أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟














المزيد.....

لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 7080 - 2021 / 11 / 18 - 03:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا السؤال طرح قبل أكثر من قرن من قبل مصلحين مسلمين أمثال محمد عبدة، الكواكبي ورشيد رضا، حيث وجدوا تخلف المسلمين الحضاري أمام تقدم الغرب الكافر بنظرهم، وأعادوا الأسباب بوجهة نظرهم الى أسباب عدة.
ونحن نرى بعد مرور أكثر من قرن، وما زال المسلمون بتخلفهم، ولم يأخذوا بأسباب الحضارة الحالية سوى قشورها، ولم يعد مفكري الإسلام يناقشون تخلفهم، وكأنهم بهذا يوحون أنهم يعتبرون المسلمين قد تغير حالهم، فلم يعودوا متخلفين كما كانوا قبل قرن، بل تطوروا.
ولكن لو قارنا حال المسلمين الأن بحالهم قبل مئة سنة، فإننا نرى أن التغير في الشكل ربما، ولكنه انحطاط أكبر في المعنى، فنعم بدأوا يستخدمون الموبيل مثلا، ولكن ليس لديهم أي فضل في صناعة أي جزء منه، حتى تطبيقاته، فلغة البرمجة وضعها وكتبها غيرهم.
المسلمون وكل الأقليات الأخرى التي تعيش بين ظهرانهم، مستخدمون فقط للتقنيات الحديثة والتكنولوجيا، ولكنهم ليسوا بصناع لها، كما أنهم استخدموا العلوم الحديثة والتقنيات من اجل تهديد الآخر وقتله، كما فعلوا في 11 سبتمبر، وكما فعلت داعش في العراق وسوريا.
لا أعتقد أن هناك عاقل واحد يعتبر أن المسلمين في طريق التطور حتى، وما نراه من تزويق في بعض البلدان، كالإمارات مثلا، فهو شكلي فقط، وقد عمل بعقول الغرب الكافر، وبأيدي الهنود والبنغال.

قال المصلحون الأوائل بجملة أسباب لتخلف المسلمين الحضاري، منها ما هو باق، ومنها ما استجد الأن، ونحن نقول بجملة أسباب سنحاول شرحها بعدة مقالات تتبع، أولها التالي:

الاستبداد:

هذا الموضوع ناقشه الكواكبي مطولا في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، حيث فيه شرح مسهب لما يؤديه الاستبداد من تخلف للأمة، وما نزيد به على ما قاله الكواكبي هو نشوء الديكتاتوريات العسكرية وغير العسكرية بعد فترة الاستعمار الغربي لأكثر البلدان العربية. فلم تنجح البلدان العربية بتخلصها من الاستعمار الخارجي، إلا وأتاها استعمار داخلي من أحد جنرالات الجيش باسم طرد المحتل، فجعل البلد وخيراته تصب في جيبه وجيوب أزلامه، وترك باقي الشعب يغوص في الوحل والجهل. وأما بعض القرارات التي تبدوا في ظاهرها أنها تقدمية، كمجانية التعليم مثلا، ما أتخذوها إلا ليقال عنهم أنهم تحرريون، مع أن هذه القرارات هي من اساسيات شرعة حقوق الانسان.

فلم تتخلص الشعوب العربية من الاستعمار وافعاله حتى وان كانت باسم حكومة وطنية، فالأشياء تقاس بنتائجها وليس بمسمياتها، فهو حاكم وطني، لكن سجونه تعج بمساجين الرأي والسياسة، وهو حاكم وطني، ولكن خيرات بلده بجيوب قلة، وللشعب الفتات.

هذا ما نراه قد حصل في العراق ومصر وسوريا، او الجزائر وليبيا والمغرب، أما في الجزيرة العربية وبلدان الخليج، فقد استولت الأسر القبلية على الحكم، والحال هو نفس الحال مع فارق بسيط، ان دول الخليج أعطت جزء أكبر من ثروات بلدانها لشعوبها، وهنا نجد ان هناك طبقة أكبر انتفعت من قربها للأسرة الحاكمة، وتأييدها المطلق لما تقرره، وطبعا لا ننسى ما للنفط من دور في كل ذلك، فقبل النفط لم يكن أحد يعلم خارج حدود تلك الدول بوجودها حتى، بل وهي لم تكن دول بالمعنى الصحيح.

كل الدول العربية، حتى التي حصل فيها الربيع العربي، لم تستطع انشاء وايجاد صيغة حكم رشيدة يحدث فيها تداول سلمي للسلطة، فكلها أما انقلابات، او بما يسمونه ثورات، لا تأتي بشيء جديد يذكر سوى تغيير صورة الحاكم واسمه، وما زالت الشعوب العربية تعيش تحت ظل ورعاية الأب الحنون، والقائد الفذ، والنظرة الثاقبة، وغيرها من الصفات التي تطلق على الحكام وكأنهم ألهة العصر التي لا تخطئ، مع أنهم السبب الرئيسي والأول في تخلف الشعوب.

حتى دول ما يسمى بالخليج العربي والجزيرة، فالشعوب ليس لها رأي في تعيين الحاكم، فهو بالتوريث يقعد على مقعد أبيه أو أخيه، وما عليكم أيها الشعب سوى البيعة وتقبيل الأيادي، فهو حاكمكم الذي سيدخلكم الجنة، وهي طاعة لله ولرسوله بطاعة الحاكم حسب الآية: يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم، سورة النساء آية 59. من هنا فالحاكم أخذ أمرا الاهيا بوجوب الطاعة، ومن خرج عليه كأنما خرج على الله وكفر بآياته، فعقابه القتل، وإن رحم به الحاكم فالسجن أولا به.

فهذا الاستبداد هو اعلى درجاته، لأنه ينشا باسم الله، وبالتالي لن يجد الخارج على الحاكم تعاطفا حتى من قبل الناس، لأنه بالضرورة كافر بأوامر الله.
أما باقي البلدان العربية، فلم تنقص حكامها الحيلة في إيجاد مخرج للتنكيل بشعوبها، فمن تهمة العمالة للخارج، او التنظيم الشيوعي، او التنظيمات الإرهابية، او تنفيذا لمخططات الخارج، او خروجا على ثوابت الامة، وغيرها كثير، كلها أعذار أو تهم تلصق بالغير راضي عن حكم الحاكم المستبد، حتى يصفي خصومه.

يطول الشرح ولا يقصر حول الحاكم المستبد، وما كثرة لاجئي بلداننا العربية في الدول الغربية، إلا دليل واضح وناصع على سوء إدارة الحكم في بلداننا.


18. 11. 2021



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروض تخفيضات، زر الحسين واحصل على التالي
- قصص شيعية اسطورية، القصة الرابعة
- جعفر الصادق يمسك بأذن الأسد
- ما هذا ! ألا يستطيع الدب الداشر القتل والتقطيع دون ضجيج كغير ...
- أئمة خلقوا قبل الخلق كله
- قصص شيعية اسطورية، القصة الثانية ج3
- قصص شيعية اسطورية، القصة الثانية ج2محمد
- قصص شيعية اسطورية، القصة الثانية ج1
- قصص شيعية أسطورية، القصة الأولى
- انتقدت الملبس ، فحكمت بالإعدام
- الإسلام كرم المرأة
- زواج فاطمة
- كيف ولدت فاطمة
- علة تسمية فاطمة
- فاطمة عمود من نور
- رطب ينزل من الجنة
- قبة معلقة بين السماء والأرض
- فيم اختصم الملأ الأعلى
- التبرك بالبصاق
- مسامير سفينة نوح


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟