أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - الأبوكاليبوس














المزيد.....

الأبوكاليبوس


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 7115 - 2021 / 12 / 23 - 23:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عندما أتحدث إلى الإسلاميين يسيطر علي شعور قوي بأني أعرفهم جيدا , رغم أني أمقت أفكارهم و أعتبرها مجرد أكاذيب . أكاذيب مفيدة عند الليبراليين العرب و المسلمين و عند بعضهم أكاذيب ضرورية , لكن لا شك عندي أني لو ولدت في الثمانينات لا الستينيات و لو أني ابتليت بنفس المرض الذي أصابني عند بلوغي عمر المراهقة : حمى التمرد و تغيير العالم , لا شك أني سأكون اليوم سلفيا بل و سلفيا جهاديا .. هل أنا محظوظ لأني ولدت قبل أن تصيب لوثة محمد الجميع بعد إعادة تعليب هلاوسه تحت أسماء جديدة كالهوية و التراث و مقاومة الغزو الثقافي , هل كنت و هل كنا نتصرف كما يتصرف إخوتنا و ورثتنا الإسلاميون اليوم .. هل كان ضميرنا طوال فترة النضال نسخة عن ضمير إخوتنا و ورثتنا الإسلاميين اليوم .. لكني لا أشعر بسعادة لأني يساريا اليوم , كلما تلفت حولي لا أجد إلا عواجيز لا يميزهم إلا العناد , انتهازيين فشلوا في الظفر بفرص أفضل و شباب من الطبقة الوسطى لم ترضهم صرامة الثوار الإسلاميين بل و أفزعتهم فاختاروا اليسار كثورة لايت و مودرن .. لكن الإسلاميون ليسوا وحدهم من يتمرد و يريد تغيير العالم اليوم , على الضفة الأخرى من العالم يعبر الشباب عن غضبهم و قرفهم من العالم و ساداته و من آبائهم و أفكارهم و حياتهم بالانضمام إلى النازيين الجدد و بدرجة أقل القوميين المتعصبين .. ليس ادوارد سعيد و سيد قطب و المودودي و ابن تيمية وحدهم من يثير حماسة شباب اليوم , إن أشحاصا ليسوا أقل خرفا و لا هوسا منهم بقومهم و بهلاوس أشخاص عاشوا قبل قرون . من أديان و أقوام أخرى بل و منافسة أو "عدوة" , هم أيضا يثيرون مخيلة خذا الجيل .. يخطأ إسلاميونا جدا , و معهم تلامذة سعيد و عفلق و حلاق , عندما يعتقدون أنهم وحيدون في كره العالم و الآخر و الحداثة و العلم الذي نقض أوهام أجدادهم وهما وهما ... إننا نعيش بدون اختيارنا مرة أخرى مرحلة صعود الفاشية , مع فارق مهم , أننا اليوم لسنا بحاجة أن نبقى مجرد أنصار لفاشية من الخارج , لقد أثبت مفكرونا أننا قادرون على أن نصنع فاشيتنا الخاصة , و لو أنها ليست حتى الآن إلا نسخة باهتة عن الأصل الألماني رغم كل إبداعات الجولاتي و البغدادي و الزرقاوي و القرضاوي و قاسيم سليماني و من ورائهم اداور سعيد و تلميذه الأكثر نجابة واثل حلاق ... إننا نزرع الكراهية في كل مكان , لننتظر الحصاد قريبا , إنه آت لا ريب .. لا قوانين في هذا الوجود , بمعنى أنه لا عدالة و لا حرية , هذه تبقى مجرد اختيارات أو ممكنات بعيدة جدا في أفضل الأحوال و بشكل أصدق هلاوس مفكرين أو شعارات سياسيين متعطشين للسلطة , لكن قانون الفعل و رد الفعل يحكم العالم , أراد ذلك محمد و ادوارد سعيد أو ماركس أم لا .. سبق هذا الصعود الصاروخي للدواعش من كل الأجناس و الأعراق و الأديان عملا تمهيديا دؤوبا من بث الكراهية و تصنيف البشر و تكفيرهم و شيطنتهم أو تطويبهم اعتمادا على صفاتهم و خصائصهم القطيعية و جرى سحق الفرد بدون كلل لصالح القطيع , لم تكن البشرية في حالة أكثر قطيعية مما هي عليه اليوم , على الأقل في التاريخ المعاصر .. بالنسبة للبنا و عفلق و ادوارد سعيد و ماركس لسنا بشرا , أفرادا , نحن قطعان , بالضرورة , و القطعان وجدت و اخترعت و يعاد اختراعها باستمرار للسمع و الطاعة و القتل لا "للحرية أو العدالة" .. كانت معجزة الغرب في القرن العشرين أنه قد أصبح بمقدورنا قتل حمسين مليون إنسان في حرب "غير تقليدية" و أن ندمر البشرية في حرب غير تقليدية , و معجزة إسلاميونا هو أنهم قادورن على فعل نفس الشيء بالمفخخات و الانتحاريين و الطائرات المختطفة و بالتأكيد , بالسيوف و البنادق إن لزم الأمر .. لكننا اليوم في القرن الواحد و العشرين و الكل مهووس بالسلطة و الثروة بأكثر من اي وقت مضى , إننا نتحدث عن ثروات غير مسبوقة و عن سلطات غير مسبوقة في تحكمها بحياة محكوميها .. هذا لا يسيل اللعاب فقط .. و لا يمكن إلا ملاحظة التهديد الأبوكاليبسي في الشعار الاشتراكي الحالي : إما الاشتراكية أو البربرية , أو نسخته الأكثر تعبيرا : الاشتراكية أو فناء البشرية .. و تكفي قراءة مقالات أو كتب لتلامذة ماركس و محمد و بول و ادوار سعيد لترى نفس البعد الأبوكاليبسي : إما أن ينتصروا أو ينصروا على خصومهم , إما أن تخرس كل الأصوات التي تنتقد قطعانهم و يجرم انتفادهم و انتقاد الهلاوس و الأوهام التي اختاروا فرضها على البشرية , أو الفناء ..... بالنسبة لي سيفنى العالم في لحظة موتي و لن يضير جثتي أو بقايا عظامي ما أنتم فاعلون من بعدي , لا خيرا و لا شرا , إما أن أكون حرا اليوم و هنا أو فلا , أما السجون التي تتنافسون لتسجونني و تسجوننا فيها فهي كلها سواء عندي .. إما أن أكون سيدا هنا و الآن أو ليحترق العالم , لتذهبوا أنتم و حريتكم و عدالتكم و خصومكم و كل شيء إلى الجحيم



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخونة
- الاقتصاد السياسي للصراع الطبقي في بلاد الربيع العربي
- قالوا
- الأمل الذي لا يموت ، الحلم بسجون نكون نحن جلادوها
- الإخوة على الحدود البيلاروسية البولندية
- ذكريات من سوريا -الحرة-
- ادوار سعيد ، المعارضة السورية ، تقديس التخلف و السلطة و شيطن ...
- نبوءات باكونين لنعوم تشومسكي
- حلوا عن رب العلمانية
- انتقام التاريخ و الايديولوجيا : تلامذة ادوار سعيد يتقمصون رو ...
- هراء الهوية
- بلا دماء ، ليصنع كل منكم دولة و فرجونا
- أنا و الله فكري هنيك و هني أهلك فيك
- كلمة للشباب ، مرة أخرى
- كامو و ميشيل عفلق و المودودي ، ميرسو و خالد بن الوليد
- الوطنية : خطر يتهدد الحرية ، لإيما غولدمان
- عن علمانية المعارضة السورية
- حوار مع منير كريم و عبد الحسين و صباح عن الحكومات و الحقوق و ...
- إلى الشباب
- من القانون الطبيعي لليساندر سبونر


المزيد.....




- هذا ما قاله أبو عبيدة.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بعر ...
- في أول ظهور منذ مارس.. أبو عبيدة يتحدّث عن -معركة استنزاف طو ...
- البرازيل: المحكمة العليا تفرض على الرئيس السابق بولسونارو وض ...
- أكسيوس: إسرائيل تطلب من واشنطن إقناع دول باستقبال مهجّرين من ...
- هل تستحق مشدات الخصر كل هذا العناء؟ إليك 8 آثار جانبية محتمل ...
- روسيا تحكم بالسجن على 135 متظاهرا ضد إسرائيل بداغستان
- واشنطن بوست: الديمقراطيون يجرّبون الشتائم لمواجهة تأثير ترام ...
- أردوغان لبوتين: الاشتباكات في السويداء تشكل تهديدا للمنطقة ك ...
- غاليبولي الإيطالية تستضيف -حنظلة- قبل إبحارها لكسر الحصار عن ...
- صحفي يواجه نائبا جمهوريا بتصريحاته حول إبادة وتجويع المدنيين ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - الأبوكاليبوس