أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - كتاب يستكمل مهمة الدواعش الفاشلة في سنجار














المزيد.....

كتاب يستكمل مهمة الدواعش الفاشلة في سنجار


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 16 - 19:39
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يوزع في مكتبات كردستان الآن.. مطبوع بعنوان (سنجار المدينة والجبل) للقاضي سلام السنجاري.. وفي الحقيقة صاحب الكتاب هو (سلام إسماعيل زيدان التكريتي) من تكريت.. هاجر جده بسبب خلافات عشائرية والتجأ الى سنجار في الستينات من القرن الماضي..
ويعرف من هذه العائلة صلاح زيدان الكادر البعثي.. الذي لجأ الى سوريا منتصف السبعينات.. وعاد للعراق.. وتمت تصفيته من قبل حزب البعث.. وكذلك شقيقه نواف زيدان.. الذي التجأ اليه أولاد صدام حسين في الموصل.. وأجرى مع الامريكان صفقة تسليمهم المعروفة..
وكذلك عرف هذه العائلة في زمن الدواعش.. بالتحاق عدد كبير منهم بمجرمي دولة الخلافة الإسلامية ـ داعش.. الذين جرت تصفية بعضهم اثناء الاشتباكات.. التي حدثت في فترة تواجد داعش في سنجار من قبل الثوار الذين تصدوا للدواعش في حينها..
والأهم بعد هذه المقدمة التعريفية.. محتوى الكتاب وتسويقه من قبل مكتبات كردستان.. هذا المحتوى الداعشي بامتياز.. كأن الكاتب يستكمل مهمة داعش الفاشلة.. في القضاء التام على السنجاريين وشطب تواجدهم التاريخي ومحو آثارهم..
حيث يعتمد على التزوير وإلغاء الحقائق تارة.. او التلاعب بالأرقام والمعلومات.. لهدف واحد ليس الا ّ وضعه نصب عينيه.. وقرر هذا القاضي المعدوم الضمير الوصول اليه.. بحماقة مكشوفة لا تنطلي على أحد.. ممن يمتلك عقلا في هذا الزمن العصيب..
خاصة وان ذاكرة الكون.. وأكرر الكون.. كل الكون.. ما زالت منشغلة بما حدث في سنجار وجرائم داعش المروعة فيها.. وما خلفه قتلة دولة الخلافة الإسلامية.. من جروح وندوب.. ما زال العالم يتابع تفاصيلها.. ويسعى لعلاج جزء من آثارها النفسية والاجتماعية..
ومع هذا يظهر لنا هذا القاضي المشوه.. بمطبوع رث.. يسطر فيه الأكاذيب.. كأننا في عصر بداية الإسلام.. وهو يحشو في كتابه المعلومات الخاطئة.. عن عمد.. مؤكداً من خلالها بداية.. تحريفه لمعنى سنجار.. سنجار المدينة والتاريخ.. والمنطقة الجغرافية الواسعة.. التي كانت أكبر مساحة جغرافية لقضاء عراقي..
وتشمل حدوداً من الشرق الى الغرب لأكثر من 80 كلم متراً هو امتداد الجبل فيها.. من غرب تلعفر حتى الحدود السورية.. وجنوبا حتى حدود البادية والجزيرة التي تمتد لمناطق الثرثار.. ويتواجد فيها أي في منطقة سنجار.. مركز للقضاء يسمى البلد.. كان يتبعه أربع نواحي.. بالإضافة الى المئات من القرى.. التي تم تدميرها تباعاً.. وكان عام 1975 أفظعها.. حينما جرى تهديم وتخريب أكثر من 365 قرية وبلدة.. وتحويل سكانها الى 12 مجمع قسري منحت أسماء عربية واسلامية.. بالإضافة الى تهجير البعض منهم الى زاخو ودهوك وسميل وباعذرة ومناطق الجنوب ووسط العراق..
كل هذا يتغاضى عنه "المؤلف" ليحجمه الى مجرد مركز القضاء.. الذي شهد هو الآخر تهجيراً قسرياً متتالياً.. وجرى إسكان العوائل العربية فيه.. في ازمنة متعددة.. لم يكن زمان البعث المقبور نهايتها وهذا ما سعى اليه الدواعش.. من محاولات لخلق تغيير سكاني وجغرافي في سنجار.. وفشلوا فيه.. رغم حجم جرائمهم..
هذا الفشل الذي تحقق بفضل صمود اهل سنجار أولا وأخيراً.. ومن دعمهم ووقف بوجه زحف الدواعش الذين كانوا يخططون وفقاً لأوهامهم.. للمكوث والبقاء الدائم في سنجار.. بعد اقتلاع أهلها وتشتيتهم او قتلهم بعد فشل فرض الإسلام عليهم..
ليقولوا للعالم.. ان سنجار منطقة عربية وإسلامية.. تخفق في ارجائها رايات الله أكبر.. ولا إله الا الله.. ودولة الإسلام باقية..
هذا الفشل المريع لم يتوقف عنده الكاتب الإسلامي.. والقاضي الذي كان من المفترض ان يحتفظ بجزء من ضميره.. وتجاوزه بصلافة.. ليقول.. لعشرات المرات مكرراً ذلك لحلم البائس.. ان سنجار.. سنجار التاريخ والجغرافية.. التي اختزلها الى مركز المدينة فقط.. ليست الا مدينة عربية إسلامية.. يجري وصفها خطأ بأنها منطقة الايزيديين.. ولأن وما فيها من إيزيديين.. هم مهاجرون من تركيا ومناطق الشيخان.. ليسوا الا اقلية لا يحسب لهم الحساب ولا يشكلون رقماً معتبراً في عرفه طالما كانوا خارج نطاق الدائرة الاسلامية.. ويحشو بين طيات كتابه ارقام وجداول ملفقة.. كأنها شهادات ووثائق دامغة..
والأسوء من كل هذا إصراره في "البحث" عن مخلفات "تاريخية" يسعى فيها لتأطير التواجد العربي في سنجار.. ويجعله الأقدم.. كل هذا ليؤكد:
ان المنطقة عربية ـ إسلامية..
في الكتاب الكثير.. الكثير مما يمكن تفنيده ودحضه.. قد نعود له لاحقاً.. لكن يبقى السؤال المهم.. عن الدوافع والمبررات التي تدفع قاضياً نشأ وولد في سنجار.. للتحامل على من احتضنه من أهلها.. وتزوير تاريخهم.. والتحامل عليهم بهذه الصيغة المعيبة.. في زمن مازلنا نعيش أجواء كوارثه.. ونشم رائحة الدم والموت من الأرواح التي زهقت في سنجار.. ناهيك عن صراخ الأطفال والآلام التي مازالت تعاني منها النساء والفتيات اللواتي تعرضن للمهانة والاغتصاب..
كل هذا لم يشفع للـ "القاضي" سلام إسماعيل زيدان.. ولم يحرك فيه ساكناً.. وبقي متحجراً في موضعه شاهراً حقده بلؤم لا يجاريه فيه أحد.. غير قتلة الدواعش من مجرمي دولة الخلافة الإسلامية..
كتاب يزور التاريخ ويتلاعب بالوقائع.. ويضع نصب عينيه هدفاً لا يخفيه ليقول بلا خجل: ان سنجار قضاء عربي واسلامي.. والمتواجدون فيه من الايزيديين.. ليسوا الا شراذم من المهاجرين والنازحين.. من المخجل ان يوزع في مكتبات كردستان والعراق..
ــــــــــــــــ
15/1/2022
ـ القاضي سلام السنجاري.. سنجار المدينة والجبل.. توزيع مكتبة خاني دهوك.. مطبعة تهران 2021



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن كريم أحمد الداود....
- رمزية الدائرة في المعتقدات الدينية القديمة
- رواية كل شيء ضدي لسلام إبراهيم
- حوار مع رزكار عقراوي عن آفاق -اليسار الالكتروني-..
- المرأة التي انقذتني من موت محقق..
- رسالة الى.. الرئيس الأمريكي جو بايدن
- رسالة الى الرائد صباح الحمداني..
- كتاب كنت أتمنى ان لا اقرأه..
- اسطورة ( مير مح ) وفلسفة الموت عند الإيزيدية ..
- أبو تحسين وتلك الصور التي اعلنت نهاية الدكتاتور ونظامه الدمو ...
- برنامج القيثارة يُهين الفن والفنانين..
- رسالة خاصة الى الشيوعيين في العراق..
- وقفة مع الشاعر هوشنك بروكا بحضور إبراهيم محمود
- لإيزيدية.. محاولة للبحث عن الجذور رحلة في أعماق التاريخ
- لا لحكومة تشغل نفسها ببطل العرق!
- عن غير المؤهلين في هذا العصر
- حكاية ليست للأطفال بمناسبة العام الجديد..
- مع الاحتجاجات الثورية في كردستان
- ليكن يوماً فاصلا ًفي تاريخ العراق..
- المقدمة.. هذه اليوميات وما فيها..


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - كتاب يستكمل مهمة الدواعش الفاشلة في سنجار