أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - في الذكرى (34) لانطلاقتها : انتفاضة الحجارة غدر بها بالمبادرة السياسية الفلسطينية وقبرت باتفاقيات أوسلو 1993















المزيد.....

في الذكرى (34) لانطلاقتها : انتفاضة الحجارة غدر بها بالمبادرة السياسية الفلسطينية وقبرت باتفاقيات أوسلو 1993


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 7103 - 2021 / 12 / 11 - 14:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الذكرى (34) لانطلاقتها : انتفاضة الحجارة غدر بها بالمبادرة السياسية الفلسطينية وقبرت باتفاقيات أوسلو 1993
يحيي شعبنا الفلسطيني الذكرى الرابعة والثلاثين لانتفاضة الحجارة ( 1987-1993) بفخر وعنفوان ، بوصفها الانتفاضة الأبرز منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية ومنذ تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 ، والتي كان صداها وفعلها المقاوم يتردد يومياً في كافة وسائل الاعلام العالمية ، وباتت اللغات الأجنبية تتبنى اسمها العربي الفلسطيني بدون ترجمات .
لكن ما يجب ذكره في ذكرى الانتفاضة ، أن الكثير من المؤرخين والباحثين الفلسطينيين والعرب ، يؤرخون للانتفاضة من زاوية القدرات النضالية الهائلة لدى الشعب الفلسطيني ، والتضحيات الجسام التي قدمها ،من أجل تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها ، لكنهم يتجاهلون حقيقة أن هذه التضحيات جرى توظيفها في إطار مشروع سياسي يتنافى بشكل مطلق مع ما أراده شعبنا من هذه الانتفاضة، للتخلص من الاحتلال وتحقيق أهداف وطنية أخرى.
صحيح أن شرارة هذه الانتفاضة التي أدهشت العالم تمثلت بقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز إيريز (بيت حانون) في 8 ديسمبر (كانون أول)، 1987 حيث انطلقت من مخيم جباليا في قطاع غزة، بتاريخ 9 ديسمبر 1987 لتمتد بعد ذلك إلى كل مدن وقرى ومخيّمات الضفة الغربية وقطاع غزة ،لكن الأسباب الحقيقية للانتفاضة ، تمثلت في رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال والاستيطان ورفضه لإجراءات ضم القدس ، وللإجراءات القمعية من قتل وإبعاد وزج الآلاف من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني في المعتقلات ولإجراءات التضييق الاقتصادي ، وبالتالي وصول التناقض والصراع مع العدو في تلك الفترة إلى ذروته "نقطة التأزيم "، يضاف إلى ذلك أن الشعب الفلسطيني في الداخل وقواه الوطنية سعت إلى تخليص منظمة التحرير من مأزقها بعد خروج فصائلها من بيروت، إثر العدوان الصهيوني على لبنان عام 1982 .
وكان من أسباب ديمومتها لمدة خمس سنوات ، تشكيل قيادة موحدة لها من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومن شخصيات وطنية لبرمجة فعالياتها الكفاحية ، من مظاهرات وإضرابات وعصيان مدني ، وأيام غضب تخللها إلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف على جنود العدو وقطعان المستوطنين، وتوحد الشعب الفلسطيني حول نهجها وأهدافها ، إذ انخرط فيها أبناء التشعب الفلسطيني من مختلف فئاته الاجتماعية وتميزت بشموليتها الجغرافية والديمغرافية والطبقية.
وقد حددت القيادة الموحدة العديد من الأهداف للانتفاضة أبرزها:
1-إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيره ( لم تأت على ذكر القرار 242 والاعتراف بالكيان الصهيوني)
2-تفكيك المستوطنات.
3-عودة اللاجئين دون قيد أو شرط.
4-تحرير الأسرى الفلسطينيين والعرب من المعتقلات الصهيونية.
إنجازات الانتفاضة والغدر السياسي بها
لقد أنجزت انتفاضة الحجارة إنجازات هائلة على الصعيدين الميداني والسياسي نذكر منها ما يلي :
1-ضربت هذه الانتفاضة معنويات جيش الاحتلال في الصميم بعد أن تم جره من قبل أطفال الانتفاضة إلى حواري وأزقة المدن والقرى في معارك لا تتوقف بين كر وفر على مدى ست سنوات ، ووصلت القيادات العسكرية الإسرائيلية إلى قناعة بعدم وجود حل عسكري للصراع مع الفلسطينيين.
2- حققت وحدة ميدانية غير مسبوقة بين أبناء الشعب الفلسطيني وبين فصائله وقواه الاجتماعية في إطار الانتظام بفعاليات نضالية جرى برمجتها من قبل القيادة الموحدة للانتفاضة.
3- حققت أكبر عزلة دولية للكيان الصهيوني ، وأكبر التفاف شعبي عربي ودولي عالمي حول أهدافها منذ نكبة 1948
لكن هذه الانتفاضة لم تحقق الأهداف سالفة الذكر أو أي جزء منها ، ولم يتم تثميرها سياسياً باتجاه تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها بل غدر بها وبالتضحيات الهائلة التي قدمتها حيث بلغ عدد الشهداء 1,162 شهيداً، بينهم حوالي 241 طفلا وأصيب خلالها نحو 90 ألف جريح ، واعتقل ما يزيد عن 60 ألف فلسطيني ، ناهيك عن نسف 1228 منزلاً.
لقد تم الغدر بالانتفاضة وبتضحيات شعبنا ، ، من خلال طرح مبادرات ومشاريع لا تمت بصلة للانتفاضة وأهدافها ، وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي:
1¬-المبادرة السياسية التي صدرت عن الدورة (19) للمجلس الوطني الفلسطيني (12-15 تشرين ثاني( نوفمبر) عام 1988 ، التي انطوت بوضوح على الاعتراف بقرا ر مجلس الأمن رقم 242 الذي يضمن الاعتراف بالكيان الصهيوني ، مع إضافة عبارة حق تقرير المصير في سياق تسويقي للمبادرة حتى يتقبلها الشعب الفلسطيني.
2- النزول تحت سقف هذه المبادرة في لقاءات القيادة المتنفذة للمنظمة مع وفد كبير من القيادات الصهيونية الأمريكية في تشرين ثاني وكانون أول ( ديسمبر ) 1988 بترتيب من وزير خارجية السويد " ستيف أندرسون"، التي ضمنت الاعتراف بالكيان الصهيوني ونبذ الإرهاب ( المقاومة).
3- خطاب أبو عمار في الجمعية العامة في جنيف في 13 كانون أول ( ديسمبر) 1988 بعد اطلاع الإدارة الأمريكية عليه والتأشير بالموافقة عليه ، الذي تضمن ما تم التوصل إليه في ستوكهولم مع القيادات الصهيونية .
واللافت للنظر أن قيادة المنظمة قدمت كل هذه التنازلات مقابل أن تقبل الإدارة الأمريكية ببدء الحوار مع المنظمة فقط ، إذ أوعزت ببدء اللقاءات بين السفير الأمريكي في تونس " روبرت بليترو مع ممثل المنظمة ياسر عبد ربة.
4- توجه أبو عمار لفرنسا مباشرة ًبعد خطاب جنيف ولقائه بالرئيس الفرنسي "ميتران" واستجابة أبو عمار لطلب وزير خارجية فرنسا " رولان دوما" بضرورة أن يقدم شيئاً للرئيس ميتران أسوةً بما قدمه للأمريكان ، إذ اقترح على عرفات إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني ، فكان أن سأل مدير مكتب المنظمة في باريس" إبراهيم الصوص" عن الكلمة الفرنسية التي تعني ( الإلغاء) فأبلغه أنها " كادوك" ، وتم إعداد لقاء صحفي على عجل أعلن فيه أبو عمار الميثاق قائلاُ " الميثاق كادوك".
والتطور الأخطر الذي أجهض الانتفاضة ، لجوء قيادة المنظمة إلى توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 ، إذ يمكننا القول أن انتفاضة الحجارة قبرت باتفاقيات أوسلو التي شكلت في مضمونها وتداعياتها أخطر مشروع لتصفية القضية الفلسطينية ، إذ لم تقل في أخطارها عن وعد بلفور ، فإذا كان الوعد أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق ، جاءت اتفاقيات أوسلو لتعطي من يملك لمن لا يستحق ...
خلاصةً: كان من المقدر أن تنجز الانتفاضة غير المسبوقة منذ نكبة عام 1948 معظم أهدافها متمثلة بشكل رئيس في دحر الاحتلال ، وحق تقرير المصير إلى جانب أهداف عديدة أخرى، مثل تفكيك المستوطنات ، وتقوية الاقتصاد الفلسطيني تمهيداً لفك تبعيته للاقتصاد الإسرائيلي وتحرير الأسرى الفلسطينيين ، وذلك بعد أن ضاق العدو ذرعاً بها بعد أن عبر رابين عن يأسه قائلاً " فليبلغ غزة البحر " وبعد أن فشلت كافة إجراءاته القمعية في وقفها ، وأهمها سياسة تكسير العظام ،لكن النهج السياسي لقيادة المنظمة ممثلاً بالتنازلات سالفة الذكر ، حال دون تحقيق هذه الأهداف ، وأدى إلى إجهاضها .
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الجولة السابعة للمفاوضات النووية مع مجموعة 4+1 : أصرت إير ...
- التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني يتحقق في ظل ازدهار نهج الم ...
- ليس أمام تحالف العدوان على اليمن سوى خيارين : إما تجرع كأس ا ...
- عملية القدس البطولية تكشف بؤس معارضة الكفاح المسلح بالمقاومة ...
- السياق الأيديولوجي والسياسي لوعد بلفور ومقاربته مع الوضع الر ...
- الحكم السعودي الذي يلعق الهزائم في اليمن والاقليم يستثمر تصر ...
- اتهام الاحتلال المؤسسات الأهلية الفلسطينية الست بدعم الإرهاب ...
- لبنان إلى أين في ضوء تسيس التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وكمين ...
- في ذكرى رحيل خالد الذكر جمال عبد الناصر يوم بلغت القلوب الحن ...
- مؤتمر -أربيل التطبيعي- يحصد الفشل والشعب العراقي عصي على الت ...
- على هامش منع شرطة حماس ارتداء الكوفية الفلسطينية في الجامعات ...
- حركة طالبان انتصرت وأمريكا هزمت...ويبقى السؤال هل- طالبان- ح ...
- مأزق التحالف الصهيو أميركي السعودي وأدواته في لبنان إثر قرار ...
- الرئيس التونسي يقود ثورة تصحيحية في مواجهة تحالف الإخوان مع ...
- اشتراطات عباس للعودة للمفاوضات بدون أي ورقة من أوراق القوة أ ...
- نرفع القبعات لبلدة بيتا الفلسطينية وهي تهزم مشروع الاستيطان ...
- أمن السلطة الفلسطينية تماهى مع - المستعربين- في قمعه للمظاهر ...
- استشهاد المناضل نزار بنات على يد - زعران أوسلو - قلب السحر ع ...
- قراءة في جذور وأسباب هزيمة حزيران 1967 وعدم الاستكانة لها بم ...
- حذار من المصادرة على نتائج انتصار قطاع غزة من قبل رئاسة السل ...


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - في الذكرى (34) لانطلاقتها : انتفاضة الحجارة غدر بها بالمبادرة السياسية الفلسطينية وقبرت باتفاقيات أوسلو 1993