أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - قصيدة شعر (أغنية... وخبز محمّر)














المزيد.....

قصيدة شعر (أغنية... وخبز محمّر)


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 12:47
المحور: الادب والفن
    


من الشعر الآشوري المعاصر.
(أغنية... وخبز محمّر). للشاعر عادل دنّو.
ترجمة: آدم دانيال هومه.

من ذا الذي سيغنّي لي
لأرقص على إيقاع نغم أكادي... سبع رقصات سحريّة متتالية؟
من سيغنّي لي لأشبك يدي بيد فاتنتي المليحة الحسناء
وأذوب في العينين السومريتين المكحولتين بالكبرياء؟
من يا ترى سيشدّ أزري
لأكشف عن وجه حبيبتي المتلألئ بين الهياكل الشامخة؟
من سيعلمني السباحة في البحار المنصوبة بعضها فوق بعض
الحبلى بوهج الأصالة وأصداف الأريحية؟
من ذا الذي سيغني لي
لتتمكن يداي من التشبث بالضفائر المتلاطمة كالأمواج
والقرى النهمة للثغر القانئ
لتتأكدي أيتها السومرية التي يجري دمها في عروقي
بأن شفتيّ لن تترنّم من بعيد
في اليوبيل الذهبي لتذكار الشعراء
لأن بثّ لواعج الحب من وراء زجاج سديمي
يحزّ في نفسي... ويؤلمني
ولن يستطيع إخماد اللهيب االمتّقد على الأجنحة الذابلة
في أفق عينيك.
من ذا الذي سيغني لي
لأهرق أريج الآثار الخالدة تحت قدميك ... على الطرقات
وسأرصّع اليوم قبلاتي وذكرياتي على حزمة ضوء
تزركش جيدك المرمريّ الأخّاذ
من يا ترى سيصون تلك الآثار النفيسة
ويقوم على حراستها؟
ومن الذي سيخفيها في أثواب بالية
أو بين ثنايا الزيّ الفولكلوري الخلاّب؟
لتتوهّج في الأكؤس المترعة بالخمور المعتّقة
التي تُركت وديعة لديك منذ دهور
كأس إثر كأس ... ويحلّ السلام
في القرى السماوية وراء الغمام
والرعود تتوسل بالآلهة
ولا من سميع
ولا من مجيب
وأنا...
تفترش أمامي آلاف الآهات
وقلبي يشتهي الخبز المحمّر الآسر الجذّاب
ولكني حين رأيتك تخطرين قبيل الفجر
على بساط السندس
نسيت بأن هنالك آلهة لم تزل على قيد الحياة
لأني موقن بأن الآلهة أيضا متيّمة تسجد للحب
وللغرام
وكانت في طليعة من هبّ لاستقبالي
فتعالي أينما كنتِ أيتها المتوهّجة في الغمام
لا تخافي من جحيم العالم
ولو كان مؤجّجا بنار الغيرة والحسد
الذي التهم الأخضر واليابس
ولم يبقِ إلا على بضع جمرات خامدة
وكومة من رماد.

المحبّة... رايتنا الشمّاء
حيثما ننصبها ...
نرويها بأمواه السلام والألفة والإخاء
فكل جذع شجرة واحدة تنبثق عنه آلاف الأنامل
ومئات الشعراء أمثالي سيحترقون
وستضطرم القصائد في زوايا الصدور
وفي نياط القلوب
وسيحاولون عشرات المرات دفعي خلفهم
إلى الوراء
ولكنهم سيعودون يوماً ويتوسلون إليّ
وإن لم يكن في مقدور أيّ واحد منهم فك حرف واحد
لأن أشعاري منحوتة على جبينكِ الشامخ البهيج
ومنسوجة في أهداب جميع الحسناوات
ومرصّعة بالياقوت والزمرّد والمرجان
ومجبولة في كل أوردتي وشراييني
وتفوح عبقاً وشذا من مسامات جلدي.

من ذا الذي سيغني لي؟
وأنا
وهي
وعينيها
لم نزل نغني منذ أزمان سحيقة في القدم
ونلملم الحكايات من كل مكان وزمان
فهناك شعراء كثّر هم بمسيس الحاجة إلى كأس معتّقة
وعسل.. وخبز محمّر
وألحان منبثقة من أرواح نخطفها في غفلة من الزمن
وإذا افتقدنا الحكايات
والشعراء
والألحان
سنغزل بأيدينا
برهافة مشاعرنا
ليس قصيدة واحدة فحسب
وإنما أنهار زاخرة بالكلمات
يرد بعضها في كتب الأطفال
وبعضها غير وارد على الإطلاق
بعضها سهل الإدراك
وبعضها الآخر عصيّ عن الفهم.

من ذا الذي سيغني لي
على قيثارة مقطوعة الأوتار... سواكِ؟
من سيغني لي
إذا لم تشدّي ضفائرك محل الأوتار الممزقة؟
أنا...
لم أهيّج الحزن الكامن في مقلتيك
ولم أمحو أثره
ولم أدع أهدابك تغفو على رموشي بدون ارتياع.

من ذا الذي سيغني لي
ويرسم على صدري تصاوير أحلامي... سواك؟
أما كنتِ تعلمين بأن كل شيء كان جلياّ قبل مجيئنا؟
أما كنتِ تعلمين بأنه لم يكن في القديم
ما يُسمى بالحبّ... أو الشهادة؟
ألم تكوني أنت وأنا من صاغ كلمة الحب
وزيّن بها قواميس العالم؟
ألم تكوني أنت وأنا من اخترع الأراجيح
وزحفت خلفنا رمال البحار؟
تعالي...
وانشدي لي أيتها الغانيات والفاتنات
وصبّي لي كؤوس الراح
وهاتِ لي رغيفاُ محمّراً ممزوجاً بالسوسن والجلّنار
ودعي شيطان شعري غافياً في مهاده.

إن لم تنشدوا لي
وإن لم تترنمي أنتِ لي
سيصعد الصوت المتوقّد في الآفاق
في مستهل كانون
كالعصارة الملتهبة بأوار الاسماء
ووهج ألقاب بعض الشعراء
الذين سينشدون لي أغنية استحالت خبزاً محمّرا
ورؤيا ناصعة... تتجلى أمام أنظار الفقراء
والبؤساء.
******
سدني- استراليا
[email protected]











#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورة صطوف
- هل أتت داعش بجديد؟
- وحوش الجحيم
- اللبوة الجريحة
- قصيدة شعر


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - قصيدة شعر (أغنية... وخبز محمّر)