أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - شعارات للصراعات المستديمة .. التحدي المهلك !















المزيد.....

شعارات للصراعات المستديمة .. التحدي المهلك !


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعارات للصراعات المستديمة .. 3
3— التحدي المهلك
و لسان حالهم يقول :
وما إقتحموا الاقماراإلا تشبها........بسبق براق للنبي...به خبا !
لقد وجدونا فوق كل مجرة... ....هناك رأونا نصنع السهل والصعبا
لذا نال ما يبغي المطيع لأمرنا ..لذا نال من يعصوننا السلب والصلبا!

وبهذه الافكار بدأوا بعد إنعتاقهم من ظلم الاحتلال العثماني ، ينظمون الاناشيد والاشعار ويعلمون الاطفال والفتيان والشباب ، ويخلقون فيهم روح التحدي العنيف المهلك دون أن يفهموهم أن للتحدي حدود ومنه ما يؤدي الى التهلكة للذي يثيره ومعه كثير من الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ وتهديم البيوت فوق الاشلاء !

كان الاولى بهم أن يخلقوا فيهم روح التحدي العلمي والسلمي ، لأن الدول والامم تتقدم بالعلم والمعرفة كما كان ولا زال الحال في الدول المتقدمة المتطورة ، أن يعلّموهم تحدي الطبيعة بقهر الصحراء وشق القنوات ، وتحدي المجاعة بإحياء الاراضي وزراعتها ، فكان جنوب العراق يسمى بأرض السواد ، كأخصب بقعة زراعية ربما في العالم ، ويطفوا على بحر من ثروة النفط ، محرّك الصناعة والتقدم ، قطعا لم يثقفوا الجيل بما يفيد الاجيال بل بما يفيدهم هم ناشري ثقافة العنجهيات والعنتريات ، ناقلين الينا عصر البداوة والغزاوات والفروسية حيث كان مقياس الرجولة " المرجلة " بعدد ما قتله من الكفار والمرتدين والاعاجم بالسيف البتار !!.

أما التحدي الآخر فهو مقبول ومشروع ومعمول به في كل المجالات ومحمود في المجالات المفيدة للافراد و للبشرية ، كالرياضة البدنية ، تعتمد على التربية البدنية أوالتربية الفكرية كسباقات لعبة الشطرنج أو العلمي كالتحدي لحل مسألة أو معادلة رياضية مستعصية ، كما أعلن قبل أيام بأن عالما روسيا تمكن من حل معادلة رياضية كانت مستععصية على العلماء لحلها أو إكتشاف دواء لمرض أو وباء ، والتحدي الصناعي أو الفضائي ، وما هذه الحضارة التي نعيشها إلا ثمرة تحدي العلماء لحل مشاكل العالم والتوصل الى كل هذه الاكتشافات والاختراعات ، من إكتشاف وتسخير الطاقة البخارية حتى الارسال الالكتروني والارسال الفضائي والهواتف النقالة فينالون تقدير وإحترام الاجيال وقد يوضعونهم في موضع الانبياء والقديسيين ، والحبل على الجرار ، كما يقال !

ولكن خطورة التحدي هي في التحديات الحربية الداعية الى العنف، وبالأخص تحدي الغير عند عدم المقدرة ، وحتى إذا كان ذو مقدرة متساوية مع الغير ، فتكون النتيجة دمار البلدين والشعبين أو الشعوب التي تشملها ، وقد يسلم بعض القادة المتحدين بلجوءهم الى جحور الجرذان كما فعلها صدام في حرب تحرير العراق من حكمه و إسقاطه في 9/4 2003 أو من بدء المعركة ، وربما فعلها في الحرب التي تحدى فيها ثلاث وثلاثون دولة وجيشا !! وسماها " أم المعارك " وكانت بحق وحقيقة أم المهالك ، وسيّر بعدها مسيرات للاشادة ببطولاته وتحديه ثلاثة وثلاون جيشا !

والتحدي الاخطرهو التحدي المغرض أي لخلق زعامة يرهب بها شعبه ولإثبات أنه القائد المغوار والوحيد الذي يمكنه إنقاذ الشعب من عدوان أو إعتداء ، وقائد المهمات الصعبة والمستعصية ، كما أخذ صدام يعرض نفسه مدافعا عن الامة العربية ضد أي عدوان إسرائيلي قد يتعرض اليه أي بلد عربي وذلك بحرق نصف إسرائيل ب " المزدوج " وعلق المعلق الاسرائيلي قائلا : ولكن صدام لم يحدد أي نصف من إسرائيل سيحرق !!.وكان هذا التصريح إعترافا صريحا واضحا منه بإمتلاكه أسلحة كيماوية ، وحتى إستعمالها لأنه عرف مدى فعاليتها ، وهذا منتهى الغباء السياسي ، لأنه أدان نفسه بنفسه وأعطى دليلا قاطعا لإدانته ، لا لسبب إلا لغروره وتخويفه العالم !

وكذلك عندما تحدى هتلر العالم ، العالم كله واراد إخضاعه ، فكانت نتيجة تحديه دمار بلده وكثيرا من البلدان الاخرى وخسارة بشرية قدرت ب – ثمانين مليون- إنسان !!وسبب ما لم يسببه إنسان آخر من الخراب والدمار والالام للبشرية خلال قرون بسبب عجرفته وجنونه وتحديه العالم .

ومثل هذه التحديات ومنشأها يكون ، بأن يقوم بها رجال مغامرون يخدعون أفرادا من الجهلة ومن الانتهازيين من طلاب الشهرة والمال والسطوة ، ثم تتحول الى عصابات ومن ثم الى قوة ضاربة تتمكن من أن تحتل بل تخطف منطقة ثم بلدا في غفلة من التاريخ وبسبب عدم إدراك خطورتها منذ البداية من قبل الاهالي أو السلطات فتنطلق تلك المجموعة بقيادة ذلك المغامر الى أعمال عنف ثم تتوسع لتشمل البلد بكامله ثم تغريها الانتصارات الى توسع المغامرات قد تشمل بلداناً أو العالم بأسره .

ووجدنا أن كل هؤلا المغامرين ، مثل هتلر وصدام وبن لادن وقد تكون نتيجة إحباط والشعور بالنقص أو تربية فاسدة يحقدون منذ صغرهم على العالم ، على العلم والعلماء والثقافة والمثقفين ، وراينا كيف كان المراهقين الجهلة من الحرس القومي أيام جريمة 8/ شباط 1968 ،رأيناهم كيف كانو" يكفّخون " العلماء ومنهم العالم الفيزيائي العالمي د. الاستاذ عبد الجبار عبد الله رئيس جامعة بغداد ، وغيره من العلماء والاساتذة الذين أوقفوا الايام الاولى للانقلاب البعثي الفاشي .

وكثيرا من هؤلاء المغامرين نراهم حاقدين على العالم المتطور علميا وديمقراطية ، وقد تشبعوا منذ صغرهم بثقافة الحقد والكراهية ، بفضل دعاة متعصبين لقوميتهم أو دينهم ، داعين أن كل هذا التطور أصله علوم عربية وإسلامية "سُرقتْ " ! ومنعوننا نحن من أن نستفيد منها ، أو يثقفوهم بأن الحضارة الغربية معادية للتقاليد العربية والاسلامية الاصيلة ، وهدفهم أي الغرب هو النيل من " أصالتنا "! العربية والاسلامية وأسوق مثل:
في سنة1952 كنت طالبا قي الصف الخامس العلمي في الموصل ، كان الدرس الفيزياء، والموضوع عن الذرة ، وصدفة جاء مفتش اللغة العربية ، العلامة ، محمد بهجت الاثري ، وبدأ يعلق على القنبلة الذرية وقال بالحرف الواحد : أن القرآن الكريم قد تنبأ بها وأتى بآية لم أحفظها ، وأن الداينمو هوالآخر قد تنبأ به القرآن الكريم ، وأتى بآية التي جاء فيها "... وأخرجنا من الظلمات نورا " وهذا يعني أن الداينمو آلة مظلمة فيخرج منها نور الكهرباء !!، وهكذا ينشا النشئ على حقد على علم وعلماء و على حضارة الغرب كحقد بعض الفقراء على الاغنياء من باب الحسد ، دون أن يعرفوا أن كثيرا من الاغنياء لا كلهم طبعا ، جمع ثروته من جهوده وإجتهاده وسهروا الليالي وصرفوا سنوات من عمرهم في الدراسة كالاطباء والمهندسين والاقتصاديين والصناعيين وغيرهم ،وكذلك الاوروبيون عندما بدأوا بالثورة الصناعية بدأواالابحاث والاكتشافات . والتقصي وضحوا قسم منهم بسعادته أو بحياته في سبيل التوصل الى إكتشاف أو إختراع .وليس بحفظ الانجيل والكتاب المقدس !!.

وأسوق مثلا : في الحرب العراقية الايرانية ، مرت طائرة حربية إيرانية فوق رؤوسنا ، وبعدها دخل عندي الفراش وهو من سكان الثورة ، دخل هاجزا برأسه " قلت مابك يا " حريول "وهذا إسمه قال لي : إستاذ " هاي كلها مالتنا وأخذوها! قلت ما هو مالتك ؟، قال هذنّي الطيارات " من قال هذا " قال " جا شمدريني يكولون موجودة هاي بكتاب الامام علي ! قلت : هل تقصد كتاب " نهج البلاغة " قال إي إي ! هو هذا !! قلت ، أنا قرأت الكتاب " ؟ هل قراته أنت قال " جا آنا أعرف أقرأ !! وهكذا يتلاعبون بعقول النشئ والاميين .

مثل هذه الحركات ، تتخفى وراء شعارات قومية شوفينية ، كشعار نقاوة وتعالي العنصر الجرماني شعار النازيين الالمان ، وقديما رفعت شعارات تنم على التعصب المفرط والتعالي كما قرأنا في مطلع هذا المقال ، والاناشيد التي كنا ننشدها في نهاية الثلاثينيات وبداية الاربعينيات ونحن تلامي> في الابتدائية من القرن الماضي ،" أعلامنا فوق الشهب "!! سراياينا تسد الافق !! ووجدونا فوق كل مجرة ...نصنع هناك السهل والصلبا !! " العرب فوق الجميع "! والعزة للعرب !! ، وأمة ذات رسالة خالدة !!

بداعي أنهم يخلقون ثقة بالنفس لدى الشباب العربي المحبط من الاحتلال العثماني ، ولكن هذا التوجيه كان على حساب العقلانية وتوجيه إهتمام الشباب الى العلم والمعرفة وحب التآخي بين الشعوب وخدمة الوطن والقومية من خلال خدمة الانسانية ، لأنها سبب وسر تقدم الشعوب والامم .

أوشعارات دينية متطرفة مثل عصابات القاعدة والتكفيرييين ، ونرى كثيرا من الحركات الاسلامية قد إتخذت السيف شعارا وعلما لها أي العنف !! ، فنرى حركة الاخوان المسلمون متخذه شعارا وعلما ، سيفين وبينهما كلمة القرآن الكريم ، والشعار هو خير مؤشر على هدف وسلوك كل حركة ، و يعني هذا أنهم بالسيف أي بالعنف ينشرون القرآن الكريم ، فكيف يقتنع غيرهم وخاصة الدول الديمقراطيات الغربية بإدعائهم بأنهم حركة مسالمة ولا يمارسون الارهاب ؟؟ .

كثيرا من القادة يبدأ بالتحدي عندما يرى في نفسه أن ريشه قد نبت وطال ، وأنيابه ومخالبه إكتملت قوة وصلابة ! دون أن يفكر بأن هناك من يقف له بالمرصاد لينزع الريش ويقلع الانياب وينزع المخالب .ويخرجونهم من الحفر الحقيرة .

.إن أولئك " القادة " قادة العنف والمحرضين عليه هم آفة تنخر بحياة الشعوب وسلامتها ، لابد أن تتوصل الشعوب عاجلا أو آجلا الى إكتشاف عقار قاتل للقضاء عليهم وإراحة البشرية من شرورهم ، وغدا لناظره قريب !

==============================



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعارات للصراعات الكستديمة ..2 المقاومة
- شعارات للصراعات المستديمة ..! 2
- شعارات للإقتتال والصراعات المستديمة ..الجهاد .. المقاومة.. ا ...
- هل سينجح المالكي في مهمته ؟
- المقامرون بحياة الشعوب ..!
- المليشيات الطائفية .. لصالح من تعمل ..؟
- ماذا لو تكرر السيناريو في العراق ..؟
- المصالحة ..يجب أن ترافقها : المصارحة والمكاشفة ..
- وأخيرا، قالوها صراحة ..!
- الدولة الحديثة بين العلمانية والدين والمجتمع
- في مجلس نواب : القوميات والطوائف والعشائر ..!
- مقترحات بتعديل الدستور العراقي
- بل يفهمون ..ويحرّفون..!
- يباركون سفك دماء الابرياء .. بإسم المقاومة الوطنية ..!!
- إقتراح بفتح حوارا حول ، تنازع الهويات ..!
- فتّشوا عنهم بين أتباعكم ..!
- من حق الشعب أن يعرف ،..!!
- العظمة في التعمير وليست في التدمير ..!!
- وهكذا أضيئت مدن العراق ، كما أضيئت شوارع بكين !!!
- تحية إجلال وإكبار لشهداء الطبقة العاملة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - شعارات للصراعات المستديمة .. التحدي المهلك !