أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - متى ستتحرك الضمائر لإنقاذ المهاجرين على الحدود البيلاروسية؟














المزيد.....

متى ستتحرك الضمائر لإنقاذ المهاجرين على الحدود البيلاروسية؟


رائد الهاشمي
(Raeed Alhashmy)


الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كاتب عراقي
أزمة المهاجرين على الشريط الحدودي بين بيلاروسيا وبولندا تبينت معالمها ووضحت حقيقتها بعد أن تبين أنها قضية سياسية بحتة وقع ضحيتها الآلاف من المهاجريين العراقيين والسوريين واليمنيين والأفغان,حيث أن الاتحاد الأوروبي كان قد فرض عدة جولات من العقوبات على حكومة بيلا روسيا ردآ على حملة القمع العنيفة التي شنها الرئيس ألكسندر لوكاشينكو على الاحتجاجات في الشوارع ضد حكمه عام 2020 ,مادفع الحكومة البيلاروسية لاستغلال الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها المدنيين في هذه البلدان ففتحوا بطريقة خبيثة التسهيلات للراغبين بالهجرة الى أوروبا عبر أراضيها محاولة منهم لاستغلال هذا الجانب الإنساني لخلق أزمة المهاجرين على الحدود وتدويلها للضغط على الاتحاد الأوروبي لغرض رفع العقوبات المفروضة عليهم, فسارع الآلاف من المدنيين وعوائلهم للخلاص من الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية في بلدانهم وسارعوا بالهجرة لتحقيق أحلامهم في الاستقرار والأمن المفقود في بلادهم والذي ينشدوه في أوروبا, ولكن وقعوا في فخ كبير لأنهم دفعوا المبالغ الكبيرة للمهربين بعد أن باعوا أثاثهم وممتلكاتهم وكل مايملكون واصطحبوا عوائلهم وأطفالهم وهربوا من الحرمان والبطالة وعدم الاستقرار ليجدوا أنفسهم عالقين على الحدود البيلاروسية ووجدوا الحدود مغلقة بترسانات من الجنود والأسلحة على الجانب البولندي إضافة الى ترسانة ضخمة من حلف الناتو, وكل هذا وسط أجواء قاسية حيث دقّ الشتاء الأبواب في أوروبا مبكراً فتبددت آمالهم العريضة واصبحوا بلا مأوى ويعانون من أسوأ الظروف الإنسانية حيث البرد والجوع وانعدام أبسط متطلبات الحياة ومع هذا فالمعاملة القاسية الشديدة وانعدام الإنسانية كانت نصيبهم من جميع الأطراف الحدودية وأصبحت رائحة الموت تطاردهم في كل ساعة.
هكذا وقع هؤلاء الأبرياء من العوائل التي تضم النساء والأطفال والمرضى ضحية عملية نصب دولية سياسية قامت بها الحكومة البيلاروسية لتحقيق مآربها, والمؤلم في الأمر أن هذه المعاناة طالت لأكثر من شهرين ولو تابعنا الإجراءات والحلول لانهاء معاناتهم لوجدناها خجولة وبطيئة جداً خاصة من الحكومة العراقية التي ظلت تتفرج وكأن الأمر لايعنيها وأن الرابضين على الحدود البيلاروسية ليسوا مواطنيها والمفروض عليها ان تسارع بالتحرك على أعلى المستويات لانقاذهم وانهاء معاناتهم, ولكن وبعد عدة أسابيع من المعاناة الكبيرة وبعد أن أصبحت قضيتهم قضية رأي عام دولي جاءت إجراءات الحكومة خجولة جداً فصرحت وبررت مدافعة عن عدم تورطها وعلمها بهذه الهجرة التي حدثت مبتغية تبرئة موقفها أمام المجتمع الدولي, وبعدها جاء اجراء بسيط آخر هو إيقاف الرحلات الجوية الى بيلاروسيا وتعليق عمل القائم بالأعمال البيلاروسي في العراق بشكل مؤقت وبعدها وقبل أيام قليلة أعلنت عن نية الحكومة بإعادة من يرغب من المهاجرين العراقيين الى ارض الوطن وبدأت بتسجيل أسماء الراغبين في السفارات العراقية في البلدان المعنية بالأمر وهذا كل ماكان في جعبة حكومتنا الرشيدة.
أتسائل هل هذه إجراءات حكومة وطنية تحرص على مواطنيها وتحميهم من الموت والمعاناة والهجرة والتشرد على حدود البلدان الأخرى وهل تدنت قيمة المواطن العراقي في نظر حكومته الى هذه الدرجة؟
وهل تعلم الحكومة العراقية بأن هذه العوائل العراقية قد هربت من البلد وهاجرت وتحملت الصعاب بسبب فشل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق وبسبب تغليب المصالح السياسية والشخصية على مصلحة المواطن البسيط ,لذلك أن مايجري على الحدود البيلاروسية هو وصمة عار كبيرة في جبين الحكومة العراقية ووزارة الخارجية وكل الطبقة السياسية التي تتصدى للواقع السياسي العراقي والتي تتحكم بمقدرات البلد.وهل تعلم حكومتنا بأن الأحداث تتصاعد على الحدود البيلاروسية وان التحشيدات العسكرية في تسارع والتهديدات بالتصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة بدأت تتسع وتكبر وان الأمرمهدد بحرب عسكرية طاحنة سيكون من ضمن وقودها المهاجرين الموجودين على الحدود والعالقين عنوة وستكون حياتهم مهددة بشكل كبير, فمتى ستتحرك الضمائرلانقاذهم من هذا الشرك الذي وقعوا فيه ومتى ستتخذ حكومتنا إجراءات سريعة وحقيقية لانهاء معاناتهم ومتى ستتحرك دولياً وتطرق كل الأبواب في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الأممية والاتحاد الأوروبي من أجل عيون مواطنيها الذين هربوا من ظلمهم وسوء إدارتهم وختاماً أقول أن كل مهاجر يموت في هذه المحنة فدمه في رقبة الطبقة السياسية كلها وبرقبة الحكومة العراقية.



#رائد_الهاشمي (هاشتاغ)       Raeed_Alhashmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية الثقافية والسلام
- الواقع الزراعي في العراق مشاكل وحلول
- كيف نوجه أنظار العاطلين الى القطاع الخاص؟
- مشروع عبير لإزالة التجاوزات ..ماله وماعليه!
- مبادة السكن ولدت ميتة
- (معاناة اللاجئين والنازحين)
- مؤتمر السلام الدولي الألكتروني الثاني
- هل ستفعلها الحكومة من أجل المواطن ؟؟؟
- متى يتحقق أمننا الغذائي المفقود؟
- متى ستترك الحكومة دور المتفرج؟
- من الذي سيدفع الثمن في قرار تخفيض العملة الوطنية ؟
- طوق النجاة الوحيد هو ميناء الفاو الكبير
- الورقة البيضاء هل هي نعمة أم نقمة؟
- قراءة في موازنة 2020 البائسة
- كيف نرتقي بعمل مراكز رعاية المسنين في بلداننا؟
- الاقتصاد العراقي – تحديات خطيرة وحلول مقترحة - مقترحات اللجو ...
- دعوة للسيد الكاظمي من أجل عيون الفقراء والعاطلين
- آليات الأجهزة الدولية لحماية حقوق الإنسان
- الحلول المطلوبة لانقاذ الاقتصاد العراقي
- رحل صوت الاعتدال (واثق الهاشمي)


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - متى ستتحرك الضمائر لإنقاذ المهاجرين على الحدود البيلاروسية؟