أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - جسمى ملكى














المزيد.....

جسمى ملكى


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 03:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" تجديد الخطاب الجسدى " ، هذا ما تحتاج اليه مجتمعاتنا العربية ، النائمة فى العسل ، وتشخر فى صوت مرتفع منفر ، مزعج .
فى الحقيقة ، نحن نحتاج الى تجديد كامل شامل ، متقن ، دقيق ، جذرى ، فى جميع مجالات الفكر ، والثقافة ، والدين ، والجنس ، والزواج ، والطلاق ، والحب ، والانجاب ، والعمل ، والنظافة ، والحب ، والصداقة .
علاقتنا بالحياة ، كلها ، " معوجة " ، " مختلة " ، " مدمرة " ،
" متناقضة " ، " مزيفة " .
سأخص هنا " تجديد الخطاب الجسدى " ، بعد أن مللت الكتابة عن " تجديد الخطاب الدينى ".
جسمى ملكية خاصة لى وحدى، وبما أن «جسمى» ملكية خاصة لى، إذن أنا «حرة» فى تحديد التعامل معه، ولدينا مثل مشهور يردده الجميع دائمًا ويوافقون عليه: «كل واحد حر فى ملكه»، أو يقولون: «ملكى وأنا حر فيه».
بحكم قانون حماية الملكية الخاصة ، أستطيع أن أرفع قضية ضد منْ يؤذى جسمى، وأن «أجرجره» فى المحاكم وأطالبه بتعويض كبير يجعله يعلن الإفلاس المادى والأخلاقى، ويندم على التدخل فيما لا يعنيه ولا يملكه .
الجسد له «حُرمة»، والجسد له «خصوصية»، كل إنسان امرأة كانت أو رجلًا، ما دام عاقلًا ورشيدًا وكامل المواطنة وحرًا، سوف يحافظ تلقائيًا دون مواعظ على جسده، وسوف يكون مسئولًا عنه ويقاوم كل محاولات إيذائه، أو أن يكون هو مصدرًا لإيذاء الغير.
ألسنا نؤمن بمبدأ «الخصخصة» ونعتبرها الأنسب توافقًا وتناغمًا مع فطرة البشر المُحبة للتملّك، ونردد دائمًا أن ملكية الفرد لشىء معين تجعله ينميه ويحافظ عليه ؟؟.
«خصخصة الجسم» هى أهم مشروع استثمارى نقوم به، وإذا فشلنا فيه فلن ننجح فى أى مشاريع أخرى.
لى صديقة لا تستطيع مواجهة زوجها، أنها تكره بشدة العلاقة الجسدية الحميمة معه. فهو يوقظها حينما تكون نائمة لتلبية شهوته، لا يهمه إذا كانت «تعبانة»، أو«ليست راغبة»، أو «مريضة»، أو «قرفانة» كما أنه يؤلمها بسبب تصرفاته العنيفة، أمها تنصحها بالصبر والتحمل وألا تخرب بيتها بيديها، قائلة: «كل الرجالة كده حتى أبوكى»، وشيوخ الفتوى قالوا لها: «إن جسمها ملكية خاصة لجوزها يعمل فيه اللى هو عايزه وقتما شاء وكيفما أراد وليس لها حق التذمر والشكوى»، وأصبحت صديقتى تكره جسمها «المستعبد» وتكره زوجها وتكره حياتها كلها. وهذه الزوجة تملك أموالا فى البنوك ، وتملك فيللا فى أرقى الأحياء ، وتملك أغلى الثياب . ولكنها لا تملك جسمها ، أقرب الأشياء اليها .
على مدى حياتى تقربت من بعض المرضى عاصروا إذلال وجع الجسم، وكيف يهدهم المرض ومذلته وآلامه المبرحة. القاسم المشترك بينهم مقولة يائسة: «نحن لا شىء إلا أجسامنا، ومنْ تعرض للاكتئاب هو خير منْ ينبئنا كيف أن هذا المرض الخطير يبدأ بالتسلل من بوابة الجسم».
«العقل السليم فى الجسم السليم» هذا صحيح، لكن سلامة الجسم مرهونة بشرط أساسى لا غنى عنه، وهو ألا يكون «سلعة» تُباع وتُشترى، وألا يكون «مملوكًا» لأحد غير صاحب الجسم أو صاحبة الجسم، إن «نظافة» الجسم و«نظافة» الفكر و«نظافة» الأحلام و«نظافة» الرؤية و«نظافة» الضمير و«نظافة» الأخلاق و«نظافة» الذمة ، تبدأ كلها من «نظافة» الجسم.
أحب الرقص ، وأعشقه ، لأنه يعبر عن انطلاق الجسم دون أى قيود ، حركات حرة رشيقة ، تلهم القوة والاستغناء والكبرياء والكرامة .
جسمى ، هو وطنى ، وبيتى . فكيف أفرط فى ملكيته ؟؟.
منْ لا يملك جسمه ، لم يبق له شئ . يعيش شريدا ، مهانا ، مذلولا .
إن علاقة الإنسان العربى بجسمه ، وعلاقة الإنسانة العربية بجسمها ، علاقة «مُلغمة»، «معقدة»، «مريضة»، «متناقضة»، وليست بخير على الإطلاق، وإذا كنا نريد الصحة الجسمية والصحة النفسية ، فعلينا تصحيح هذه العلاقة .
منذ أيام كنت أناقش «ملكية الجسد» مع رجل اعلامى ، محسوب على التنوير والتقدم وحقوق المرأة . فى نبرة مستنكرة غاضبة متهمة سألنى: «يعنى إيه تملكى جسمك؟، ده كلام واحدة عايزة تمشى على حَل شعرها زى الغرب الكفرة؟» . " غرب كفرة " ، أهذا كلام معقول ، يصدر من رجل محسوب على التنوير ، متعلم ، اعلامى ؟؟ . ما علينا . سألته: «ألا تملك جسمك؟»، بسرعة حاسمة وفى فخر ذكورى قال: «طبعًا، أملك جسمى هو أنا عبد مملوك للأسياد»، قلت: «تبقى عايز تمشى على حَل شعرك زى الغرب الكفرة».. فلم يرد.
أعتقد أن سبب عدم رده يكمن فى المثل القائل: «كل بئر تنضح بما فيها»، وأقول لهذا الرجل وغيره ممنْ لهم التفكير نفسه ، أن الذى يمنعنى فعلًا من أن أمشى على حل شعرى ، هو بالتحديد أننى «أمتلك جسمى»، ومسئولة عنه ولست أرضى له المهانة بجميع أشكالها ودرجاتها.



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الانسان بين سلطة السماء وسلطة الضمير
- عذابك يشبهك كثيرا .... أربع قصائد
- - حقوق الانسان - محنطة فى المتاحف
- قيامة - ديسمبر - .... قصيدتان
- أزمة العالم بين - تقدم - مظهرى و- تأخر - جوهرى
- الأعياد بعد أمى - نوال - .... قصيدتان
- خمس قصائد ... لذة العيش
- ثلاث قصائد زمن الخفافيش .. لا أطلب حسن الختام والستر .. لقلب ...
- تشريع قانون - ازدراء الحرية -
- المؤامرة ..... سبع قصائد
- - الله أعلم - لماذا اذن - بيزنس - الفتاوى ؟؟؟
- تفسخ أخلاقى يغفره الله بالصلاة والصوم والحج
- مصر ... وطنى وعملية - غسيل حضارة - عاجلة
- هاربة من الصلاة وعباءات النساء ... أربع قصائد
- أفتخر أننى بلا - هوية -
- - صعلوك - يطرق باب الاعتكاف
- خطيئة المرأة غير القابلة للغفران
- أين كل الأشياء ؟ .... ست قصائد
- العجز عن الحب .. أزمة محلية عالمية
- حبيب ليلة الأحد ..... أربع قصائد


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - جسمى ملكى