ماذا بعد تشرين؟!

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

-
تِشْرينُ في اللغة: اسمُ شَهْرٍ من شُهُور الخَرِيف، بالرُّوميّة، وهما تِشْرِينَان: الأَوَّلُ (أكتوبر)، والثانِي َ(نوفمبر). ويوصف تشرين الأول بـ(الغدار) لأنه يغدر بالطبيعة، كونه شهر التحول في الطقس من الصيف الى الشتاء عبر فصل الخريف.
-
قالوا: (في تشرين ينتهي العنب والتين)، و(بَرْدْ تشرين يقطّع المصارين)، و(إللي ما ارتوى من حليب إمه يرتوي من مَيّة تشرين).
-
ومع أنهم قالوا في وصف المرأة:( كلَما هَلَ تشرين بترجع بنت عشرين) فإن هناك من يستعين به كرمز للغدر وتقلب الحال المفاجئ في العلاقات العاطفية والاجتماعية ؛ ففي أغنية (أصعب كلمة) من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وغناء المطرب معين شريف ، التي اشتهرت باسم (شو بيشبهك تشرين) ، يقارن الحبيب حبيبته بطقس تشرين ومنها:
-
أصعب كلمه بفكر فيها
هي الكلمه اللي قلتيها
كيف قدرتي ما تخبيها
بعيونك الحلوين
كيف قدرت تقسي عليّ
وتقولي ما عاد فييّ
اخر كلمه بقلك هي
شو بيشبهك تشرين
غدّار شو بيشبهك انتِ
من دون انذار
ع غفله بيشتي
وبيضيع حب سنين
بضيع حب سنين
شو بيشبهك تشرين.
-
ابتعد قليلا عن تقلبات تشرين وغدره بالطبيعة وعن تقلبات الحبيبة وغدرها، لأكون قريبا من تشرين الثورة العراقية 2019، وتشرين انتخابات عام 2021.
-
في تشرين الأول ثار العراقيون يريدون وطناً، ونزل كل واحد منهم ليأخذ حقه، وتحقق لهم بفضل دماء شهداء تشرين القليل مما طالبوا به؛فتحقق لهم تشريع قانون انتخاب جديد، وتشكيل مفوضية من القضاة، بعدها وفيه جرت الانتخابات، وتمخضت عن بعض التغيير في الوجوه، ونأمل أن تتغير عقول البعض ممن نزلوا للانتخابات للحصول على المناصب من أجل أن يحققوا لأنفسهم المكاسب.
وعلى وفق نظرية المؤامرة التي يتبناها الكثير من ساسة العراق، فقد شكك الخاسرون بصحة الانتخابات، وادعى بعضهم بتزويرها، ودعا البعض الآخر الى رفضها، ووصل الحد ببعضهم الى التهديد بالنزول الى الشارع لتغيير النتائج حتى لو تطلب الأمر ذلك بالقوة.
إن تشرين 2021 لا يختلف عن التشارين التي سبقته فتقلباته كثيرة وربما تكون اجواؤه اعتم من أجواء تلك التشارين.
نتمنى بعد ان انتهى العنب والتين، أن نجني حكومة لا يقطع بردُ تِشرين فيها (المصارين)، وأن يكون من فاز، ومن سيتولى الحكم ممن ارتوى من حليب أمه لا من (مَيّة تشرين).
ومع هذه الأمنيات، ما علينا إلا أن ننتظر الإجابة عن سؤالنا: ماذا بعد تشرين؟!

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل