أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - عملية القدس البطولية تكشف بؤس معارضة الكفاح المسلح بالمقاومة الشعبية















المزيد.....

عملية القدس البطولية تكشف بؤس معارضة الكفاح المسلح بالمقاومة الشعبية


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 00:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


عملية القدس البطولية تكشف بؤس معارضة الكفاح المسلح بالمقاومة الشعبية
جاءت عملية القدس البطولية التي نفذها المثقف المشتبك فادي أبو شخيدم برشاش " الكارلو " في حي باب السلسة في القدس المحتلة ، من المسافة صفر والتي أدت إلى مصرع جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح ، لتعري مبررات البعض في النكوص عن الكفاح المسلح ولتؤكد بأن إجراءات العدو الأمنية وكاميراته المنصوبة في كل شارع وحي في القدس المحتلة ، لم تحل دون تنفيذ هذه العملية النوعية.
فالشعب الفلسطيني وفصائله المقاتلة ، عملت ولا تزال تعمل على تطوير تكتيكاتها القتالية في مواجهة إجراءات العدو الأمنية ، فارتداء الشهيد القائد فادي أبو شخيدم لباس رجل الدين الأشكينازي ، لتسهيل مهمته في تنفيذ العملية ، شكل ضربة أمنية لجهاز الشاباك الإسرائيلي ولتكتيكاته الأمنية والعسكرية في القدس والضفة الغربية.
وهذا الشكل من العمليات المنظمة يتكامل مع العمليات البطولية التي ينفذها شبان وأطفال فلسطينيون ، كتلك التي نفذها الشبل عمر أبو عصب قبل أسبوع من عملية القدس الأخيرة حين انقض على جنديين بسلاح أبيض وأصابهما بجراح قبل أن يرتقي شهيدا ، وكتلك التي نفذها أحد الشبان الفلسطينيين في مدينة يافا في يوم عملية القدس.
لقد انطوت عملية القدس البطولية على عدة رسائل وأبعاد أبرزها :
1-الرسالة الأولى تقول بقدرة المقاومة على توجيه ضربات نوعية للاحتلال في المناطق غير الخاضعة للسلطة الفلسطينية كالقدس وغيرها ، في الوقت الذي تواجه المقاومة صعوبة في ضرب قوات الاحتلال والمستوطنين في مناطق سيطرة السلطة ، بحكم الدور الذي تضطلع به أجهزة التنسيق الأمني في حماية الاحتلال والمستوطنين.
2- الرسالة الثانية تقول بأعلى الصوت " بأن السلطة الفلسطينية لا تعدو كونها وكيل أمني للاحتلال" خاصةً وأن عملية القدس البطولية ، جاءت في ظروف اشتداد الهجمة الأمنية لأجهزة السلطة على رجال المقاومة في جنين ، وإقدامها على إقالة بعض قادة الأجهزة الأمنية في المدينة بزعم تقصيرها في ملاحقة رجال المقاومة.
3- أن العملية في التحليل النهائي موجهة لنهج السلطة وللاحتلال معاً ، وهذا ما تبدى بتوجه رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي فوراً إلى رام الله ولقائه برئيس السلطة لتنسيق الخطوات الأمنية للحيلولة دون تكرار هذه العمليات ، خاصةً وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية باتت تتوقع المزيد من العمليات الفدائية في القدس والضفة قد تتطور إلى انتفاضة مسلحة .
كما شكلت عملية القدس رداً مباشراً على قرار وزيرة داخلية بريطانيا الذي اعتبرت فيه حركة حماس تنظيماً ارهابياً ، وتأكيداً بقوة النار مجدداً على رفض السياسة البريطانية المنحازة بالمطلق للكيان الصهيوني ، وأن الرصاصات التي نالت من جنود الاحتلال تأتي في إطار الرد المستمر على مفاعيل وعد بلفور الممتدة حتى اللحظة الراهنة.
ليس من باب التفاؤل القول ، أن القدس والضفة حبلى بالمفاجآت العسكرية الفدائية ، بل من باب الوقائع الحسية، ولعل رصد العمليات على مدى الأشهر الماضية التي نفذتها كل من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، يؤشر إلى أن واقعاً مقاوماً نوعياً في طريقه للتبلور مرتبط أشد الارتباط بمخرجات معركة سيف القدس التاريخية .
معارضة المقاومة المسلحة بالمقاومة الشعبية
جاءت عملية القدس البطولية ، لتعيد الاعتبار للمقاومة المسلحة التي جرى التنكر لها تحت مبررات زائفة ، ووفق دعاوى تطالب باستبدالها بالمقاومة الشعبية كوسيلة وحيدة للمقاومة الاحتلال، إذ أنه منذ فترة ليست بالقصيرة ، ذهبت بعض الفصائل للتأكيد على المقاومة الشعبية في الضفة الغربية وتبيان أهميتها في مواجهة الاحتلال والاستيطان وقطعان المستوطنين ، وذلك إرضاءً لنهج السلطة الذي يرفض ويحارب نهج المقاومة المسلحة ، وذلك في تجاهل عن عمد لنهج الكفاح المسلح ولاستراتيجية المقاومة بكل أشكالها ، وملقية وراء ظهرها النص الخاص بالكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية الوارد في الميثاقين القومي والوطني الفلسطيني .
وهذا التجاهل للكفاح المسلح وللمقاومة بكل أشكالها ، جرى ترسيمه من قبل قيادة السلطة الفلسطينية في الوثيقة الناجمة عن مؤتمر بيروت – رام الله الذي شارك فيه الأمناء العامون لكافة الفصائل في الثالث من سبتمبر ( أيلول) 2020 ، ولعب فيه رئيس السلطة الفلسطينية دور المايسترو من مكتبه في مدينة رام الله.
والسلطة الفلسطينية بتكريسها المقاومة الشعبية المزعومة ، منسجمة أيما انسجام مع نفسها ونهجها الذي يعتبر المقاومة إرهاباً والتنسيق الأمني مع الاحتلال مقدس ، ناهيك أنها في الممارسة العملية ترفض المقاومة الشعبية المشتبكة مع الاحتلال- التي تعتبر شكلاً هاماً ومتكاملاً مع الكفاح المسلح-وفي الذاكرة تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية " بأنه لن يسمح باندلاع انتفاضة جديدة التي تشكل قمة المقاومة الشعبية.
المقاومة الشعبية واللسان الأعوج
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما الذي يدفع بعض الفصائل لأن تتحدث بلسان أعوج في الضفة الفلسطينية حول شكل المقاومة المطلوب ، في الوقت الذي تعلي فيه الصوت عالياً في قطاع غزة عن مواجهة الاحتلال بالنار والصواريخ ؟ الجواب في التقدير الموضوعي يكمن فيما يلي :
1-خشية بعض الفصائل من بطش التنسيق الأمني وعدم الاستعداد للتصدي له رغم الدعوات المتكررة لإلغاءه .
2- خشية بعض الفصائل من رفض قيادة السلطة منحها المخصصات المحددة من قبل الصندوق القومي.
3- خشية العديد من الفصائل من فصل السلطة لبعض الموظفين المنتسبين لها من عملهم في مؤسسات ودوائر السلطة.
4- خشية بعض القيادات من خسارة امتياز أل ( VIP) في حلها وترحالها.
5- الزعم من قبل بعض الفصائل وخاصة حركة فتح وحلفاؤها بأن إجراءات العدو في الضفة وطوبوغرافيتها لم تعد تسمح بالكفاح المسلح.
أما حركة حماس فقد استجابت لطرح " المقاومة الشعبية" في الضفة الغربية في سياق تكتيكي، سعياً منها لتجنب ملاحقة الأجهزة الأمنية لكادرها في الضفة الغربية .
وبخصوص المبرر الذي تسوقه بعض الفصائل حول الالتزام بالمقاومة الشعبية وحدها كأسلوب وحيد للمقاومة ، بأنه يأتي في إطار الحفاظ على الوحدة الوطنية وبرنامجها ، فلا يعدو كونه مبرراً تافهاً ومتهافتا، لا يمت بصلة لأدبيات التحرر الوطني ، ولا لتاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال منذ عام 1967 .
فمواجهة الاحتلال تظل مفتوحة بمختلف أشكال النضال العنيفة والشعبية ، دون معارضة شكل بآخر ، وهذه الأشكال النضالية حق طبيعي مشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال ناهيك أن ميثاق الأمم المتحدة أقر حق الشعوب في مقاومة الاحتلال بكل الأساليب المتاحة .
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياق الأيديولوجي والسياسي لوعد بلفور ومقاربته مع الوضع الر ...
- الحكم السعودي الذي يلعق الهزائم في اليمن والاقليم يستثمر تصر ...
- اتهام الاحتلال المؤسسات الأهلية الفلسطينية الست بدعم الإرهاب ...
- لبنان إلى أين في ضوء تسيس التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وكمين ...
- في ذكرى رحيل خالد الذكر جمال عبد الناصر يوم بلغت القلوب الحن ...
- مؤتمر -أربيل التطبيعي- يحصد الفشل والشعب العراقي عصي على الت ...
- على هامش منع شرطة حماس ارتداء الكوفية الفلسطينية في الجامعات ...
- حركة طالبان انتصرت وأمريكا هزمت...ويبقى السؤال هل- طالبان- ح ...
- مأزق التحالف الصهيو أميركي السعودي وأدواته في لبنان إثر قرار ...
- الرئيس التونسي يقود ثورة تصحيحية في مواجهة تحالف الإخوان مع ...
- اشتراطات عباس للعودة للمفاوضات بدون أي ورقة من أوراق القوة أ ...
- نرفع القبعات لبلدة بيتا الفلسطينية وهي تهزم مشروع الاستيطان ...
- أمن السلطة الفلسطينية تماهى مع - المستعربين- في قمعه للمظاهر ...
- استشهاد المناضل نزار بنات على يد - زعران أوسلو - قلب السحر ع ...
- قراءة في جذور وأسباب هزيمة حزيران 1967 وعدم الاستكانة لها بم ...
- حذار من المصادرة على نتائج انتصار قطاع غزة من قبل رئاسة السل ...
- ملحمة سيف القدس والهزيمة النكراء للكيان الصهيوني- حذار من ال ...
- الإضراب الشامل في فلسطين التاريخية محطة مركزية في إطار انتفا ...
- في الذكرى 73 للنكبة – نحو استبدال شعار حل الدولتين بشعار الت ...
- مسيرات يوم القدس العالمي وسؤال المقاومة والتحالفات


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - عملية القدس البطولية تكشف بؤس معارضة الكفاح المسلح بالمقاومة الشعبية