أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واصف شنون - في الحقيقة والواقع














المزيد.....

في الحقيقة والواقع


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


يقول جوزيف ستالين (أن الحقيقة هي دوما الخاسر الأكبر في كل حرب )،والقول الستاليني هذا إذا كان صحيحا يؤكد حقيقة و حقائق الحروب على الرغم إن مُنتج القول هو دكتاتور شرس وعنيف وكذلك ثوري وقائد حروب ومحن .

****
وحين نتوغل في حقيقة الأشياء أكثر .نجد مواصفاتها الباطنية الجوانية البسيطة ،فالأبواب التي نغلقها ونطرقها،والكراسي التي نستريح عليها ونتسلط منها ،والمناضد التي نأكل حولها ونتسامر ونتأمر ...،ماهي إلا أشجار قد جفت .... !!.
أما البترول الذي أغنى المحظوظين وأفقر المتعوسين و يحلو لي تسميته شعريا ً بـ ( دم الكوكب ) فما هو وحسب الجيولوجيا إلا كائنات قد وافاها الأجل وأندثرت منذ لا أعرف من الدهور ....

****
الأنسان حقيقة ،أما واقعه فهو غرب وشرق وشمال وجنوب ،أسود وأبيض وأشقر وأسمر ،موسيقى وقنابل وشموع،كنائس ومساجد وكهوف،قصور وبرلمانات وكازينوهات ،شوارب وغلمان وسبايا ،سادة وعبيد ووسطاء،فطاحل وأغبياء وشقاوات ،سفلة ونزهاء واصحاب بيوت ،فقهاء وأتباع ومنبوذين...،وحصل الأنسان جراء ذلك على دول غنية وفقيرة ،متخلفة ومتحضرة ،مسالمة وارهابية ،صحراوية وبحرية ،عالمية وثانوية،مخيفة ومضحكة ، دكتوريات تُهجر وتُشرد ودول لجوء وهجرة تستقبل ..

****
أربعة نساء لبنانيات جنوبيات وقد تجاوزن الثمانين من العمر أو أقل ،ظهرن يولولنّ عن الفظاعة ،عن الحقيقة ،حقيقة الحرب ،فقد دفننّ جثتين من الجيران في صالة البيت بحجارة المنزل المنهار وفتات الكونكريت ،بينما رابعتهن الثمانينية تتربع مع مخدتها عرش تواليت البيت المقصوف وهي تنظر الى لا شيء،تصرخ إحدى الجدات ،لقد دفناهم هنا بيننا (أي الجيران ) في إنتظار الصليب الأحمر ،لكننا لم نكن ننام على طوال شهر من القصف ورائحة الموت ...،كل ذلك كان على البـ (BBC)...

****
كنا أنا وصديق علماني متشدد (أيد مقاومة حزب الله الحالية لأسرائيل بكل قوته المادية والمعنوية ) ،ننظر ُ الى مشاهد الخراب اللبناني ،كنت حزين أكبت الدموع ،وصديقي يبكي ..،حتى أضحكني فجأة حين قال :- ألعل إسرائيل لها عداوة خاصة مع الأحجار ..؟
وكدت أقول له ،مثلما لحزب ألله علاقة مع (الشهداء ) ...
والحقيقة هي قرى مدمرة وقتلى ...ونحن نحتسي البيرة في سيدني ..!!

****
الحقيقة ،إن المجتمع العراقي الذي هتف بحبال المشانق لأعداء الوطن والشعب في خمسينيات القرن المنصرم ،هو نفس المجتمع الذي حارب ايران الخمينية في ثمانيات نفس القرن تحت الدكتاتورية التكريتية ،وهو نفس المجتمع الذي يتحارب الأن ويأوي قتلته ُ ،ويتحالف مع أعدائه علنا ً ويشمر عن ساعديه لقتل الأبناء في أرض الرافدين .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صنع الكراهية ..
- حرب أهلية
- مداخلة وتعليق :هل سيكون درسا ..؟
- ُجند الرب ...وحلفاء ألله
- صفارات ..
- ضيوف الهاشميين
- شرف وشرفاء
- هجرة سيد القمني أوعودته
- العربة....الإسلام
- الجنوب والفتى
- عراقيون في مهرجان سيدني للكتّاب
- في امسية تأبينية في سيدني، تألّق الشاعر كمال سبتي
- صباح الدم ّ المراق
- ينحدرُ المجنون إلى العقل
- موت ... دخان أسود ... و زفة عرس
- الحمار .. في نعي كمال سبتي
- النقاب والمايوه ...في قضية ميشيل ليزلي
- السندان..والسيستاني
- عالم قبيح ..
- عمرو موسى ...كنّاس الشارع العربي


المزيد.....




- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واصف شنون - في الحقيقة والواقع