أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - امريكا الموشكه على الانفجار؟/ 2















المزيد.....

امريكا الموشكه على الانفجار؟/ 2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصل الولايات المتحدة حافة الانفجار الذاتي الداخلي، يترافق هذا الاحتمال غير البعيد، مع علامات اضطرارها للانكفاء، وانتهاء "القرن الأمريكي" الذي انطبع به القرن المنصرم، وكان بوتقة ومجال اختبار قاسية للايهامية الرسالية التي وطدها الراسمال، بالضد من المنظور اللاارضوي الابتدائي، النبوي الابراهيمي الذي مايزال يشكل قوة هائلة، وان تكن مازومة وواقعة تحت وطاة وطائلة التعذر الانقلابي اللازم من داخلها(1). ومهما تكن طريقة او الوسائل التي يمكن اعتمادها من لدن العقل الأمريكي من هنا فصاعدا، فانه لن يستطيع اطلاقا اذا كان يريد ان يربح ذاته، من دون الاعتراف الصريح، لابل الصارخ بان خروج أمريكا من ارضها الى العالم، قد انتهى بعكس الادعاء الايهامي، الى سلسلة لاتوصف من الكوارث لحقت بالعالم(2)، كما كانت بالاصل وقبلا قد حلت على أمريكا وأهلها وسكانها الأصليين.
لا مهرب اليوم في بلاد لم تنتج بعد ممثلي اعقالها كبنية مجتمعية فريدة واستثنائية، من مواجهة لاصلاحية الازدواج المعتمد والمستعمل هنا، سواء منه الأول الرافديني اللارضوي المستعار الذي مايزال ساريا بقوة الى اليوم، او غريمه ومغيبه الارضوي الراسمالي، المنقول من الغرب الحديث. وعلى مايبدو فان الظاهرة المجتمعية "المفقسه خارج رحم التاريخ"، كان لابد لها من ان تجتاز القرون، من السادس عشر الى اليوم، وهي نفسها القرون التي استغرقها الانبعاث الكوني الثالث الرافديني الحالي، وقبل ان تنبثق الرؤية الابراهيمه العليّة، مابعد النبوية، التي اعتمدها مؤسسوا أمريكا، مختارين طبعة لاارضوية منتهية الصلاحية، وجدوها مناسبه، مع انها موافقه لاشتراطات الانتكاس البدئي، واللاتحقق.
ولعل المسالة الأساس التي تبهض العقل الأمريكي، ناجمه عن وطاة الوصفة الغربية الحديثة للعالم، مع ثقل الأحادية الارضوية الأصلي، وهما يكرسان مفهوما عن المجتمعية لاعلاقة له بالحالة الامريكيه، ولا بالاشتراطات التي صارت تنتظم الظواهر المجتمعية بعد انبثاق الاله، وحضورها الارادي خارج سطوة البيئية، مع المقتضيات الأساسية المتعلقة بحالة أمريكا بالذات، كمجتمعية مولودة خارج رحم التار يخ، الامر الذي بعزز ممارسة المجتمعية الخاضعة للاافتكار المسبق، كما هو الحال المزدوج المهيمن على الحياة والتجلي الأمريكيين، منذ ان وطات ارجل البيوريتانيين الأرض الجديده، الى تكريس المنظور الاخر الراسمالي وتصارعهما وتمازجهما، لصالح أولوية المنظور الغربي الراسمالي، المفبرك المنقول.
ولابد على مايبدو للعقل على مستوى الفعالية الاستثنائية، من ان يقع على حافة المستحيلات شبه المنعدمة احتمالا، قبل ان يصير هو بحد ذاته قوة فعل حاسمه، مايقتضي في الحالات الانقلابيه العظمى، اشتراطات غير عادية، وفاصلة، كمثل ان تضطر الولايات المتحدة اليوم الى الانكفاء على ذاتها، ليكون ذلك سببا وعنصرا فاصلا في توقف الاليات الازدواجية التي كانت كما الحال في ارض مابين النهرين، ممكنه بسبب ماكان متاحا من ظروف التجلي الكوني، المتعدي للكيانيه، فالراسمالية مع قدر من الايهاميه الرسالية، كانت تجد لنفسها مبررات تجعل من تمددها خارج القارة الجديده، من قبيل، او نوع المسوغ والتبرير، يمنحها ومنحها القدرة على احتواء المنظور التوراتي اللاارضوي الأصل وتحويره.
وعلى عكس ماقد يظن، فان الولايات المتحدة الامريكيه، لن تتحمل وطاة الانكفاء، خصوصا بصيغته الاجبارية المتوقعه، وستكون مثل هذه النتيجه بمثابة الهزيمه الكبرى، ولحظة المراجعه والحساب من منطلق الازدواج المفهومي، الامر الذي يبشر بثورة غير مسبوقة، تنقلب معها المروية الغربيه الحداثية للعالم، لصالح المروية اللاارضوية، بالاخص حين يتوافق الحدث المشار له، والمتوقع، مع ظهور الرؤية اللاارضوية الثانيه، رؤيا التحقق الابراهيمي العلّي، مع "قران العراق" وبدء تجلي مفهوم اللاقطرية المحلوية عالميا، والتمخضات الضرورية واللازمة لتكرس الاستراتيجيات المجتمعية الانتقالية الى اللاارضوية، بعد ازاله متبقيات مفاهيم الارضوية الاحادوية، لصالح الأممية اللاارضوية القادمه، حين سيكون الشعار النافذ وقتها بين الأمريكيين حتما :"ماذا فعلتم بالرسالية وبالحلم الأمريكي" منطلقا لاعادة بعث المنظور الابراهيمي اللاارضوي، بصيغته الراهنه، مابعد النبوية الالهامية الحدسية، املا في عبور معضلة التصير المجتمعي خارج احكام البيئية غير الممكنه، وسطوة / الجهالة المجتمعية/ الغربوية الحداثية الراسمالية.
هكذا تبدا أمريكا عراقيه، وتنتهي عراقية ابراهيميه ثانيه، تبدا ابراهيميه أولى منتهية الصلاحية، هي لاارضوية زمن الانتكاسن وطغيان الارضوية، وتنتهي لابل تبدا فعليا، مع النداء الابراهيمي الختامي، قبل الانتقال الى اللامجتمعية، والى المجتمعية الانتقالية، قبل مغادرة الكوكب الأرضي، والانتقال العقلي المتحرر من وطاة الجسدية، الى الاكوان العليا؟ فهل ثمة او توجد ياترى بالفعل "عراقويه" و "امريكيه" كيانيه خاصة؟ ان مثل هذه التعيينات، او التصنيفات، هي تعيينات أحادية، مكانيه، المنظور اللاارضوي ليس مضطرا للالتزام بها، او تعريف الموضع المقصود بها، وعلى أساسها، فالعالم والمجتمعات لاارضوية كوكبيه، وجودها ليس مكانيا ابديا، وان كان، فلاسباب وموجبات موقته واضطرارية.
جاءت أمريكا الراسمالية المتماهية مع الرساليه العراقية الأولى المنقضية، الى العراق كي تمحق كيانيته، خوفا وتوجسا من اختراقه حدودها، وممكنات نموذجها الاكراهي، وإذ هي القت عليه الاف الاطنان من المتفجرات، تساوي اضعاف مااسقط على هيروشيما وناكازاكي طاقة تفجيرية، ووضعته تحت الحصار الرهيب لمدة 12 عاما، لم بعرف لها مثيل أي بلد في التاريخ، فانها أيضا وفي الساعة نفسها، كانت تكتب تاريخ افولها، وتراجع حضورها على مستوى الكوكب في لحظة صعودها الأعظم، ولم يكن الامر يتعلق كما راى بريجنسكي ب "فرصة ضائعة"(3)، فالسياقات الديناميه القابعه خلف المجريات، ومايحدث، كانت بالاصل قد حكمت على العالم مجتمعا، وعبر تصادم الازدواجيتين ابتداء، خط ولحظة الانقلابيه العظمى، وصولا لمستقرها النهائي المعد أصلا ومسبقا مع العصور الحديثة والالة، وموضعها ضمن الديناميات المجتمعية، مع قصور العقل وتوقفه دون ادراك منطوياتها.
لايمكن تصور وطاة الحال المتوقع ان تدخله أمريكا، يوم ان تضطر الى الانكفاء على ذاتها، لتواجه، أولا موضوع تبرير الذاتيه كمروية وتاسيس، مع تاريخ الوهم الرسالي، والحاح الرؤية، او السردية المقاربة للمصيرية،القادرة على تجاوزة الوهم، المخالف، المعاكس كليا لطبيعة المدعى والمقصود، حيث يستحيل تصور بقاء او استمرارية الكيانيه الامريكيه المنهارة، المهزومه على الصعيدين، الرسالي، وصعيد الحضور العالمي المرهون بالقدرة والجبروت، مايبقي الاحتدامية المتاججه مفتوحة على المجهول، لتضيف بوطأتها ونتائجها الرهييبه، وطاة الى اجمالي حال العالم الانتقالي المضطرب، الواقف من هنا فصاعدا على مشارف "العيش على حافة الفناء"، كخطوة قبل الانقلاب الاعظم .
وكل هذا يجب ان لاينسينا بان الولايات المتحدة تمتلك كمادة، عناصر مهمه ضرورية واساسية لاجل الانتقالية المبرى الى اللاارضوية، موضع بحثها والتبصر بها، يحتاج الى تلبث ووقفه من نوعه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تقول إحصاءات قامت بها جهات بحثية امريكيه موثوقه، ان أمريكا تحتوي على1586 جماعة دينيه منها 700 غير تقليديه/ طارق المتري/ مدينه على جبل؟ : عن الدين والسياسية في اميركا/ دار النهار ـ بيروت/ ص32 .
(2) في فصل بعنوان "من اين جاءت أمريكا يتابع ميشيل بوغنون ـ موردان، تصير الولايات المتحده مفهوميا، مع سياقات الرسالية المصاحبة وتجلياتها فيقول في الخلاصة " اما الاعتقاد المشترك الذي نجده لدى طهرانيي إنكلترا الجديده و " كواكرز" بنسلفانا على حد سواء، فهو تشكيل شعب مميز، وهذا الاعتقاد بالذات هو ماعزز شعور الشعب الأمريكي المقبل، بانه مختار من الله، وهو بذلك مجاز له ان يفرض رؤيته للعالم على العالمين. فمن " جندرمة الانجيل" تطور " الكواكرز" ومن ثم الولايات المتحدة، تطورا طبيعيا نحو دور " جندرمة الكون". قبل ان يصل الى فرحينيا " ارض صفوة الإنكليز الأثرياء" والواقعية التي انقلبت الى " السعي الجامح وراء الربح أينما كان ومهما كانت عواقبه".
الى ان يقول :" هكذا تتجسد هذه الازدواجية القطبيه في صورة خيالية معقدة، لها وجه ايحابي، ظاهر لوجه العالم، ووجه داكن، مكبوت لكنه ملموس" ثم " ان هجرة رواد اوربا تندرج في منطق تاريخي رباني، منطق ولادة امة جعلها الله امته حتى تكون أداة مشيئته" و " مثلما كان بالأمس حال الانكلوسكسون الذين غادروا ضفاف البلطيق ورسوا عند السواحل الانكليزيه، او حال العبرانيين الوافدين الى "الأرض المقدسة" ستقود الى قطع نهائي " وصولا الى" وهي حقا حادث مصطنع، ناشيء من إرادة الأعضاء الذين يكونونها، وبذلك تندرج، ككيان جديد، في صفحة بيضاء" الى ان يصل لحد وضع فقرة من كتابه تحت عنوان "الامة المزدوجه"، وبمقابل الرسالية الإلهية، يورد مايسميه " الوجه الاخر، المغيب، المنكر، المتهافت على مر التاريخ المقبل، فهو أمريكا الاستعباد والعنصرية .......التي ستفرض في كل مكان حضارة قائمه على الانموذج الأوحد الذي تراه مشروعا"، وكل هذه التحسسات بالخصوصية والفرادة الانتهائية، تتكرر لدى كل من نظروا الى السياقات التشكلية التي منها ولدت "الكيانيه المفقسه خارج رحم التاريخ" كع خصوصياتها الإضافية، سواء لدى ايمانويل تود، اوكلود جوليان، وغيرهم .
يراجع/ ميشال بوغنون ـ موردان/ اميركا التوتوليتارية : الولايات المتحدة والعالم الى اين ؟"/ دار الساقي ـ /مابعد الإمبراطورية : دراسة في تفكك النظام الأمريكي/ ايمانويل تود/ دار الساقي ـ / الحلم والتاريخ: او مئتا عام من تاريخ أمريكا/ كلود جوليان / منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي ـ دمشق 1978.
(3) وضع بريجنسكي متابعا اللحظة التي اتيحت لاميركا عالميا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي كتابا دالا من العنوان هو "الفرصة الضائعه".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميركا: عراقية هي ام اوربيه!!؟/1
- العراق الويرلندي والعراق العراقي والعالم؟!
- هل من عراق قبل -النطقية الثالثه-؟
- عراق النطقية الثالثه؟
- (1258) ومروية الانحطاط الحداثوية الزائفة/2
- (1258) ومروية الانحطاطية الحداثوية الزائفة/1
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/9
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/8
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/7
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/ 6
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/ 5
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/4
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي / 3
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/2
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/1
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونيه/3
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونية/ 2
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونيه/1
- عراق النطقية العقلية؟/ ملحق أ
- متى يوجد العراق .. كيف؟/6


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - امريكا الموشكه على الانفجار؟/ 2