أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - طاعة خوف أم طاعة قناعة ؟














المزيد.....

طاعة خوف أم طاعة قناعة ؟


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 17:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الطاعة الصادرة عن قناعة قدسيتها تحرر الانسان فكرا، وقولا، وعملا. الطاعة الناتجة عن خوف تسقط الانسان في عبودية الانسان.


امور عديدة في حياتنا تتمحور حول الطاعة، وحول رد فعلنا لما تحقق من تقديم طاعتنا. الشخص المفترض أن يختار شكل طاعته يجب ان يكون بالغ عاقل واعي لدوره الانساني والمجتمعي. علاقة الطاعة، تقوم على عقد قانوني بين المواطن والسلطة، يحميها ويكفلها الدستور، تقوم على مبدا احترام والتزام كلا الطرفين بها عن قناعة، وليس عن خوف.

اذن الطاعة، لها شروط ، وقواعد، تستند على اسس قانونية تقوم على الاحترام والالتزام بين المطاع والمطيع من أعلى الهرم الى قاعدته في جميع مؤسسات الدولة ومفاصلها، الحكومية والخاصة. فيها يحافظ كل طرف على حقوقه وواجباته دون انتقاص . تطبيق مفهوم الطاعة، يختلف من دولة الى اخرى، في المجتمعات المنفتحة الحرة الديمقراطية العلمانية تسعى الى تطبيقه بحذافيره وبالكامل،. أما في الدول المنغلقة الدكتاتورية الطاعة تفرض، من خلال زرع الخوف في قلوب رعاياها بالتهديد والترهيب والوعيد ، لتبني مجتمعا طائعا خانعا لها، معتمدة على دعوات، وممارسات احزاب ونخب سياسية، ودينية، في تحليلها لمعنى مفهوم الطاعة، فتعمل جاهدة على الغاء رمزية " الطاعة" الى "الولاء" ومفهومها السليم " الولاء للوطن" واستبداله ب " الولاء للحزب". فيتحول مفهوم "الطاعة والولاء للوطن" الى مفهوم "الطاعة والولاء للحزب" ، بانحراف النوايا، يتعثر كل مجهود في التقدم والتغير، وتهمش فئات، وتصبح الدولة هشة رهينة في ايدي من استلموا الحكم، فيكون أول ضحاياها الدستور، يعاد صياغته حسب مقاسها، وتحيد عناصر المجتمع المتطلعة الى الحريات، وتقوض المعارضة، واستباحة اعتقال والتخلص من كل من لا يؤيداها .

الطاعةا ليست اقامة وصي على ارادتي، ولا الاستسلام لوصي على ذاتي ومكانتي، لكنها إنابة مني لشخص يكفل أن يدافع بدل عني لأخذ حقوقي كاملة غير منقوصة. كما انها ليست الخضوع لمن يمثلني، بل لمن يحقق لي وللأخرين المنفعة العامة. بذلك تتحقق العدالة وتحافظ كل الاطراف على حقوقها ووجودها داخل المجتمع بحرية وكرامة تحت مظلة سيادة القانون دون خوف أو وجل.

خلط الامور بين طاعة القوانين الوضعية والالهية يعطينا ضوء احمر يستحق المعالجة، لأن بذورها تحمل كلا الضدين الطاعة بقناعة والطاعة بخوف، مما يجيز لها التصرف بقوة ارهابية أو بقوة ناعمة. طاعة لله، لا تعني الطاعة لمن نصب نفسه وصيا على تعاليم الله. تعاليم الله لا شائنة فيها، القائم على نشر كلام الله ورسالته بشر مثلنا، والبشر غير كاملين - الكمال لله تمجد اسمه - ، الغير كامل عمله ينحصر في علمه، ثقافته، اولوياته، احتياجاته، تطلعاته، وفهمه لطبيعة تراث وعقلية مجتمعه وتركيبته. نستنتج ان طاعة الله ليست طاعة عمياء، بل طاعة تقوم على ادراك ومعرفة الاسباب، وفهم الخلق الالهي لتنوع الجنس البشري واختلافه، بذلك نطرد خوفنا من الله، ونذوب في محبة الذات الالهية، من كان بالمحبة يكون في قلب الله، والله في قلبه.

الطاعة النابعة عن قناعة تشترط على المجتمع توضيح معنى التعايش والمصير، تطبيق الحريات كافة – فكرية، تعبير، كلمة، اختيار ... الخ - ، التفريق بين الاهداف العامة والخاصة، الخضوع لقضاء عادل، المساواة دون تميز، المحافظة على الخصوصية الفردية، احترام الكفاءات. وترى في غياب احد هذه العناصر تعدى وانتقاص من قيمتها ومؤشرا لاستبدالها بطاعة خوف.

تكلل الطاعة بالنجاح يكمن في مقدار قناعتنا وتوافقها مع فكرنا الحر بعيداَ عن الخوف. أسأت استخدام كافة الاطراف لأي جانب من مناحي الحياة، أو خروج من العقد المبرم بين الواجب طاعتهم والمطيع، يفقد قيمة العلاقة بين الاطراف كافة ويلغيها، مسببا صدع في العلاقات، والانجراف نحو المحظورات، وهبوط السلم الاهلي، والمواجهة عندها تصبح حتمية، والثمن هو الانسان. أي انحراف عن القانون انجراف نحو المجهول.

فهل الطاعة، خضوع بإرادة وعن قناعة؟ أم هي، خضوع قهري نابع عن خوف؟ هل الخروج على المطاع – المسؤول - الذي لم يتقيد بالقوانين وتعديه على المواطنين مسموحة ومضمونة؟ هل تجريد المطيع – المواطن - من حقوقه يسكت عليها؟ هل طاعة الاقلية للأكثرية عدالة؟ لنتذكر أن الطاعة بالقوة ، طاعة منقوصة، لأنها تقوم على فرض بالإكراه. وتلك التي لا تحتمل شروطها النقد والنقض مشوهة. والمفروضة جبرا من الاكثرية على الاقلية غير سليمة الهدف. طاعة الخوف تبني مجتمعات عديمة الثقة بمن يحكمها، مسلوبة الفكر والارادة، وتكون قناعة افرادها بحجم منفعتهم، ومكاسبهم التي يحققونها. وطاعة القناعة تبني مجتمعات تثق وتلتف حول قياداتها.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أٌمية ثقافية
- الانسانية محبة
- الثورة سيدة الديمقراطية والحريات
- الكرامة حياة
- الانسانية طريق حياة
- مواطن أم فرد في وطن
- مستقبلنا وليد وعينا
- عروبتنا تغرق بالأحلام
- العلمانية حرية تقدم ومستقبل
- الثالوث الانتهازي
- الشرق يشهد انحسار المسيحية
- في الشرق الكلام يفوق الافعال
- الله يتجلى في انسانيتكم
- ثورة اخلاقية
- غربة وضياع
- هذا ما تعلمنا
- المعرفة حتمية ضرورية للاستمرار الحضاري
- بتحرر المرأة يتحرر العقل
- لا لوأد حرية الرأي والتعبير
- حقائق من الواقع العربي


المزيد.....




- أغاني البيبي تفرح وتسعد طفلك..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن مستقبل -الإخوان- في الكويت والأردن: ...
- 3 أحفاد يهود.. هل تؤثر روابط بايدن العائلية على دعمه لإسرائي ...
- الشرطة الفرنسية تقتل جزائريا أضرم النار في كنيس يهودي
- أبو عبيدة: التحية لأخوتنا في المقاومة الإسلامية في العراق
- دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا
- جدل وسخط بين الأوساط الدينية في مصر ضد انطلاق -مركز تكوين ال ...
- قلوب ولادك فرحانة.. تحديث جديد لـ تردد قنوات الأطفال نايل سا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقعي ‏بياض بليدا و‏البغد ...
- -جزائري الأصل-.. وزير الداخلية الفرنسية يكشف معلومات حول الم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - طاعة خوف أم طاعة قناعة ؟