أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعيد الكحل - لما تصغي ألمانيا لصوت الحكمة والمصلحة .














المزيد.....

لما تصغي ألمانيا لصوت الحكمة والمصلحة .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 7133 - 2022 / 1 / 11 - 14:51
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


انتهت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا بذهاب أنجيلا ميركل التي لم تتحرر من ميولاتها الشيوعية الدفينة رغم تبنيها لليبرالية بعد سقوط جدار برلين . وقد طغت تلك الميولات على المواقف الأخيرة من ولاية ميركل تجاه المغرب ووحدته الترابية وكذا دوره الإقليمي في حفظ السلم والأمن ومحاربة الإرهاب ، بانحيازها للجزائر ودعم موقفها العدائي. ومعلوم أن الجزائر كرست جهودها ووظفت كل أوراقها لإبعاد المغرب عن الملفين الليبي والمالي . وللأسف دعمت ميركل السيناريو الجزائري في أكثر من مناسبة منها: رفضها توجيه الدعوة للمغرب للمشاركة في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية ، طلبها لمجلس الأمن بعقد جلسة مغلقة حول الصحراء المغربية مباشرة بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية ، ( علما أن ليست من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ولا هي طرف في الصراع)، إفشاء الأسرار الأمنية/الاستخباراتية في مجال محاربة الإرهاب، احتضانها الإرهابي محمد حاجب وحمايته من أية متابعة قضائية ، تقرير السفارة الألمانية بالرباط الذي كشف عن رفض ألمانيا أن يتحول المغرب إلى "تركيا شمال إفريقيا" . كلها عوامل تعامل معها المغرب بكل حزم وحكمة . فميركل حافظت ، نسبيا، على العلاقة المتميزة التي كانت بين ألمانيا الشرقية والجزائر ،وخاصة في مجال التسليح ودعم البوليساريو، إذ تتصدر الجزائر قائمة الدول خارج الاتحاد الأوربي ،الأكثر استيرادا للسلاح الألماني (الجزائر تنفق 6 % من الناتج الوطني الخام على التسلح حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)،مما يجعلها سادس أكبر مستورد للأسلحة في العالم). ومن ثم تظل الجزائر سوقا مُغريا للدول المصدرة للسلاح. وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين الجزائر وألمانيا 4 مليارات أورو . حسابات ميركل جازفت بمصالح ألمانيا حين اعتقدت أن الضغط على المغرب بملف الصحراء سيضطره للارتماء في أحضان الاتحاد الأوربي والخضوع لمزيد من الابتزاز ، خصوصا بعد الإعلان الثلاثي : الأمريكي – المغربي- الإسرائيلي. ولم تدرك جيدا أن "مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس". لقد تحرر المغرب من كل الضغوط الأوربية بامتلاكه للمقومات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية ما يجعله قوة إقليمية لها تأثيرها في كثير من الملفات والقضايا الإقليمية الدولية . ولا غرو أن ألمانيا تدرك جيدا أن مشاريعها الاستثمارية في الجزائر فشلت في معظمها (مشروع “ديزيرتيك” لإنتاج الطاقة النظيفة من الصحراء الجزائرية مرت عليه سنوات دون أن يرى النور . شركة فولكسفاغن أغلقت معملها بالجزائر إلى جانب يازاكي اليابانية وهيونداي الكورية الجنوبية) . فالرهان على الجزائر لتوسيع الاستثمارات الألمانية بها أو لتجعل منها بوابة نحو إفريقيا ، رهان خاسر . ورغم التقارب الكبير بين ألمانيا (قبل الوحدة وبعدها ) والجزائر ، ظلت الاستثمارات الألمانية في إفريقيا ضعيفة حسب ما كشف عنه التقرير الذي أعدته إيزابيل فيرينفيلز رئيسة مكتب الاستخبارات الخاص بشمال إفريقيا والشرق الأوسط في المخابرات الألمانية الذي جاء فيه أن“المعاملات التجارية بين ألمانيا وإفريقيا لا تزال ضعيفة جدا، ولقد وعدت المستشارة السابقة، أنجيلا ميركل، بإنشاء صندوق بمليار أورو لدعم الاستثمارات في إفريقيا وتأمينها، لأن ألمانيا تحتل مكانة متأخرة فيما يخص الاستثمارات المباشرة فقط واحد في المائة من الاستثمارات الأجنبية الألمانية يذهب حاليا إلى إفريقيا”. إفريقيا ذات 1.3 مليار نسمة ، ومواردها الطبيعية الغنية تغري القوى الكبرى بالاستثمار فيها . وحين غلّبت ألمانيا صوت العقل والحكمة انتبهت إلى أن عبور الاستثمارات إلى إفريقيا يحتاج إلى دولة تتميز بالاستقرار والجدية والمصداقية والالتزام . وهذه هي الحقيقة التي أكد عليها الرئيس الألماني في رسالته إلى جلالة الملك “بفضل التطور الديناميكي لبلدكم، أصبح المغرب موقعا مهما للاستثمار بالنسبة للمقاولات الألمانية بإفريقيا”. طبعا الرئيس الألماني لا يحتاج إلى من يذكّره بالشرط الحاسم الذي وضعه العاهل المغربي لأي تعامل مع الدول (نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية).
حان الوقت، إذن، لبناء شراكة جديدة وقوية بين المغرب وألمانيا وإطلاق دينامية المشاريع الكبرى التي سبق وقطعت أشواطا مهمة مثل مشاريع الطاقة الشمسية والطاقة الريحية بالإضافة إلى اتفاق لإقامة مشروع طاقة الهيدروجين الأخضر الذي تم التوقيع عليه في يونيو 2020 .ومعلوم أن هذا المشروع من شأنه أن يحوّل المغرب إلى أكبر مصدّر في العالم لطاقة الهيدروجين الأخضر الصديقة للبيئة أو ما يطلق عليه “النفط النظيف”. ويعقد البلدان آمالا كبرى على هذا المشروع الذي سينتج ما يعادل 2 إلى 4 في المائة من الحاجة العالمية إلى مواد الطاقة المتجددة. كما يمكن أن يلبي حوالي 25 في المائة من احتياجات السوق الألمانية من الطاقات المتجددة في ظل السياسة الألمانية الرامية إلى تقليص الطاقات المسببة لانبعاث ثاني أوكسيد الكربون والاعتماد على الطاقات النظيفة خاصة في قطاعات السيارات والقطارات والكهرباء.
جدير بالذكر أن الدور الرئيسي الذي يلعبه المغرب في محاربة الإرهاب ، جنّب دولا أوربية عديدة ، وفي مقدمتها ألمانيا ، من مخططات تخريبية وحمامات دم . الأمر الذي جعل الكثير من دول العالم تسعى لتقوية التعاون الأمني والاستخباراتي مع المغرب. نجاح جعل الرئيس الألماني يشيد بـ “الالتزام المتفرد للمغرب في مجال محاربة الإرهاب الدولي، وهو أمر ضروري بالنسبة لألمانيا وأمنها”. فلم يعد ، إذن، أمام ألمانيا من خيار لتوسيع استثماراتها في إفريقيا سوى تقوية العلاقات مع المغرب وإعادة بناء الثقة بينهما ، خصوصا بعد أن خسرت الرهان على الجزائر وتونس اللتين تعيشان أوضاعا سياسية جد مضطربة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما عادت التجارة في الدين تفيد البيجيدي .
- أي مشروع مجتمعي ورّثه الشيخ ياسين لجماعته ؟
- سنحتفل برأس السنة ولوْ كَرِه المتطرفون ؟
- مشروع وزير الأوقاف الذي لم يُرض حركة التوحيد والإصلاح.
- لما يتوهّم الإسلاميون أن الطريق إلى القدس يمر عبر الرباط.
- الاعتراف الذي لم يزد الجزائر إلا خسارا.
- ألا في الفتنة سقطوا.
- جبهة ضد مصالح الشعب والوطن.
- الإسلاميون يشرعنون العنف ضد النساء ويتضامنون مع الضحايا.
- نعيق الجماعة سيقود إلى الجيَف.
- الحاجة إلى قانون جنائي يرقى بالمغرب .
- الخطاب الملكي ينهي مرحلة الابتزاز الأوربي .
- هل سيُعيد بنكيران حزبه إلى بيت الطاعة للحركة؟
- أطباء أفسدت الإيديولوجية إنسانيتهم .
- الخارجون عن القانون : رجاء الانسجام في المواقف.
- حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية .
- مسؤوليات الحكومة.
- بين المغرب وطهران تنكشف خطة العدل والإحسان.
- مصطفى الرميد خدم الإخوان على حساب الوطن.
- إستراتيجية الإسلاميين لمواجهة انتكاستهم الانتخابية.


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعيد الكحل - لما تصغي ألمانيا لصوت الحكمة والمصلحة .