أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الصلاة ونرجسية الله اللامتناهية.














المزيد.....

الصلاة ونرجسية الله اللامتناهية.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7071 - 2021 / 11 / 8 - 16:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تطرّقت سابقاً لموضوع الصلاة بشكل عام في صورها المختلفة الموجودة لدى أديان اله الدم الثلاثة , ولكن موضوع الصلاة هو من أكثر المواضيع إثارة للضحك في أي دين , فكما نعلم هي لا تعدوا عن كونها هلوسات سفيهة يقوم بها المؤمن للتخاطر مع صديقه الخيالي الغير موجود والذي لا ينفعه في شيء !

والصلوات بشكل عام في أي دين هي مهزلة كما ذكرنا , ولكن أغبى أنواع هذه الصلوات هي الصلاة في صورتها البول بعيرية , فنحن نعلم أن هذه الصلوات الإسلامية بطقوسها وحركاتها ومواعيدها وقصّة الإسراء والمعراج التي أتت بها , منسوخة من صلوات وخرافات المجوسية والصابئة , ومخلوطة بالعديد من المعتقدات والخرافات الوثنية الأُخرى , ولكن الأمر والإشكالية لا تقتصر على هذا...

فنحن نعلم أن الصلاة هي صلة بين العبد وربّه , وتقرّب من الصديق الخيالي الغير موجود (الله) , ولكن المشكلة في مفهوم الصلاة الداعشية أنها مفروضة لا تَهَرُّب منها , وهي تماماً كالواجب المدرسي الذي عليك القيام به شئت أم أبيت , والذي ستعاقب عليه أشد العقاب إن لم تقم به , ولكن السؤال هنا هو لماذا ؟

وللإجابة على هذا السؤال دعونا نتخيّل هذا السيناريو , أن الله قرر صياغة أسلوب ليتقرّب اليه البشر , وهذا الأسلوب هو الصلاة بحركاتها وطقوسها التافهة , ولكن لماذا يقوم بفرض هذا الأمر ؟ أليست الغاية من الصلاة هي التواصل مع الإله والتقرّب منه ؟ فأي تقرّب يكون بالفرض والعنف والتهديد ؟ وكيف ستكون الصلاة تقرّباً , وهي فريضة ؟

والأنكى من هذا أن تركها جرم يعاقَب عليه المرء , والتي سوف يقوم بأدائها في جهنم بعد موته حتى ينتهي من كافّة الصلوات التي راحت عليه أو نسيها أو تركها ! ولكن السؤال هنا , لو كانت الصلاة حقاً للتقرّب من الإله أو التواصل معه , فلماذا سيعاقب المرء بأدائها في جهنم بعد موته ؟ أليس اللي راح راح ؟ وهل الله سينزعج إن لم يتقرّب منه المرء لدرجة تعذيبه بشكل فظيع إن لم يفعل ؟ ما هذه الطفولية والنرجسية المنحطّة ؟ فالله في هذا المنظور كالعشيقة النرجسية التي تريد من عشيقها أن يكرّس حياته لها ليل نهار , وإن لم يفعل , ستحبسه وستجبره على أن يغازلها ليعوّض عمّا تركه !

ولماذا سيعاقب المرء على عدم تواصله مع الإله ؟ إن كنّا نحن بحاجة هذه الصلاة للتقرّب من الإله والتواصل معه , فلماذا تكون مفروضة بالقوّة عوضاً عن كونها طواعية ومبادرة ؟ وأي تقرّب ذاك الذي سيكون مفروضاً ؟ أليس نفاقاً أن يكون التقرّب ومحبّة الإله مفروضة هكذا ؟ وهل المحبّة تأتي بالرعب والترهيب ؟ أم بالمبادرة الشخصية ؟

وإن كان الله قد خلق البشر لعبادته والصلاة له , فهل هذا يعني أنه بحاجة لهذه الصلاة والتمجيد المستمر ؟ وإن لم يكن بحاجته فلماذا خلق البشرية من الأصل ؟ ليتسلّى مثلاً ؟ وهل الله بحاجة الصلاة وعدد ركعاتها المعيّنة المفروضة على الجميع ؟ وإن لم يكن بحاجتها فلماذا يفرضها ويعاقِب عليها الناس ؟

والقول بأن الصلاة هي لأجلنا نحن , ونحن من يحتاجها للتهرّب من العقاب على تركها في جهنم , هو تماماً كالضحية التي تلوم نفسها على جرم ارتُكب بحقها ! فالله فرض العذاب والجزاء على ترك الصلاة , ومن ثم وفّر لنا طريقة للهروب من هذا العذاب ألا وهو القيام بالصلاة على الأرض , فمثله كمثل من يصنع المشكلة ومن ثم يقدّم الحل !

في منظر سخيف لا يليق بالآلهة , ويجعل من الإله كائناً عبثيّاً بامتياز ينزع عنه الألوهية والحكمة المطلقة , فالحكيم لا يعبث ولا يلتف صانعاً للمشاكل ! فمن الأحرى أن لا يفرض الصلاة من الأصل وأن لا يعاقب على تركها , وجعلها أمراً تطوّعياً ومبادرة بشرية يجازى من يقوم بها بالخير , ومن يتركها لا يعاقب وأمّا العكس فهو الجنون بعينه.

وهذا هو التفسير الوحيد أو الداعي الوحيد الذي يدفع أي دعدوش لكي يصلّي , فالمؤمن لا يصلّي تقرّباً للإله , أو محبّة فيه , أو تمجيداً له , وإنما خوفاً من القيام بذات التمجيد في محرقة الله الهتلرية ! فالإله الذي يفترض العذاب كأساس , ومن ثم يستثني منه من يتّبعه , هو إله شرّير أيّاً كانت أوامره ونواهيه. ناهيكم عن كون أوامر اله الدم الشّر بعينه !



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ العثمانيين الأسود.
- كلمة مسلم هي أكبر إهانة لأي إنسان.
- المصائب في الإسلام لا تأتي فرادى !!
- سراب تطور دول الخليج.
- آثار الحرب تنسف الله ووجوده.
- اختلافات بالجملة في صفحة واحدة من مخطوطات القرآن.
- معايير الحكم على الأيديولوجيات وتصنيفها.
- الله الظالم.
- مسخرة زوال النِّعم.
- ألا ليتهم يتآمرون على دين الله !
- الاستهتار بحياة البشر في دين بول البعير.
- تساؤلات حول مهزلة رضاع الكبير.
- متى يخسر المرء حقه في حرية التعبير ؟
- الجنّة للأغبياء.
- ردّاً على مصري ملحد , فيما يتعلّق بإنقاذ ستالين للاتحاد السو ...
- المعجزات في تلاوة الهلوسات !
- البيان في حيونة الإخوان.
- ترجمة رؤية المتنور العربي على أرض الواقع.
- يجب مراجعة التاريخ والاجرام الاسلامي.
- تناقض مسيحي لطيف.


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الصلاة ونرجسية الله اللامتناهية.