أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر كمال - الذات، والمدن الصامتة














المزيد.....

الذات، والمدن الصامتة


جعفر كمال
شاعر وقاص وناقد

(تôôèô‏ ؤôéôم)


الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 23:33
المحور: الادب والفن
    


أصبَحَتْ المدن عاجزة عن تقديم الحياة الضرورية للإنسان، وجدتني أتصفّح الشوارع الشهيرة مثل البيكادلي، وأكسفورد، وأجور رود، وكنزوي، عن المرونة المشجعة للحوار النفسي، وبينما كنت أحدث البدائل بهذه الفكرة الكفيفة.. أو تلك المبصرة الضيقة، شجعت ذاتي أن أُمَرنُ التعايش المر على القبول بما نريد أو نرفض، وهو أن أبحث في الزوايا التي أصبحت يابسة عن عنوان يحرك قدرتي على التعايش، وهنا تذكرت "ريبو" ونظريته حول "الترابط" على ضوء عمليات الفرز والتصنيف الشخصي، كيف تتولد الانفعالات الشعورية في حين مجانسة الحلم المتناظر على ضوء ما يتمتع به المتخيل النوعي من اهتمامات في الشائع المعيون، لعصرنة تُوَلدُ حالاتها الإبداعية في السياق الحاصل في المهارة المعرفية، وجدتُ العقل وكأنه مخبوء في دوامة اللاشعور بين الافتراض المجازي، والمساحة الحسابية، حسبته تارة مخيباً للآمال كما نحاكمه في أنظمة العلوم الفلسفية، والأشكال، والأفكار التي نلتقي بها في المفهوم القدري اليومي.
وكما أن الأمور أصبحت معروفة بجوازها الرياضي، ونحن لم نلمس ذروة الهروب من بعضنا ضد بعضنا التي اعتدنا على أنها صحبة غنيمة وسليمة،، نقود ذاتنا إلى الشروحات الباطلة، والاختصارات الضيقة، وتلك ما أُعَرفها بمناظرة التحويل والتناسخ المتماثلة في فسيولوجية الطبائع الخاصة، الخائفة دوما في كل لحظة من انتقال الزائر الصامت إلى الشخص دون علمه بشئ منها، ترى هل أصبحت العلاقات الاجتماعية تقوم على تصنيف مسطح في التشابهات الجزئية؟ أم ندع الحكم تسوقه النظرة العرفانية، وتساءلت أين التشخيص في ثقافة الشعوب الأوروبية؟ ربما هو التعتيم على التجريدات الانفعالية من منظور المفهوم الديني المُحَدَد بواقع الفرد المترجم بوعيه المجرد على جدار الثقافات غير الإنسانية، ولا أعتقد بشئ غير هذا، خاصة في المفهوم الأحادي للصوفية التي ربما تجدد وقتها بخصوصية العبادة، من حيث أن تدخل إلى أعماق تناغم المفاهيم الوجودية، عبر تصانيف يكون فيها الاستدلال مضللا بين الرب وعبده، وهنا تكون الإدراكات الايمانية مسحوقة بأمر الطالب والمطلوب، بمعنى أن تلك الأحكام غير مكتسبة من البيئة المحيطة بالفرد، لأنها متغيرة بحكم بصريات طبائع المجتمع المحصورة في تفكير الفلسفة المعاصرة عند كارل ماركس، وولاس.
بعد ما يقارب خمسة ساعات وأنا أتجول في شوارع مدينة لندن الفارغة، اقرأ العنوانين المَيتَة إلاَّ من الجدران الغريبة الحزينة، وبعض الفضلات والقطط السائبة والباصات الفارغة، لا خيال قصصي أو شعري في رأسي سوى بعض محطات فارغة لا إشراق فيها، ولا فتيات يكشفن عن سيقانهن، ولا بارات لا مطاعم ولا مشروعات ولا عبثيات فطرية. فالواقع الافتراضي:- "كورونا" مسحوب منه الأمل والكيان الواقعي، نتحرك ونلهو ونكتب على ما يفرضه علينا الواقع أن نكون، حيث أصبحنا نتحرك بأزياء جديده يفرضها هذا الافتراضي، ونحن نتحسس أعضاءنا أن لا يلقحها الشيطان، نخافه برغبة منه، ونطيعه برغبة منا، دون مقاومة أو احتجاج، وقد يأتي يوم ويقول لنا سوف أترككم تتمنون زمن الطاعون، فأنا سيد هذا العصر.. سوف أجعل من القنبلة الذرية ومثيلاتها نفايات خجولة، انظروني في خيالكم الرقمي، لا صورة ولا حركة ولا صوت، بل أنا المعنى ونبوءة الموت آتيكم بصمت مطبق، وانتقل لضحايا آخرين برغبة وحب ولهو مني، أنتم خلقتموني لأسخر منكم، وأريح الدنيا من زهوكم التكنولوجي، أنا هو فانتازوما، وبديع الزمان، وأثانا سيوس، وسيمون رتير، وتيري كاسل، حتى أني أصبحتُ وسيط الأوهام والخداع المعنوي، أنا أُوقع الصورة المخيفة في العقل البشري، وليس لي ثأر مع الحيوان هكذا تكون استعارتي من منظورين متعارضين موجودين كما لو أنني فلم سينمائي طويل محاصر بالمرايا، والدخان، والهواء الاصطناعي، والأشباح النتنة، كنت في العقل الصيني والعقل الأمريكي، إذن أنا لقيط، والمثال الشخصي حقيقته أنا أُبلورُ المبادئ بأسم التسامي الإدراكي، لقد عجزتم عن مشاهدتي فكيف تلحقون بي الأذى؟ وأنا المختلف المستبد بكياني القائم بحد ذاته في الخلق والضرورة، احطمكم كما اشتهي، والغيكم كما أرى، فأنا المبصر بشهوتي أحسب الناس أن يقولوا آمنا بك، لتكونوا العميان بضعفكم، أراكم وليس ترونني.
ويتابع الصامت المخفي.. لست أدري أنا المُتخيَّل كم أكلت من البشر، لا التذ بالحيوان له رائحة العفن، تشجيني سلوى الموت، أرقص عبثياً وموسيقايْ دموع الأمهات والزوجات والآباء والأصدقاء، فأنا الدهشة يديمني التوحد وسلطة مخلوق لا يتظاهر بل أنا الصدمة المركزية، كوني أكلتُ من صنعني من الرؤساء، بشعاري الأقوى منهم، ومن السرطانات والبلهاريزيا، والطاعون، والسل، والجدري، والأيدز، فأنا زعيم الفايروسات ومولاهم بعمامتي، انحنوا أيها الأغبياء.



#جعفر_كمال (هاشتاغ)       تôôèô‏_ؤôéôم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا إلى متى؟
- ابنة الحدائق
- أمي المساء
- نلتقي
- خَلِيَّةْ الانتقال في: شاعرية كاتيا راسم.
- الوطن والناس
- تجليات الصورة.. المحاكية للأشكال
- عبدالفتاح المطلبي.. في.. تخصيب مبنيات الدلالة
- الجارة
- المثقاب
- قطرة تنتظر
- فوتكرافيك معرض
- موسوعة الجنسانية العربية والإسلامية قديما وحديثاً
- تمثيل التأوُّل.. في قصيدة العصبي بو شعيب.
- الرواية العربية / مصاغ المُجَمَل في تركيب الجواز:
- عبدالنبي
- كون تشوف
- العادة الشهرية
- حركية التدوير في الشعر النسوي العربي
- ياريت / إلى رطبة القنطار


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر كمال - الذات، والمدن الصامتة