أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الجبار نوري - رواية تشيخوف - المغفلة - --- درس في التغيير الأصلاحي !؟















المزيد.....

رواية تشيخوف - المغفلة - --- درس في التغيير الأصلاحي !؟


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7138 - 2022 / 1 / 17 - 12:08
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


رواية تشيخوف " المغفلة " --- درس في التغييرالأصلاحي!؟
عبدالجبارنوري
في رواية تشيجوف " المغفلة " واحدة من أروع الروايات القصيرة في تأريخ الأدب العالمي ، وأنطون تشيخوف من كبار الأدباء الروس على مدى التأريخ في صناعة القصص القصيرة إلى جانب أستمراره بمهنة الطب بتشخيص أمراض المجتمع وبحبكة سردية يظهر نفسه بعدة شخوص ليغيير مجرى الحوار لصالحه فهو يبدو في الرواية هذه دكتاتوريا وسيدا وحاكما مستبدا ثم مصلحا وواعظا وبالنهاية فهو الكاتب والروائي الروسي البارع " أنطون تشيخوف " .
وهو صاحب الدرس التربوي الثوري التصحيحي التعليمي للأنسان والذي هو أثمن رأس مال ويختم روايته الفذة بهذه العبارة الخالدة مدى الدهور{ ما أصعب أن تحيا ضعيفاً في هذه الدنيا } يحثُ بها المتلقي برفض الخنوع والقبول بالمسكنة والذلة والأستسلام ، فهو يرفض الأنسان الضعيف يحثُ على الثورة والتغيير بطريقة غير مباشرة ، وفي مجمل رواياته كان قريباً من طبقة الكادحين والفقراء وشغيلة اليد والفكر والمستضعفين والمظلومين .
سيدي تشيخوف أن بطلة روايتك ( يوليا فاسيليفنا ) ليست الوحيدة التي خضعت للظلم بمحض أرادتها فالشعوب العربية هي الأخرى شربت من كأس الفاشية والنظم الشمولية حتى الثمالة تنازلوا عن حقوقهم بصمت وشكروا حكوماتهم ورضوا بالفتات .
وجدتُ أجمل ما في هذه القصة أستعمال الرمزية في عدم التسمية لصاحب البيت متعمدا لعدم أستحقاقه أي أسم ينادى به وبالتالي يجعل المتلقي يكتشف قصدهُ " زرع بذرة الثورة والتمرد على الواقع " عندما صرخ بوجه المربية ( يوليا): هل ممكن أن تكوني عاجزة إلى هذه الدرجة ؟ لماذا لا تحتجين ؟ لماذا تسكتين ؟ وهل يمكن في هذه الدنيا الآ تكوني حادة الأنياب !؟ فهي كلمات محفزة مشجعة للتمرد ، ربما حفظ شبابنا التشرينيين درس المربي الثائر تشيخوف " وصرخوا عالياً بهذا الشعار الثوري التصحيحي { أنزل آخذ حقي } !؟
وثمة ظاهرة معاناة الأنسان الصغير أو الأنسان المسحوق برزت لامعة في سرديات الأدب الروسي ، أمثال تشيخوف في قصصه القصيرة المغفلة و البدين والنحيف التراجيدية الساخرة ، وناظر المحطة لبوشكين ، والمعطف لغوغول ، والمساكين لدستويفسكي--- وضمن هذا التيار الأصلاحي الثوري سوف أستعرض قصة تشيخوف القصيرة " المغفلة " التي تقوم أصلاً على نظرية مفهوم الصراع الطبقي الذي يكون ملازماً لحتمية التأريخ في التغيير بصناعة هذا الأديب الفذ يتمثل بجمال الفكرة مع رشاقة السرد والميل لمبدأ الصراع الطبقي بترويض النص السردي في مركز الأعصار الذي هو الذات البشرية ، وبما أنهُ كان طبيباً بالأصل فلا غرابة أن يستعمل المبضع في تشخيص أمراض المجتمع ببراعة فائقة وأن يقوم بتشريح الذات البشرية سايكولوجياُ برافعة قيمية لأخلاقيات الثورات الأصلاحية في ( رفض الخنوع مقروناً بترويض الذات البشرية نبذ القسوة المفرطة بأحاطة الرواية بهالة من التشويق .
والمفارقة تجد تشسيخوف يستعمل قيمة ( الأجر ) أي النقود كمعيار للتغيير في تصوير الذات البشسرية في مبدأ رفض الظلم جعل تشيخوف الصراع الطبقي ركيزتهُ لوجود طبقتين ( البورجوازية والعمال ) والغريب أيضاً هنا أن الطبقة البورجوازية هي من تحرك عقل العاملة يوليا للمطالبة بحقوقها أي صراع الأضداد ( الدياليكتيك لفريدريك هيغل ) .
الدرس القاسي في قصة المغفلة
{ أجرى تشيخوف لقاءاً أو حواراً تراجيديا مأساوياً مرّاً (بأعتقادي ) مع مربية أطفاله ( يوليا فاسيليفنا ) وأعّدّ لها درساً قاسياً ليختبر قوّة أعصابها ، وتبيان مدى تأثير جرعات الصراع الطبقي في عندياتها ، وهل هي مستعدة وراغبة في التغير؟ أم أنها وطبقتها المسحوقة مقتنعة بالكفاف والمسكنة ! :
{ لقد أتفقنا على أن يكون مرتبك 30 روبل ، قالت 40 ، رد عليها بتأنيب : يا ( يوليا ) أنهُ مسجل عندي ، المهم أنّكِ أشتغلتِ شهرين فقط ، ردت يوليا هامسة وبخجل شهرين وخمسة أيام سيدي ، وكرر أنّهُ مسجل عندي ، أذن تستحقين 60 روبل تخصم منها :
9 روبلات لتسعة أيام آحاد . 2 روبل لكسرك فنجان وطبق . 12 روبل لثلاثة أعياد . 10 بسبب تقصيركِ لتسلق الولد الشجرة وتمزقت سترته . 5 روبلات بسبب تقصيرك أيضاً سرقت الخادمة حذاء الطفلة . 10 روبلات أخذتِ مني سلفة في يناير الماضي --- هنا همست يوليا لم آخذ ! وكرر السيد أنه مسجل عندي ---- المهم مجموع الخصم 48 روبل --- وهنا أحمرّ وجهها وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل ، وأغرورقت عيناها بالدموع وقالت بصوت متهدج وحزين مليء بالأنكسار : أنا لم آخذ سلفة سوى 3 روبلات من حرمكم ، أنتفض السيد حقاً؟ أنا لم أكتبه أذن أصبح مجموع الخصم 51 بقي لك عندي 9 تسعة روبلات فقط ، فتناولتها وقالت : " شكرا " سيدي .
وهنا أنتفض السيد وأستولى عليه الغضب وهو يردد ياللشيطان ( على ماذا تشكرينني ؟؟) أنّي نهبتك ! وسرقتك وسلبتك ، فعلام تقولين شكرا ؟؟ قالت في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً ، قلت لم يعطوك ؟؟؟ أليس هذا غريبا !! لقد مزحتُ معك هذه نقودك الثمانين في المظروف جهزتها لك مع درس قاسٍ لك أن لا تكوني عاجزة ، أحتجي ، لا تستكيني بل يحتاج أن يكون لك أنيابٌ حادة--- وقالت بصوتٍ واضخ " يمكن " وسألتها الصفح ، وتمتمتُ مع ذاتي ( ما أبشع أن يكون الأنسان ضعيفاً في هذه الدنيا ) نص ( كتاب المغفلة تأليف أنطون تشيخوف – مترجم )
وليسمح لي الكاتب العبقري " تشيخوف " بأستنساخ قصته القصيرة هذه على ما جرى ويجري في طننا العراق وبسردية أطول قصة ولا تزال أحداثها المأساوية تجري منذ 2003 ولحد الساعة وأضنها لم تنتهي أحداثها بعد ! وتقسيم الأدوار : بحكومات المحاصصة الطائفية والأثنية وغياب المؤسساتية في نظام (اللادولة ) التي تمثل دور الكاتب الروائي ، والشعب العراقي دور المغفل ، وأستحقاق الشعب بميزانية مليارية في كل عام حوالي 110 مليار دولار أمريكي ، ولكنه خرج صفر اليدين بميزانية خاوية ، وبثالوث الفناء ( المرض والفقر والجهل ) ومادا يده للقروض الدولية ، ووقع صيدا سهلا تحت تأثير مخدر الديماغوجية بالوعود الكاذبة المؤطرة بالخُدع السرابية الموهومة ، وهو الأخرتجلبب الخنوع والمسكنة والقبول بحكومة الفاشية والشمولية ولمدة 35 عاما ، التي أدخلت العراق في حروب عبثية أستنزفت شبابه وحصار دولي ظالم أستنزف الأخضر واليابس والمحصلة النهائية كان نصيبه السكوت ؟! .

وتحية لأنطون تشيكوف في روايته المتألقة والرائعة " المغفلة " والتي أخضعها للصراع الطبقي بمغزى ثوري جدي { أن الحياة للأقوياء والشجعان لا مكان فيها للضعفاء والمغفلين ، وهي تمثل براعة الحبكة عند تشيخوف في هيكلة القصة أنسنة وحبا وجمالا ، والشكر لهُ خصوصا عندما جعل نهاية القصة مفتوحة للقارئ ، لأقول :
نعم سيدي الحياة للشجعان لا مكان للضعفاء ، إن أرخنة الأحداث في وطني تفرض عليّ كشاهد حي مخضرم أن أستذكر موروثات أسلافي القيمية أخلاقية في الأباء والكرامة وأختيار طريق التضحية بالرغم من أن قواعد الأشتباك مع المستعمر وحكومات الفاشية الظلامية ليست بصالح شعبنا لغياب التكافؤاللوجيستي والعسكري فأختار طريق التحدي والتحريرببيرق المهوال الشعري وباللهجة الفراتية للتحفيز للتغيير{ ها --- كل حي بالدنيا عليه موته !؟ } وهذه بعض الأنتفاضات التي نفتخر بها
–ثورة العشرين 1920
-أنتفاضة 1952
- الأنتفاضة الشعبانية 1991
-أنتفاضة تشرين 1 تشرين أول 2019
كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد
كانون ثاني 2022



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة نوبل------ ونجيب محفوظ
- من أعلام بلادي --- البروفيسور - شاكر خصباك -
- فيروز ---- عزف على أوتار الذاكرة ؟!
- في مخاض التغيير يمكن أعتماد التجربة التنزانية !؟
- ديستوبيا----- فيلم - الحب واللاحب وما بينهما -
- المطالبة بألغاء إتفاقية - خور عبدالله - المذلّة ؟!
- كتائب قمامة المحتل الأمريكي--- الشركات الأجنبية في العراق!
- النقمة المقدسة في ديوان حميد الحريزي - مشاهدات مجنون في عصر ...
- المخرجات الفاشية للتجنيد الألزامي --- كوابيس لعنة في ذاكرة ا ...
- الفنتازيا في رحلة دانتي والمعري للفردوس والجحيم !؟
- الأقتصاد العراقي في أحضان الصندوق الأسود !؟
- كتاب اللادولة لفالح عبد الجبار---- مآلات الوضع العراقي
- لميعه عباس عماره --- رائدة الأدب العراقي
- مشروع الدكتور سمير أمين المعرفي /ونظريته في الأقتصاد - التطو ...
- كارل ماركس --- ---- والحركة النسوية؟!
- جورج أورويل ------ متنبي الغرب؟!
- حقاً إنّ يوسف أدريس تشيخوف العرب
- نجيب محفوظ ----- ملك الرواية
- الأقتصاد العراقي إلى أين !؟
- الواقعية السحرية في رواية -بيت الأرواح - لأيزابيلا الليندي


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الجبار نوري - رواية تشيخوف - المغفلة - --- درس في التغيير الأصلاحي !؟