التيار الكهربائي ينير أروقة السفارة !!
- الانتخابات وبناء النخبة السياسية .
- الانتخابات.... الوجه الآخر للديمقراطية
- قراءة في بيان المرجعية الدينية العليا .
- انتخابات تشرين حقيقة أم نكتة؟!
- إنتخابات العراق.. تحديات وفرص.
- لا شرقية ولا غربية...
- الحكيم والبعد الفقهي والجهادي.


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - الإسلام السياسي ومديات قبوله.