المغرب : الديكتاتورية العلوية وانفجار البركان الشعبي الغاضب.

علي لهروشي
كاتب
(Ali Lahrouchi)

الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لأن الملكية بالمغرب لا شرعية تاريخية ، ولا دينية و لا شعبية لها فهي قد تنهار بين كل وقت وحين ، ولذلك تنهج سياسة استنزاف الثروات المغربية لتراكم ثروتها خارج المغرب لضمان البقاء لافراد العائلة الملكية لحظة فرارهم من البركان الشعبي الذي قد ينفجر في كل لحظة ، كما أن الملكية لا تريد للانسان المغربي أن يحمل صفة المواطن و ما يستلزمه ذلك من حق المواطنة من حقوق وواجبات ، فهي لا تريد من المغاربة سوى الأعيان و الرعايا و العبيد ، وتعمل كل ما بوسعها من أجل تشتيت شمل ووحدة المغاربة بكل الوسائل و السبل، فقد لا يمر يوم واحد و لا أسبوع دون أن يشاهد المرء أو يسمع ، أو يطلع من داخل المغرب أو من خارجه على الأحداث المأساوية التي يكون فيها الإنسان المغربي الضحية الأولى ، فقد استفحل القمع البوليسي ضد المتظاهرين السلميين بكل الأزقة و الشوارع بمختلف المدن و القرى ، وسادت العصى و الزروطة و أصبحت هي اللغة الوحيدة التي يتقنها جهاز الأمن المتوحش في حق مختلف فئات و مكونات الشعب ذكورا و إناثا ، إذ لم ينجو لا طالب و لا عامل و لا معطل ولا رجل تعليم و لا طبيب ولا عسكري متقاعد و لا فلاح من الأهانة و التنكيل.
تعددت الجرائم و تنوعت أساليب إرتكابها في حق الشعب المغربي ، فمن الفساد الممنهج و المنطم داخل كل من الجهاز التشريعي،حيث تزوير الانتخابات لصالح الأعيان ، و الخدام الأوفياء للديكتاتورية العلوية ، ثم الجهاز التنفيذي حيث القيام بتنفيذ أوامر الطاغية و لعب دور الحصن الحصين له ، وحمايته من الزوال عبر الغضب و الثورة الشعبية ، ثم الجهاز الإداري ، حيث الرشوة ، و الزبونية ، والمحسوبية ، و الجهاز المالي ، حيث النهب ، و السرقة ، و اختلاس الأموال العامة ، ناهيك عن الجهاز القضائي و تسخيره ، حيث التزوير و إصدار الأحكام الجائرة و الجاهزة ، وتلفيق التهم ، وتزوير المحاضر ، إلى الفساد الأخلاقي حيث إنتشار الدعارة ، و السياحة الجنسية ، حيث اضطرت الإناث و الشواذ لبيع أجسادهن بمختلف مناطق العالم للتخلص من الفقر و العوز ، و الحرمان.
وفي حالة بروز صوت من أصوات المعارضين أو المنددين بهذه الجرائم ، أو ظهور قلم من الأقلام الصحافية الحرة للقيام بفضح هذا الفساد المنظم و الممنهج ، الذي يراد من خلاله إذلال الشعب المغربي، و التحكم في مصيره ، و تحركاته ، و توجيهه كالخرفان من قبل الملك الطاغية الراعي للراعية ، فإن مصير الصحافي أو الكاتب صاحب القلم الحر هو السجن و الاعتقال ، بعد المحاكمات الماراطونية الصورية على أساس ملف قضائي مفبرك من قبل المخابرات العميلة ، التي تتلقى أوامرها من عليات القوم .
اإنها جرائم متعددة لكن المجرم واحد ، ألا وهو الملك المفترس وكل المحيطين به من الجبناء المحسوبين من عليات القوم ، الذين يختفون بين أسوار قصر الملك الطاغية من مستشارين ، وأمراء ، و أميرات ، هؤلاء لا يتم تدوين أي شيء رسمي في حقهم ، لأن أوامرهم تأتي لسفلة القوم عبر الهواتف أو على ألسنة الوسطاء المسخرين من حاملي الأخبار و الأوامر من أسيادهم " عليات القوم " الموجهة لسفلة القوم ، حتى لا يتم تدوين أي شيء قد يدينهم في يوم من الأيام حين تنتصر فيه الثورة الشعبية حيث سيكون الحساب عسيرا.
لقد ضاق الشعب المغربي ذرعا بحكم العصابة العلوية ولم يعد قادرا على تحمل المزيد من الضغط و الإهانة ، و القمع ، و التجويع ، و الإهمال ، و الإحتقار ، وسوء المعاملة ، فهو على وشك الانفجار كبركان محرق ، لا أحد يستطيع التحكم لا في نهايته و لا في بدايته . و الديكتاتورية الحاكمة و المتحكمة في الشأن المغربي تعلم علم اليقين أن يوم الإنفجار الشعبي على الأبواب ، وبالتالي فهي تحبك مؤامرات ، و تضع خططا و تتخذ إجراءات و قرارات ليس لمنع قيام الإنفجار الشعبي لأنها عاجزة عن منع قيامه ، وإنما تعمل من خلال مؤامراتها تلك على محاولة تأجيل الإنفجار الشعبي و تأخيره عبر فتح صراعات و جبهات خارجية مع الدول و المجتمعات المجاورة للمغرب كالجزائر ، و اسبانيا من أجل إلهاء الشعب المغربي و تفكيك رؤيته ، و تقسيمه إلى فئات صغيرة مصغرة منها من يتم خدعها بمصطلحات شوفينية كالوطنية و الدفاع عن الوطن أولا ضد ما تسميه المخابرات بالعدو الخارجي ، لاثارة عاطفة الفيئات الساذجة ، و بين فئات تضع شأن الشعب المغربي من بين الأولويات بعيدا عن الإهتمام بما تقوم به الديكتاتورية العلوية في صراعها الخارجي مع دول الجوار ، وهنا تبرز فئات تائهة بين هذا وذاك ، وبالتالي يتم تقزيم وحدة الشعب و تنويمه و تأخير يقظته و اشتعال بركانه إلى أجل غير مسمى ، ولكن هذا لا يعني أن البركان الشعبي قد لاينفجر في وجه الديكتاتورية العلوية أبدا.
هولندا

#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل