أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - شيء من الذاكرة - سيرة - 06














المزيد.....

شيء من الذاكرة - سيرة - 06


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7082 - 2021 / 11 / 20 - 12:36
المحور: الادب والفن
    


شيء من الذاكرة - سيرة – 06
-----------------------------
وفيات في أفراد العائلة/

أنجب والداي عشرة من الأولاد طوال مدة زواجهما . بعد النزوح الجماعي نحو المدن . وبحي العيون تعرف والدي على والدتي التي كانت يتيمة الأب . مات والدها الفقيه المقاوم للإستعمار الفرنسي بمنطقة بني مزكلدة بدوار-زلايح - كما حكت لي جدتي . حيث تم ذات يوم قصف منزل الفقيه المقاوم جدي رحمه الله من طرف المحتل الفرنسي . وكان آنئذ يتناول طعامه في باحة البيت الكبير ولم يكن له من أبناء إلا والدتي وهي رضيعة تنام في حجرة مجاورة للباحة المنزلية . سقط وجه والدها على المائدة وفارق الحياة على الفور . صرخت الجدة من هول المصيبة حتى أنها نسيت إبنتها الرضيعة وهامت على وجهها وكادت أن تصاب بالجنون . هذا ما سمعته من جدتي حينما قالت لي بأن والدتي عمرها طويل مثل القطط بسبع أرواح وهي تبتسم في حزن لا يمحوه الزمن .
ونحن لا زلنا في حي العيون إزداد أخي محمد أول الأبناء الذي لا أعرف سوى إسمه ولا أعلم سبب وفاته ولا كم كان عمره عند الوفاة . توفيت أختي عشوشة هي أيضا لا أعلم عنها شيئا سوى مرافقتي لوالدتي لزيارة قبرها وأنا في مرحلة مبكرة من طفولتي.
شاء القدر أن تقوم السلطات العسكرية الإسبانية ببناء مئات المنازل بحي سيدي طلحة فوق الباريو مالقا عند أسفل الجبل . وقامت بتوزيع هذه المنازل على الجنود وبعض بسطاء الناس . كل منزل كان يحتوي على حجرتين ومقعد بمثابة قاعة للجلوس . والمرافق . منازل مستقلة بسطحها وهوائها ومجهزة بالماء والكهرباء . ووالدي كان ضمن المستفيدين . فكان بيتنا في مجموعة 02 رقم الدار 52 بهذا الحي الجديد . أطلق عليه الإسبان حي غرسيا بالينيو . وهناك إزداد بقية إخوتي وتوفي منهم أخي مصطفى بمرض القلب وأختي خديجة بمرض السل وكلا المرضين حينئذ لم يكن لهما علاج . ولم يبق من إخوتي سوى ستة أفراد . منهم أربع إناث . فقد حصد الموت أربعة إلى أن توفي والدي رب الأسرة خلال منتصف العقد الستيني من القرن الماضي فكانت النكبة الأكبر التي أصابتني بالإكتئاب الشديد ولم أعد أريد من الحياة شيئا وقد فقدت أعز ما كان لي فيها على الإطلاق . وأنستني هذه النكبة كل شيء بما في ذلك أملاك والدي في مسقط رأسه وكذلك في مدينة تطوان مما جعل اللصوص من الأقارب يترامون على الأراضي الموجودة بالبادية واللصوص الغير الأقارب يسطون على الأراضي الواقعة بضواحي المدينة والتي أصبحت اليوم داخل المدار الحضري وتساوي عشرات الملايين . ورغم حصولي على وثائق الشراء في إسم والدي من سجلات التوثيق كلفتني مبالغ مهمة . ولكنني عاجز تماما عن استرجاع أملاك المرحوم لأسباب عديدة لا داعي لذكرها وهذا موضوع آخر ربما نأتي عليه فيما بعد . - يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجندي الفنان - سيرة - 5
- طفولة -
- SOCORRO- بقلم ناس حدهوم أحمد
- شيء من الذاكرة - سيرة - 1 -
- شيء من الذاكرة - سيرة - 02 .
- شيء من الذاكرة - سيرة - 03 .
- الجحيم هم الآخرون
- قداسة الشعر
- إكتساح
- إحتمال
- أفق
- الظل
- الأنا والظل
- رؤية
- غابة الوجود العميقة
- وحدة
- عبق المجهول
- العراف
- لا تخافي من الموت ياسيدتي
- جلبة الرموز _ ناس حدهوم أحمد


المزيد.....




- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - شيء من الذاكرة - سيرة - 06