أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - التضخم في مصر وأسبابه الاخرى















المزيد.....

التضخم في مصر وأسبابه الاخرى


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 15:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أعلن الجهاز المركزي للتعبة العامة والإحصاء في مصر عن ارتفاع معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية بنسبة 8% لشهر سبتمبر 2021 مقابل 3.3% لنفس الشهر من العام السابق ، وأضاف الجهاز أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية قد ارتفع إلى 6.6% في سبتمبر من 5.7% في أغسطس ، وارتفع التضخم الأساسي بمصر إلى 4.8% في سبتمبر على أساس سنوي، من 4.5% في شهر أغسطس، بحسب بيانات للبنك المركزي المصري ، الذي اكد ان معدل التضخم السنوي لايزال عند النطاقه المستهدف الذي وضعه البنك وهو عند مستوى 7% (بزيادة أو نقصان2%).
على الرغم ما يقال ان التضخم في مصر مازال عند المستويات المطلوبة والتي حددتها السلطة النقدية والمالية المصرية ، إلا ان من يهبط الاسواق ويراقب حركة مستويات الاسعار خلال السنوات الخمس الماضية ، يعلم ان معدلات التضخم الحقيقية اعلى من الارقام المعلن عنها ، وذلك من خلال رصد التدهور الملحوظ والمستمر الذي يطرأ على القـوة الشرائية لوحده النقد ، حيث للوصول الى الارقام الصحيحة والحقيقية يتطلب ان تكون البيانات المقدمة دقيقية ونسبة الخطأ فيها متناهية للغاية ، وذلك بفضل امتلاك مجموعة فعالة من البرامج والادوات العلمية والتكنولوجية التي تساهم وتساعد على تقييم الوضع وتغير الاسعار في الاسواق بدقة ، وان تكون شاملة للحضر والريف على حدا سواء في مصر، فمعظم البيانات التي يتضمنها الرقم القياسي للاسعار في مصر، تكون قاصرة على عدد محدود من محافظات الجمهورية ، كما ان اقتصار العينة التي تشملها الأرقام القياسية على أنماط المستهلكين اغلبهم في الحضر عن الريف يقلل من أهميتها في عكس التغيرات في مستوى معيشة الأفراد ، كما إن الجهاز في مصر لا يقيس سوى أسعار نحو 1000 سلعة وخدمة فقط وهذا غير كاف للوصول الى رقم قياسي دقيق ، كما أن اعتماد الأجهزة الإحصائية في مصر على الأسعار الرسمية لمبيعات التجزئة عند إعداد الأرقام القياسية لا تعكس حقيقة الأرقام الفعلية، نتيجة انتـشار ظاهرة التعامل في السوق السوداء، وتحديد الأسعار في السوق وفقا لقوى العرض والطلب .
التضخم يعني وجود فجوة بين المعروض من السلع والخدمات والطلب الفعلي عليها ، وقد عرف الاقتصاديين التضخم على أنه الزيادة المستمرة في اسعار السلع والخدمات عندما يكون الطلب الكلى عليها أكبر من العرض الكلى ، بمعنى زيادة إضافية في الطلب لا يواكبها زيادة في إنتاج السلع والخدمات ، والنتيجة حدوث زيادة في الأسعار، وهذا يؤدي بدوره الى اختلال التوازن بين العرض والطلب ، مما يدفع بطريقة غير مباشرة الى اختلال التوازن بين خلق الأرصدة النقدية والتوسع في الاقتصاد ، وبالتالي الى حدوث توسع في المعروض النقدي بوتيرة أسرع في الاقتصاد، ينتج عن هذا ارتفاع مستويات التضخم ، فالتضخم دائما وابدا مرتبط بحدوث تطورات في عدد من المتغيرات الاقتصادية كالعرض المتاح والطلب الفعلي وكمية النقود المعروضة للتداول وأسعار الفائدة بالإضافة الى مستوى التشغيل في الجهاز الإنتاجي .
فحسب المفهوم في مصر لنظرية الاقتصادي جون مينارد كينز ،اتضح ان إذا ما ازدادت كمية النقود المعروضة للتداول تزداد حجم السيولة النقدية، التي يحتفظ بها الأشخاص نتيجة لانخفاض سعر الفائدة. وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الميل للاستهلاك، وانخفاض الميل للادخار. ومع انخفاض أسعار الفائدة وزيادة الميل للاستهلاك فإن المشروعات القائمة ترفع مستويات التشغيل، وتظهر استثمارات جديدة عندما يقوم رجال الاعمال بالحصول على قروض بأسعار فائدة منخفضة لتمويل مشروعات إنتاجية جديدة بسبب الميل للاستهلاك ،متناسين ،اولا، أن الزيادة في الطلب الفعلي نتيجة زيادة كمية النقود تسبق الزيادة في الإنتاج نتيجة الاستثمارات الجديدة وما تتطلبه من خفض في اسعار الفائدة ، ثانيا ،ان الأجهزة الإنتاجية والموارد الاقتصادية التي تمتلكها الدولة هى في الاصل في حالة توظيف كامل، حيث يؤدي حـدوث زيادة في حجم الطلب الكلي على السلع والخدمات عن العرض الحقيقي منها، إلى ارتفاع المستوى العام للأسـعار، نظرا لعدم وجود موارد اقتصادية عاطلة يمكن استخدامها لمواجهة الزيادة في حجم الطلب على السلع، لأن الزيادة في الطلب الكلي لن يصاحبها زيادة في العرض الحقيقي من السلع والخدمات حيث عناصر الإنتاج تعمل بطاقتها القصوى وهذا هو السبب الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وحدوث التضخم ،ثالثا ،ان ما يحصل عليه رجال الاعمال من قروض باسعار منخفضة قد لا توجه في مجملها الى الانتاج السلعي لمواجهة الزيادة في الطلب بكل توجه الى قطاعات اخرى كالانشاء العقاري والخدمات السريعة ،اذن ، ما يحدث في مصر الأن من متغيرات إقتصادية ، أثبتت أن النظرية الكينزية التي احدثت نقلة نوعية كبيرة في تفسير التضخم وتحديد كيفية حدوثه ومعالجته تناولها بهذا المفهوم لا يمكن صحتها على الاقتصاد المصري ، حتى من جانب العلاقة بين التضخم والبطالة والتي هى في علاقة عكسية حسب كينز لا تنطبق كذلك على الإقتصاد المصري(كلما ارتفع معدل التضخم انخفض معدل البطالة والعكس صحيح)، فحسب كينز أن ارتفاع التضخم يرتبط بزيادة الطلب الفعلي وتجاوزه العرض المتحقق من السلع والخدمات والجهاز الإنتاجي في وضع تشغيل كامل، ومعروف أن حالة التشغيل الكامل تعني وصول معدل البطالة إلى حده الأدنى ، فالحالة المصرية خالفت توقعات كينز ، حتى من ناحية التضخم المنخفض أو حتي الانكماش .
فالمشكلة لا ترجع الى الإستيراد وإرتفاع تكلفته او إعتماده على العملة الصعبة كما يروج البعض هروبا من معرفة الاسباب الحقيقية ، بل في المقام الاول ترجع الى خلل في هيكل الإقتصاد الإنتاجي والعوامل الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدولة ، وعلى رأسها الإقتصاد الموازي والإحتكار والفساد " الإداري والتوزيعي والسوقي والتسويقي والرقابي "، وخلل الطبيعة الهيكلية للتخصص في إنتاج المواد الأولية، وجمود الجهاز المالي للحكومة، وضآلة مرونة عرض المنتجات الغذائية،كذلك الإختلالات الناجمة عن:* الزيادة في حجم السيولة المحلية بمعدلات تفوق الزيادة في الناتج القومي الحقيقي ، * الزيادة في حجم الاستهلاك النهائي على حساب تكوين المدخرات القومية التي توجه نحو الزيادة في حجم الاستثمارات في الاقتـصاد الكلي المصري ، * الزيادة في حجم الإنفاق الحكومي والذي يمول من خلال الاقتراض من الجهاز المصرفي والاعتماد على القروض التضخمية من الخارج مما يـساهم فـي تغذية الضغوط التضخمية ودفع مستويات الأسعار المحلية نحو الارتفاع ، كذلك الاختلال الناجم عن فجوة الموارد المحلية والتي تنشأ نتيجة الزيادة في حجم الاستثمارات المخططة عن الادخار المحقق ، ايضا الاختلال الناجم عن علاقة النمو بين قطاعات الاقتصاد القومي حيث الاهتمام بقطاعات كالعقارات والتوزيع والخدمات على حساب قطاعات اخرى اكثر اهمية وحيوية كالقطاعات السلعية والصناعات التحويلية وبالتالي حدوث انخفاضا فـي نـسبة مساهمتها في إجمالي الناتج المحلي بالأسعار الجارية،كذلك الاختلال في بنيان هيكل قطاع التجارة الخارجيةحيث اعتماد الاقتصاد على تصدير سلع نفطية محدودة وكميات محدودة من السلع الغذائية والحبوب ، وفي المقابل ارتفاع حجم الواردات سواء كانت سلعا جـاهزة أو مواد أولية، بالإضافة إلى الواردات من الآلات والتجهيزات ومعدات الإنتاج الصناعي والزراعي وغيرهـا ،بالاضافة الى عدم وجود سوق حقيقية وفعالة لتداول الأوراق المالية ، هدفها الاساسي خلق طرق ومجالات لزيادة المدخرات المحلية لتـوفير الموارد المالية التي تستلزمها المشروعات الاستثمارية من اجل تحقيق الاستقرار في مستويات الأسعار المحلية ، فضلاً عن قصور في طبيعة عملية التنمية الاقتصادية وما تولده من اختلالات مجتمعية كالطبقية والتمايز والفقر.
فالحالة التضخمية في المصرية تعدت التضخم العادي والتضخم المكبوت ، لتصبح تضخم مزمن ،وخير دليل ان حالة التضخم التي يعاني منها الاقتصاد المصري تجاوزت في مدتها 6 سنوات وما زالت أسعار السلع والخدمات تواصل إرتفاعها ، والقوة الشرائية للعملة النقدية في انخفاض مستمر ، فزيادة الأسعار تؤدي إلى إرتفاع تكاليف المعيشة بوتيرة متسارعة ، وتزداد المشكلة تفاقما مع ثبات الاجور ، ويكون المتضرر من جراء ذلك أصحاب الدخول الثابتة ومحدودي الدخل واصحاب المعاشات، لأنهم سوف يشترون بدخلهم سلعاً وخدمات أقل من ذي قبل ، وبالتالي سيكون أثر ارتفاع الأسعار على المستهلكين سلبيا، حيث يحصلون على كميات أقل من السلع والخدمات بنفس المبلغ من الدخل النقدي الذي يحصلون عليه ، وبالتالي انخفاض مستمر في مستوى معيشتهم .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طالبان لن تصبح دولة والمشهد القادم بانخشير
- رغيف العيش بين الزيادة ورفع الدعم
- فخ مقترح الاتفاق المرحلي لتعبئة سد النهضة
- الاقتصادات المتقدمة..تضخم نفقة ام طلب
- المملكة الأردنية..وسيناريو الإتحاد والترقي
- الاقتصاد المصري بين البورجوازية والارستقراطية
- عزبة الهجانة...الفرق بين النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية
- قصة في سطور - هل غلقت الابواب -
- البنك المركزي المصري وادواته الاخرى
- اكليل اخر من الزهور على ارواح جنودنا المصريين
- اللي ابوه قاضي ميضربش على بطنه(طفل المرور ابن القاضي)
- هل بالذبح نرد على رسوم فرنسا؟
- الجنيه المصري بين الغطاء النقدي والجنيه الذهب
- هل معدلات التضخم المعلنة في مصر دقيقة؟
- النص بين التأويلية الإنسانية العالمية والتاريخانية النحوية
- ديليسبس هو شيلوك المحتال في تاجر البندقية لشكسبير
- إثيوبيا من التسويف والتعنت الى التبجح والاستفزاز
- سد النهضة الاثيوبي... سيناريو سد أليسو التركي
- الديون الخارجية...وسوء ادارتها في مصر
- هل تصنيف وكالة ستاندرد آند بورز وموديز لمصر منصف!؟


المزيد.....




- أردوغان في أربيل.. النفط وقضايا أخرى
- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل
- -تسلا- تعتزم تسريح نحو 2700 موظف من مصنعها.. بهذه الدولة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - التضخم في مصر وأسبابه الاخرى