ميخا مواطن عراقي من البصرة قال : كنا ننام وابوابنا مفتوحة واقترح ابوه غلق الباب بعد منتصف الليل . لانه اصبح تقليدا شائعا في هذه الايام .
كان ميخا يبيع ( العرق ) في البصرة . واهل البصرة يحبوه وكانوا حينما يصادفوه في الاسواق يبادروه بالسلام وكان ميخا لايتذكرهم باسمائهم جميعا وكانت تحيته الاثيرة للجميع ( حبيبي انت اشلونك ) .
محمد جاسم يقول ان ميخا كان مسيحيا وكنا نحبه ونحترمه ولااعرف ماذا تعني اشوري كلداني ارمني . كان مسيحيا وحسب وكان طيبا وكان كل اهل البصره يحبوه . وكان يدخر لنا ( بطل العرق ) في اشد الظروف حلكة . وكان يسمي ( البطل ) حينما نستلمه من ( زاغور ) المحل ( الامبراطور ) وكنا نفهم الرسالة . ومن منا لايفهم ماذا يعني الامبراطور .
ابو ميخا يقول ان ابوابهم لم تكن تغلق ابدا وكانت مفتوحة من الصباح والى الصباح وكان في ( الطرف ) سني وشيعي وصابئي ويزيدي ويهودي وملحد وكنا نذهب الى اعمالنا ونتبادل الشراكة في ( الطرف ) وكنا نعرف اديان بعضنا من بعض من خلال الاعياد وكنا نشترك فيها جميعا وكأنها عيدنا جمعيا .
وكلنا يتذكر جنازة ابو ميخا . كل الطرف سار معه الى مثواه الاخير واذرف دمعة . كان ابو ميخا بابه مفتوحا مثل كل بيوت الطرف . وقد نصح باغلاقه بعد منتصف الليل لانه كان يدرك ان الكارثة قادمة . وكان يقول للعاصفة مقدمات .
والطرف كله اقام له ( عزاء ) وبكى عليه وشعر بفقده ومن ذلك اليوم كان ابنه ميخا محل تقدير واحترام الطرف كله .
وكان (بطل العرق او الامبراطور ) نتسلمه منه .
وجدناه مقتولا بحجة الاتجار بالخمور وكان ذلك بعد التحرير واثناء مرور السيد من البصرة الى النجف .
لنا المجد .