أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حين يؤسس الشعراء لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة..















المزيد.....

حين يؤسس الشعراء لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة..


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6943 - 2021 / 6 / 29 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


-هذا المقال مهدَى حصريا إلى الشاعرين التونسيين : د-طاهر مشي وجلال باباي-
كيف يمكن ايجاد مصالحة بين الإنسان والفرح،في خضم التداعيات المؤلمة التي يشهدها الوطن العربي في محنته "الإغريقية"..؟
وكيف يستطيع الشاعر صياغة هموم وتطلعات أمته شعريا ؟
أليس بإمكان الشاعر الآن..وهنا تطريز المشهد الشعري بزلازل من الأسئلة الحارقة والمقلقة لهذا الواقع الممجوج والمتخم قلقا وألما،وذلك عبر لغة شعرية صافية تعتمد الأصالة والإضافة،وتنأى عن المحاباة والوصولية..تصالح ذهنية المتلقي وترتقي بحسه في هدأة الطريق إلى عوالم النص ؟
ألسنا إذا وضع يتسم بالقتامة والإنكسار،أفرزته ظروف تاريخية ما فتئت تمر بها هذه الأمة منذ أمد بعيد،وقد شهدت خلالها متغيرات حثيثة،في القيم الرئيسية لمسيرة التاريخ الإجتماعي-الثقافي للعرب،بما من شأنه أن يوظف الأدب،توظيفا واعيا بجدلية الصراع بين الكائن وما يجب أن يكون،ويجعله يقاوم التيار الكاسح،ويتحدى الأمر الواقع،ليصوغه في شكل جدل بين الهزيمة والمقاومة..!
ألم يواجه أدباء العالم في الحربين الكونيتين الأولى والثانية،وما استجد من حروب صغيرة هنا وهناك،ظروفا لا تقل وجعا عن التي نحن فيها،غير أنهم سَمَوا بأفكارهم إلى مستوى التحدي،فظهر أدب المقاومة ضد النازي،وهو الأدب الأمريكي و-السوفياتي-والفرنسي،بين العشرينات والخمسينات من القرن الماضي،وبعد أن خلقت الحربان آثارا حضارية قاسية،وآلاما نفسية جريحة وموجعة،انبجست الموجة الوجودية في أدب الغرب،كاحتجاج وتمرد بارزَين..؟
أفلم يكن من الأحرى بنا نحن العرب،الذين خضنا حربا مهزومة عام 67 وثانية بديلة عام 73 وأخرى أهلية عام 75،علاوة على مآسي أخرى،وتراكمات تاريخية مؤلمة،أفضت إلى إنتقاضة جاسرة،مازال يخوضها أطفال فلسطين بالنيابة عنا في أرجاء الوطن السليب والمستَلَب،أن يكون أدبنا موسوما بالرفض والمقاومة،ويؤسس في مضمونه للآتي في موكب الآتي الجليل.؟
أليس للنص الشعري دور ريادي في تفعيل واقعنا،والإرتقاء بحسنا الإبداعي إلى مراتب البلاغة والإبداع،بما يمنحنا سخاء في الرؤيا يتجاوز الذاكرة الحبلى،والحلم العذري،حس المأساة في خاتمة المطاف،وهي تصاغ في حوار مجلجل مع الجيل الشعري الرائد ؟!
إن تجاوب الأدب مع كل هذه التداعيات،وتحويلها لمادة للإنتاج،من شأنه أن يقوي الشعور بالوحدة،وبالرابطة القومية،ويذكي الوضع النفسي المتلائم مع القربى،والإنتماء الواحد،والمصير المشترك،ويضعف بالتالي الشعور الإقليمي،الذي يتكوّن تلقائيا في ظل أوضاع التجزئة،ويفتح ثغرة في جدار الحدود الإقليمية..
وقد جسّد شعراء بداية النهضة العربية هذا الدور على أفضل مما يقوم به شعراؤنا اليوم،ولعل في الأبيات التالية -للرصافي-عن تونس ما يؤكّد هذا القول :
أتونس،إن في يغداد قوما***ترف قلوبهم بالوداد
ويجمعهم وإياك انتساب***إلى من خص منطقهم بضاد
فنحن على الحقيقة أهل قربى***وإن قضت السياسة بالبعاد
إن حالة التردي التي يتسم بها واقع الأمة العربية بكل أقطارها،جعلت الراهن متخما بالمواجع،تتكالب عليه قوى الشر وتتحالف فيما بينها،بهدف اجهاض نقاط الضوء الثورية،التي نجحت في تخطي تخوم الإنكسار،واستطاعت بجهد غير ملول أن تجد لها طريقا بين جدران هذا الظرف،مما حدا بهذه القوى إلى احتواء تلك النقاط المشرقة لتصفيتها نهائيا،ولإشاعة جو اليأس والإحباط والتشاؤم بين أبناء الأمة..
وفي خضم-هذا الهم النبيل-وفي ظل تداعيات الوجع العربي بكل أبعاده الدراماتيكية،يقف-الشاعر-يستبطن أبعاد هذا الهم في الواقع الخام والمادة الأدبية،يتابع نبض الهزيمة وإيقاعها المأسوي،ويؤسس في ذات الآن للإنتصار،راسما في أشعاره علامات الزمن الخائب،واعترافات الجيل الضائع،من غير أن تكون الخيبة أو الضياع عنوانا أساسيا أو محورا متعمدا،بقدر ما هو قراءة للذات الراهنة،واستحضار للذكريات الماضية،واقامة جدل موضوعي بينهما في ضوء المدى المنظور..
هذا الضوء،هو-الجانب الجمالي-الذي يصوغ الأزمنة ويقيم الحوار معها،وفق-رؤيا-جديدة تؤسس لللآتي الجليل بأفراحه المرتجاة،وتجسد التخاطب الحي بين الهزيمة والمقاومة،وهذا يعني،أن للشعر فعلا موازيا للدور السياسي والعسكري في تضميد جراح هذه الأمة،واستشراف ضوء شموسها الآتي..
ومن هنا،تكون قضية ايجاد المعادلة الصعبة بين الهموم والتطلعات،وخلق المعادلات المعبرة عنها شعريا ضمن القصيدة،احدى نقاط الإرتكاز الأساسية التي يبحث عنها الشعراء،أثناء "المكاشفة الشعرية "فحالة الإنكسار التس يشهدها الوطن العربي من ناحية،وقضية الشعب الفلسطيني من ناحية ثانية،هما قطبان متلازمان في الخطاب الشعري الحدبث.
ومن البديهي أن تكون الهوية الفلسطسنية من جهة،والأرض المحتلة من جهة ثانية،مصدرا ملهما للشعر،فتتجلى المأساة عريا بوجه عام،وفلسطينيا بوجه خاص.
وقد لا يكون الأمر مفاجئا حين ينخرط الشعراء في البحث الدامي الدؤوب،عن مواقع الضوء في زوايا الواقع العرب،لأن الرؤيا التي أفرزتها-الإنتفاضة،هي الرؤيا المضادة لواقع الهزيمة،إنها الإستيعاب التاريخي لمعاناتنا جميعا،وهي العلامة الرئيسية لأدب المقاومة في مختلف تجلياته..
هذا الأدب الذي بات عليه أن يسبح ضد التيار الكاسح،ويتحدى الأمر الواقع،بإعتباره سيصارع تيار الهزيمة،ويتجاوز بذلك واقعها المترجرج،ويبحث في أدغالها وجذورها العميقة،عن تفاصيل وأسباب هذا-الواقع-المهزوم..
ومن هنا جاز القول،أن-الإنتفاضة الفلسطينية-بالأمس..واليوم..وبإسناد من المقاومة الباسلة،بدأت تؤسس للون شعري جديد ومتجدد،يتماهى مع الواقع،ويصوغه على نحو يجلو قيمه الجمالية،ويبرز أبعاده النبيلة التي هي مطمح كل فنان أصيل.
غير أن ما نرومه،هو أن لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة،طافحة بالحزن ومتخمة بالمواجع،بقدر ما هي مشعة بالفرح،تجسد الإنبهار بالحياة حد الشهادة،وتؤسس لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة،في تاريخية اللفظ والتركيب العضوي للكلمة،فيبوح النص الشعري بما يتضمنه من مفردات إبداعية،وبما كان سرا مستغلقا على الفهم ومستساغا للأذن في ذات الآن،بما من شأنه أن يحرر رقعة واسعة من الذوق التقليدي المتحجّر،ويكتسح مواقع الكلاسيكية عبر رؤيا تتفاعل مع عالم القصيدة الداخلي في ارتباط وثيق بالثورة الحضارية،وأن يتوصل في النهاية إلى ايجاد معادلات معبرة عن همومنا شعريا،بما يحقق تلك المعادلة الصعبة التي تربط،دون قسر،بين الذات والموضوع بصورة شعرية واعية..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تنسج الكاتبة التونسية القديرة فوزية ضيف الله من -خيوط ال ...
- حتى نؤسس لإعلام جهوي واعد..يوازن بين الحرية و المسؤولية،وفق ...
- رسالة مفتوحة إلى ساسة بلادي : كل الذين دأبوا على الإبحار على ...
- إشراقات الوطن..على ربى الإبداع الشعري للشاعر التونسي القدير ...
- الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي نحات ماهر في الرسم بالكلمات ...
- إشراقات الثورة..في الخطاب الشعري الحديث
- هوذا الشاعر التونسي الفذ جلال باباي كما أراه..وكما أصغي إلى ...
- لغة الترميز والإيحاء والتكثيف في الحدث السردي لدى الروائي وا ...
- قراءة-تأملية-في قصيدة الشاعر القدير-د-طاهر مشي (عزف..على وتر ...
- الروائي التونسي القدير محسن بن هنية يتحدّث عن تجليات الإبداع ...
- الثورةالتونسية المجيدة.. هي نشيد الجماعة ومرآتها..وليس الفرد ...
- تجليات السرد الروائي..وإشرقات الإبداع التجريبي.. لدى الروائي ...
- هل آن الأوان لوقف انتشار ثقافات التسطيح واستسهال الأمور..وال ...
- على العرب أن يعوا: -ليس من السهل الارتداد بحركة التاريخ التي ...
- على هامش ملحمة غزة البطولية : سلام هي فلسطين
- حتى نستردّ كرامتنا المهدورة.. لكل عربي يعيش من المحيط إلى ال ...
- حين يواصل الأدباء والفنانون والمفكرون - عمل الآلهة في الخلق” ...
- هل بإمكاننا القطع مع النمطية و»إعلام الزعيم» والتأسيس لإعلام ...
- كيف يمكن مواجهة الإختراق الثقافي الكوني في ظل راهن يتعولم إق ...
- حين تكتب المقاومة الفلسطينة الباسلة..تاريخ المجد والإنعتاق و ...


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حين يؤسس الشعراء لروح الإنتصار عبر لغة تستكشف كنوز البيان وخبايا البلاغة..