أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - طائفية متجددة وصحوة عراقية مرتقبة














المزيد.....

طائفية متجددة وصحوة عراقية مرتقبة


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7088 - 2021 / 11 / 26 - 03:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الحدث التاريخي غير منقطع عما قبله وما بعده بل يتسم بالاتصال والتواصل والاستمرارية فهو اشبه بعلاقات النتائج بالأسباب ؛ فما نعيشه الان من تشرذم وتخندق طائفي وعرقي يعتبر محصلة طبيعية لمقدمات تاريخية معروفة .
ومن الواضح ان اختلاف التركيبة العرقية بل والثقافية كبير جدا بين بعض مناطق بغداد وشمالها صعودا للشمال العراقي مع بعض المناطق السنية الغربية كالأنبار ؛ ناهيك عن الجنوب و الوسط العراقي , اذ كانت للسياسات الاستعمارية التي ادخلتها الادارة البريطانية ومن قبلها العثمانية للسيطرة التامة على مقدرات بلاد الرافدين ؛ اثارا سلبية على الوحدة الوطنية الحقيقية والانصهار في بوتقة المواطنة العراقية , اذ عمل المحتل العثماني والمستعمر الإنكليزي الخبيث على تمكين الغرباء والمرتزقة والمماليك والطارئين والوافدين قريبا الى العراق من الحكم والسلطة والنفوذ , بذريعة انهم من السنة او لانهم من الموالين للخلافة الاسلامية العثمانية وقتذاك ومن بعدها الاحتلال الانكليزي , واستعباد السكان العراقيين الأصليين واقصاءهم ؛علما ان سنة العراق لا يشكلون اغلبية على مر التاريخ العراقي – بواقعها العقدي الحالي - , وهم خليط غير متجانس عرقيا وثقافيا ولا يجمعهم شيء سوى طاعة الحكام و العدو المشترك الوهمي الذي رسخه المحتل المنكوس والمستعمر الخبيث في العقول العفنة الطائفية لهؤلاء الدخلاء والغرباء ( اللملوم ) , وقد انعكس هذا الفكر السياسي المنكوس على الواقع العراقي فيما بعد , اذ تم عزل الجنوب والوسط عن باقي العراق بل وصل الامر فيما بعد الى عزل المناطق التي يتواجد فيها الكرد – في العهد الصدامي - ؛ اذ لم تحظى هذه المناطق المعزولة بالعزل الطائفي والقومي والعرقي والثقافي باي اهتمام ذي بال من لدن الحكومات الطائفية المتعاقبة على حكم العراق منذ عام 1920 ولحين سقوط الصنم الطائفي عام 2003 , نعم هنالك اختلافات واستثناءات طفيفة بين حكومة واخرى ؛ الا انها كلها حكومات منكوسة عميلة بلا استثناء .
وهكذا اصبح الوضع العراقي القائم الموروث وضعا يصعب اصلاحه وتقوميه , فقد تعمقت المشاعر الطائفية والعنصرية , والشكول العدائية بين العراقيين ولاسيما بين الاصلاء والدخلاء , وكان يزيدها اشتعالا وضراوة الفرق البين في المستوى المعاشي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين الطرفين , اذ استأثرت بالثروات الوطنية والمناصب الحكومية العليا طائفة معينة وشريحة محددة احتكرت المقدرات الاقتصادية والاعلامية والثقافية والسياسية والادارية للبلاد ؛ وتركزت في بضع محافظات ومناطق يغلب عليها التسنن الذي طالما عملت السلطات الحكومية منذ القدم على توسيع نطاقه في العراق بالإغراء تارة والاكراه تارة اخرى الا انها لم تفلح في جعله مذهب الدولة الغالب .
ورغم أهمية العوامل الموضوعية في التعددية العراقية بل وضرورتها الحضارية ؛ الا ان الخلل في البنى الاقتصادية والسياسية والقانونية واهمال العدالة الاجتماعية وسرقات الفئة الهجينة المتكررة والمستمرة لثروات الجنوب والوسط وباقي مناطق العراق بشتى الحجج والذرائع ؛ أدى الى ما نحن عليه من صراعات مستمرة وازمات متكررة و ويلات متجددة وانتكاسات متعددة وفقر وحرمان ...الخ ؛ فالحركات السياسية والاجتماعية والثقافية المعارضة تنشأ في المناطق المهشمة والمحرومة والمبعدة عن سدة ادارة الدولة .
ومن هنا كان لزاما على احرار العراق وابناء الامة العراقية الغيارى القيام بدورهم الرسالي التاريخي المرتقب من اجل تخليص العراق والاجيال العراقية القادمة من هذه العفن الفكري والعنصري والقذارة الطائفية التي يجملها هؤلاء المنكوسون باعين الحمقى والاغبياء والسذج من ابناء الامة العراقية- لكي يرجعوا عقارب الساعة الى الوراء و يبقى الحال على ما هو عليه سابقا - .
فلابد لأحرار الامة العراقية من تصحيح الاوضاع القائمة بما يحقق العدل والسلام والازدهار والتنمية ويجمع شتات الامة العراقية تحت راية العراق العظيم , وقطع ايدي الاستعمار وقوى الاستكبار والخونة والعملاء والمنكوسين , وطرد ابالسة ومجرمي الفئة الهجينة , واسترجاع كافة حقوق الشعب المسلوبة والمهدورة وباثر رجعي منذ تأسيس الحكومة العراقية المنكوسة عام 1920 والى يومنا الحاضر .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثانية / الصندوق المعدني الصغير
- كتاب شمر بن ذي الجوشن الضبابي الكلابي العامري الهوازني النجد ...
- العراق والتغييرات الديموغرافية في القرن الهجري الاول
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- ظاهرة جريمة الاغتصاب في العراق
- المدفع النمساوي والهلع الصدامي
- رحلتي في غياهب الإيجارات
- ظاهرة انتشار الجرذان في العراق
- اذكروا مثالب الفطيس مولاكم
- ظاهرة الفضول والتدخل في شؤون الآخرين في مجتمعنا
- (غمان وثولان ) الاغلبية العراقية / الحلقة الاولى / تأبين الم ...
- أنا عاهرٌ وليست هي عاهرة
- الجار الكلب والكلب الجار
- حلمٌ ... وقرار
- مشكلة العزوف عن قراءة الكتاب في مجتمعنا
- جريمة ضرب وتعنيف الأطفال في مجتمعنا
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الاولى / سمل العيون
- لحظة موت
- صرخة في سكون ظلام الزمن الاغبر
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء العراق الجنوبيين الاصلاء / ...


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - طائفية متجددة وصحوة عراقية مرتقبة