أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - أزاهير الملكوت، قصيدة شعر














المزيد.....

أزاهير الملكوت، قصيدة شعر


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 7076 - 2021 / 11 / 13 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


أزاهير الملكوت

أشم حريق البروق الإلهية من بين مسامات الغيوم
أعبر برزخ بوّابة الليل إلى متاهات الغابات المجهولة
لأصطاد بازوزو في شبكة أنليل المقدّسة
أتوكأ على ظلي
وأمضي نحو موطن أوتونابشتيم العابق بأريج أزاهير ملكوت الذكريات
وصهيل الينابيع الثرّة
المنسابة بين شعاب جبال آشور المطلة على بحار ومحيطات الأكوان
والجنّات التي تجري فيها الأنهار المنمّقة بالأساطير العذبة المستساغة
لأستنشق عبير الورود النابتة على مقابر أجدادي الأولين
الذين لا زالوا على قيد الحياة في ريعان شبابهم
وعنفوانهم
وجبروتهم
وهم يتصبّبون عراقة في أعماق وادي الرافدين
بينما تسطع صورهم وأسماؤهم على جدران السموات
حيث تتلبد الغيوم في الآفاق
وتنهمر الأمطار على وجنات التراب
وتغور في الأعماق
لترتعش البذور في باطن الأرض
وما تلبث أن تتثاءب البراعم
وتتمطى الأوراق والأزاهير في مطلع الفجر
لتنهض أمي من رقاد الموت مكلّلة بتاج الألوهية
تُعطّر أزهار حديقتنا بأنفاسها الفوّاحة
وتمشي حافية القدمين على السندس العاكس إشراقة وجهها على مرايا النجوم
حيث مناغاة نسائم الفجر تتردّد أصداؤها في أجواء القرى العابقة بأشعة الشمس
وحيث الشحارير تستحم بأريج الثلج في وضح النهار
وحيث تنضح مواويل أبناء الجبال بالحزن المتفاقم في كهوف الجبال
وفي الأودية السحيقة الحافلة بالذئاب المفترسة من كل جنس ولون ودين.

حينما كان أنليل في كامل قواه العقلية
لم يخطر بباله يوما
أن ينسخ ما خطّته أنامله المقدّسة في لوح الأقدار
خلق الأرض سندساً مزداناً بألف لون ولون
وجعل الإنسان يلهو ويمرح فيها كما يشاء ویشتهی
وهو في كامل إنسانيته الطافحة بالصدق والوفاء
والإيمان القويم
ينساب جذلا وسعيدا مع تقلّب الفصول على مدار الأيام والسنين
والأزمنة والعصور
وحينما تحوّل أنليل المبجّل إلى (الله الماكر المُقيت القهّار)
غرق نصف العالم في ظلام دامس مكفهر
يومها بدأ الإنسان يمارس رياضة أحلام اليقظة
يحتضر من الفقر والجوع
وهو يرى الطيور مشويّة في السماء اللامتناهية.

في تلك الأيام التليدة
في تلك السنين الغابرة
كان النهر ينساب بين الجنائن الغنّاء كصدى الناي في شعاب الجبال
وكانت النواعير تشدو ألحان السلام والأمان تحت ضوء القمر
وفي الليالي المدلهمة
وكان أهل قريتنا ينامون وفي مآقيهم تتماوج أحلام الطيور الطليقة
وفي قلوبهم تعتمل أغاني الجداول والمروج
وهم يقطفون لآلئ السماء
ولكن
قبيل بزوغ الفجر
زحف الجراد على البيادر والحقول والكروم
تاركاً القاع صفصفا... ملطخاً بالذكريات
لم يبقَ ناسكٌ في تلك البقاع
تناثر الأهل في أرجاء الأرض
يروون للأجيال، والدموع تمور في مآقيهم،
ماذا جرى في ذلك اليوم المشؤوم من شهر شباط.

هالني أن أرى نجمة الصبح تنيخ في رحاب السماء
ملطخة بأريج صهيل الزيزفون
مطأطئة الهامة في سرداب الليل
تنساق لسحر مليك الأشباح في مضجع الغابة المدلهمة.

حبيبتي...
أشهى من خبز التنّور
وألذ من القبلة الطافحة بالنشوة العارمة
وأطيب من رمان حديقتنا الزاهية
في تلك القرية التي أصبحت يتيمة بكماء
على ضفة ذلك النهر الناضب
وأجمل من الزهر المكلّل بندى الفجر
وأبدع من اللوحة التي رسمها الله في السماء
وأرقّ من نسيم الصبا في مطلع الصباح.

لما استوطن الذئاب في بلادي
تكدّرت السماء
وتلوث الهواء بالسموم
ولم يبقَ لي بدّ من الرحيل
إلى حيث يشرق وجه الله في وجوه خلائقه
وحيث لا أرى غراباً ينعق فوق الخازوق
ويلوّث الهواء بصوته المنكر
وأنفاسه الكريهة.



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل الأعمال الآشوري الياس حنا
- الباحث عن أسرار آشور وبابل
- استراليا
- رأس السنة الآشورية
- ليس للحما أنياب ومخالب
- صوت من الغيب 1
- وادي الخابور وسهل نينوى
- شعب الطبل والمزمار
- كالرياح بلا استقرار
- سيرة شخصية
- روزي مالك يونان
- انتعلت خفاف الرياح
- مرتكبو مذابح الآشوريين في العراق
- ملحمة السنونو
- قصيدة شعر (أغنية... وخبز محمّر)
- سورة صطوف
- هل أتت داعش بجديد؟
- وحوش الجحيم
- اللبوة الجريحة
- قصيدة شعر


المزيد.....




- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...
- راما دوجي.. الفنانة السورية الأميركية زوجة زهران ممداني
- الجزائر: تتويج الفيلم العراقي -أناشيد آدم- للمخرج عدي رشيد ف ...
- بريندان فريزر وريتشل قد يجتمعان مجددًا في فيلم -The Mummy 4- ...
- الكاتب الفرنسي إيمانويل كارير يحصد جائزة ميديسيس الأدبية
- -باب البحر- في مدينة تونس العتيقة لا يطل على البحر
- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - أزاهير الملكوت، قصيدة شعر