أياد الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 13:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعتادت القوى الشيعية أن تأخذ موقع رئاسة الوزراء بأعتبارها الكتلة الأكبر ، وهذا لاشك هو أستحقاق أنتخابي لهم ، ولكن هذا الموقع المكتسب بالحق له ثمن غالي تدفعه الجماهير التابعة للكتل التي خرج منها رئيس الوزراء ، لأن من يستلمه يتعرض لأبتزار الكرد والسنه ، بل وقد أفرغوه من محتواه عبر تجريد رئيس الوزراء من كثير من الصلاحيات ، وقد شاهدنا كيف تمادى رئيس الجمهورية برهم صالح وتدخلاته الكثيرة ، كما لا ننسى تحركات وتصريحات وسفرات رئيس البرلمان محمد الحلبوسي التي زاحم بها صلاحيات رئيس الوزراء، وهذا خلاف العرف السياسي بالعالم ، فمثلاً أنا عايش ٢٧ سنة في دولة السويد ،وهي من الدول المشهود لها بديمقراطيتها ، لم أشاهد يوماً أن رئيس البرلمان السويدي قد صرح لوسائل الأعلام أو سافر الى دول العالم الا ما ندر ، بل جل وقته وعمله في البرلمان لأدارة الجلسات والمداولات البرلمانية ، فهو ينشط كثيراً خاصة في وقت تشكيل الحكومة ، أما الحلبوسي فهو يصول ويجول ومالء وسائل الأعلام تصريحات ، حتى بات يهدد ويشتم من على شاشات التلفزيون ، في حين تنازل الشيعه عن الكثير من حقوقهم التي كسبوها جراء فوزهم الساحق بالأنتخابات بحجة التوافق وطمئنة الأخر ، فنرى الكرد والسنه لا يوافقون على شخص رئيس الوزراء الا مقابل أمتيازات ، وبالنتيجة لم يربح الا شخص من يحتل موقع رئيس الوزراء ، أما الجماهير التي تتبع الكتل التي رشحت رئيس الوزراء فتخرج خالية الوفاض بأعتبارها أم الولد ، فهي فقط ترضي الأخرين ، وهذا ما لمسناه في الدورات السابقه، لذى أرى على الشيعة أن تأخذ رئاسة البرلمان بدل رئاسة الوزراء ،لأن مصالح الجماهير أهم من مصلحة شخص واحد يحتل موقع رئيس وزراء وبالتالي الحصول على أمتيازات هذا الموقع وحده ، كما أن رئاسة البرلمان لها أهمية كبيره وخطيره في هذه الدورة بالذات ، ومن أخطرها أن عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني أن مُررت فهي تُمرر من تحت قبة البرلمان ، بالأضافة الى أمور أخرى تمس وجود القوات الأجنبية وأخرى داخلية تمس وحدة وسيادة الأرض العراقية، كما أن هناك أمور ذات أهمية كبيرة تنتظر العمل الجدي من قبل رئيس البرلمان ، كما لا ننسى أن لرئيس البرلمان الأهمية البالغة في كشف وترويج ملفات الفساد التي تستر عليها بعض رؤساء البرلمان أو على الأقل ساهموا بتأخيرها في الدورات السابقة.
#أياد_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟