أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الهادي الشاوي - الاسلام السياسي














المزيد.....

الاسلام السياسي


عبد الهادي الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 21:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ظهر مصطلح الاسلام السياسي حديثا بسبب انعزال الأقطاب الدينية في العالم الاسلامي عن السياسة , حيث يمكن ان يشير المصطلح الى مجموعة واسعة من الأفراد او الجماعات الذين يدافعون عن تشكيل الدولة والمجتمع وفقا لفهمهم للمبادئ الاسلامية , والاشارة الى نشاطات واسعة التطبيق للأفراد والمنظمات المؤيدة لتحويل الدولة والمجتمع ككل للاستناد لمرجعية القوانين الاسلامية . وهذا يتعارض ويتناقض مع مبادئ وقوانين تطور المجتمعات ويتنافى مع قانون حقوق الانسان وحرياته في الحياة والرأي والتعبير والسعي للتغيير , وهذا يعني الغاء العدالة الاجتماعية التي هي امل كل انسان وفي اي مكان من العالم ويعيد المجتمع الى الفكر الشمولي والداعشي المتخلفين . وفي العراق لم تحظ الأحزاب الدينية طيلة تاريخها السياسي بفرصة ذهبية للظهور في المسرح السياسي بقوة مثلما اتيح لها ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003 , فقد طغى الاسلام السياسي على ملامح المشهد السياسي من خلال بروز وحضور وتحكم في المؤسسات او الأحزاب او المرجعيات الدينية في السلطة والثروة , ساعدتها على ذلك عدة عوامل , لعل اهمها التنسيق المبكر وتحالف الكثير من هذه القوى الدينية مع قوى الاحتلال في محطات ما قبل الاحتلال من جهة ( ما يعني عمالة للمحتل ), ومن الجهة الاخرى تراجع وانحسار معظم الأحزاب الايدلوجية التقليدية القومية او الديمقراطية والوطنية وعجزها عن تقديم حلول عملية وواقعية لتناقضات المجتمع العراقي . وفي سياق الرغبة العارمة لدى المواطن العراقي وحاجته للتغيير نتيجة وطأة الحروب العبثية المتلاحقة والحصار الخانق من جهة والشعور المتراكم لدى بعض الشرائح ولعقود طويلة بالمظلومية وهيمنة نظام الحزب الواحد كنتيجة مباشرة لليأس والاحباط من جهة اخرى .
لقد وجد الملايين من العراقيين انفسهم مباشرة بعد الاحتلال الأمريكي امام مشهد جديد في الساحة السياسية , وهو مشهد الاسلام السياسي الذي تولى زمام الأمور والحكم .مما دفع الكثيرين في بداية الأمر الى التعامل والتعاطف مع هذه الظاهرة – كل حسب جذوره – والتفاعل معها آملين انها نمط قد يحقق لهم العدالة والازدهار والاستقرار الذي افتقدوه على مر السنوات السابقة . ومع ان التنوع الطائفي والمذهبي والديني في العراق امر في غاية التعقيد مقارنة مع المجتمعات العربية الاخرى , فإن هذا التعقيد قد انسجم تماما مع الفلسفة السياسية الجديدة لنظام الحكم والقائمة على نظام المحاصصة الطائفية والعنصرية .
لقد ادى التدمير المبرمج لمؤسسات الدولة العراقية على يد قوات الاحتلال الامريكي وحل كافة صمامات الضبط الاجتماعي المتمثلة بالجيش والشرطة ومؤسساتها , اضافة الى الوهن والضعف في عناصر الوحدة الوطنية وعدم تبلور هوية وطنية موحدة عابرة للهويات الفرعية ادت الى تداعيات كانت اول نتائجها ذلك البركان الهائل الذي اعقب الاحتلال والذي اتخذ من الستار الديني غطاء له وانتج مئات المنظمات والميليشيات الدينية ظاهريا والمعززة بعشرات الفضائيات ذات التمويل الخارجي لترسيخ صورة عهد جديد ارخى ظلاله على العراق فانتج مزيجا وخليطا عجيبا بين احزاب دينية موغلة في القدم والغيبية ومؤطرة ومبرقعة بادعاءات وشعارات غربية ليبرالية , وغالبا ما تنتج الظاهرة السياسية الدينية هامشا يندرج بين حدود الترويج والتعامل والتعاون مع اهداف قوى الاحتلال واطماعه في تدمير كل شئ , ليس فقط ضد قوى الاحتلال وانما تمتد الى تكفير واستهداف ابناء الوطن , وقد تتوغل احيانا الى داخل الطائفة او المذهب ذاته . لذلك فإن هذه الظاهرة حملت منذ البداية جذور تدميرها الذاتي من خلال تناقضاتها سواء عبر اعتماد معظم برامجها السياسية على اساس الطائفة او عبر اعتمادها وسيلتي التعاون مع المحتل او التطرف المذهبي طريقا لها في تكريس حقيقتها السياسية الجديدة في العراق . اضف الى ذلك امتداد جذور معظم هذه القوى خارج العراق . واخيرا فشلها في تقديم اية رؤى سياسية واقعية لشكل الدولة , نظرا لتناقض خلفياتها الايدلوجية والعقائدية الغيبية التي تصل في بعض الاحيان الى الاساطير والخرافات البعيدة كل البعد عن الاسلام الحقيقي وجوهره السامي .
والحديث عن طبيعة الاحزاب السياسية ذات التوجه الاسلامي في العراق وتاريخ نشأتها يمكن معرفة اسباب فشلها الذي قاد العراق الى انحدار شامل على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية .
لقد تدرجت هذه الأحزاب من حالة الضياع الى موقع التسلط بفعل الفراغ السياسي الذي خلفه الاحتلال الأجنبي وبإسناد من القوى الاقليمية التي ترعرعت في كنفها ليكشف عصر سلطتها الراهن عن طبيعتها في التصدي لمهام الواجب الوطني , فهي لم تنشأ وفق حاجة شرائح مجتمعية وجدت في الاحزاب الدينية وبرامجها تغيرا طبقيا وسياسيا حاملا لتطلعاتها الاقتصادية والوطنية , وانما تسلطت ة بفعل الامر الواقع المتسم بالانهيار المجتمعي الشامل مستندة على حالة اجتماعية مستحدثة , قوامها طبقة طفيلية من المستفيدين من مميزات السلطة ونهب المال العام الذي وصل الى مستويات قياسية .
ان نتائج فشل قوى الاسلام السياسي بعد ثمانية عشر عاما من التسلط بدا واضحا في الوعي الشعبي العام , بتعبيره عن الميل الكبير للخلاص من حكم الاحزاب الدينية في التظاهرات والاعتصامات الشعبية التي لا زالت تشهدها معظم مدن العراق منذ انطلاقها في عام 2011 حيث اختلطت الهموم المعيشية والوطنية بالسياسة وانتجت تعبيرات وطنية هتف لها الشارع العراقي تربط بشكل عفوي الفشل الاقتصادي والامني بالطبيعة الدينية للأحزاب الحاكمة التي لا تمتلك سوى الخطاب الطائفي والغيبي لتغطية فشلها وفسادها وتبعيتها .



#عبد_الهادي_الشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهداف القطاع العام , استهداف للدولة
- الفساد القضائي سبب رئيسي للفساد الإداري والمالي
- الى متى يبقى الاقتصاد العراقي اقتصادا ريعيا استهلاكيا استيرا ...
- شعلة تشرين تتوهج
- التبادل التجاري بين الدول , يعني التصدير والاستيراد المتبادل
- بماذا تتميز السياسة الصناعية في العراق ؟
- كيف يمكن معالجة ضعف اداء المصارف العراقية ؟
- التكامل الصناعي - الزراعي في العراق
- من هي الدولة راعية الإرهاب ؟
- تطوير القطاعات الانتاجية المختلفة في العراق , مهمة وطنية بام ...
- ألا ينبغي أن تتوجه المصارف العراقية للأستثمار في القطاع الصن ...
- العراق ينتصر عندما يتوحد شعبه
- لماذا تحول العراق الى سوق استهلاكي لتصريف منتجات دول الجوار ...
- من الذي اغتال الزراعة في اول بلد زراعي في العالم ؟
- الثروة السمكية والدواجن
- ماذا يعني إضاعة العراق لثمانية عشر عاما واكثر من 80 مليار دو ...
- بماذا تميزت الموازنة الاتحادية للعراق لعام 2021 ؟
- ما هي نتائج الاعتماد على نهج المحاصصة الطائفية في العراق وسو ...
- هل اهتم برنامج الحزب الشيوعي العراقي بتطوير الصناعة في العرا ...
- اعتماد موازنة العراق الاتحادية لعام 2021 على الاقتصاد الريعي ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الهادي الشاوي - الاسلام السياسي