أرى

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 20 - 22:35
المحور: الادب والفن
    

أرى ..
أرى الفقر وحش جاثم على أحلام البسطاء الذين لا يشتهوا سوى كسرة خبز كما ينهش الثراء ألباب الذين عكفوا على تكديس الكنوز خوفا من ضياع المجد الزائل الذي لا تشبع أموالهم بطونهم المضطربة ..
أرى ..
أرى الإدمان والبحث عن اللذة والنشوة الخاطفة .. ضربات الجنس من كل لون .. القبلات الساخنة والأحضان النارية على الأسرة المطرفة .. لحظات من استراق المتعة لجسد آخذ للسقوط .. لا شئ يملئ رغبات الجسد ولا يشبع الشهوة الناخرة في العظام ... فالجسد كالهاوية لا يشبع وليس للشهوات حدود .. سراب ليس له نهاية سوى درب من الجنون ..
أرى ..
أرى سعي الإنسان في الأرض خلف الطموح والنفوذ والنجاح .. أبواب خلف أبواب بلا نهاية ... سراديب وأهوية .. دهاليز موصولة ليس لها غرفة للراحة .. لا شئ يوقف السعي الجنوني إزاء معضلة الطموح سوى حقيقة الموت ..
أرى ..
أرى أن لا شئ يرضينا أو يشبعنا فالكل في سباق الجسد .. والجسد في سباق الزمن ولا منطق من سباق الزمن ... لم يكن سوى الألم الأبدي مكافأة أكيدة في هذا السباق غير المتكافئ .. لكن ورا الجسد روح .. خلف الغيوم شعاع .. أن نرى برؤية غير الرؤية .. نستجير بذاك الأزلي الأبدي قديم الأيام أن يعطي للقلب بصيرة ، للعين رؤيا ، للجسد إفراز ... أن تنساب الروح في مدار خالقها ومصورها وجابلها .. أن تتسق وتنساق أرواحنا في روح مجد لاهوته الأسمى .. تستنير في ضوء نوره الساني .. تنطلق من آلام الجسد إلى كمال مجد الروح .. حينها نرى ما لا يمكن أن يرى .. يهدأ هذا الترابي إلى أن نعبر .. إلى خلع تلك الخيمة العتيقة وارتداء نور لا يعاين إلا كمال النور في درب حب من الأبد للأبد ..

#صموئيل_ميشيل_نسيم (هاشتاغ)       Samuel_Michel_Nessiem#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل