كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 16 - 08:51
المحور:
سيرة ذاتية
حدثني استاذي الكابتن (فهمي حمود السعدون) عن موقف وطني رواه له الراحل (مزهر الشاوي) بنفسه. . .
قال: عندما تسلمت مهام الإدارة العليا لمصلحة الموانئ العراقية، فكرت بمراجعة الأجور والعوائد المالية التي يستوفيها الميناء عن كل برميل من النفط بالمقارنة مع بقية موانئ الخليج، فوجدت ان رسومنا أقل من رسوم موانئ الخليج بنحو 75٪ ، عندئذ قررت مساواتها مع موانئ دول الجوار، فجاءني مدير شركة النفط مهرولاً الى بيتي في زيارة مفاجأة، وكان بريطاني الجنسية، وما ان جلس في صالة الاستقبال حتى طلب مني التريث، وان لا أثير هذا الموضوع، بذريعة ان الجهات الرسمية لم تفكر بإثارة الموضوع حتى الآن، وطلب مني فقط السكوت عن هذا الأمر مقابل الحصول على مبلغ مليون دينار، يودع بأسمي على الفور في أي بنك اختاره خارج العراق مقابل السكوت والابقاء على الرسوم القديمة المنخفضة. .
فقال له الراحل (مزهر الشاوي) بنبرة غاضبة: اسمعني جيداً أيها الانجليزي، إذا أردت ان تعطيني هذا المبلغ فمن ذا الذي سيتصرف به ؟، أنهم حتماً زوجتي وأولادي، وبالتالي فاني سأفقد إحترامي بينهم، ومن المؤكد انهم سينظرون لي بإزدراء واحتقار، ولن تكون لي أي قيمة أمام أفراد عائلتي، وامام شعبي وأهلي وعشيرتي. .
ثم ثارت ثائرة الشاوي وأمره بمغادرة بيته. وفي صباح اليوم التالي كان قراره نافذا برفع الرسوم الى السقف المتسق مع الموانئ الخليجية. .
كان الشاوي رجل دولة، وقائد وطني من العيار الثقيل، كرّس حياته للارتقاء بالموانئ نحو الأفضل، واشتغل على كل المحاور المينائية، وكان يناضل ويصارع ويكافح من أجل أفكاره الاصلاحية في ظرف عسير كانت فيه مهماته موزعة بين الموانئ ومطار البصرة والسكك الحديدية، وكان هو المسؤول الأول عن حركة النهضة العارمة التي عصفت بالموانئ وجعلتها تعيش عصرها الذهبي في غضون اربع سنوات فقط. .
اللهم كما طيّبت ذكره بين الناس طيّب ذكره في السماء، اللهم أرحمه واغفر له وتجاوز عنه يا رب. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟