أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - اليمن : اردعوا الغزاة، احذروا دعاة الحرب، واجهوا بائعي الأوطان!















المزيد.....

اليمن : اردعوا الغزاة، احذروا دعاة الحرب، واجهوا بائعي الأوطان!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2022 / 1 / 1 - 19:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إنَّ جل نشاط الأحزاب والتنظيمات والمليشيات اليمنية المتنافرة يدور حول هدف واحد، وهو تحقيق مصالحها الضيقة، ولكن، بسبب الطبيعة القبلية والجهوية والطائفية لهذه الكيانات، فأنَّ مصالحها تتعارض مع المصالح الكُلْيَة للشعب اليمني، الذي يسعى للعدالة والحرية والسلام والاستقرار والتقدم. الأدهى من ذلك أنَّ هذه الكيانات الشوهاء تدرك هذه الحقيقة، ولكنها ترى في نفسها وصية على الشعب، هي من يحق لها أن تحدد للشعب، وبالضد من إرادته، من يحكمه، وكيف يحكمه، وطبيعة العلاقات بين أفراده، وعلاقاته بالعالم من حوله.
***
الأحزاب اليمنية ترفض التنازل عن مصالحها الفئوية، الضارة بالمصالح الكُلْيَة للشعب، وعلى هذا فأنَّ أفعالها السياسية الشائنة والمتنافرة تقوض الوطنية اليمنية الشاملة، وتضعف المناعة الشعبية الكُلْيَة في مواجهة القُوَى الخارجية التوسعية والطامعة في اليمن.
***
فالحوثي الطائفي، المذهبي الشيعي، المرتبط عقائديًا وسياسياً بإيران والمدعوم عسكريًا وماليًا، من قبلها، يرفض التنازل عن مصالحه وامتيازاته التي حققها منذ نشأته في مطلع التسعينيات، وبشكل خاص بعد سيطرته على الدولة، عقب فاجعة 21 سبتمبر 2014.، ويسعى لتوسيع دائرة سيطرته ليشمل كل اليمن، وتحقق مصالحه الفئوية، ومصالح حلفائه ألاستراتيجية في الخارج.
***
وحزب الإصلاح الإسلامي، المذهبي السني، المدعوم جزئيًا من السُّعُودية، ولا سيما جناحه القبلي التقليدي، وكليًا من قطر وتركيا، يسعى لاستعادة امتيازاته القديمة التي تحققت له منذ الانقلاب الرُجْعِيّ في 5 نوفمبر 1967 في صنعاء، وبشكل خاص، بعد مقتل إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977، وخلال عهدي الغشمي وصالح، خلال المرحلة الممتدة بين 1977 – 2012. وحزب الإصلاح يرفض التنازل عن امتيازاته الجديدة التي حققها عقب الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، وصعود منصور هادي، ويأمل في التمدد، وتحقيق المزيد من المكتسبات في المرحلة المقبلة.
***
والمجلس الانتقالي، المكون من خليطٍ متنوع من ذوي المصالح المتنافرة، والمبرقع بالتوجه الإسلامي السلفي، والميول اليمينية القبلية التقليدية واليسارية المغامرة، و المشحون بالمواقف العدائية تجاه ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ومنجزاتهما التقدمية، و المرتبط بالولاءات الشائنة للعهدين: السلاطيني - الإقطاعي، والاستعماري، و المناهض للهوية الوطنية اليمنية. و المجلس يرتكز على قاعدة قبلية ضيقة، وتوجهات جهوية مقيتة، ومدعوم من الإمارات التي تتوسله(تجعل منه وسيلة) لأهدافها الإقليمية، وهو أي الانتقالي، مضحوك عليه من قبل السُّعُودية التي تستغله لأغراضها التوسعية.
والمجلس الانتقالي يرفض التنازل عن الامتيازات التي حققها منذ 2015، ويأبى التنازل عن الامتيازات الجديدة التي حققها عقب قيامه، ككيان سياسي وعسكري سنة 2017، وبشكل خاص منذ سيطرته على عدن في أغسطس 2019، وعلى سقطرى في يونيو 2020، ويسعى بحماس للعودة إلى العهد القديم، قبل ثورة 14 أكتوبر 1963، تحت الحماية الإماراتية والسعودية، المحميتين بدورهما من قبل القِوَى الإسرائيلية والغربية.
***
والمؤتمر الشعبي، مُكوِّن من بقايا نظام علي عبد الله صالح، ويحتوي على مكونات قبلية وعسكرية، وبعض البيروقراطيين المدنيين الذين انتفعوا بالسلطة خلال حِقْبَة حكم الرئيس السابق صالح، الممتدة بين 1978- 2012. والمؤتمر موزع بين السُّعُودية والإمارات، وتربطه علاقات نفعية بالشرعية والمجلس الانتقالي، ويسعى للحفاظ على مصالحه ونفوذه المتآكل، ولكن المؤتمر تُحركه، بالأساس، نزعات ثأرية للانتقام من حزب الإصلاح الذي تمرد على سلطة صالح عام 2011، كما تُحرِكه نزعات ثأرية للانتقام من الحوثي الذي غَدر بالرئيس صالح في 4 ديسمبر 2017، بعد أن غامر هذا الأخير وتحالف مع حركة الحوثي الانقلابية في 21 سبتمبر 2014.
***
وخارج هذه الكيانات الكبرى: الحوثي و الإصلاح والانتقالي وحزب المؤتمر، ثمة كيانات أخرى مهشمة وممزقة، بعضها تعمل بالأجر الشهري مع الكيانات المحلية الكبرى، ومع أسيادها في الخارج، وهي موزعة على السُّعُودية والإمارات والقاهرة وبيروت وغيرها من عواصم العالم، الغربية والشرقية. وهناك مجاميع، في الداخل والخارج، تحوم حول الموائد، وتناوش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعرب عن ولائها بإسراف لذوي الشأن، و تنال مصروف جيب بين وقتٍ وآخر مكافأة على خدماتها، ولكن لا يُسمح لها أنْ تقترب من الموائد الدسمة، فتكتفي بشم روائح البهارات من بعيد، وبلع لعابها ولعن حظها المنحوس. وهناك، بالطبع، أقلية نبيلة مهمومة بمستقبل الوطن والشعب، كما أنَّ هناك أغلبية هائمة، تمثل مجرد هوامش في اللوحة البائسة، تعيش في الداخل والخارج، وتنتظر، مثل غيرها، اقتراب الفرَج الذي لن يأتي في المدى القصير!
***
وكما سبقت الإشارة فأنَّ كل حزب أو تنظيم من هذه التنظيمات يزعم أنه يمثل مصالح الشعب، كليًا أو جزئيًا، ولكن هذه المكونات السياسية والعسكرية في الواقع لا تمثل حتى مصالح قواعدها السياسية والعسكرية والقبلية، ناهيكم عن مصالح الشعب في عموم اليمن أو في جزء منه. فمن يرصد مجمل سلوك الأحزاب السياسية والتنظيمات المليشاوية في بلادنا، يدرك أنها لا تمثل سوى مصالح القِوَى الخارجية الداعمة لها، ومصالح الفئات المتنفذة فيها، المتربعة على قمة كياناتها الشوهاء. وليس مطلوبًا من المرء أن يكون عبقريًا، لكي يدراك هذه الحقيقة البشعة، إذْ يمكنه، فقط، أنْ يكف عن المكابرة ويفكر، فالعلم بالشيء فضيلة وليس رذيلة، والتفكير فريضة وليس حرامًا، وعلى المرء أنْ يكون شجاعًا، والشجاعة لا تعادل الحماقة، وعليه أن ينظر حوله بتمعن، ويقارن بين حياة المتنفذين في حزب الإصلاح في السُّعُودية وقطر وتركيا، وأنصارهم من الجِياع وَمُمَزقي الأطراف في تعز ومأرب والجوف. كما يمكنه أنْ يقارنَ بين حال الفقراء من العسكريين المتقاعدين، والجوعى والمرضى الذين يطالبون برواتبهم في عدن، والجنود الفقراء الذين يموتون في أبين والضالع، وبين حياة قيادات الانتقالي في الداخل وفي الرياض والإمارات. كما يمكنه أنْ ينظر إلى حياة القيادات الحوثية الثرية، المتاجرة بالغاز والعقارات والمواد الغذائية، وحياة الفقراء من أنصارهم الذين يموتون كالذباب في الجوف ومأرب والساحل الغربي. وفي الأخير يمكن للمرء أن يقارن بين حياة المتنفذين في"الشرعية"، بما تحتويه من اتجاهات سياسية وقبلية وعسكرية وجيوب بيروقراطية، وجماعات مصالح، وبين حياة العسكريين، ولا سيما صغار الضباط والجنود الذي يحاربون في كل مواقع الصراع في اليمن. كما يمكن للمرء أن يقارن بين الشرعية ومجموع قيادات هذه الأحزاب، وعموم الشعب اليمني، الذي يموت من الحرب و الجوع والمرض.
***
إنَّ قيادات الأحزاب المتنافرة العميلة، الوثيقة الارتباط مع أسيادها الإقليميين، يمزقون الوطن ويفتكون بحياة الشعب، فهل علينا، في ظل التشوه والخراب القائمين، أنْ ننضوي تحت لواء هذا الطرف أو ذلك، وندخل في لُعْبَة الخراب والموت ونساهم في تدمير وطننا؟ أم أنَّ علينا أنْ نركل هذه الأحزاب الشائنة، وننسحب منها ونبحث عن مخارج وطنية عقلانية للمأزق الذي يعصف بشعبنا، بعيدًا عن الطوائف المذهبية والكيانات القبلية العفنة، والثنائيات الجغرافية القاتلة؟
***
إنَّ العبيد والأوغاد والمتاجرين بدماء الشعب اليمني سيرفضون هذا النوع من المقاربة السياسية، وسيجدون مبررات ماكرة لسلوكهم غير الوطني وغير الأخلاقي وغير الإنساني، ولكن الأحرار وحدهم سيبحثون عن مخارج للازمة. ولكن أين يا تُرَى يكمن الحل للمعضلة القائمة؟
لا يكمن الحل للمعضلة القائمة في تقسيم اليمن، وتقاسم المناصب والمكاسب، بما يتلاءم مع أهواء ومصالح هذه الأحزاب والكيانات العميلة للقوى الإقليمية، كما تجلى في إعلان تشكيل الحكومة الجديدة؛ أي الحكومة السعودية- الإماراتية، المُغلفة بقفازات يمنية خشنة وحريرية، عشية 18 ديسمبر الحالي، التي أدتْ القسم الدستوري في الرياض اليوم؛ أي في 26 ديسمبر 2020، وقبل بزوغ فجر العام الجديد، 2021، ببضعة أيام.
إنَّ الحل الحقيقي يكمن في تخليص الوطن من هذه الكيانات الشوهاء، والقذف بها إلى أقرب مزبلة، ثم ترك الشعب اليمني يقرر، بإرادته الحرة، من يحكمه، وكيف يحكمه، وطبيعة علاقاته بالعالم، بعيدًا عن رغبات العبيد في الداخل وأسيادهم من الأوغاد في الخارج.
غير أنَّ هذا الموقف ستعترض عليه أطراف كثيرة؛ سيعترض عليه الموالون للأحزاب، الذين تربطهم بها اعتبارات مصلحية عميقة. وسيعترض عليه الأغبياء الذين يرتبطون بالأحزاب لاعتبارات غير عقلانية: عاطفية، قبلية، طائفية وجهوية. وسيتجاهله اللامبالون، المشغولون بهمومهم اليومية، فضلًا عن اليائسين الذين فقدوا الأمل.
***
ومع ذلك هناك الأحرار، والمتحررون من هيمنة الأحزاب، المهمومون بقضايا الوطن ومستقبل الشعب، المتفائلون والأذكياء، الشرفاء والشجعان، سواء في قواعد الأحزاب والتنظمات السياسية والعسكرية، أو بين صفوف الشعب اليمني الذين لم يفقدوا الأمل، ولديهم شعور عالٍ بالمسؤولية الوطنية، ويرفضون أن يتركوا شعبهم نهبًا للبؤس والضياع. وهؤلاء سيبحثون عن مخارج عقلانية، فكرية وعملية، للوضع المأساوي القائم الذي يمزق الوطن ويفتك بالشعب، فكونوا من هؤلاء الأذكياء والمتفائلين والأحرار والشرفاء والشجعان الذين يتطلعون إلى عزة وطنهم وكرامة شعبهم، وطالبوا بوقف الحرب، وطرد الغزاة، واعملوا من أجل كنس هذا القِوَى الشائنة التي تفتت وطننا، وتفتك بحياة شعبنا، وتقوض منجزاته التاريخية.
ليكن شعارنا: اردعوا الغزاة والطغاة، احذروا دعاة الحرب، و واجهوا بائعي الأوطان!



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن وانسحاب السلفيين من الساحل الغربي!
- لماذا انتصر اليمنيون في الماضي وهُزِمُوا في الحاضر؟
- أفغانستان: الصراع والاحتلال والتحرير والوضع اليمني!
- السياسيون اليمنيون وصناعة الكوارث!
- المخرج من الأوضاع اليمنية المأساوية المربكة!
- لا يفلح قوم ولوا أمرهم جاهلًا!
- ترى ماذا يريد الشعب اليمني؟ (2/2)
- ترى ماذا يريد الشعب اليمني؟ (2/1)
- يمن الأحزان ومبادرة السعودي الفرحان!
- من أقترف الجريمة في مطار عدن؟ 3/3
- من أقتَرفَ الجريمة في مطار عدن؟ 3/2
- مَنْ أقترف الجريمة في مطار عدن؟ 3/1
- فيروس كورونا والبعد الطبقي!
- دونالد ترامب سقط!
- في ذكرى الثورة اليمنية، هل نعلم وجهتننا؟ (2-2)
- في ذكرى الثورة اليمنية هل نعلم وجهتننا؟ (1-2)
- العرب والعلاقات مع دولة إسرائيل الصهيونية
- ماذا جرى في الرياض بشأن اليمن؟
- ما هي الأسئلة المهمة في زمن العدوان والجائحة ؟
- الوحدة اليمنية والحلم المجهض!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - اليمن : اردعوا الغزاة، احذروا دعاة الحرب، واجهوا بائعي الأوطان!