كيف يغفر الله ؟! (1)

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

الحوار المتمدن-العدد: 5789 - 2018 / 2 / 16 - 11:55
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

" الجميع زاغوا وفسدوا معاً ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد " .. في إشكالية غفران الخطية كان لزاماً أن نُدرك مفهوم الخطية أولاً حتى نعي ما معنى الغفران .. فالخطية هي التعدي .. التعدي على قانون الله .. على قداسة الله .. الخطية هي كل فعل أو سلوك أو فكر ضد صلاح الله وقداسته .. ولما كان الإنسان محدود في كينونته ومنذ لحظة السقوط من آدم الأول صارت طبيعته مائلة للفساد .. صار التعدي على قداسة الله أمراً واقعاً.. وكسر للقوانين الألهية أمراً نفعله جميعاً ..
فما هو قانون الله ؟
" أجرة الخطية هي موت " .. فالله هو الحياة في ذاته والانفصال عن الله هو الموت بعينه .. والخطية هي أداة الانفصال فيقول الكتاب " بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع " .. إذاً كل من يرتكب الخطية هو يرتكب التعدي وبالتالي الانفصال عن الله .. فما هو الحل لتلك الاشكالية ؟!
في تاريخ البشرية أمام معضلة الخطية والغفران كان هناك طريقان واضحا المعالم .. الطريق الأول هو طريق قايين .. أن الإنسان يفعل باجتهاد أعمالاً صالحة .. تلك الأعمال تجلب له حسنات والحسنات تذهبن السيئات .. إذاً موضوع الخطية كتعدي على الله لم يحل .. هو فقط محاولات بشرية لاسترضاء الله .. كفتي ميزان لا دخل لله فيه .. كفة للحسنات وأخرى للسيئات وهو فكر قديم بقدم الإنسان دونه الكتاب المقدس كفر بعيد عن الله كطريق قايين ودونته نقوش المعابد الوثتية كمعابد الفراعنة في حجرات مراسم دفن الموتى ورسائل الخلود .. لكن يقول الكتاب " إنما باطل بنو آدم. كذب بنو البشر. في الموازين هم إلى فوق. هم من باطل أجمعون " .. فهل الله يقبل من أيدي الخطاة والقتلة أعمال صالحة حتى يمحو السيئات .. هل يقبل الله كلي القداسة أعمالاً صالحة من أيدي قد تمادت في النجاسة ؟!!!! .. وكيف يغفر الله هكذا ؟!! هل التعدي على قانون الله بهذا الأمر البسيط ؟!! إذ كانت القوانين البشرية لها مكانتها واحترامها وقوة انفاذها للمخالفين فكم بالحري قانون الله ؟!!
هنا نضع مثالين للتوضيح .. الأول بخصوص ميزان الحسنات والسيئات .. هنالك رجل قد عاش خمسين عاماً في عمل الشر ثم طلب من قلبه توبة نصوح من الله وبعد ساعة فقط مات .. فهل استطاع في تلك الساعة أن يقوم بتلك الحسنات التي تذهبن السيئات ؟!! وما دور الله في قبول التوبة اذاً ؟ وهل اذا قبلها فلا توجد حسنات تذهبن السيئات ولا يوجد عقاب واضح لمن يتعدي على قانون الله .. فالأمر إذاً إباحة من الله للإنسان أن يرتكب ما يشاء وأن يكسر قانون الله باستهانة في حين أن البشر يحترمون قوانين البشر مثلهم .. وهل إن لم يقبلها فأين رحمته ؟
الثاني بخصوص غفران الله المتساهل بكسر القوانين .. رجل يقود سيارته طوال عشرين عاماً دون مخالفة وفي يوم كسر إشارة مرور ودونت له مخالفة .. فهل قيادته السابقة دون مخالفات تشفع له أن تمحى مخالفته الوحيدة أم أنه مجبر أن يدفع غرامة لمخالفته تلك ؟!! القانون هو القانون ..
قانون الله له احترامه وانفاذه من قبل الله أبداً لا يقوم على مبدأ ( معلش حصل خير ) فهو قانون من الله كلي العدل ..

#صموئيل_ميشيل_نسيم (هاشتاغ)       Samuel_Michel_Nessiem#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل