أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - تلاعب مفوضية القضاة بارقام الانتخابات














المزيد.....

تلاعب مفوضية القضاة بارقام الانتخابات


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7094 - 2021 / 12 / 2 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلنت مفوضية الانتخابات في مؤتمر صحفي قبل ايام النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا. من بين ما ذكره رئيس مجلس المفوضين جليل عدنان خلف هو ان عدد الناخبين الكلي قد بلغ أكثر من 22 مليوناً ، والمصوتين اكثر من تسعة ملايين ناخب. وإن نسبتهم بلغت 44 بالمئة من عدد الناخبين الكلي.

إن هذه الارقام المعلنة هي مما يثير الاستغراب الشديد. إذ ان مفوضية الانتخابات التي يديرها قضاة يفترض بهم الصدق والامانة قد قامت بالالتفاف حول الحقائق والارقام في اعلانها لهذه النتائج النهائية. فهم يقومون بتضليل الرأي العام لدى اعتبارهم اعداد المستلمين للبطاقات الانتخابية كعدد الناخبين الكلي ، وليس اعداد الناخبين المسجلين. فليس كل من يحق له المشاركة قد ذهب لاستلام بطاقته كما تعرف المفوضية.

بهذا ستكون الاعداد الكلية الحقيقية للناخبين اي المسجلين اكبر من العدد الذي ادعته في مؤتمرها الصحفي. وتكون نسبة المشاركة على هذا اقل بكثير مما اعلنته. إن الارقام الحقيقية للناخبين ونسب المشاركين في هذه الانتخابات الاخيرة بعد التأكد منها هي كما يلي :

اعداد الناخبين المسجلين او من يحق لهم التصويت كما يسمون احيانا هم اكثر من 25 مليونا. واعداد الذين شاركوا في الانتخابات هو 9 ملايين تقريبا. إذن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات 36 بالمئة. وهي بعيدة جدا كما يرى من النسبة التي اعلنها اولئك القضاة والتي اعتمدوا فيها اعداد المستلمين لبطاقات الانتخاب وكانوا 21 مليون تقريبا.

وإن اضفنا اعداد التصويت الخاص حيث ان عدد المصوتين هو 822 الفا من مجموع 1.2 مليون ناخب ، ستزيد نسبة المشاركين الكلية قليلا لتصبح 38 بالمئة ! اي ايضا بعيدة جدا عن نسبة ال 44 بالمئة التي ادعتها مفوضية القضاة. ونعتبر الفرق بين المستلم لبطاقته من هؤلاء من عدمه كما في التصويت العام ضئيل للغاية. وهذه النسبة تطابق ما اعلنه تحالف منظمات الرقابة على الانتخابات لدى اغلاق صناديق الاقتراع والتي نشرت بعد الانتخابات.

يحار المرء في محاولة تفسير هذا التصرف من لدن قضاة المفوضية. إذ لا يمكن وصفه إلا بالتضليل كما اسلفنا. فبانحنائهم للضغوط قد تلاعبوا بالارقام المستخدمة في حساب نسب المشاركة. ولابد ان الاحاطة الاممية المساندة لدى مجلس الامن التي اجرتها ممثلة الامم المتحدة في بغداد قد شجعت هذه المفوضية على التصرف بهذه الطريقة. فهل كان الهدف من العملية هو تضليل الرأي العام بادعاء نجاح الانتخابات في اقناع الناخبين بالمشاركة على الرغم من المقاطعة المعلنة لغالبية افراد الشعب ؟ ام هو الاثبات للرأي العام العالمي الذي يتابع ما يحدث في البلد بان احتمال تكرار حالة 2018 قد انتهى الى غير رجعة ، وان منسوب الثقة المحلية في النظام السياسي العراقي آخذ بالصعود مرة اخرى بعد كبوة ذلك العام والمطالبات باسقاطه ! ونتائج تلك الانتخابات لم تكن إلا تلاعبا هي ايضا بالارقام في ظل غياب تلك الحقيقية كما هو معروف. ام لعل الهدف هو سياسي داخلي بحت يعيدنا للاحتمال الاول يتمثل بمنح شرعية للانتخابات نفسها مع نسبة مشاركة غير واطئة تماما. وذلك لاسقاط حجة من كان يمكن لان يدعي لاحقا باهتزاز شرعيتها استنادا على نسب مشاركة واطئة جدا ؟ وكل هذه هي امور اساسية في هذه الانتخابات لكون كل ما دار بشأنها هو عن مدى شرعيتها ارتباطا بنسب المشاركة فيها. مهما يكن من امر فهي كلها تلاعب بالارقام والنسب الناتجة مما يعتبر تعاملا من المفوضية مع السياسيين ونزولا عند مشيئتهم وضغوطهم. وهو بهذا يكون خرقا للمادة (98) من الدستور التي تمنع ممارسة القضاة للسياسة. إن كل الارقام التي اوردناها في هذه المقالة والمتعلقة بهذه الانتخابات موجودة في الاعلام ويستطيع ايا كان تدقيقها.

ويتذكر الجميع امر نسب المشاركة هذه التي كانت هذه المفوضية تتكتم عليها في يوم الانتخابات الشهر الماضي. وهي ما كنا قد نشرنا مقالة حولها اسندناها بروابط تبين تلاعب هذه المفوضية بالارقام والنسب الناتجة لحظة نشر النتائج الجزئية. وكنا قد اثرنا فيها احتمال تعرض المفوضية للضغوط. وهذا التلاعب قد اثار الرأي العام وقتها ووصل الامر للسياسيين.

اليس من العيب على هذه المفوضية التعامل مع الانتخابات التي اتمنوا على ادارتها بهذه الطريقة ؟

ومع كشفنا لهذه الالاعيب الانتخابية فإن اقل ما ننتظره الآن من مفوضية القضاة هو تصحيح ارقامها هذه..



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع الصدر للاصلاح عنوان مخادع
- وجوه كالحة تغطي نصب 14 تموز
- قادة النصر على داعش...
- حكومة تصريف الاعمال مرة اخرى
- من جرائم القواعد والتعبير في اللغة العربية
- من المسؤول عن نسب التلقيح الواطئة ؟
- من اكاذيب واضاليل الاعلام..
- مع النتائج النهائية للانتخابات... دعاوى الحق العام
- ما حاجتنا للبايومتري واجهزة العد الالكتروني ؟
- التجهيل المتعمد في تضارب نسب المشاركة في الانتخابات
- من نذالات الانظمة العراقية السابقة التي يجري استعادتها
- العوبة اعادة الاعمار
- هيبة الدولة
- اسئلة كثيرة حول اعترافات المتهم جمال الكربولي المسربة الى ال ...
- الاعتقالات دون اوامر قضائية هي جرائم اختطاف وتغييب يا رئيس ا ...
- قانون وزارة الكهرباء هو قانون خصخصتها
- هل يضفي الفوز بعضوية مجلس النواب اية شرعية ؟
- الكاظمي يخدم الامريكيين ضد العراق بمعية اتفاقيات وهمية
- تذكير بتآمر وتجاوزات وسرقات الرئيس برهم صالح
- اسباب تكرار استهداف قاعدة بلد الجوية


المزيد.....




- ترامب يهاجم تاكر كارلسون ويصفه بـ-المجنون- بسبب تصريحاته حول ...
- السفارة الصينية في تل أبيب تنشر تحذيرا يدعو مواطني الصين لمغ ...
- انفجارات تهز تل أبيب ومحيطها
- ستارمر: قادة مجموعة السبع يتفقون على معارضة البرنامج النووي ...
- محاولات في الكونغرس الأمريكي لتقييد ترامب في استخدام القوة ا ...
- قبل أيام من الضربة الإسرائيلية.. ترامب تلقى إحاطة حاسمة وأعط ...
- وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاغون بنشر قدرات إضافية في الش ...
- الجيش الإسرائيلي مخاطبا الإسرائيليين: دفاعتنا في مواجهة الصو ...
- ?? مباشر: ترامب يدعو الجميع إلى -إخلاء طهران فورا- وإيران تت ...
- عاجل | ماكرون: الرغبة في تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - تلاعب مفوضية القضاة بارقام الانتخابات