أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - قحطان محمد صالح الهيتي - مشكلة تبحث عن حل














المزيد.....

مشكلة تبحث عن حل


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 7022 - 2021 / 9 / 17 - 13:40
المحور: حقوق الانسان
    


قال الله سبحانه وتعالى:( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، وجاء في الدستور العراقي (العقوبة شخصية).
لن اشرح المقصود بالآية الكريمة، ولا بالمادة الدستورية فهي معروفة لأولي الألباب. ومع هذا نجد اليوم بعض الجهات الأمنية تُحاسب شخصاً عن جريمة لم يرتكبها، وهذا التصرف مخالف للشرع والقانون على وفق ما بيناه في الأية الكريمة والمادة الدستورية.
من المعلوم بأن تنظيم داعش الإرهابي قد ارتكب الكثير من الجرائم التي تركت أثارا في المجتمع، ومنها حالات زواج الدواعش من بنات المدن التي احتلها دون عقد رسمي. وأن بعضهن أجبرن على الزواج قسرا، وأغلبهن قاصرات وتم الزواج بعقود صدرت عما يعرف بالمحاكم الشرعية غير المعترف بها قانونا، وقد ترتب عن تلك الزواجات ولادة الكثير من الأطفال الذين وصل بعضهم الى سن التسجيل في المدارس دون أن يكون لهم صورة قيد ولادة تثبت شخصيتهم فهم (بدون).
إن هؤلاء الأمهات العراقيات اليوم في حيرة من أمرهن؛ فهن مطالبات من قبل الأجهزة الأمنية بإقامة دعوى للتفريق بينهن وبين أزواجهن من خلال إقامة دعوى أمام محاكم التحقيق للبراءة من أزواجهن، بل وصل الأمر إلى أجبار بعضهن بإقامة الدعاوى أمام محاكم الأحوال الشخصية للتفريق بينهن وبين أزواجهن، وخيروهن بين تنفيذ هذه الأوامر أو ترحيلهن خارج مدنهن.
ومع أن الشرع والقانون لا يخول أية سلطة قضائية أو تنفيذية (أمنية) بإجبار الزوجة على هذا الفعل، إلا أننا نجد لهذه السلطات عذرا في أنها تسعى للمحافظة على الأمن وقطع دابر الإرهاب، ولكن عليها أن تعمل بروح القانون لا بنصه.
إنَّ المبادئ تستوجب أن تثبت الزوجة زواجها، بموجب حجة تصديق عقد زواج خارجي، صادرة عن محكمة الأحوال الشخصية على وفق القانون، وتأشير واقعة الزواج في سجلات الأحوال الشخصية، ومن ثم تتقدم بدعوى التفريق وإثبات نسب أطفالها إن كان لها أطفال.
إنَّ محكمة الأحوال الشخصية ترد دعوى زوجة الداعشي التي تطلب التفريق بينها وبين زوجها بسبب انتمائه الى تنظيم داعش الإرهابي استنادا لأحكام قرار مجلس قيادة الثورة (المنحل) رقم 1529 لسنة 1985، أو بسبب الضرر الذي لحق بها بسبب انتماء زوجها للتنظيم الإرهابي مالم تقدم مذكرة إذن القبض على زوجها، ومالم ترفق صورة ضوئية من الأوراق التحقيقية الخاصة بدعوى ما يعرف بـ(البراءة) من زوجها الداعشي معززة بمذكرة إذن القبض عليه، وهذا ما لا نجد اعترضا عليه فالقضاء حر فيما يطلب.
ولكني أرى بأن هذه الإجراءات زائدة في حالة كون الزوج أدين بقرار حكم صادر عن محكمة مختصة واكتسب درجة البتات، حيث يكفي مفاتحة المحكمة التي أصدرت قرار الحكم أو إدارة السجن المودع فيه المُدان للحصول على ما يؤيد ذلك، وعلى وفق ما يتوافر من معلومات تتخذ الإجراءات القانونية بالتفريق بين الزوجين.
إنني في الوقت الذي أعرض فيه هذه المشكلة أنطلق من منطلق إنساني،على وفق مبادئ القانون الدولي الإنساني، والمعاهدات والمواثيق الدولية والوطنية الخاصة بحقوق الإنسان، فالزوجة عراقية وأبناؤها شئنا أم أبينا عراقيون، وإن حرمانهم من حقهم بالتجنس محرم شرعا وقانونا، وأن لهم الحق دستوريا في أن ينالوا الجنسية العراقية، وأن يكونوا مواطنين عراقيين، وإن عدم الأخذ بهذه المبادئ الإنسانية سيولد لنا جيلاً بدون هوية مما سيدفعه الى الجنوح، وهذا ما لا يتفق مع دعوات الدولة ممثلة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية في استيعاب هؤلاء الأشخاص وبلورتهم وجعلهم مواطنين صالحين، بل ستعطيهم المبرر لأن يكونوا جيلا مناوئا للسلطة وستخلق منهم دواعشَ جددا.
إن الاجراءات التي تتطلبها دعوى الطلاق هذه كثيرة ومرهقة ، تكبد الزوجة مصاريف باهضة ووقتا طويلا ، ومعاناة مريرة جراء مراجعاتها المتكررة هي التي تحول دون تقدم الكثير من الزوجات لطلب التفريق .
أرجو أن تضع الأجهزة المختصة هذه المشكلة نصب عينها وأن تجد الحل المناسب لها، والتخفيف من معاناة هذه الفئة من النساء والأطفال المحرومين حتى من الحصول على مواد البطاقة التموينية، ومن أي مورد مالي، مع أخذ الحيطة والحذر مما قد تسببه بعض النسوة في التواصل مع الإرهابين وهذا يتحقق في المتابعة والمراقبة دون ضغوط أو مساومات، وعلينا جميعا أن نرحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم من مدينتي، الشهيد المحامي قيس حمودي الهيتي
- أستاذ المُربين، شاكر عون الدين
- علم من مدينتي، الدكتور عبد الحميد برتو الكحاح الهيتي
- علم من مدينتي- محمد أحمد الهيتي
- ومن يريد العلا
- درب الحَلاّب
- احنيني السيد عبد المحمود
- علم من مدينتي، القاص رسمي رحومي الهيتي
- علم من مدينتي، الشيخ الشهيد احمد عبد الله (اعجيبه)
- علم من مدينتي - الشيخ شهاب الدين المحشي الحياني الهيتي
- علم من مدينتي، الدكتور صفاء الحافظ
- الدَست وَر
- المتقاعد والحكومة والخط الأحمر
- وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
- كْروْنَه اطْمَّك
- معاً من أجل صحتنا
- لا تركب الموج
- لهجة مدينة هيت
- وداعا أبا حيدر!
- يتحدثون عن القدسية والقداسة ويسكتون عن ....


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - قحطان محمد صالح الهيتي - مشكلة تبحث عن حل