أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (278) الاستخبارات ومزدوجي الجنسية















المزيد.....

مباحث في الاستخبارات (278) الاستخبارات ومزدوجي الجنسية


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 6966 - 2021 / 7 / 22 - 13:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مباحث في الاستخبارات (278)
الاستخبارات ومزدوجي الجنسية
------------
مدخل
------------
يعد جهاز الاستخبارات الجهاز الحكومي الوحيد الذي يتاح له رسمياً ان يتعاقد مع اجانب للعمل بالضد من مصالح بلدانهم او بلدان اخرى , ومن باب اولى فان الجهاز الاستخباري المحترف يجد في مزدوجي الجنسية بمثابة هدف مشترك وكلمة السر في الانطلاق بصراع استخباري مع البلد الذي منح مواطنه جنسية اخرى , كما ان الجهاز المحترف لابد ان يرن في اقبيته اكثر من جرس للخطر , اهمهما جرس الحذر من تجنيد البلد المجنس له ودفعه على بلده الام , وجرس آخر يفتح باب فيه لجهاز استخبارات البلد الأم لاستكشاف مدى الفوائد التي يجنيها للسبق في تجنيده بالضد من بلد جنسيته المكتسبة , انه صراع استخباري بين بلدين ومواطن لكليهما !!.
---------------------------
التعريفات والقوانين
---------------------------
يعرف تعدد الجنسية بأنه ثبوت جنسيتان أو أكثر للفرد الواحد في ذات الوقت وفقاً لقوانين الجنسية السارية في دولتين أو أكثر, وغالبا ما يكون التعدد ثنائياً وهو ما يعبر عنه بازدواج الجنسية , ومع ذلك يمكن ان يتمتع الشخص في وقت واحد بثلاث جنسيات او اكثر , وهو امر نادر .
وتختلف التشريعات في منح او منع الجنسية الثانية من بلد لآخر , فتسمح قوانين بعض الدول بالحصول على الجنسية المزدوجة، بينما تمنع تشريعات بلدان أخرى ذلك , فمن بين دول العالم الـ195، هناك 51 دولة تمنع تعدد الجنسية ، من بينها ثمان عربية هي البحرين وجيبوتي والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات واليمن , إضافة إلى دول أخرى أبرزها إثيوبيا والصين وإيران، واليابان وماليزيا وسنغافورة، وأوكرانيا وفيتنام , وفي بعض الدول يفقد المرء جنسيته تلقائياً بمجرد الحصول على جنسية بلد آخر، كما في حال جيبوتي والكويت وعمان وقطر والسعودية ومصر (والاخيرة لاتسمح بالتجنس بجنسية اخرى الا بموافقة مسبقة من سلطات البلد الام).
اعتمدت بعض الدول في منح الجنسية على حق الدم المنحدر من ناحية الاب فقط كما في التشريع الكويتي الحالي والتشريعين العراقي والمصري السابقين , وتساهلت بعض الدول لتشمل دم الام كذلك كما في مصر حسب تعديل عام (2004) والعراق في القانون النافذ الحالي , حيث عرًف الدستور العراقي في المادة 18 ثانياً بأنه “كل من ولد لأب عراقي او أم عراقية” .
وقد يحدث اكتساب الجنسية بدون الاثنين , فيصير الفرد متعدد الجنسية في كل الحالات التي يكتسب منها جنسية دولة أجنبية دون أن يفقد جنسيته الأولى , وكذلك يكون عندما تدخل زوجة هذا الشخص في جنسيته الأصلية الجديدة وأولاده القاصرين مع احتفاظهم في الوقت نفسه بجنسيتهم الأصلية , كما يحدث التعدد في الحالات التي تمنح فيها الجنسية لبعض الأفراد اذا قدموا خدمة جليلة للدولة مانحة الجنسية , او بالاقامة لسنوات معينة , وكذا فإنه بمجرد الزواج من أجنبي في الحالة التي يكون قانون زوجها يدخلها في جنسية دون ان يؤدي ذلك الى فقدها جنسيتها ولايفقدها قانونها جنسيتها الاصلية.
الا ان الامر لايقف على البلد الام , فكما ان هنالك بعض الدول الام ترفض اكتساب مواطنها جنسية ثانية او شترط موافقتها المسبقة, فان هنالك دول لاتسمح لك باكتساب جنسيتها الا بالاستغناء عن الاصلية , فالجهتان قد ترفضان او تقبلان , او ان احدهما يسمح والاخر يرفض , فإيران مثلاً لا تعترف بازدواج الجنسية وتعامل من يتم إلقاء القبض عليهم بأنهم مواطنون إيرانيون فقط.
ويترتب في عدد من الدول على ازدواج الجنسية بعض الاحكام كما في مصر حيث لايخدم مزدوج الجنسية في الجيش بأي شكل , وقد يمنع من اشغال بعض الوظائف العامة كعضوية مجلس النواب او ان يكون وزيرا او على رأس السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية كما في العراق , كما يعد العراق من بين الدول القليلة التي كانت تعاقب باسقاط الجنسية !!!! , كما حصل في عهد نظام البعث ومع الكورد الفيليين , وتبقى هنالك مشكلة تحتاج الى حلول قانونية ودولية تتعلق بإداء القسم بالولاء كشرط لاكتساب الجنسية الثانية , وكيفية مجاراة ولائين في آن واحد .
-------------------
لماذا الازدواج
-------------------
يكثر ازدواج الجنسية في الدول التي مرت باضطرابات سياسية او اقتصادية او دينية وعرقية وطائفية , والدول الطاردة للكفاءآت , مما يدعو لمواطنيها الى الهجرة والاستقرار في الخارج , لذا قلّما تجد هولندي وفي نفس الوقت ايطالي الجنسية مثلاً لان كلا البلدين مستقران , فغالبية مزدوجي الجنسية فان جنسيتهم الاصلية من دول مضطربة وجنسيتهم المكتسبة من دول مستقرة مع بعض الاستثناءآت .
ان قرار الفرد لازدواج الجنسية له اسباب كثيرة لاحصر لها , فمؤامرة وعد بلفور واحتلال فلسطين ونشوء دولة اسرائيل ادى بمئات الالاف من ان يكونوا مزدوجي الجنسية , ومن هنا فإنّ 80% من شعب اسرائيل لديهم جنسية اخرى , على الاخص الامريكية او الاوروبية , كما الشعب العراقي من الشعوب التي كانت فيه نسب الهجرة والهرب والتهجير عالي بسبب جور انظمة مما ادى الى وجود عدد كبير من مزدوجي الجنسية , عدا عن اقتراف حكومة البعث لاسقاط الجنسية عن قرابة نصف مليون من الاكراد الفيليين ادى بالكثير منهم لطلب اللجوء ولاحقاً لاكتساب جنسيات اخرى , كما ان هنالك ازدواج بسبب الولادة , كما اسلفنا , انتساباً لجنسية الوالد او الوالدة , جنسية اخرى وهنالك الهجرة وهنالك اللجوء .
وبالعموم فإنَّ السعي لامتيازات مادية ومعيشية افضل يجعل الشباب العاطل يسعى الى الهجرة ومايتبعها من ازدواج الجنسية والاستقرار في بيئة افضل من قبيل تصاريح العمل والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من المنافع الاجتماعية , كما توفر الجنسية المزدوجة حق الوصول إلى أكثر من جواز سفر واحد يأتي مع مزايا شخصية وحرية السفر وحق الدخول إلى أي من البلدين حسب الرغبة , ناهيك عن امتلاك العقارات وفتح حسابات مالية.
---------------
دائرة الشك
----------------
الى وقت قريب كانت الانظمة المتخلفة تعتبر كل من يحمل جنسية اخرى ويتخلى عن جنسيته كمن يرتكب جريمة الخيانة العظمى , وفي بعض الدول العربية كانت جريمة خطيرة , وكانت استخبارات بعض الدول تعتبرها نوع من التجسس والتخابر , فيكفي انك مصري تعمل في بلد ما لتكون جاسوس لمصر , او عراقي تحمل جنسية ايرانية فانت جاسوس لصالح ايران , وهكذا , ولا زال هذا الفكر يسيطر على كثير من البلدان المتخلفة ويضرب في عقلها الباطن , ويزداد الامر صعوبة في حالات الحرب والسلم , حيث يكون المقيمون وفي مقدمتهم مزدوجوا الجنسية موضع شك مع احتدام المعارك وسقوط الضحايا , كما حصل لمزدوجي الجنسية في امريكا بعد احداث سبتمبر المسلمين حيث تعرضوا الى ابشع انواع التنكيل والرقابة والتدقيق الامني .
وكما ان هنالك دول تستثمر في جالياتها وتكسبهم الى جانبها وتحاول شدهم اليها وتثير فيهم الحنين لبلدانهم من خلال مختلف الفعاليات الادبية والفنية والدعوات للمؤتمرات , فان هنالك دول تتصارع مع جالياتها لاسيما الجاليات التي تخلفها الحروب والانقلابات الدكتاتورية او نتاجات سقوط الانظمة , وهنا تسعى الاستخبارات الام في الدول الدكتاتورية لأعمال الرصد والاختراق والاغتيال والخطف والاسكات والابتزاز في اوساط تلك الجاليات , فتختلف تبعاً لذلك علاقة مزدوجي الجنسية – كما هو حال المغتربين - مع سفارة بلدانهم , فمنهم من يراها وكر للتجسس عليه , ومنهم من يراها كأية دائرة من دوائر الدولة يحتاجها لتمشية معاملاته (انظر مباحث في الاستخبارات ( 238) الجاليات والمغتربون).
--------------------
صراعات الولاء
--------------------
ان كلا الجهازين (جهاز البلد الام وجهاز البلد المضيف ) يسعيان في اوساط المغتربين والجاليات ومزدوجي الجنسية الى جملة اهداف , فجهاز البلد الام يهمه ان يتأكد من ان تلك البيئة لاتنتج جواسيس يجندهم البلد المضيف , وفي ذات الوقت يسعى للافادة من بيئة المغتربين والمقيمين والمتجنسين من اجل مساعدة استخبارات البلد الام في اعمال الدعم الاستخباري والاخفاء وتوفير اماكن اقامة مؤقتة لعناصرها وتقديم يد العون لهم في تنفيذ عملياتهم , كما ترى في مزدوجي الجنسية فرصة في انتاج لوبيات سياسية واجتماعية في الدول المهمة , وليكونوا بمثابة محطات للجهد الاستخباري لصالح البلد الام , فمزدوج الجنسية يستطيع , بسهولة , ان يكون مركز تواصل ومركز معلومات ومركز حرب نفسية ومركز تجنيد وهمي ومركز تواصلي , لاسيما مع تقدم التكنلوحيا التي جعلت البعيد قريبا , كما ان بالامكان تكليفه بأي أمر دون الخوف من الاحتكاك بقوانين البلد او اجهزة الامن في البلد الذي جنّسه , وقد كشفت الكثير من اعترافات قادة الموساد في مذكراتهم عن الامكانات الوجستية الهائلة التي يقدمها عناصر الجاليات للاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية في عملياتها في الخارج من مأوى وطبابة ونقل ومراقبة وغير ذلك .
اما استخبارات البلد المضيف فلها هي الاخرى اهدافها سواء وسط الجاليات المقيمة بشكل مستمر كما هو حالها في اوساط المغتربين الدارسين والمبتعثين الحكوميين , واهمها التدقيق وسط هؤلاء لكشف العناصر التي جندت من قبل استخبارات بلدهم الام , ليتم التضييق عليهم وابعادهم بحجج شتى .
في حالات كثيرة يتم الافادة من هؤلاء في اوقات الصراع او الحرب مع بلدهم الام , وقد يصل الامر لتجنيدهم كمرتزقة ضد قوات بلادهم , او كجواسيس حين زياراتهم او عودتهم لبلدانهم كجواسيس , كما تسعى لتهيئة عناصر منهم للمستقبل البعيد ليتبوئوا اماكن حساسة في بلدانهم ( تجنيد استثماري ) (انظر مباحث في الاستخبارات ( 238) الجاليات والمغتربون), فرغم ان صاحب الجنسية المزدوجة يمنع من العمل في الاجهزة الامنية والعسكرية في بعض الدول , ولكن اجهزة الاستخبارات لا تمنع من استخدامهم , فهي لاتهتم بالجنسية .
فبرغم من ان الظاهر والمنطقي هو ان الغلبة تبدأ من نقطة استقرار المتجنس , فان استقر بالرجوع للبلد الام فهو محل شك لاستخبارات البلد الام , وان استقر في بلد التجنيس فهو محل شك لاستخبارات بلد التجنيس , اما المتنقل فهو محل شك الاثنين , ومع ذلك فان الاستخبارات الذكية تجاوزت هذه القاعدة لاسيما مع التطور الرقمي , فرغم تواجد المتجنس في بلدها الا ان بالامكان الافادة ممن تجنده منهم من قبيل العمل في مجال بعض الاعمال الاستخبارية كالترجمة والانصات وتوصيف الامكنة وتجنيد آخرين من موطنه الام اثناء تواجدهم المؤقت للدراسة وغيرها , كما تجري الافادة ممن تجنده لديها للعمل كخبير استراتيجي او كمحلل او خبير بثقافة بلده , وكذا يتم استخدامهم في الحرب النفسية والحرب الناعمة بشكل مكثف في صناعة قيادات موثرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والجيوش الالكترونية , فهو ابن ذاك البلد , وهذا ما تم من خلال تثوير الشباب بقيادات فيسبوكية من ابناء البلد , وهو ماشهدناه في العراق , فاللغة الصينية لا يفهمها جيدا غير اصحاب الاصول الصينية , فالصيني الذي اكتسب الجنسية الامريكية واستقر هناك هو كنز للاستخبارات الامريكية حتى لو لم يرجع لبلاده من خلال العمل بأفرع استخبارية تحتاج لغته وثقافته لفهم واقع بلاده , وكذا الامر مع اللغة العربية , فقد شاهدنا كيف استعانت بهم القوات الامريكية حين استقروا بامريكا , وكذلك ابان احتلالها للعراق وجلبهم معها للعمل في المجال الاستخباري فلهم معرفة جغرافية جيدة وكذلك معرفة دقيقة في اللغة واللهجات والعادات والثقافة المجتمعية , ويتاح لهم الولوج لأماكن لايستطيع الاجنبي الولوج اليها .
ففي عام 1991 في هجوم امريكا لاخراج العراق من الكويت ودخول اراضيه , لم تسعَ امريكا لتجنيد العراقيين في الخارج , لانها كانت تريد استعادة الكويت فقط , ولكن في عام 2003 , كانت اهداف امريكا قد تبلورت مبكراً لغزو العراق واسقاط النظام , فاخذت الاجهزة الامنية الامريكية بالإفادة من الجالية العراقية , وتم تجنيد عدد كبير منهم , وقبل الهجوم بأشهر , تم تجنيد مئات من الشباب العراقيين الفارين الى كردستان العراق وفتحت لهم معسكرات تدريب في كردستان , فهم ورقة رابحة في الحروب خاصة مع اختلاف اللغة والتقاليد والدين والمفاهيم , فهي تحتاج المعلومات والدلالة واللغة والتواصل مع الداخل والتنصت والترجمة والمليشيا والعلاقات الاسرية مع القادة في الداخل او القرابة وتحتاج لمعرفة نقاط القوة والضعف في تحليل المعلومات .
وبشكل عام فإنَّ الدول الغربية تقوم باستغلال مزدوج الجنسية في مشاريعها للتأثير على الدول , لاسيما تلك الدول التي تحدث فيها انهيارات امنية وسياسية كسوريا والعراق وليبيا وتونس والسودان وغيرها , فترسل اساتذة وخبراء وضباط امتثال وعناصر استخبارية من مزدوجي الجنسية للاختلاط بمجتمعاتهم الام تحت عناوين الرجوع للوطن او فتح مشروع تجاري , وغير ذلك.
-------------
لمن الغلبة
-------------
كما اسلفنا , تعتبر بيئة الاجانب وتجمعاتهم في اي بلد مجالاً خصباً للعمل الاستخباري من اكثر من جهة , وعلى رأسهم استخبارات البلد الام واستخبارات البلد المضيف واستخبارات البلد الثالث , فاستخبارات البلد الام ترى فيهم فرصة ذهبية كمواطنين في الافادة القصوى منهم كقاعدة لاعمالها في البلد المضيف, واستخبارات البلد المضيف ترى ان وجودهم تحت اعينها فرصة لاتعوض لاكتشاف عالمهم والافادة من عناصرهم , فينشب الصراع بين بلدي الطرفين مالم تكون جهة ما متخلفة فتقوم هي واستخباراتها ودبلوماسييها بسن تشريعات تضيق على المتجنسين وتحجبهم وتطردهم وتسن تشريعات تنفِّرهم منها.
ان الغلبة هنا للجهاز الاسخى والاذكى , ولمن يستطيع اخضاع المتجنس بإحدى اشكال الاخضاع , او لاسباب عقائدية , ولمن يستطيع ان يحيي روح المواطنة في مقابل روح الانتساب , كما يتعلق الامر بالسبب وراء الهجرة , فالهجرة للهروب من نظام دكتاتوري تُفقد استخبارات البلد الأم فرصة التجنيد , كما حصل للكورد الفيلية عندما قام النظام باستئصالهم لاسباب عرقية ومذهبية بحجة انهم من التبعية الايرانية لوجود صراع مع ايران وكون ان انتشارهم الجغرافي كان يشكل تهديدا للنظام .
كما ان الغلبة هنا تعتمد على مدى قوة كل مخابرات عن الاخرى وقوة نظامها السياسي, فالعراقي الامريكي غير الصيني الامريكي , وكذلك الديانة , فاليهودي الامريكي قد يميل في الغالب لإسرائيل , كما ان هنالك مهاجرين ندموا على هجرتهم ورأوا عنصرية واضطهاد ديني في بلد كانوا يظنون انه جنة الديموقراطية , فيميلون لأية فرصة لبناء جسور مع بلدهم , كما ان كذلك نشاط السفارة الام في البلد الاجنبي والذي يلعب دوراً في صد تجنيد هؤلاء وربطهم نفسياً وعاطفياً ببلدهم , ويزداد الصراع بين الاجهزة المخابراتية للبد الام مع بلد التجنيس في حالات الحرب مع تلك الدولة , وفي ذات الوقت يزداد الحذر في التعامل معهم , لاسيما مع سقوط الضحايا والدماء .
وقد تلعب التحالفات بين الدول دوراً في تجنيد مزدوجي الجنسية من قبل طرف ثالث من قبيل ان كوريين يسكنون في اليابان ويحملون جنسيتها , ولكن اليابان تتساهل في السماح بحرية الحركة للاستخبارات الامريكية في تجنيد هؤلاء للعمل ضد بلادهم (كوريا ), وفي ايران القي القبض مؤخراً على جاسوس صيني يحمل الجنسية المزدوجة الامريكية وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، حيث كلفته الCIA لتنفيذ مهمة في طهران , فالاستخبارات الامريكية تدرك صعوبة تواجد الامريكي في طهران واعتقدت ان كونه صيني سيكون من دولة صديقة لايران لاتهتم بمراقبته .
بقي ان نشير الى ان توصيف من يتم تجنيده الى الجهاز الاستخباري من اي من الطرفين المتنازعين , فالتوصيف هنا متداخل , فبما انه من ابناء البلد يكون وصفه الاستخباري (مخبراً) و(متعاوناً) , و لكن بما انه يحمل جنسية بلد اخر فيمكن ان يكون (مصدراً) من مصادر الاستخبارات(انظر مبحث 133 التواصل المعلوماتي).
---------------------
قصة ذات مغزى
---------------------
من اشهر قصص تنافس الولاء في صراعات دولتي المتجنس هي قصة الضابط بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جيري شوان شينغ لي (55 عاماً) الذي عوقب بالسجن 19 عام بعد اعترافه عام 2018، بالتآمر والتجسس لحساب الصين , وكان جيري شوان شينغ لي صينياً نال الجنسية الامريكية وعمل في الاستخبارات المركزية , حتى تقاعد منها في عام 2007، وانتقل إلى هونغ كونغ , وبعد بضعة سنوات , اتصل به ضابطان بالاستخبارات الصينية، عرَضَا عليه 100 ألف دولار ورعايته «مدى الحياة»، مقابل المعلومات التي اطَّلع عليها خلال عمله السابق , فوافق وزودهم بأسماء أصول ومواقع اجتماعات العمليات، وأرقام هواتف، وتفاصيل بخصوص منشآت سرية بالاضافة الى قوائم باسماء عملاء الCIAفي الصين واسمائهم الحقيقية الامر الذي ادى الى انهيار شبكتها العاملة في الصين بالكامل خلال عامين .
------------
خلاصة
------------
مزدوجوا الجنسية هم عماد الجاليات الاجنبية في بلدان العالم , ولهم ميزات تفوق مايعطى لاي لاجيء او دارس او مقيم , ومن ثم فحرياتهم اكثر , ويكتسبون خبرة مزدوجة عن بلدهم الام وبلد التجنيس , ومن هنا تهتم بهم اجهزة الاستخبارات وتتصارع لكسبهم او لتوقي ضررهم , والله الموفق.



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباحث في الاستخبارات (277) التزييف في عالم الاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات (276) الاستمكان
- مباحث في الاستخبارات (275) الاغتيالات
- مباحث في الاستخبارات (274) التفويض الاستخباري بين الهيمنة وا ...
- مباحث في الاستخبارات (273) النقاط الميتة dead drops
- مباحث في الاستخبارات (272) المدرسة السويسرية للاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات (271) الخصخصة الاستخبارية
- مباحث في الاستخبارات (270) الاخلاء والتهريب
- مباحث في الاستخبارات (269) غطاء الشخصية
- مباحث في الاستخبارات ( 268) جريمة الاتجار بالمخدرات
- مباحث في الاستخبارات (267) ضابط الامتثال
- مباحث في الاستخبارات (266) مرجعية الجهد الاستخباري
- مباحث في الاستخبارات (265) الخلايا الصامتة
- مباحث في الاستخبارات (264) الاستدراج الفردي
- مباحث في الاستخبارات ( 263) المدرسة الاستخبارية المصرية
- مباحث في الاستخبارات ( 262) لغة الجسد
- مباحث في الاستخبارات (261) تحالف العيون الخمس
- مباحث في الاستخبارات ( 260) تحديات استخبارات الميدان
- مباحث في الاستخبارات ( 259) المدرسة الاستخبارية التركية
- مباحث في الاستخبارات (258) فن ادارة المعلومة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (278) الاستخبارات ومزدوجي الجنسية