أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار فاتح بيديلي - كازاخستان - قررت التخلص من الإعلانات والإشارات باللغة الروسية.!















المزيد.....

كازاخستان - قررت التخلص من الإعلانات والإشارات باللغة الروسية.!


مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)


الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبحث دول آسيا الوسطى(أوزبكستان،كازاخستان، تركمانستان، قيرغيزستان) عن هوية جديدة التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 وجدت نفسها في بيئة جديدة مليئة بالتحديات، الهويات والإثنيات السائدة وبخاصة القوميتين الرئيسيتين التركية والفارسية، وتركة الاتحاد السوفيتي، والعلاقة مع دول الجوار، الصين وروسيا وإيران وأفغانستان، والتحديات الاقتصادية وبناء الدولة، وجدل الديمقراطية...
وعلى مدار العقد الماضي ، أصبحت كازاخستان أكثر الدول تقدماً في آسيا الوسطى بفضل النمو الاقتصادي السريع بسبب النفط والسياسة الخارجية البراغماتية. تمكن الرئيس نزار باييف من تحقيق التوازن بمهارة بين مجموعة واسعة من مصالح البلد والحفاظ على توازن معقول بين أهم شريكين دوليين في كازاخستان - روسيا والولايات المتحدة ، اللتان تتعارض مصالحهما في المنطقة. في حين تتمتع روسيا بميزة نسبية تاريخية وجغرافية ، إلا أن العلاقات بين كازاخستان والولايات المتحدة مهمة وتزداد قوة وتنمو. حقق نزارباييف توازنا في العلاقات مع روسيا والولايات المتحدة ، حيث أرسل النفط الرخيص إلى روسيا ، وبالنسبة للولايات المتحدة ، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من حرب واشنطن على الإرهاب.
في كازاخستان ، الروس هم أساسا من نسل المهاجرين في القرنين السادس عشر والتاسع عشر وأحفاد العمال المهاجرين من خلال الهجرة الداخلية في فترة الاتحاد السوفيتي. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، بقي 3.5 ملايين روسي في كازاخستان. بحلول هذا الوقت ، كان جميع السكان تقريباً يتحدثون الروسية ؛ لم تكن فقط لغة التقدم الاجتماعي ، ولكن أيضًا اللغة المنطوقة المحكية لدى مثقفي الكازاخستانيين.
بعد الاستقلال في عام 1991 ، بدأ تدفق الروس إلى روسيا ، وانخفضت أعدادهم بشكل كبير واستمرت في الانخفاض ، ولكن بوتيرة بطيئة. بدأ مئات الآلاف من الناس بالمغادرة سنويًا. يبلغ متوسط ​​عمر الروس في كازاخستان حاليًا 49 عامًا ، مقابل 27 عامًا للكازاخستانيين. هذا لا يرجع فقط إلى موضوع الهجرة الخارجية، ولكن أيضًا إلى انخفاض معدل المواليد للسكان الروس في كازاخستان.
العوامل الرئيسية للمغادرة هي: انهيار الحيز الواحد للاتحاد السوفيتي ، العودة إلى الوطن الإثني (الروس إلى روسيا ، الألمان إلى ألمانيا ، اليهود إلى إسرائيل ، الأوكرانيون إلى أوكرانيا ، البيلاروسيين إلى بيلاروسيا ، إلخ) ، النمو السريع للسكان الكازاخستانيين ، هجرة السكان الريفيين الزائدين إلى المدن ، وزيادة المنافسة بين الأعراق في أسواق العمل ، وكذلك زيادة في عدد الكازاخستانيين في جهاز الدولة والقطاعات الرائدة في الاقتصاد.
في الفترة الاخيرة نجد ان هناك في داخل السلطات الحكومية العليا الكازاخستانية تطور لوبي مستقر مناهض للروس ومعادًا لروسيا الاتحادية، والذي له تأثير متزايد على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد ويعيق عمليات التكامل بين روسيا وكازاخستان. وإحدى أدوات التفكك الرئيسية التي يستخدمها القوميون الكازاخستانيون هي لـ "قضية اللغة الرسمية " في الجمهورية ، والتي تهدف إلى استيعاب السكان الروس وتفتيت الروابط التاريخية والثقافية الروسية – الكازاخستانية. وكانت النتيجة المرئية لأعمال هذا اللوبي القومي هي مشروع قانون "التعديلات والإضافات على بعض القوانين التشريعية لجمهورية كازاخستان بشأن سياسة اللغة الرسمية الحكومية.
تعد كازاخستان بلدًا ثنائي اللغة؛ حيث تستخدم الكازاخية وهي لغة تركية يتحدث بها نحو 67% من السكان وتعتبر لغة الدولة بحسب الدستور، أما اللغة الثانية فهي الروسية التي يتقنها معظم الكازاخ وتستخدم في مجال الأعمال التجارية والحكومية والدوائر الشعبية، إضافة إلى كونها اللغة الأم للجيل الكبير ذوي الأصول الروسية، فبحسب إحصاءات عام 2016، يبلغ عدد سكان كازاخستان من أصول روسية نحو 3.65 ملوين نسمة، أي نحو 20% من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 19 مليونًا تقريبًا وهناك أيضًا أوزبك وأتراك أويغور وأوكرانيون في التوزيع العرقي للسكان..
المثير للاهتمام أن كازاخستان تعاصر التغيير الثالث للأبجدية في أقل من 100 عام، فقد اعتمدت في البداية على الأبجدية العربية حتى عام 1920، ثم استخدمت الأبجدية اللاتينية، ولكنها بعد 11 عامًا قررت التحول إلى السيريلية في عام 1940 على غرار جميع دول الاتحاد السوفياتي السابقة وحاليًّا تستبدلها باللاتينية.
موضوع التطبيق المتسارع للغة الكازاخستانية بنشاط في المجتمع الكازاخستاني تظهر حملات إعلامية منتظمة في وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة للجمهورية ، وتدعو إلى تشديد سياسة اللغة الرسمية ومنع تدوال للغة الروسية وعلاوة على ذلك ، فإن هذه الحملة في كازاخستان أصبحت صارمة في الحياة اليومية للمجتمع الكازاخستاني. حيث تصدر تشريعات والمبادرات المتعلقة بالقيود التشريعية على عمل اللغة الروسية ، وحول الإدارة الصارمة فيما يتعلق بمواطنين الجمهورية الذين لا يتحدثون اللغة الكازاخستانية.
في الفترة الاخيرة وعلى كافة الاصعدة داخل الدولة في كازاخستان ، سيمنع الكتابة باللغة الروسية اللافتات والإعلانات وبطاقات ولوحات الأسعار وإعلانات الطرق والشوارع والأشياء الأخرى في الدوائر الرسمية الحكومية فقط ستكتب باللغة الدولة الرسمية الكازاخستانية.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إجراء تعديلات على مشروع القانون المعتمد القائم "حول التعديلات والإضافات على بعض القوانين التشريعية لجمهورية كازاخستان بشأن الإعلام والمعلومات المرئية". ووفقا لذلك ، لن يُسمح باللغات الأخرى الروسية وغيرها "إلا عند الضرورة. فقد تم إدخال التعديلات التي تتطلب استخدام اللغة الكازاخستانية على اللافتات بناءً على طلب البرلمانيين الكازاخستانيون.
وقال احد البرلمانيين: "أود أن أقول عن آماني المجتمع في تقريب هذه التعديلات خطوة من اجل حل مشاكل مكانة لغة الدولة ، التي تتزايد بشكل متزايد في المجتمع ، وفي وسائل الإعلام والشبكات التواصل الاجتماعي.
بدأ القوميون اتراك الكازاخستانيون مؤخرًا في تنظيم "دوريات لتحفيز التحدث باللغة الكازاخية" التي هي لهجة من لهجات اللغة التركية حيث يدخلون المحلات التجارية والمكاتب الحكومية ويختبرون معرفة العمال اللغة الكازاخستانية. تم تسجيل جميع الزيارات لتلك الأماكن من قبل النشطاء ونشرها على موقع يوتيوب.
ابتداءً من 2018، ستتحول اللغة الكازاخية من الاحرف الروسية إلى اللاتينية، وفق رزنامة تمتد على سنوات، تنطلق بتدريب المدرسين والمعلمين :«على استعمال الحروف اللاتينية، وإنتاج الكتب المدرسية، والتعليمية بالحروف اللاتينية»، على أن يكون التخلص النهائي من الخط الروسي، بحلول 2025.
مع تبني هذا القانون ، الذي يتضمن "تطبيق اللغة الكازاخستانية الرسمية" في جميع هياكل السلطة في جمهورية كازاخستان ومع هيمنتها الكازاخستانية المطلقة الحالية ، سيتم تقليص دور الإثنيات التي تشكل الاثنية الروسية في المرتبة الثانية بعد القومية الكازاخية في حكم البلاد إلى الصفر تقريبًا.أن مشروع القانون هو استمرار منطقي لمبدأ الوحدة الوطنية، والذي يظهر بوضوح رغبة المثقفين الكازاخستانيين في بناء هوية (دولة) المدنية على أساس حصري فقط للثقافة الكازاخستانية واللغة الكازاخستانية.
بدأ المجتمع الكازاخستاني يظهر قلقًا معينًا فيما يتعلق بالجارة الشمالية، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر باستخدام أساليب هجينة من التأثير على الوعي العام في البلدان المجاورة، بما في ذلك من خلال الاستخدام الفعال لمجال المعلومات، حيث تهيمن وسائل الإعلام الروسية"، ما يعني أن السلطات الكازاخستانية ترغب في إضعاف النفوذ الروسي في الساحة الثقافية والمنابر الإعلامية. أما الجانب المشرق في هذه المسألة فيأتي من كونها خطوة أمام الانفتاح على العالم الغربي وفرصة للاندماج والتبادل التجاري والعلمي والتكنولوجي، ولا شك أن التركيز على اللغة الكازاخية في التعاملات الخارجية سيزيد العلاقات التركية الكازاخستانية تقاربًا في الجانب الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والثقافي.
وتبعًا لذلك يرى مراقبون أن هذه الخطوة دفعة رمزية وإضافية على طريق الاستقلال والانفصال من ظلال الماضي السوفياتي، وذلك على اعتبار أن اللغة الروسية أو حروفها شكل من أشكال الهيمنة الاستعمارية على الثقافة واللغة الكازاخستانية.
في النهاية نجد من منطق العقيدة بأن الوضع الدستوري للغة الروسية "الرسمية الثانية بعد اللغة الكازاخية " يمكن "تفكيكه" في المستقبل القريب جدا في داخل جمهورية كازاخستان.



#مختار_فاتح_بيديلي (هاشتاغ)       Dr.mukhtar__Beydili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحيرة أورمية في أذربيجان الجنوبية على وشك الجفاف
- رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف يقلد بالوسام السامي للعالم ...
- ياقوتة حلب،عماد الدين النسيمي سُلخ جلده حياً وأُطلق يحمل جلد ...
- لكل انسان له وطن ,لكن ليس كل وطن لديه مصطفى كمال أتاتورك.
- حقائق عن الغازي ..مصطفى كمال أتاتورك ..حياته ونضاله وفهمه لل ...
- تركمانستان تحيي الذكرى 30 لاستقلالها ... إنجازات التي تحققت ...
- وفاة الأديب والكاتب المدقِّقَ التركماني السوري الأستاذ إبراه ...
- ممر زانغازور ، إنجاز تاريخي لأذربيجان
- العشائرية..عامل بناء لا عامل هدم في بناء وطن وفق رؤية تحمي م ...
- التركمان ... احفاد اوغوزخان من التعريب والتهميش والاضطهاد إل ...
- التركمان السوريون في دوامة التهميش والإقصاء!
- عادات وتقاليد الزواج الاعراس لدى تركمان الباير والبوجاق في ا ...
- بلاد تركستان ( توران ) المترامية الاطراف منذ فجر التاريخ
- عيد العام الجديد او عيد بشرى الربيع - عيد النوروز
- إن لم تكن معنا.. فأنت ضدنا ومن يخالفنا فهو عدونا .!
- ما مصير التركمان السوريون في سوريا المستقبل ؟
- الشاعر التركماني العظيم مختوم قولي ذاكرة ونبض الشعب التركمان ...
- شخصيات تاريخية ..نامق مصطفى باشا
- من الشعب السوري الحر الى الإرهابيين ..لن ترهبنا لا تفجيراتكم ...
- ثورة سوريا في عامها العاشر...-ثمن الحرية صار أغلى والجيل الح ...


المزيد.....




- -علامة على الحظ الجيد-.. مصورون يرصدون حيوان موظ أبيض نادر ف ...
- -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا ...
- آية قرآنية عن قوم موسى يستشهد بها إعلامي إسرائيلي لدخول الأر ...
- عن الموت.. تفاعل على آخر تدوينة من بدر بن عبدالمحسن قبل تداو ...
- آخر تحديث لعدد القتلى في غزة منذ 7 أكتوبر تكشفه الصحة في الق ...
- تقرير إسرائيلي يكشف: قطر مستعدة لإبعاد قادة حماس من الدوحة ف ...
- فوتشيتش يرى أن شي جين بينغ يمكنه المساعدة في إنهاء بعض الحرو ...
- عريس جزائري يحدث ضجة في مواقع التواصل بهدية غريبة لعروسه (في ...
- بالتأكيد لا.. وزير الدفاع الإيطالي حول احتمال تدخل جيشه في أ ...
- النشر الإلكتروني يزاحم طباعة الكتب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار فاتح بيديلي - كازاخستان - قررت التخلص من الإعلانات والإشارات باللغة الروسية.!