أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - -المخرج المسرحي التونسي الكبير: رشيد بن مصطفى :-المسرح هو الفن الذي لا يمكن أن يسلم قيادته إلا فنان قادر على التأثر بالجماعة الإنسانية التي يعيش معها والتأثير فيها















المزيد.....

-المخرج المسرحي التونسي الكبير: رشيد بن مصطفى :-المسرح هو الفن الذي لا يمكن أن يسلم قيادته إلا فنان قادر على التأثر بالجماعة الإنسانية التي يعيش معها والتأثير فيها


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7074 - 2021 / 11 / 11 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


"ما الدنيا إلا مسرح كبير"، تلك عبارة شهيرة ذكرها الكاتب الإنكليزي ويليام شكسبير (1564م-1616م) في إحدى مسرحياته، لتمثل منذ ذلك الحين فلسفة مختصرة للحياة، وكانت لاحقاً من أبرز العبارات التي نطق بها عميد المسرح العربي، الراحل يوسف وهبي، في أحد أفلامه.
والمسرح،الذي يعتبره كثيرون لا أهمية له، تنتشر أعداد لا حصر لها من المؤلفات بجميع لغات العالم، تتحدث عنه وعن أهميته وتأثيره على الناس.
الممثلون أنفسهم يقدسون العمل المسرحي، ويفضلونه على أقسام الفنون التمثيلية الأخرى في السينما والتلفزيون والإذاعة.
واعترافاً بأهميته،أُطلق على المسرح لقب "أبو الفنون"،
والسؤال هنا: ما تلك الأهمية التي تُميز هذا الفن عن غيره ليُطلق عليه هذا اللقب؟
ردا عن-هذا السؤال-يقول الأستاذ والمخرج المسرحي رشيد بن مصطفى (أصيل جهة تطاوين):
"يعتبر المسرح أول الفنون التي عرفتها البشرية، إذ تشير البحوث التاريخية إلى أن الحضارات القديمة في العالم، كالفرعونية واليابانية واليونانية، اهتمت بالمسرح، وهو ما تؤكده مواقع للمسرح مكتشفة بالمعابد، فضلاً عن المسارح العظيمة التي ما زالت آثارها شاخصة حتى يومنا هذا."
ثم يضيف محدثي (الأستاذ رشيد بن مصطفى) :"
"أبو الفنون أيضاً، لأن المسرح يجمع الفنون جميعها؛ فالمسرحية مبنيّة على الرواية،هذا الفن القصصي الجميل، وتدخل فيها الموسيقى، وأحياناً الغناء والرقص.
وفي المسرحية لا بد من وجود التصوير وهو فن قائم بذاته، أيضاً لا بد من دخول فنون التصميم والديكور والزخرفة والإضاءة. بالإضافة إلى هذا، تستعين بعض المسرحيات بالنحت والرسم وغيرهما من الفنون.
وينقسم المسرح إلى قسمين: التراجيدي والكوميدي،لكن نوعية المسرحيات تبقى الفاعل الأكبر في التأثير على المجتمع بالاعتماد على تكامل عناصر نجاح المسرحية، وعدم الإخلال بأي من هذه العناصر، التي من أهمها النص والحبكة والشخصيات واللغة والأسلوب والزمان والمكان."
أما عن فوائد المسرح في حياتنا يقول محدثي:
""أعطني مسرحاً، أُعطك شعباً مثقفاً"، هذه تعتبر العبارة الأشهر التي قيلت بحق المسرح. وعلى الرغم من أن الباحثين اختلفوا على شخصية قائلها، فإن أكثر الترجيحات تميل إلى أرسطو أو إفلاطون، وهي عبارة أثبتت صحتها بمرور الزمن.
فالمسرح أثبت أن له فوائد كبيرة ومهمة للفرد والجماعة،وقد لخَّصها مختصون في علم الاجتماع،بأن المسرح يجسد الواقع بصوره المتعددة،ويتوصل إلى حلول لمشاكل المجتمع.
وذكروا أيضاً أن المسرح يزيد نسبة الوعي بين الناس، ولكونه يتطرق إلى قضايا آنية، فهو يعالج المشاكل الاقتصادية التي قد تواجه البلاد أو مجموعة أو أفراداً.
ويعتبر المسرح أيضاً، بحسب رأيهم، علاجاً شافياً؛ حيث يعدّ نوعاً من التسلية التي تريح النفس، وتدخل إليها البهجة والسرور؛وهو ما يساعد على الاسترخاء ونسيان المشاكل وتعقيدات الحياة؛ فيسهم في علاج الأمراض النفسية والعصبية التي بدورها قد تؤدي إلى مشاكل صحية عضوية.
وفضلاً عن ذلك،يرى المختصون أن المسرح يساعد المفكرين والجهات الحكومية والمجتمعية في نشر المفاهيم والقيم والتوعية والتوجيه والإرشاد، وهو ما يلاحَظ في المسرحيات الوطنية، التي تحث على حب الوطن والدفاع عنه والحرص على حماية خيراته، وصيانة موارده ومكتسباته والحفاظ عليها.
بالإضافة إلى هذا كله،وجَّه العديد من الفنانين،من خلال المسرح،رسائلهم المعارِضة لأنظمة الحكم الديكتاتورية التي حكمت بلدانهم، وهو ما يتضح في العديد من المسرحيات، ومنها مسرحيات عربية."
ختاما يقول محدثي الأستاذ رشيد بن مصطفى :
""إذا كان من المسلَّم به أن في قدرة المسرح أن يلقن الشعب وطلاب العلم ما تلقنه المعاهد والجامعات،وإذا كان من المقطوع به أن أثر المسرح في تنمية الوعي وتطوير الملكات لا يقل بأي حال عن أثر المدرسة والجامعة فهل يجوز لنا أن نقتصد في بناء المسارح وإعداد العدة لتكوينها مع علمنا بأنها إحدى الدعامات الأساسية في بناء نهضتنا؟ فمن التراث الإنساني ما هو صالح لنهضتنا الحديثة وتكويننا الجديد ومنه ما هو غير صالح،من أجل ذلك كان علينا عند نشر الوعي والثقافة أن نكون على بصيرة بما نقوم به، لأنه (المسرح) الفن الذي لا يمكن أن يسلم قيادته إلا فنان قادر على التأثر بالجماعة الإنسانية التي يعيش معها والتأثير فيها... فالمسرحية تتجاوز تجربة الفرد في القصيدة والشعر إلى تجربة الجماعة كذوات متواصلة متأثرة ببعضها، وتتعدى القصة من نثر خيالي للقراءة إلى حياة تدب على الخشبة لكافة الشخوص والأحداث فضلا عن اشتماله للأزياء والإكسسوارات والمؤثرات الضوئية والصوتية"
وأنا أختم بالقول :
للمسرح دور كبير في تحفيز التغيير الاجتماعي والتذوق الجمالي للكيان الإنساني، كما هو أداة فعالة للتعبير عن الرفض والاحتجاج بطرق سلمية تهدف إلى تغيير اجتماعي ما. وما يعزز هذا الدور هو أن الممارسة الفنية مزيج من الاتصال والمحاكاة والتشكيل والمعرفة. هذا الدور يبدأ في سن مبكرة بتغذيه الفكر والتفكير الصحيحين في كيان البراعم حتى تبلغ أشدها. فالعمل على انشاء مسارح تربوية هادفة تبلور شخصية الطفل نفسياً واجتماعياً وتوجه الأفكار الشابة التي تشارك في التأليف والتمثيل اشباعاً لرغباتها وطاقاتها، تلك التي تتشكل في عمر خطير تنعكس نتائجه على مستقبل الأمة. ولا يقتصر النشاط المسرحي على المدرسة أو الجامعة فحسب فهناك المسرح الجوال ومسرح المقهى ومسرح الشارع وأنماط أخرى كثيرة. لكل منها جمهوره بمشاكله وآلامه وطريقة تعبير تتناسب مع بيئته الحاضنة. وهذا ما يحفزنا على تحميل الشاب رسالة اجتماعية هادفة تجعله قدوة جذابة يحتذي بها أبناء جيله والأجيال الصاعدة التي تبني عليها الأمة آمالها وتطلعاتها لمستقبل واعد. رسالة تحمل المناقب والأخلاق والدفع للمشاركة في الصراع الحضاري كحجر أساس لبناء وطن متماسك يكون صداً منيعاً في وجه الهجمات الغير حضارية التي نواجهها الآن على شكل صور وأنماط مختلفة.
أخيراً آمل أن يزداد الاهتمام بالمسرح عامة والمسرح الجامعي بصورة خاصة، ألم يقل “.وليم شكسبير: “اعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً"



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما حكاية-هذا -السجين التونسي-؟!
- بيان رسمي من كاتب صحفي دولي تونسي
- شراقات نورانية..في دياجير اليَم بقلم الأستاذة القديرة فوزية ...
- ..ملامح الوجَع..في قصيدة الشاعر التونسي القدير جلال باباي ( ...
- حين يؤسس الشعراء لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخ ...
- حين تنسج الكاتبة التونسية القديرة فوزية ضيف الله من -خيوط ال ...
- حتى نؤسس لإعلام جهوي واعد..يوازن بين الحرية و المسؤولية،وفق ...
- رسالة مفتوحة إلى ساسة بلادي : كل الذين دأبوا على الإبحار على ...
- إشراقات الوطن..على ربى الإبداع الشعري للشاعر التونسي القدير ...
- الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي نحات ماهر في الرسم بالكلمات ...
- إشراقات الثورة..في الخطاب الشعري الحديث
- هوذا الشاعر التونسي الفذ جلال باباي كما أراه..وكما أصغي إلى ...
- لغة الترميز والإيحاء والتكثيف في الحدث السردي لدى الروائي وا ...
- قراءة-تأملية-في قصيدة الشاعر القدير-د-طاهر مشي (عزف..على وتر ...
- الروائي التونسي القدير محسن بن هنية يتحدّث عن تجليات الإبداع ...
- الثورةالتونسية المجيدة.. هي نشيد الجماعة ومرآتها..وليس الفرد ...
- تجليات السرد الروائي..وإشرقات الإبداع التجريبي.. لدى الروائي ...
- هل آن الأوان لوقف انتشار ثقافات التسطيح واستسهال الأمور..وال ...
- على العرب أن يعوا: -ليس من السهل الارتداد بحركة التاريخ التي ...
- على هامش ملحمة غزة البطولية : سلام هي فلسطين


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - -المخرج المسرحي التونسي الكبير: رشيد بن مصطفى :-المسرح هو الفن الذي لا يمكن أن يسلم قيادته إلا فنان قادر على التأثر بالجماعة الإنسانية التي يعيش معها والتأثير فيها