أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في رحيل عاشق فلسطين سماح إدريس














المزيد.....

في رحيل عاشق فلسطين سماح إدريس


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7093 - 2021 / 12 / 1 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


غادر عالمنا في الخامس والعشرين من شهر تشرين ثاني الماضي، الأديب والناشر والمترجم والمثقف اللبناني الاستثنائي المشتبك، عاشق فلسطين ونصيرها، سماح إدريس، نجل مؤسس دار ومجلة الآداب الأديب القومي العروبي التنويري سهيل إدريس، والكاتبة والمترجمة اللبنانية عايدة مطرجي، والعضو المؤسس في حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان منذ العام 2002، والناشط في مجال دعم القضية الفلسطينية، الذي وافته المنية بعد معاناة وصراع شرس مع السرطان في أيامه الأخيرة، الذي قاومه ببسالة، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا وأدبيًا ومعرفيًا، وسيرة نضالية طيبة زاخرة بالمواقف الجذرية الوطنية والقومية والثورية والكفاحية المشرفة.
لقد جسد سماح إدريس بفكره وتفكيره ومعتقداته وممارساته ونشاطه الفكري والثقافي المعرفي، كلّ النقاء الفكري والثقافي المشحون بحبه لفلسطين وقضيته الوطنية التحررية، وقضايا الأمة العربية المصيرية، مجبولًا بالتوجه الاشتراكي، والقومي العربي، وحدد لنفسه هدفًا من معمار النضال الضخم الهائل، حتى لا تتحول جهوده لنزيف مشتت، ودأب على نشر الفكر العلماني، وتجديد المقاربة القومية العربية.
وأشتهر سماح بمواقفه وتأييده للقضية الفلسطينية، ونذر نفسه للدفاع عنها بكل ما يملك من إحساس وقوة وفكر، مهاجمًا ومقاومًا المطبعين ودعاة التطبيع، وكانت وصيته الأخيرة: " إذا تخلينا عن فلسطين تخلينا عن أنفسنا".
ترأس سماح إدريس تحرير مجلة "الآداب" التي لعبت دورًا رياديًا وطليعيًا وثقافيًا في نشر الثقافة العربية التقدمية العلمانية والإنسانية، ثم أصبح رئيسًا لتحريرها بعد أن تحولت لمجلة الكترونية، وتمسك برسالة الثقافة والكتابة والنشر، رغم كل الأزمات المختلفة في لبنان والوطن العربي، وكان قد كتب في افتتاحية العدد الأخير من مجلة "الآداب" الورقية تحت عنوان "ترف الإنتاج الثقافي المستقل"، قائلًا: "فنحن لا نملك مهنية غير الكتابة والنشر المستقلين، وسنواصل هذه المهنة مهما صعبت الظروف، ومهما تعثرنا أو تأخرنا أو كبوْنا، وسنكون إلى جانب كل من يعمل بكدّ وتفانٍ وحبّ، على الخلاص من سارقي أحلام شعبنا في الحياة الحّرة الكريمة".
ولسماح إدريس العديد من المقالات والمؤلفات والدراسات والأبحاث والمنجزات الفكرية والنقدية، أهمها: "المثقف العربي والسلطة: بحث في التجربة الناصرية، صناعة الهولوكست: تأملات في استغلال المعاناة اليهودية، الماركسية والدين والاستشراق (ترجمة)، إسرائيل، فلسطين، لبنان: رحلة أمريكي يهودي بحثًا عن الحقيقة والعدالة، رئيف خوري وتراث العرب".
أما في مجال السرد، فله: "فلافل النازحين، خلف الأبواب المقفلة، قصة الكوسى، الشباك، عالم يسع الجميع، الكل مشغول، الموزة، أم جديدة، البنت الشقراء، طابتي الذكية، وقصتي" وغيرها.
سماح إدريس لم يتوانَ يومًا عن البحث عن هوية المعرفة الفكرية، فكان حفّارًا فكريًا من الطراز المبدع، ورأى أن الصواب الفكري هو من الإصابة بمنهج وفكر، والتمسك برؤية عقلانية في قراءة الواقع. وبفضل مساهماته ومجايليه من المثقفين التنويريين الجدد، الذين حملوا راية الثقافة التنويرية المضيئة، تبلور السبب العميق، الذي كان وما زال واقفًا وراء هذا الشرخ في الوعي التاريخي الوطني، في لبنان، أو داخل الوعي العربي المشوه.
وعلى كل حال، يبقى إرث سماح إدريس الفكري والمعرفي والثقافي، أعماله الأدبية والنقدية والفكرية، شاهدًا كبيرًا على دوره وإسهامه ومساهماته في رفد وإثراء حياتنا الثقافية والفكر العربي، وتحديث ثقافة العرب السياسية والنقدية.
هذا هو سماح إدريس، اللبناني الجذور والمولد، الفلسطيني هوية والتزامًا وانتماء، المناهض للتطبيع وثقافة الاستجداء والاستسلام والانبطاح والهرولة، الملتزم بقضايا الإنسان وفكر المقاومة، الذي ارتحل عن الدنيا، مثخنًا بالجراح، بعد رحلة حياة شاقة وطويلة مع الحرف والموقف والالتزام، وإن رحل جسدًا فسيبقى بروحه وأفكاره وإرثه وميراثه ومواقفه الشامخة شموخ الأرز اللبناني، الثابتة كثبات جبل صنين.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة استفزازية!
- يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني
- رثاء
- دفاعًا عن القدس!
- جريمة قتل النساء.. إلى متى؟!
- اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة
- -العناصر التّراثية في قصص محمّد نفّاع- دراسة جديدة للكاتب نص ...
- من يوقف نزيف الدم في مجتمعنا؟!
- مع كتاب -قضايا مختارة في الاستشارة التربوية، والصحة النفسية- ...
- قرار بريطانيا بشأن حركة -حماس-!
- إصدار عدد تشرين الثاني من مجلة -الإصلاح- الثقافية الشهرية
- أكاديميات وباحثات مساهمات في إثراء المشهد الثقافي النقدي وال ...
- الجدل حول إقامة مستشفى في سخنين
- ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني
- قضية الأسرى!
- حول كتاب -ذكريات في تقاطع الألوان- لناهد الزعبي
- على ضوء اللقاء بين العاهل الأردني والعراب منصور عباس
- ياسر عرفات الرقم الصعب
- -أشواق تشرين- جديد الشاعرة د. روز اليوسف شعبان
- من يقف وراء محاولة اغتيال الكاظمي؟!


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - في رحيل عاشق فلسطين سماح إدريس