أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر صادق صاحب - أخطاء وثغرات النص الشعري في الشعر الشعبي العراقي














المزيد.....

أخطاء وثغرات النص الشعري في الشعر الشعبي العراقي


حيدر صادق صاحب
كاتب وشاعر

(Haider Sadeq Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


قد يختلف أو يتفق معي البعض في أن الشعر هو موروث مهم وفعال في معالجة المشاكل والصراعات والنزاعات القائمة في أي دولة أو بلد وخصوصا في بلد عريق بثقافته وفنه كالعراق والذي يمتاز بالشعر الشعبي الجميل في طرحه لكن هناك من دخل الى الشعر الشعبي من بوابة الأحزاب تارة وتارة من بوابات أخرى غير معروفة فجهلوا حق النص وما يترتب عليه فمنهم من بدأ بكتابة النص الركيك والخادش للحياء وأخرين غيروا في النص بعض الكلمات التي تربينا عليها وعشنا معها بأخرى لا نعرفها ولم نسمع بها سابقا وهذه بوادر خطيرة لتدمير هذا الفن على المدى البعيد والمستقبلي ويتصف القول الشعري بانه وضع عقلي ممتزج بمادة تخيلية وهو من هنا يتأسس برؤى تتعامل مع اللغة تعاملا خاصا بوصفها وحدة اتصال موجه من جهة ووسيلة إفصاح لمدركات غير متناهية من عوالم التعبير والتأثير والأفهام من جهة أخرى.
ان اغلب العراقيين يتذوقون الشعر الشعبي ويحفظونه باستمرار، على الرغم من اعتقادي في ان حفظهم للشعر نابع من المواجع التي رأوها في حياتهم، فهو تعبير عما يختلج في نفوسهم الحزينة، حيث نجد حتى الاميين منهم يحفظون الشعر الشعبي، فما زالت احدى الابوذيات التي كان يردد بها جدي الذي لايقرأ ولا يكتب عالقة في ذهني: (خلفي واليمين التفت وايسار، واعاين لليفره الكَلب وايسار، صديجي الماحضرني بعسر وايسار، وجب تركه لأن ذاته ردية). فالشعر في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات يحفظ من قبل الناس الذين لايقرأون ولايكتبون، فربما تجد امرأة جنوبية بعصابتها السوداء تردد ابيات لمظفر النواب مثلاً...وهذا التلقي السريع للشعر الشعبي من قبل الناس، نابع من وعي الشاعر وفهمه لمتطلبات المرحلة التي يعيشها، فالشعراء السابقين متميزين بـنباهة اجتماعية كبيرة، اضافة الى ذلك مداركهم الفكرية الواسعة، أي انهم يقرأون باستمرار وحسبك قصائد مظفر النواب وشاكر السماوي وعريان السيد خلف وناظم السماوي وكاظم الكَاطع وغيرهم الكثير.في الفترات الاخيرة وجدنا تردي هائل في الشعر الشعبي العراقي وفي كل ضروبه سواء في القصيدة او الابوذية او النص الغنائي، وخصوصاً هذا الاخير الذي يحتوي على كلمات يمجها الذوق وتأبى سماعها الاذان، وفي خضم هذا الابتذال الادبي الذي نراه في الشعر الشعبي، الذي اعتقد ان غياب النقد ، سبب من الاسباب المهمة في تردي الشعر الشعبي المعاصر، على الرغم من صدور دراسات نقدية قليلة جداً. قرأت مؤخراً دراسة عن الحاج زاير لريسان الخزعلي واخرى للناقد حسين سرمك حسن، والتي كانت رائعة بحق وتعد من الدراسات المهمة الحديثة التي تناولت شعر مظفر النواب، لكنها لاتفي بالغرض كون الشعر الشعر الشعبي العراقي يتمتع بمساحة واسعة جداً، وبالطبع لست انكر ان هنالك شباب متميزين من كل محافظات العراق، يكتبون بحس جمالي مقتدر وهو تمثيل حقيقي للشعر الشعبي الاصيل، ولكن للاسف ان الشعر الخالي من الوعي يتغلب لانه منتشر في الاغاني الموجودة...وكذلك توجد مشكلة كبيرة وهو تردي الذائقة الشبابية حيث نجد الشاب يفضل بس بس ميو على البنفسج! وكذلك غياب الوعي عند بعض الشعراء فلذلك ينبغي على الشعراء الشباب المتميزين الان وهم قلة طبعاً، ان يرتقون بالذائقة الشبابية لا ان يسعون لخرابها، ويجب ان يوجد نقد منهجي للشعر يحاول سبر اغواره والوقوف على ابداع الذي يكتبونه، لان الاسفاف الشعري انتشر بشكل غريب وهذا سيكون سبباً في قتل التراث الشعبي الذي يمتلكه العراق ويصبح الشعر الشعبي مجرد كلمات بذيئة، خالية من النفس الشعري المتدفق، كنت اسأل الحاج حسين واقول له: مارأيك بشعر هذه الايام فيرد: عمي هذا خرط ! .. فـهل يرجع الشعر الشعبي الذي كنا نسمعه سابقاً، المتميز بسهولة الكلمة العراقية البليغة ولطافة وقعها على سمع المتلقي، وسلامة الذوق الذي يمتلكه الشاعر وكذلك عمق احساسه ونزعته الكاملة الى الابداع .؟ ام يبقى بعض الشعراء يكتبون ماهو مخل بالذوق ويسعى الى خراب الذائقة العراقية الاصيلة .



#حيدر_صادق_صاحب (هاشتاغ)       Haider_Sadeq_Sahib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نستقبل العام الدراسي الجديد ونستعد له
- جمهورية الموز ومعول الهدم المنظم !!
- الهشاشة النفسية اسبابها ونتائجها
- معركة الوعي الذاتي بين ازمات التفكير والتضليل
- الفرق بين صنع القرار وطريقة اتخاذه وتنفيذه
- ((دور اليسار بين ضعف الامكانيات وسلبية التخطيط))
- التغيير اهم القرارات المصيرية للوصول الى الهدف المنشود
- ( الازدواجية السياسية بين الوعظ والاصلاح الوهمي )
- عشوائيات الوطن والدكة العشائرية!
- العجز التلقيني ودوره في بناء شخصية الفرد العراقي
- حلم لن نراه , الولايات المتحدة العربية !!!
- الشعب العراقي يواجهون الأحزاب وانتخاباتها بالسخرية والهزل


المزيد.....




- -دليل الهجرة-.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ول ...
- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر صادق صاحب - أخطاء وثغرات النص الشعري في الشعر الشعبي العراقي