أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثانية / الصندوق المعدني الصغير














المزيد.....

جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثانية / الصندوق المعدني الصغير


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7087 - 2021 / 11 / 25 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للتعذيب اثارا مدمرة على الصعيدين الجسدي والنفسي , وقد ترافق تلك الاثار الضحية طوال حياته بل واحيانا حتى وفاته , وعمل النظام الصدامي على تطوير قطاع التعذيب ورفده بكل ما هو جديد , بل ان صدام نفسه الذي كان على رأس الهرم الحكومي مهووسا بالتعذيب ويعشق العمل في دهاليز التحقيق المظلمة وغرف التعذيب المرعبة , ولعل قصر النهاية وعلاقته الحميمة بالمجرم الجلاد ناظم كزار من اوضح الشواهد على ذلك .
عمل صدام جاهدا على تحويل العراق الى مصنع للموت والالم , وقد كانت هذه امنيته منذ زمن , اذ قال في احدى الاجتماعات الحزبية البعثية : (( اذا استلمت السلطة في العراق سأحوله الى جمهورية ستالينية )) ؛ وقد تم له ما اراد , اذ لم ينقطع الانين لحظة واحدة منذ استلامه السلطة والى حين رحيله ,ولم تتوقف قوافل الموت الزؤام نحو وادي السلام والمقابر الجماعية واحواض التيزاب قط .
التعذيب كان يعبر عنه من وجهة نظر النظام الصدامي ب : (( اساليب التحقيق )) ؛ اذ كانت كل هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان العراقي وكل هذا الكم الهائل من الالام والجروح والقروح والدماء ما هي الا اساليب تحقيق ضرورية لإدامة تطور الدولة وتقدمها وازدهارها .
لم يكن رجال الامن وحدهم من شاركوا بعمليات التعذيب بل ان بعض الاطباء ساهموا بالحضور في حفلات التعذيب ناهيك عن فضائع قطع الاذن واليد والوشم وما الى ذلك .
العراق كان يمارس فيه التعذيب بحجة حماية الحكم والحفاظ عليه ؛ الا ان الحقيقة خلاف ذلك , فالتعذيب كان روتين حكومة واسلوب يومي ضروري , فالتعذيب كان لأجل التعذيب والموت كان من اجل الموت ؛ وكل الاعذار والمسوغات القانونية التي يختلقها النظام ما هي الا شعارات كاذبة وادعاءات مبيته , فالداء يبدا منهم ويرجع اليهم , ولا مخرب في العراق سواهم .
المشكلة الحقيقية تكمن في ثقافة بعض العراقيين المنكوسين او الذين يدعون الانتساب للعراق من ابناء الفئة الهجينة , ولعلهم كثيرون ؛ فهؤلاء يعتقدون اعتقادا جازما بان الطريقة المثلى للتعامل مع العراقيين تكمن في ممارسة التعذيب والحرمان و التجويع ... معهم , دونما رحمة او شفقة او شعورا بان الضحايا العراقيين هم اخوانهم وشركائهم في الوطن .
حرص النظام الصدامي على تطوير وسائل التعذيب واستيراد احدث ادوات الالم والاذى والعذاب من الخارج ؛ لقمع العراقيين حيث كان النظام الصدامي يعذب العراقي حد الموت .
والمصيبة تكمن في عد التعذيب جزءا من القانون الجنائي وتبرير فعله من قبل القانونيين وتبييض وجه السلطات الاجرامية , اذ عد التعذيب نظام عمل , وقد ساد اعتقاد بان الطريقة الوحيدة للحصول على المعلومات من اخلال احداث الالم .
لو شاءت الاقدار ان يتحدث كل الضحايا والسجناء العراقيين عن الامهم وما لاقوه من مرارات وحسرات واهات وانتهاكات ؛ لنفذ ماء البحر لو كان مدادا لكلماتهم .
ان اساليب الاستجواب الاجرامية تؤدي الى زيادة توتر الضحية بدرجة عالية وهذا يؤثر سلبا على جسم الانسان فكلما زاد التوتر والاجهاد كلما زادت سرعة ضربات القلب لتصل الى مستوى مضرا بالجسم وبالمثل قد يؤدي هذا الى ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي احيانا للوفاة حسب التقارير الطبية المختصة .
ومن طرق النظام الوحشية في التعذيب : وضع السجين في صندوق معدني صغير كالحيوان , ومن ثم يتم اقفال الصندوق حيث يكون الشخص في حالة انحناء دائمة وعادة ما يكون الضحية عاريا ودرجة حرارة الصندوق تكون حارة جدا في الصيف وباردة في الشتاء , يشعر الضحية حينها ان الحيوان افضل حالا منه ؛ وعندما يخرج منه لا يستطيع المشي بطورة طبيعية .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب شمر بن ذي الجوشن الضبابي الكلابي العامري الهوازني النجد ...
- العراق والتغييرات الديموغرافية في القرن الهجري الاول
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- ظاهرة جريمة الاغتصاب في العراق
- المدفع النمساوي والهلع الصدامي
- رحلتي في غياهب الإيجارات
- ظاهرة انتشار الجرذان في العراق
- اذكروا مثالب الفطيس مولاكم
- ظاهرة الفضول والتدخل في شؤون الآخرين في مجتمعنا
- (غمان وثولان ) الاغلبية العراقية / الحلقة الاولى / تأبين الم ...
- أنا عاهرٌ وليست هي عاهرة
- الجار الكلب والكلب الجار
- حلمٌ ... وقرار
- مشكلة العزوف عن قراءة الكتاب في مجتمعنا
- جريمة ضرب وتعنيف الأطفال في مجتمعنا
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الاولى / سمل العيون
- لحظة موت
- صرخة في سكون ظلام الزمن الاغبر
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء العراق الجنوبيين الاصلاء / ...
- تدجين الامة العراقية


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثانية / الصندوق المعدني الصغير