أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - أين الأدب من انسحاق مصر أكتوبر بين الانفتاح وسلفية البترودولار؟















المزيد.....

أين الأدب من انسحاق مصر أكتوبر بين الانفتاح وسلفية البترودولار؟


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 02:28
المحور: الادب والفن
    


دوما للحروب تأثيرها العميق على الأدباء ..
وحكي الأدباء وأشعارهم المستلهمة من ميادين الحرب تجسيد لموار الوجدان الجمعي للشعوب.

إذن وببساطة ..إن شئت معرفة عدوك -بل معرفته مسألة حتمية -فأحد ينابيع المعرفة أن تتابع خطوط إنتاج أدبائه..خاصة ما يتعلق منها بالصراع العسكري..

لكن..في مصر ..من مترسوا الطريق أمام ترجمة أعمال أدباء اسرائيليين ترصد ماحدث في جبهات القتال خلال حروب ٤٨ و٥٦ و٦٧ و٧٣..
هؤلاء المقاومون لترجمة أدب الحرب العبري..يرون أن ذلك أحد أشكال التطبيع..
وهي بالفعل إشكالية..فلكي نترجم عملا ما ..لابد من موافقة المؤلف ودار النشر..
وإن فعلنا ذلك فهو التطبيع الثقافي الذي يتوق إليه الإسرائيليون..

ورغم حماسي لترجمة كافة الأعمال التي تصدر لمفكرين وأدباء إسرائيليين ..إلا إنني كمواطن عربي بسيط ضد كل أشكال التطبيع المجاني..
إن أرادوا السلام..فليكن السلام في مقابل الأرض ..وليس السلام مقابل السلام ..شعارهم الذي وقعت في شراكه مؤخرا أكثر من عاصمة عربية..!!

على أية حال ..من يقرأ بعضا من أعمال أدب الحرب العبري يجد نفسه أمام تغيير هائل أشبه بالزلزال تعرض له هذا الأدب.. كما بدا في الروايات والأشعار التي كتبها الأدباء الاسرائيليون..على هذين المحورين:
-تشكيل شخصية الجندي العربي ..
-رؤية كل من الجندي والمواطن الإسرائيلي للحاضر والمستقبل..
.....
عقب انتصار الاسرائيليين في حرب ٤٨ عاشوا في حلم أرض اللبن والعسل التي وعدهم بها الرب..تلك الأرض التي سوف يتمرغون في نعيمها بسلام جيلا وراء جيل..كانوا يتغنون في الشوارع والبيوت بمقاطع أغنية " آخر الحروب" التي جسدت لهم الحلم أنه لاحروب بعد حرب ٤٨ ..حيث دانت لهم الأرض ودان لهم التاريخ والحاضر والمستقبل..فلاشيء سوى السلام والرخاء..
لكن أعاصير حرب ٧٣ جاءت لتعصف بالحلم..!

أحد الشعراء الإسرائيليين الذين شاركوا في حرب 73 بعث بقصيدة إلى مجلة "باماحانية" التابعة للجيش الإسرائيلي  يسخر فيها من  الأغنية.. ويجسد شعوره ..بل شعور كل الإسرائيليين بخيبة الأمل .. يقول في قصيدته :
"كنت طفلة صغيرة وكنا في حرب 1948، عندما غنيت لي: أعدك أن الأمور ستكون على ما يرام، ارتديت الزي العسكري، وألفت لي أغنية، ووعدتني أن هذه هي الحرب الأخيرة، قلت لي وقتها، سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة، ومرت بضع سنين. وعدت مرة أخرى للحرب، في معارك سيناء وحرب 1956، ومرة أخرى كتبت لي أغنية ذاع صيتها، واشتريت اسطوانة - ثم أخرى، لأنك وعدتني من جديد ، سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة، وذهبت مجددا إلى ميادين الحرب والدماء، وكتبت لي قصيدة جديدة، متفائلة وبريئة، طبعت على الفور في كل دواوين الشعر. ووعدتني مرة أخرى وقلت: سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة، وهكذا وصلنا إلى حرب أكتوبر. وسارعت مرة أخرى إلى تأليف المزيد من القصائد، ومرة أخرى قلت لي: يا طفلتى الصغيرة....
أنا الآن كبيرة ولم أعد أصدق، إن كان لابد أن نحارب فلنفعل ذلك، ولكن على الأقل، يمكنك أن تتوقف عن كتابة القصائد وإطلاق الوعود!!!

ويربط  الأديب إبراهام يهوشواع عبر  روايته "العاشق " والتي صدرت بعد حرب أكتوبر بأربع سنوات بين حالة التردي الاجتماعي في المجتمع الإسرائيلي والضياع في الجيش ..الرواية التي تدور أحداثها خلال الأسابيع التالية لحرب أكتوبر تحكي قصة الشاب جبرائيل الذي نجح " آدم " في أن يجعل منه عشيقا لزوجته..آدم يدفع جبرائيل عشيق زوجته لتسليم نفسه إلى الجيش كجندي احتياط ..رغم أنه لم يصله أي استدعاء ..ذلك لأنه لم يسجل إسمه حين قدومه لإسرائيل في مراكز التجنيد ..جبرائيل يختفي ..ولاأحد يدري أين مكانه .. وكأن الكاتب أراد أن يوحي من خلال الربط بين الظاهرة الاجتماعية " التردي الأسري في عائلة آدم " والتخبط العسكري في الجيش بأن ثمة علاقة سببية..انهيار المجتمع وراء الهزيمة.                

وعلى شاكلة رواية " العاشق " تأتي رواية الكاتب أهارون ميجيد  "رحلة فى أغسطس" التي صدرت عام 1980 ...رواية أيضا تجذر للعلاقة بين الانهيار الأسري والهزيمة العسكرية ..لكن بشكل مغاير عما ورد في رواية العاشق ..فالهزيمة العسكرية هي التي أدت في رواية "رحلة في أغسطس " إلى انهيار أسرة الأب

"دانيئيل لفين" الذي غادر إسرائيل غاضبا ومحبطا إلى الولايات المتحدة بعد مقتل إبنه الأكبر "توني" في الحرب.. يعود..ليس حنينا إلى أرض الميعاد ..بل للبحث عن إبنه الأصغر "جيدي" الذي فر من أداء الخدمة العسكرية..أعياه البحث في إسرائيل دون جدوى ليجد نفسه يسلك نفس الطريق الذي سلكه من قبل ..الطريق إلى ميدان القتال الذي لاقى إبنه الأكبر "توني " فيه مصرعه .. الكاتب "أهارون ميجيد" لايتوقف فقط في رسائله إلى قارئه عند مجرد القول إن أسرة الأب "دانيئيل لفين" تحطمت  مع مقتل الأخ الأكبر وفقدان الأخ الأصغر ..بل يذهب إلى أبعد من ذلك ..إلى أن استمرار  جنرالات اسرائيل في حروبهم ..سوف يقضي على الإسرائيليين حتى لو كانوا غير راغبين في القتال ..فالإبن "جيدي " الذي هرب من الخدمة العسكرية اختفى ..وتوجه أباه إلى ميدان القتال الذي فقد فيه إبنه الأكبر توني ..إيحاء بأنه ليس مستبعدا ان يكون هذا أيضا مصير الإبن الأصغر ..حتى لو كان كارها للحرب والقتال !!! 
وتأثير حرب أكتوبر على أدباء اسرائيل لم يكن آنيا ..أي فقط خلال الحرب أو بعدها بعدة شهور أو حتى سنوات ..لقد أمضى أدباء إسرائيل عقودا أسرى زلزال حرب ٧٣..
وهذا ما بدا في رواية الكاتب يزهار " ظهور إلياهو " والتي صدرت عام 1999..اي بعد 26 عاما من الحرب ...وهي أشبه باليوميات ..وبطلها الكاتب نفسه..الذي أمضى وقتا طويلا يبحث عن صهره في ميادين القتال..

وكما نلحظ في الروايات الثلاث " العاشق " ، "رحلة في أغسطس" .."ظهور إلياهو " أن ثمة ثيمة رئيسية تتمحور حولها الأحداث..البحث عن المفقود ..آدم يبحث عن عشيق زوجته في جبهات القتال " لفين " يعود إلى إسرائيل التي يراها مصدر كل سوء للبحث عن إبنه الأصغر" جيدي " أيضا في ميادين القتال .."يزهار" ..يمضي أيضا رحلة بحث عن صهره الذي فقد في الحرب ..

وكأن الأدباء الإسرائيليين يودون القول إن ثمة شيئا مهما يفتقده المجتمع الإسرائيلي ..وهو الإحساس بالأمان ..وهذا الإحساس لن يجدوه في ميادين القتال ..هناك لن يجدوا سوى أبنائهم قتلى .. و الرسالة تبدو أيضا جلية في قصيدة الجندي الإسرائيلي حول أغنية "آخر الحروب" !!..
وهي رسالة لجنرالات وساسة إسرائيل أن يبحثوا عن خيار آخر غير الحرب والعدوان وقمع الشعب الفلسطيني إن كانوا يرغبون  حقا في السلام.
.......
وكيف كان أدب الحرب العبري قبل زلزال أكتوبر ٧٣ ؟
كانت الصورة مغايرة تماما..حيث غمس الأدباء الاسرائيليون أقلامهم في أنهار الدم التي تفجرت مع الحروب العدوانية الوحشية التي شنتها إسرائيل على العرب في ١٩٤٨ و ١٩٥٦و١٩٦٧ ليقدموا أعمالا أدبية تعكس نعرات الغرور والصلف والاستخفاف
وهذا ما حرص الناقد والروائي سيد نجم على رصده في ١٣٥ صفحة من كتابه" أطياف إبداعية في مواجهة العنف"..الصادر عن مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر..
والكتاب إن كان مؤلفه فاض وأسهب في الحديث عبر ١٧٧ صفحة عن إبداع التجربة الحربية العربية ومعارك أكتوبر ٧٣ فقد فاض أيضا وأسهم عبر ١٣٧ صفحة في الحديث عن
إبداع التجربة الحربية العبرية حتى أكتوبر ٧٣..

وقبل الخوض فيما أورده د.سيد نجم من نماذج إبداعية تجسد ما يعتري الجندي الإسرائيلي من صلف وغرور وعنجهية..وتجسد أيضا الرؤية المغلوطة الشائعة في الخندق الإسرائيلي للجندي العربي خلال حروب ٤٨ و٥٦ و٦٧..

ثمة ملاحظتان في حاجة إلى التنويه..
الأولى تتعلق بعنوان الكتاب:
أطياف إبداعية في مواجهة العنف..
عنوان أراه يسوق القاريء بدءا حين تقع عيناه على الغلاف الخارجي إلى أمور أخرى..يظن أن أيا منها هو متن الكتاب..ليس من بينها أن هذا كتاب يخوض في الإبداع الأدبي الذي يفيض من ميادين الحروب..
على أية حال.. القاريء ليس في حاجة ليغوص في العشرات من صفحات الكتاب ليكتشف ان الإبداع الأدبي الذي يفيض من ميادين الحروب هو بالفعل.. وليس أمرا آخر..موضوع الكتاب..
بل يكفي ان نقرأ السطور الأولى -الإهداء- لندرك هذا..
"إلى الأجيال الجديدة التي لم تعاصر معارك العبور في أكتوبر ١٩٧٣"..

أما الملاحظة الثانية ..
أن القسم الأول من الكتاب وعنوانه إبداع التجربة الإبداعية العربية ومعارك أكتوبر ٧٣
ماكان في حاجة إلى تمهيد تاريخي من عشرات الصفحات لتجذير أدب المقاومة في الخندق العربي..حيث استهل المؤلف كتابه بالحديث عن نماذج من أدب المقاومة الذي انبثق من الحروب الصليبية وغيرها..
هذا موضوع مهم ويمكن بسط كتاب له عن تاريخ أدب المقاومة..
لكن كتابا مثل هذا لن يستلهم سطوره الأولى بدءا من مقاومة العرب للحملات الصليبية ..بل قبل ذلك بآلاف السنين..فما أكثر فيوضات الوجدان الفرعوني حول بطولات الفراعنة في ميادين القتال..

أيضا تطور أدب الحرب العبري..من إظهار الجندي العربي جبانا وغير منتم..في حروب ٤٨ و٥٦ و٦٧ إلى أدب ينز بالمرار واليأس.. كما بدا في العديد من الروايات والقصائد العبرية المستلهمة من ميادين أكتوبر ٧٣..
هذا التطور كان في حاجة إلى كتاب قائم بذاته..
بل أن رحلة المؤلف سيد نجم في دهاليز الأدب العبري في هذا المجال ..وهي رحلة اخضع الكاتب مكنوزها تحت مجهره العلمي العميق ليقدم رؤية تثري العقل الجمعي العربي بما يدور في الخندق المواجه على المستوى الابداعي..
نتاج هذه الرحلة كانت في حاجة إلى أن تنفرد هي الأخرى بكتاب مستقل.
......
هل قدمت في مستهل مقالي هذا نماذج من الأدب العبري مستلهمة من حرب أكتوبر التي جسدت
إحساسهم بالمرار واليأس؟
وما أكثر النماذج التي أوردها د.سيد نجم في كتابه في هذا الشأن..
إلا أنه أيضا يسلط الضوء على الروح التي كانت مهيمنة على الأدباء الإسرائيليين قبل حرب ٧٣..الروح التي تأججت بالصلف والغرور والاستخفاف بالعربي..وتشويه صورته باعتباره همجي متوحش..ومحاولة تبرير حتمية إقصائه من الحياة كلها ..كما فعل الضابط الإسرائيلي مع الأسير العربي في رواية " على حد رصاصة" للروائي الإسرائيلي إسحاق أوربار..حيث أطلق الضابط الإسرائيلي الرصاص على الأسير العربي على سبيل تجربة مسدس تركي جديد فأرداه قتيلا..!!!
وفي حوار بين مدرس التاريخ وتلاميذه في قصة " حادثة جبرائيل تيروش" للقاص الإسرائيلي "يتسحاق شليف"..يقول المدرس خلال درس حول الحروب الصليبية لتلاميذه: -لن يترك الفلاح العربي المكان إلا باجتثاثه!!
ثم يعاود القول: والسؤال الآن من ذا الذي سيجتث الآخر.." يقصد العربي
أم اليهودي" ..
ثم يستطرد: علينا أن نتذكر أن في وسع الفلاح الشرقي أن يصبح صلاح الدين ..
ويرد التلاميذ :
- إن في البلد متسع للشعبين..
لكن المعلم يحاول أن يحسم النقاش قائلا:
- يجب ان تنزعوا من نفوسكم أي تفكير بأنه قد يأتي عربي طيب!!
وينوه سيد نجم إلى أن صورة العربي الفلسطيني في أدب الحرب العبري مرت بثلاث مراحل :
-ماقبل عام ١٩٤٨.
-مرحلة ١٩٤٨١٩٧٣
- مرحلة ٧٣ ومابعدها..
ويشدد نجم على حقيقة أن الإسرائيلي مع كل التجارب الحربية التي خاضها مع العرب على حال من التعالي..ووضع نفسه في موضع المتفوق..ولم تتغير تلك النظرة إلا بعد نتائج حرب ١٩٧٣..حيث أضيف إليها قدر من التشكك والتساؤل وربما الحيرة!!

ومن الخطأ بالطبع تصور أن هذا التشكيل المغلوط - عن عمد او عن جهل- للعربي في المشهد الأدبي اليهودي خاصة قبل حرب أكتوبر ٧٣ طفح المخيلة الأدبية للكتاب الاسرائيلين وحدهم ..بل ماهو مسكون في تلك المخيلة ليس سوى انعكاس للصورة المشوهة للعربي في المخيلة الجمعية الإسرائيلية!!
......

فماذا تبقى لقوله عن أدب الحرب ..خاصة في الخندق المصري ؟!

عبر أكثر من مئة صفحة يتطرق د.سيد نجم إلى ماشكلته شظايا حرب ٦٧ ثم حرب الاستنزاف..ثم حرب أكتوبر من أعمال أدبية مابين القص والشعر..للعديد من الكتاب المصريين..
ومن بين هذه الأعمال مجموعته القصصية " أوراق مقاتل قديم" ..وأيضا روايته " السمان يهاجر شرقا"..
لكن السؤال الحتمي:
ماذا عن أبطال أكتوبر ؟
هل اهتم أدباؤنا بما
آلت إليه أحوالهم مع أعاصير سلفية البترودولار التي هبت على المجتمع من شرق البحر الأحمر لتسطح الدين وتزنزنه في جلباب قصير ولحية ونقاب وبسملة وهل صليت علي النبي ٣٠٠٠ مرة..ولاشيء عن معجنة الفساد التي غرق فيها المجتمع بعد ذلك ؟
هل رصد أدباؤنا ما أصبحت عليه جارتنا الفقيرة في قريتي "المعصرة" التي تبرعت بقرطها الذهبي..وما كانت تملك سواه.. للمجهود الحربي خلال حرب الاستنزاف ؟
..هل أبدى أدباؤنا اهتماما بمصير الفلاح الأجير الذي جند وعبر وقاتل بشراسة وحوصر .. مع اقتناص مافيا الحزب اللاوطني مفاتيح مصر أكتوبر ؟
تلك المافيا.التي عدلت شعار آدم سميث " دعه يعمل ..دعه يمر.." إلى " دعه يسرق ..دعه يفر"!!!
و سوقت الانتهازية طريقا للخلاص من الفقر ..بل إلى المجد!

ربما القليل جدا من الأعمال الأدبية التي تناولت تأثير أعاصير سلفية البترودولار وزلزال الحزب اللاوطني على مصر أكتوبر..
وكأن أدب حرب أكتوبر توقف مع إطلاق صافرة وقف إطلاق النار!!
....
على المستوى الشخصي ثمة محاولة لي عبر روايتي " عائلة صابر عبد الصبور" حاولت خلالها تتبع لهاث الفلاح صابر عبد الصبور للحصول على قوت يومه في أجواء مسممة بقيم الانتهازية وتسطيح الدين ..وحتى إبنه عبد الرحمن الذي عبر القناة ضمن قوات بدر وقاتل وحوصر وأمضى أياما قاسية في ظل الحصار ..عبد الرحمن هذا حين عاد ..ووعدوه بوظيفة ..أو ثلاثة افدنة..لم يفووا بوعودهم..بل أن الأفدنة الثلاثة التي حصل عليها والده صابر عبد الصبور في زمن عبد الناصر ..استولى عليها ابن الباشا الذي عاد من أمريكا لينتقم..!
تلك المصائب التي حلت بعائلة صابر عبد الصبور أفقدت الابن الصغير "جمال" توازنه ..هذا الشاب الذي تجرع منذ صغره الناصرية من ثدي أمه الحنون " صوت العرب" يلتفت حوله في ذهول.. حيث انتهازيو القرية والمدينة المجاورة..يتسلقون سلم الزمن الجديد..ويصبحون نوابا في البرلمان..ويستولون على مئات الأفدنة من أراضي الدولة..
أطلق الشاب الصغير لحيته وقصر جلبابه وارتمى في أحضان جماعة سلفية.. ملاحقا كل إمرأة..كل فتاة..كل طفلة تنفلت من تحت حجابها خصلة من شعرها بوعيده..بأنها ستعلق من شعرها في نار جهنم!!
رواية عائلة "صابر عبد الصبور "هذه.. والتي فازت بجائزة نادي القصة عام ١٩٩٦.. وبمساعدة الراحل الجميل د.مرعي مدكور صدرت عن اتحاد الكتاب عام ٢٠٠١..
تلك الرواية وحدها..أو حتى إن وجدت بضعة روايات أخرى شبيهة ..يقينا لاتكفي للقول أن لدينا أدبا رصد أحوال " مصر أكتوبر" مع هيمنة سلفية البترودولار ومافيا الحزب اللاوطني ..

ليت أدباءنا يولون تلك المرحلة اهتمامهم..فما شهدته مصر خلالها من ترد -مازلنا نستنشق حتى الآن زفيره السام - لم تشهده ..حتى في أسوأ عصور الاستعمار..!!



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجحنا في تحصين الشوارع..فماذا عن تحصين العقول؟!
- هل سقط المثقف من حسابات الدولة؟!
- شعب من الزبالين!
- حتى لايقع السيسي في خطأ عبد الناصر
- ماذا لوكانت مؤامرة اخوانية ياوزير التعليم؟!
- أنا والسيدة الأولى والمناضل الناصري!
- لو اختاروني وزير ثقافة!
- أعداؤك ياسيسي في الداخل
- وماذاعن عمارة الشوارع.. ياوزير الأوقاف ؟!
- وماذاعن عمارة الشوارع.. سيدي خطيب مسجد الحاجة حورية؟!
- مفارقاتك يامصر ..مدينة عالمية للثقافة ونادي القصة في الشارع! ...
- إغلاق الصحف المسائية..ألف مبروك..عقبال الصباحية!
- حسن راتب ليس حالة خاصة !!
- أيها الأدباء ..أولادكم أهم ..ولاتنسوا ثمن الكفن!!
- هل يعود مثقفونا إلى خندق المواجهة..عبر هذا البيان؟
- ما أشد حاجتنا لغباء صديقي ..العروبي جدا!!!!!
- أنيميا حادة في الاختيار 2 هل تعالج في الاختيار 3 ؟
- حتى لانتحايل على الله في ليلة القدر
- القرار في أيدي وجهاء القاهرة الجديدة ولن يغضب أبو بكر!
- جاري التقي تزوج حتى الآن 9 وأنجب 17


المزيد.....




- شتت انتباه الشرطة باللافتات والموسيقى.. شاهد كيف نفذ مغامر ع ...
- تابع كل حصري ببلاش… رابط موقع ايجي بست 2024 Egybest لمشاهدة ...
- إعلامية لبنانية تتوعد المطربة أصالة بالسجن
- موعد عرض “ولاد رزق 3” سينيما عيد الأضحى.. قائمة أفلام عيد ال ...
- وكالة أنباء أميركية تفضح زيف الرواية الإسرائيلية لتبرير حرب ...
- المؤسس عثمان ح161 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 161 مترجمة HD ...
- ملحمة تاريخية… مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 باللغة الع ...
- الثقافة واليونسكو يؤكدان أهمية دعم القطاع الثقافي في فلسطين ...
- الشعلة الأولمبية على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي
- فستان الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت يثير جدلا في مهرجان كان ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - أين الأدب من انسحاق مصر أكتوبر بين الانفتاح وسلفية البترودولار؟