أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (298) العقيدة الاستخبارية















المزيد.....

مباحث في الاستخبارات (298) العقيدة الاستخبارية


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 08:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



العقيدة الاستخبارية
-----------
مدخل
-----------
العقيدة الاستخبارية هي المنهج الذي تسير عليه الاجهزة الاستخبارية وتضع خططها واهدافها وفقه وهو يعتمد على امكانات الدولة وطبيعة تطلعات النظام السياسي الحاكم ومدى رغبته وامكاناته في التوسع والسيطرة خارج الحدود وفي حماية تلك المصالح والقدرة على التأثير في الساحة الدولية والاقليمية .
---------------------------
مستويات واساليب
---------------------------
تصنف اجهزة الاستخبارات بحكم مساحة نفوذ وطموحات وامكانيات الدول الى مستويات ثلاث:
1- استخبارات دولية محترفة وفاعلة على المستوى الدولي .
2- استخبارات اقليمية فاعلة ضمن جغرافيا اقليم محدد وجوارها الاستراتيجي
3- استخبارات محلية تعمل محليا ضمن حدود الدولة اي انها داخل رقعة بلدها فقط
كما تختلف اجهزة الاستخبارات من حيث اساليبها بحسب النظام السياسي القائم في البلاد , واشهر الاساليب هي :
1- اسلوب العنف : تنهج بعض الاجهزة الاستخبارية اساليب القهر والعنف والتهديد و الوعيد والابتزاز وتصبح جهاز خوف ورعب وقمع , وتتوسل باساليب القهر والخشونة بما يتناسب والانظمة الدكتاتورية العنيفة الراعية لها , والاستخبارات العنيفة غالبا ماتكون ضمن حكومات عنيفة كنظام صدام مثلا , وتضع اسلوب المعالجة ضمن الاولويات , حيث تعالج جميع الاهداف بطريقة خشنة , وتطبق رغبة الحاكم, ولأن هذا الاسلوب هو مصداق لشكل وطبيعة النظام فانه يبقى او يذهب مع النظام , فالاستخبارات العراقية كانت في زمن النظام جهاز امني مخيف لا يستطيع المواطن ذكر اسمها , وكان همها الوحيد حفظ راس النظام واسكات كل الاصوات المعارضة , لكن مع تغير النظام السياسي , فتراها الآن – برغم الاخفاقات - استخبارات وطنية خاضت حرب ضروس ضد اكبر تنظيم ارهابي عالمي وانتصرت عليه .
2- الاسلوب الشامل او الحريص او الدقيق : نعني بالدقة هنا الحرص على البحث عن كل شيء , حيث ينتهج الجهاز الاستخباري اسلوباً مرهقاً بمراقبة كل شيء والكتابة عن كل شيء ومتابعة كل شاردة وواردة والتدقيق والمراقبة المستمرة , وهذا يستوجب جهاز استخباري كبير ومتشعب وضخم.
3- اسلوب الذكاء : الجهاز الاستخباري الذي ينتهج الاسلوب الذكي يكون مرشقاً وصغيراً ويحدد المخاطر والاولويات , وهو ماتنتهجه الكثير من الدول المتقدمة والمحترفة والاستخبارات الدولية .
---------------------------
العقيدة الاستخبارية
---------------------------
تنتهج الاستخبارات مناهج بحسب قدراتها وطموحاتها وامكاناتها ومصالحها الى ثلاثة اصناف في عملها كعقيدة او مبدأ وكواقع عملي يصعب تجاوزه والقفز عليه , والمناهج الثلاث هي :
1- المنهج الاستخباري الهجومي: وهي العقيدة التي تعمل عليها الاجهزة الاستخبارية في الدول التوسعية والدول الكبرى والتي تمتد مصالحها عبر القارات والمحيطات , فهي تصنع الحدث و تعمل في ارض العدو والصديق وتطبق برامج الحرب النفسية وغسيل الادمغة و القوة الناعمة ولا تمتنع عن استخدام كل الاساليب العنيفة والناعمة والخشنة للاستهداف , وولديها برامج تجسس على الجميع و محطات تجنيد ومراكز تحليل وتتوسع في كل مكان , وتكون قريبة الى مصدر القرار وتتحول الى مؤسسة رئيسية في ادارة البلد وتتجاوز جميع القوانين وتتحايل على الانظمة ولا حدود لاذرعها واعمالها وتتغول فتطيح بالحكومات والانظمة , ومثال ذلك اغلب الاستخبارات الدولية تعمل بهذا المنهاج فهي هجومية بالطبع والطباع , وغالبا ما تهتم بالهجوم , اما الدفاع فلايشغلها كثيراً لان انظمتها قوية .
ويمتاز العمل بالمنهج الهجومي بستار كثيف من السرية , حتى ان الدولة في العادة لاتعترف بامتلاكها هكذا عملاء ومستعدة للتبرؤ منهم ومن اعمالهم اذاما القي القبض عليهم رغم انها تسعى في الخفاء الى تقديم مختلف التنازلات مقابل اطلاق سراحهم , فالاعمال بالمنهج الهجومي يحتاج لجيش صغير من الجنود المجهولين لاترفعهم اعمالهم الخطرة الجبارة للنجومية , وانما الى مزيد من سماكة ستائر النوافذ على حياتهم واعمالهم ومكاتبهم , فالعمل خارج حدود الدولة يمتاز بمخاطره العالية , لذا تعمد الاجهزة الاستخبارية الى الواجهات المزيفة لتؤمن سير اعمالها الهجومية كالشركات والمنظمات الانسانية والدولية والمراكز البحثية والبعثات الدبلوماسية والصحافة والاعلام والتجارة والبعثات الدراسية وغيرها من الواجهات.
2- المنهج الاستخباري الوقائي : غالباً ماتكون هذه العقيدة في الاستخبارات الاقليمية , فلها عين على النظام وعين على اعداء النظام لكونها تمثل الحالة الوسطية بين الدول القوية واستخباراتها الدولية و الدول الضعيفة واستخباراتها المحلية فهي تهاجم وتدافع وتتوسع وتنكمش و تخشى على نظامها و ترعى المصالح من خلال اذرعها وغالبا ما تكون استخبارات دقيقة وكبيرة و ذات جهد كبير لتحقيق النفوذ في محيطها الاقليمي , ولا تذهب لا سقاط الانظمة وصناعة الحدث بل تعمل بمبدا التضليل والاشغال و الصمت والاسرار وتعتمد التجنيد البيئي والمجتمعي وتنفق كثيرا على الاستمرار في النفوذ وغالبا ما تتورط بصراعات عسكرية وان كانت محدودة , وخير من يمثل هذا المنهج هي الاستخبارات الاسرائيلية التي تعمل في محيط عدائي شعبي قلق وداخل اشد اقلاقاً , فتخلط في عملها بين الداخل والخارج في منهجها الاستخباري.
3- المنهج الاستخباري الدفاعي : وهو المنهج الذي تنتهجه الدول ضمن حدودها المحلية مضطرة لان قدراتها لاتمكنها من التوسع , وهو ينتهج غالبا من الاستخبارات المحلية , فهي تراقب الاحداث وتتصدى لها وتدفع الاذى عنها , وتسعى للتوقي من احداث تصنعها استخبارات دولية وخروقات تنفذها استخبارات اقليمية قوية , فهي في موقع المدافع وليس الصانع للحدث حيث يتم مشاغلتها باستمرار وتكثر لديها الواجبات والمخاطر والتهديدات , وهي تتاثر بنظامها السياسي فكلما كان نظامها متماشيا مع الدول القوية والموثرة قلت تهديداتها وكلما تعارضت مصالح نظامها مع المحيط الاقليمي او الدولي زادت الضربات عليها , وهي تسعى دوماً لحفظ النظام والكشف عن مؤامرات وعمليات اطاحة , وتقوم دوما باعتقال شبكات تجسس داخلية او خلايا نائمة او نشطه جاءت او دفعت للتخريب , لايقف المنهج الدفاعي على المراقبة وجمع المعلومات , بل يتعداه بالضرورة للتحليل الاستخباري الدفاعي لمعرفة واستنتاج خطوات العدو المقبلة ومكامن نفاذه وخطره .
----------------------------------------------
بين العقيدة العسكرية والعقيدة الاستخبارية
----------------------------------------------
العقيدة العسكرية هي مُجمل المبادئ الأساسية التي تتخذها القوات العسكرية لإنجاز مهامها، وهي قواعد مُلزمة وإن ظلت المواقف القتالية المختلفة الحكم الأساسي لاتباع أي من قواعد العقيدة العسكرية , والواقع فان كل الجيوش تؤسس تحت شعار الدفاع عن البلاد ولكنها تكون واضحة في اتجاهاتها سواء كانت دفاعية او هجومية في التطبيق التسليحي , فالعقيدة الهجومية العسكرية تتطلب تتسليحاً يمكنها من شل قدرات العدو في الطيران والاتصالات وقواعد الصواريخ عن العمل واخراجها من المعركة, كما في معركة اخراج الجيش العراقي من الكويت حيث كان من يمتلك السماء يمتلك الارض ايضاً فالعقيدة الهجومية في هذه الحالة تخفف العبء عن قوات الدفاع جوي لديها لان حاجتها اليه محدودة , بينما تحتاج الجيوش ذات العقيدة الدفاعية الى دفاع جوي ضخم ومتين ليكون غطاء على الاهداف الحيوية ويمنع العدو من السيطرة الجوية فلايكون العبء محصوراً بالطائرات الاعتراضية , وكلا الاتجاهين في العقيدة العسكرية يمكن رصده من خلال طبيعة تسليح الجيش , وفي كل الاحوال لايقول جيش عن نفسه انه جيش معتدي , فكل الجيوش تقول انها دفاعية , وهذا لايعني انتقاصاً من العقيدة العسكرية لكن علنية الشعار تكون ملزمة ويسهل اكتشاف مطابقتها للواقع من عدمه .
الا ان الامر يختلف عن العقيدة الاستخبارية , فالاستخبارات تطبق عقيدتها سرا ولاتكشف عنها , فهي حين تكون هجومية فانها لاتصرح بذلك ولكنها تكون موجودة على ارض الاحداث وفي قلبها , وحين تقلب نظاماً للحكم لاتتبجح بذلك سواء بذرائع او بدونها , فسريتها وسرية توجهاتها وعقيدتها تجعلها تتحرر من الشعارات ومن الرصد , فهي لا تستخدم الذرائع في اعتدائها الهجومي لانها ببساطة تنكر ان لها يد في اسقاط حكومات او زعزعة وضع سياسي في بلد ما او ضرب اقتصاد بلد ثالث , ومن هنا يجري تصنيفها عالمياً وفق امتداد اذرعها دون اي تأكيد او نفي من قبلها.
من هنا نلاحظ ان العقيدة العسكرية تكون مشهرة ومعلنة , اما الشعار المعلن للعقيدة الاستخبارية فكثيراً مايتخفى وراء عبارات غامضة من قبيل شعار الCIA " احمل فكرة كبيرة وتكلم بلغة ساذجة او بلهاء" او شعار المدرسة الاستخبارية البريطانية " نحن نتأخر ٥ دقائق عن الاخرين!" او شعار الاستخبارات الصينية " الذبابة لاتدخل الفم المطبق " او الاستخبارات الروسية " امسك بعصى غليضة وتكلم بشكل مؤدب" !!.
--------------
خلاصة
--------------
العقيدة الاستخبارية لاتأتي من فراغ ولاتبنى بالشعارات وانما تقام على اساس واقعي من الامكانات والمصالح والقدرة على التأثير في المحيط الدولي والاقليمي , كما يحتاج الى دراسة وافية للموارد المالية والمتطلبات , عدا عن اهمية التسلح بفكر استراتيجي يستطيع ان يفرض قوة الدولة خارج حدودها , ووفق تلك المعايير يمكن تحديد العقيدة الاستخبارية التي تلائم طبيعة الامكانيات , والله الموفق.
للمزيد انظر: موقع شؤون عسكرية العقيدة العسكرية الشرقية والغربية http://www.mokatel.com/
بشير الوندي – مباحث في الاستخبارات (5) الاستخبارات الوقائية, (6) الاستخبارات الدفاعية, (7) الاستخبارات الهجومية , (37) مؤشرات العمل الاستخباري, (154) الامن الخارجي وادوار الدول , (211) الفرضيات , ( 224) صناعة الحدث , ( 226) الادارة الاستخبارية للصراعات .



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباحث في الاستخبارات (297) الاستخبارات والدبلوماسية السرية
- مباحث في الاستخبارات (296) ثوابت استخبارية
- مباحث في الاستخبارات (295) علم نفس الجواسيس (2)
- مباحث في الاستخبارات (294) علم نفس الجواسيس (1)
- مباحث في الاستخبارات (293) عالم التجسس
- مباحث في الاستخبارات (292) الامن الاحترازي
- مباحث في الاستخبارات ( 291) الاستخبارات والجمعيات السرية
- مباحث في الاستخبارات (290) لمحة من تاريخ الاستخبارات العراقي ...
- مباحث في الاستخبارات (289) صناعة التنظيمات المسلحة
- مباحث في الاستخبارات (288) ضابط الارتباط
- مباحث في الاستخبارات (287) الاستخبارات مؤسسة الذكاء
- مباحث في الاستخبارات (286) الملحق العسكري او ...الجاسوس الرس ...
- مباحث في الاستخبارات (285) تحصين مقرات الاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات (284) أمن المراسلات
- مباحث في الاستخبارات (283) مؤلفات الاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات ( 282) اختيار قادة الاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات ( 281) تعدد الادارات الاستخبارية
- مباحث في الاستخبارات (280) الحرب السيبرانية
- مباحث في الاستخبارات (279) الاستخبارات و الانقلابات
- مباحث في الاستخبارات (278) الاستخبارات ومزدوجي الجنسية


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (298) العقيدة الاستخبارية