جعفر كمال
شاعر وقاص وناقد
(تôôèô ؤôéôم)
الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 16:32
المحور:
الادب والفن
الصدفة المُيَسَّرَة
قصيرة جداً
في مطار إسطنبول وبالصدفة المُيَسَّرة التقيت بفتاة زاحمت الثلاثين من عمرها، وجدتها تحاصرني بنظراتها الشبقية الحائرة بتأملات خجولة، ترتسم على شفتيها رغبة تباسمني، قلت في ذات نفسي ما بها يا ترى؟ تصنعتُ الفرار منها، تجولتُ بين أسواق المطار، وجدتها تلاحقني، وأنا يكاشفني البسط والرجاء، تكيفتُ مستتراً بين رفوف الملابس، أدرتُ خطوي محترزاً خلفها دون علم منها، وضعت يديَ على كتفيها، جفلت.. تلقفتُ إحساسها فرحاً، ابتسمت رَمتْ بجسدها على صدري وهي تتأبطني، تعجبت في قرار نفسي، قالت وكأنها تشاورني:
أخفتني.
بَقِيَتْ على هذا الحال بعض زمن تلازمني بجسدها، أحسستُ بدفق قلبها وكأنه يشتكي، حسبتها تلتذ بأنفاسي، تحرك المكلوم منفعلاً، قلتُ له نم أيها الساقي، وبعد أن أحست به رفعت وجهها وقبلت خدي، وبعد دقائق قلت لها ونحن نجلس:
لماذا أنا؟
تورد دلال وجهها وقالت:
لأنك أنتَ..
أخذ اللقاء يلهو بنا بتجليات أمل أن نقترب أكثر، وبقينا هكذا نحاكي المستقبل، لا هو معيون، ولا معدوم، لا هو كلي، ولا جزئي، وحالنا يناشد التمني، وفجأة أقترب موعد رحيلها إلى القاهرة، وأنا إلى بغداد، وبعد زمن عادت تجالسني في بيتي الكائن في لندن. سألتها وهي في فراش الليلة الأولى..
- ما سر الحياة:
قالت:
- فراش كل ليلة.
#جعفر_كمال (هاشتاغ)
تôôèô_ؤôéôم#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟