أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سعد - المدفع النمساوي والهلع الصدامي














المزيد.....

المدفع النمساوي والهلع الصدامي


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 20:28
المحور: الادب والفن
    


في أواخر ربيع عام 2003 كنا نسكن بيتا في العاصمة بغداد و التي ظلت صامدة رغم انفها !!
كانت قطعات الجيش والحرس الجمهوري متمركزة فيها بعد ان تقهقرت أمام ضربات الجيش الأمريكي الغازي , العجلات العسكرية تجوب العاصمة , وأعضاء الحزب يمشون في النهار و يسيرون في الليل علهم يمسكون بخائن أو هارب من لظى المعارك الصدامية الفاشلة ..
امتلأت سماء بغداد بالدخان والغبار الذي نتج عن حرق برك ومستنقعات اصطناعية كبيرة من النفط الأسود ؛ لان القيادة الحكيمة اعتقدت ان هذا الدخان سوف يعرقل عمل الطائرات الحديثة ويُفشل طلعاتها العسكرية !! وكانت النتيجة كما هو الحال في اغلب الخطط الصدامية وفاة أعداد غفيرة من مرضى الربو والتهاب الرئتين .. وتلوث بيئي خطير .. فالعراقيون – في عهده الاسود - مجرد أعداد اذا طرح منها عدد حل محلهُ عددٌ أخر !!
كنا نرى قطعات الجيش الهاربة من المحافظات باتجاه العاصمة , والحرس الجمهوري الذي يحاول جاهدا المحافظة على مدينة صدام بغداد التي ورثها عن المنصور الذي لا تربطه به اي علاقة نسبية او سببية !!
والذي قض مضاجعنا وأرق جفوننا وأرعب أطفالنا ؛ ذلك الصوت المدوي الذي كنا نسمعها في أرجاء المدينة طوال الليل والنهار , انه صوت المدفع النمساوي الرهيب ؛ اذ امتلأت الأرجاء بزمجرته المخيفة كأنه صوت اسرافيل الذي ينبئ عن قيام الساعة !
السماء تلبدت بالدخان والغبار وبرق النيران الملتهبة والخاطفة ..
يا الهي لماذا لا يسكت هذا المدفع ؟ ليت شعري أين تسقط قذائفه الضالة الهوجاء التي كأنها حمم بركان منهمر ؟!
سارت الأيام ببطء شديد , وبلغت القلوب الحناجر والمدفع النمساوي يُزيد النفوس هلعا وجزعا .. كان باستطاعتنا رؤية وميض المدافع النمساوية خلال الليل , وكان يخيل للمرء في الظلمة ان القذيفة موجهة إليه لا للعدو الأمريكي ؛ نعم قد سقطت عدة قذائف من مدفعية جيشنا على بيوت مواطنينا ولكن بطريق الخطأ فحسن الظن بالمدفع النمساوي الصدامي واجب ؛ اذ ورد في الحكمة الصدامية السخيفة ما يلي : (( احمل قذائف المدفع النمساوي على سبعين محمل )) وعندها تحسب من شهداء الغضب او الخطأ كما هو معروف ..
وقد أبلا المدفع النمساوي بلاءا حسنا ؛اذ لم يمت بسببه في أخر الأمر غير خمسة ألاف عراقي فقط وسقطت العاصمة بغداد فضلا عن باقي المدن !!
وانتصر الامريكان في هذه المعركة الصدامية الوهمية او المسرحية السياسية البريطانية الامريكية وانتهت لعبة الفئة الهجينة لتبدأ فصول جديدة من لعبة مغايرة ...



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلتي في غياهب الإيجارات
- ظاهرة انتشار الجرذان في العراق
- اذكروا مثالب الفطيس مولاكم
- ظاهرة الفضول والتدخل في شؤون الآخرين في مجتمعنا
- (غمان وثولان ) الاغلبية العراقية / الحلقة الاولى / تأبين الم ...
- أنا عاهرٌ وليست هي عاهرة
- الجار الكلب والكلب الجار
- حلمٌ ... وقرار
- مشكلة العزوف عن قراءة الكتاب في مجتمعنا
- جريمة ضرب وتعنيف الأطفال في مجتمعنا
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الاولى / سمل العيون
- لحظة موت
- صرخة في سكون ظلام الزمن الاغبر
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء العراق الجنوبيين الاصلاء / ...
- تدجين الامة العراقية
- الطغمة الهجينة سيرة معروفة وادوار متغيرة
- صراع الاعتقادات والافكار الطوباوية مع الواقع الإنساني
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء ال ...
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سعد - المدفع النمساوي والهلع الصدامي