إذن: ننام على عسل..!؟

جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ بضعة عقود وليلتان، لم أنم مطمئناً كما نمت ليلة البارحة وذلك بعد أن عدت وقد أقسمت أنها المرة الأخيرة التي أذهب فيها وأعود، من جلسة دردشة افترسها بجدارة تنظيرية قلَّ مثيلها بعض الأفندية الأعضاء في أحزاب ديموقراطية من النوع الفاخر، أي أن جميع الأعضاء العاملين فيها والعاطلين، نسخ طبق الأصل عن الأمناء العامين ورؤساء الأحزاب الفخريين بتاعتهم..!
أما السبب في هذا النوم المهيب، فهو لا يتعدى ما أذاعه علينا الرفيق الذي استفرد بكامل مدة الجلسة، فهو وبكل ثقة استباقية، سرَّب خبر اجتماع خطير ومصيري حصل قبل يوم واحد في مدينة ما في بلد ما في قارة ما وكله من دواعي التكتيك العملياتي في تقنيات السرية والعلنية..! وقد عبَّر جميع الحاضرين في الجلسة عن إعجابهم العجيب بهذا التكنيك، وتلك الفهلوية..! لكن، في التفاصيل، جرت بعض المشادات التي ليس لنا فيها ناقة ولا معيز غير أننا اضطرننا في هذه العجالة للتذكير بها عسى وعلَّ ينتفع بها واحد من الشعب الذي لا يعجبه عجب أي إذا تأسست أحزاب يدير وجهه نحو الخلف وإذا لم تتأسس أحزاب لا يدير وجهه بالمرة.!
قال الذي استفرد وتحدث: إن مجموعة من الدكاترة المحترمين المختصين في كذا علم، أقسموا اليمين أمام شلة من الشهود تمت دعوتهم لحضور القسم على العمل ( الحسيس ) نهاراً وحتى منتصف الليل كل يوم وعلى مدار فصول السنة ومن غير عطلة كي تتحقق نهضة الشعب السوري القاعد منذ أن حاول البعث في أوائل الستينات بعثه ولم ينبعث حتى اليوم..! فالنهضة يا جماعة، والحديث للمتحدث إياه وأنا لست مسئولاً عن نقطة ولا فاصلة فيه أبعدنا الله عن كل المسؤوليات الجسام كالتي التي تنطح لها جمع الدكاترة مجاناً ولوجه الشعب السوري اليتيم..! إذن النهضة تستلزم وجود حزب مختص بالنهوض والاستنهاض كي ينام الشعب على عسل..! وما العيب في ذلك طالما أن الهدف مشرِّف ونبيل..!؟ العمى.. حتى الأهداف المشرِّفة لم تعد تصلح كعدة شغل في هذا الزمن العجيب..!
وحدي أنا كنت مسروراً ومبسوطاً وفي غاية الانشراح.. وكيف لا أكون كذلك وقد سمعت بأم أذني خبر المتحدث المستفرد عن إعادة تأسيس حزب النهضة..؟ وبخاصة أن الجماعة أثبتوا من قبل و بالدليل الملموس ( جهوزيتهم للنهوض ) وذلك حين نهضت غالبية الأعضاء في مرحلة التأسيس الأولى وخرجت بعد نهوضها من الحزب لتؤسس التجمع الديموقراطي الحر الذي سرعان ما استقطب بدوره جحافل الديموقراطيين ( البلديين ) أي من الأحرار فقط..! وكيف لا يتضاعف سروري وأنا أرى جمهرة النهضويين وقد تنطحوا لوجه الله تعالى وأقسموا على التضحية أمام الشهود الذين تمت دعوتهم لحضور الحفل على استنهاض تنابل البلد والعمل الدءوب يداً بيد من أجل نهضة سوريانا العزيزة..؟ أصلاً هي المرة الأولى التي تحدث فيها عملية ولادة بحضور جمهرة من الشهود.!
ولكن، الأكثر أهمية في خبر صاحبنا المستفرد كان أن الجماعة شكلوا الأمانة العامة للحزب ولم يبق أمامهم سوى تشكيل الحزب..!؟

#جهاد_نصره (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات