|
شيء من الذاكرة
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 14:13
المحور:
الادب والفن
وضاعت أملاك والدي / سيرة - 08 لا زلت أتذكر يوم رافقت والدي إلى مسقط رأسه بقرية - الكدية - بني مزكلدة ناحية وزان - كنت طفلا في الحادية أو الثانية عشرة من عمري . هناك رأيت عالما مختلفا إسمه البادية . نزلنا عند الأقارب الذين كانوا يتسابقون على استضافتنا . كما استضافنا أيضا أعيان القرية . في بيوتهم الكبيرة التي كانت تبدو عليها النعمة . أسراب من الدجاج تتجول في كل مكان وحضيرة المواشي والدواب . وكانت تقدم إلينا أطعمة بلدية لذيذة مثل العسل والبيض والسمن البلدي واللحم المشوي . كما قمنا بجولة تفقدية لأملاك والدي وهي عبارة عن أراضي فلاحية متفرقة وكان دليلنا رجل متقدم في السن هو الذي كان يسمي تلك القطع الأرضية الفلاحية الواحدة تلو الأخرى بأسماء كانت غريبة عني . وقد كانت تقارب الخمسين أو الستين بقعة . ومنها من كان يسميها الدليل بالفدان . وكلها تقريبا مغروسة بأشجار الزيتون التي تشتهر بها المنطقة برمتها . أعطى والدي توكيلا لإبن أخيه المسمى ( علي بن اعمر ) الذي خان الأمانة وصار يبيع القطعة تلو الأخرى في غيبة عن والدي بعد عودتنا إلى بيتنا بمدينة تطوان . كما أن والدي اشترى بيتا جديدا قرب المستشفى الإسباني بشارع الجدول سابقا وحاليا بشارع هارون الرشيد زنقة السعادة رقم 25 بتطوان وهو البيت الذي لا زلنا نسكنه حاليا . أما بيتنا بحي بالينيو فقد فوته لعائلة من المعارف بثمن رمزي . تناهى إلى علم والدي أن قريبه قام ببيع بعض القطع الأرضية . وكانت والدتي تطلب منه أن يوقف الخائن عند حده لكن والدي سمعته يقول لوالدتي أن القريب من دمه وهو لا يغيظه ما يفعله . فقد كان والدي متسامحا ومحبا لأقاربه ولم يهتم لذلك إطلاقا . فكرني والدي في الأديب الروسي - تولستوي - الذي وزع أملاكه على الفقراء والأهالي فغاظ ذلك زوجته التي كانت - دوقة - ومن نبلاء القوم وقام القيصر أيضا بنزع شرف الكونط من الأديب الكبير . وكان نباتيا لا يأكل اللحم . ومات في نهاية عمره فقيرا في محطة القطارات وأوصى بمنع زوجته من الدخول عليه وهو يحتضر . طبعا لا مقارنة مع وجود الفارق بين الأديب وبين والدي الأمي . ولكن كان بينهما في نظري قاسم مشترك وهو ضياع أملاكهما بطريقة اعتباطية ولم يكن الفرق إلا في التفاصيل . - يتبع -
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيء من الذاكرة - سيرة - 07
-
شيء من الذاكرة - سيرة - 06
-
الجندي الفنان - سيرة - 5
-
طفولة -
-
SOCORRO- بقلم ناس حدهوم أحمد
-
شيء من الذاكرة - سيرة - 1 -
-
شيء من الذاكرة - سيرة - 02 .
-
شيء من الذاكرة - سيرة - 03 .
-
الجحيم هم الآخرون
-
قداسة الشعر
-
إكتساح
-
إحتمال
-
أفق
-
الظل
-
الأنا والظل
-
رؤية
-
غابة الوجود العميقة
-
وحدة
-
عبق المجهول
-
العراف
المزيد.....
-
توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف
...
-
كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟
...
-
شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي
...
-
رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس
...
-
أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما
...
-
فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن
...
-
بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل
...
-
“حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال
...
-
جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
-
التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!
المزيد.....
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
المزيد.....
|